حكيم جمعة: سعيت للتمثيل في «أحلام العصر»

قال لـ«الشرق الأوسط» إنه متفائل بنجاح الفيلم في دور العرض السعودية

حكيم جمعة رفقة أبطال فيلم {أحلام العصر} في مهرجان البحر الأحمر السينمائي (المهرجان)
حكيم جمعة رفقة أبطال فيلم {أحلام العصر} في مهرجان البحر الأحمر السينمائي (المهرجان)
TT

حكيم جمعة: سعيت للتمثيل في «أحلام العصر»

حكيم جمعة رفقة أبطال فيلم {أحلام العصر} في مهرجان البحر الأحمر السينمائي (المهرجان)
حكيم جمعة رفقة أبطال فيلم {أحلام العصر} في مهرجان البحر الأحمر السينمائي (المهرجان)

قال الفنان والمخرج السعودي حكيم جمعة إن حلمه الكبير الذي يسعى إليه هو المساهمة في تكوين هوية سينمائية تميز السينما السعودية حينما تُعرَض في أي مكان بالعالم، في ظل التقدم الكبير الذي تعيشه السينما في المملكة خلال السنوات الأخيرة.

وأعرب جمعة عن تخوفه وقلقه من طول فيلمه الجديد «أحلام العصر» الذي عُرِض ضمن فعاليات «مهرجان البحر الأحمر السينمائي»، أخيراً، قائلاً لـ«الشرق الأوسط»: «تخوفت كثيراً من فكرة تقبُّل الجمهور لمشاهدة فيلم سينمائي مدته 3 ساعات، ومن الموضوعات التي يناقشها الفيلم لكونها جديدة ومختلفة على المتلقي السعودي، لذلك كنت أضع يدي على قلبي طيلة وقت عرضه العالمي الأول في (مهرجان البحر الأحمر السينمائي)»، موضحاً أن «هذا القلق زال حينما قابل الجمهور عقب انتهاء العرض، ورأى الفرحة والسعادة على وجوههم»، متمنياً أن «تستمر تلك السعادة حينما يُعرَض الفيلم أمام الجمهور في صالات العرض أو المنصات الرقمية»، وأعرب عن تفاؤله بـ«نجاح الفيلم محلياً».

حكيم جمعة (مهرجان البحر الأحمر السينمائي)

يرى حكيم جمعة أن أكبر تحدٍ واجه فيلم «أحلام العصر» هو مدى تقبُّل الجمهور لأفكار الأخوين قدس، قائلاً: «الفيلم واجه تحديات عديدة، من بينها: ما الذي سيُقدَّم من الأخوين قدس، بعد النجاح الساحق الذي قدماه في فيلمهما الأول (شمس المعارف)، فالجميع يريد أن يعرف ما الأفكار الجديدة التي سيقدمانها، وهل كان نجاحهما السابق وليد الصدفة، أم أن لديهما أفكاراً جديدة ومختلفة ومشوقة؟!».

وكشف الفنان السعودي أنه هو الذي سعى وألح لتجسيد شخصية «حكيم» في الفيلم: «حينما علمت بقيام الأخوين قدس بالتحضير لفيلمهما الجديد (أحلام العصر)، بدأت أبحث واسأل عن الفيلم لكي أحجز لنفسي دوراً فيه، وبالفعل قمتُ بعمل الاختبارات الخاصة بالفيلم، وكنت أنتظر نتيجة الاختبار، لأمنيتي بالعمل معهما».

ويكمل: «حينما علمتُ باختياري لأداء شخصية (حكيم) سعدت للغاية، لأنها أكبر مساحة دور تمثيل لي في بلدي السعودية، وثانياً لأنها شخصية مركَّبة ومعقَّدة، وتجعلني أقدم كل ما في جعبتي التمثيلية للجمهور، فأنا كنت أريد أن يرى المشاهد العربي والسعودي قدرات حكيم التمثيلية التي لم يرها من قبل».

وبسؤاله عن سبب سعيه للمشاركة في الأعمال السينمائية السعودية بعد خوضه تجارب في هوليوود، من بينها الفيلم الأميركي «قندهار»، رفقة الفنان البريطاني جيرارد باتلر، قال: «مهما شاركت في هوليوود، وكانت لي شعبية في الخارج. ما زالت لبلادي عليَّ حق، أحب بلدي وأتمنى أن أراه في أعلى المستويات، شاركت في أميركا، وربما أشارك في بلاد أخرى، ولكن سأعود لبلدي، وأدعم مواهب بلدي، فقد سعيتُ للتمثيل تحت قيادة الأخوين قدس، وسأسعى للتمثيل تحت أي موهبة سعودية».

وعن تقييمه لأداء السينما السعودية خلال الفترة الماضية، قال: «عام 2023 شهد أعمالاً سعودية رائعة، وكان لنا وجود كبير في مهرجانات عالمية، مثل (كان) و(فينيسيا)، من خلال (هيئة الأفلام السعودية)، كما كان لدينا 3 أفلام تُعرَض وتتنافس على جوائز مهرجان (تورونتو)، وأرى أن عام 2024 سيكون أفضل، وسيشهد حركة سينمائية كبرى، وأفلاماً بأفكار سعودية مختلفة، خصوصاً بعد النجاح الكبير الذي شهدناه في (مهرجان البحر الأحمر السينمائي)، بأفلام مهمة مثل (حوجن)، و(مندوب الليل)، و(أحلام العصر)، و(هجان)».

ويضيف: «سيكتب التاريخ أن الأفلام السعودية تفوقت على الأفلام الأميركية في الإيرادات بالمملكة هذا العام، أي أن أفلامنا التي قدمها المخرجون السعوديون تفوقت على أفلام جيمس كاميرون ومارتن سكورسيزي محلياً، وهذا أمر جيد».



لماذا تعثرت خطوات مواهب المسابقات الغنائية؟

لقطة من برنامج إكس فاكتور ({يوتيوب})
لقطة من برنامج إكس فاكتور ({يوتيوب})
TT

لماذا تعثرت خطوات مواهب المسابقات الغنائية؟

لقطة من برنامج إكس فاكتور ({يوتيوب})
لقطة من برنامج إكس فاكتور ({يوتيوب})

رغم تمتع بعض متسابقي برامج اكتشاف المواهب الغنائية العربية بشهرة واسعة خلال عرض حلقاتها المتتابعة، فإن تلك الشهرة لم تصمد طويلاً وتوارت بفعل اختفاء بعض المواهب الصاعدة من الشاشات عقب انتهاء مواسم تلك البرامج، وفق موسيقيين تحدثوا إلى «الشرق الأوسط» وأثاروا تساؤلات بشأن أسباب تعثر خطوات المواهب الصغيرة والشابة وانطلاقها بشكل احترافي في عالم الغناء.

الناقد الفني المصري أحمد السماحي الذي كان مسؤولاً في أحد هذه البرامج أكد أن «الغرض من هذه البرامج هو الربح المادي وليس الاكتشاف الفني»، ويضيف لـ«الشرق الأوسط»: «بعض القنوات تستغل طموحات الشباب الباحثين عن الشهرة لتحقيق مكاسب دون إضافة حقيقية للفن، والدليل أن كثيراً من المواهب التي ظهرت من خلال هذه البرامج، وصوّت لها الملايين في أنحاء العالم العربي تعثرت بل واختفت في ظروف غامضة».

محمد عطية ({فيسبوك})

وتعددت برامج اكتشاف المواهب الغنائية عبر الفضائيات العربية خلال الألفية الجديدة ومنها «سوبر ستار»، و«ستار أكاديمي»، و«أراب أيدول»، و«ذا فويس»، و«ذا إكس فاكتور»، و«ستار ميكر».

ويوضح السماحي: «رغم أن كثيراً من هذه الأصوات رائعة، لكنها للأسف الشديد تجلس في البيوت، ولا تجد فرصة عمل، مثل المطرب الرائع الصوت محمود محيي الذي هاجر من مصر بعد حصوله على لقب (ستار أكاديمي) في الموسم التاسع عام 2014، حيث اضطر للتخلي عن حلمه بالغناء، متوجهاً للعمل موظفاً في إحدى الشركات».

نسمة محجوب ({فيسبوك})

ويؤكد الناقد الفني أن «هذه البرامج اكتشفت مواهب حقيقية، وسلطت الضوء على كثير من الأصوات الجيدة، لكن أين هم الآن في عالم النجوم؟».

ورغم أن «مسابقات الغناء كانت تركز على الدعاية والأنشطة التجارية، فإنها في الوقت نفسه قدمت فرصاً لكثيرين، فإن الحكم في النهاية يكون للكاريزما وحلاوة الصوت، ما يساعد على الانطلاق والمضي قدماً، وتحقيق جماهيرية بالاعتماد على النفس». وفق الشاعرة السورية راميا بدور.

محمد رشاد ({فيسبوك})

وأوضحت بدور في حديثها لـ«الشرق الأوسط»، أن «هذه البرامج كانت النقطة المحورية التي ساعدت بعض المواهب على الانتشار، لكنها ليست منصفة أحياناً وكلما خاضت الموهبة منافسات أكبر واستمرت ذاع صيتها، ولكن بالنهاية أين هم حاملو الألقاب؟».

في المقابل، يشدد الملحن المصري وليد منير على أن برامج مسابقات الغناء تسلط الضوء على المواهب وتمنحهم فرصة الظهور، لكن النجومية تأتي عقب الشهرة المبدئية. ويضيف لـ«الشرق الأوسط»: «صناعة قاعدة جماهيرية للمواهب أمر صعب، ويبقى الاعتماد على اجتهاد المطرب من خلال (السوشيال ميديا) لاستكمال الطريق بمفرده». وحققت كلٌّ من جويرية حمدي ولين الحايك ونور وسام وأشرقت، شهرة على مستوى العالم العربي عبر برنامج «ذا فويس كيدز»، لكن الأضواء توارت عن معظمهن.

أماني السويسي ({فيسبوك})

ويرى الناقد الفني اللبناني جمال فياض أن «جيل ما قبل الألفية الجديدة حقق علامة بارزة من خلال برامج اكتشاف المواهب في لبنان»، ويضيف لـ«الشرق الأوسط»: «هناك نجوم كثر خرجوا من هذه البرامج وأصبحوا نجوماً حتى اليوم، لكن البرامج التي أنتجت خلال الألفية الجديدة لم تؤثر مواهبها في الساحة باستثناء حالات نادرة». وأوضح فياض أن «سيمون أسمر صاحب برنامج (استوديو الفن) كان يرعى النجم فنياً بشكل شامل، ويقيم حفلات كبيرة لتفعيل علاقاته بالإعلام»، وأشار إلى أن «بعض المواهب هي اكتشافات ولدت ميتة، وقبل ذلك تركت بلا ظل ولا رعاية، لذلك لا بد أن يعي المشاركون أن نهاية البرنامج هي بداية المشوار بعد الشهرة والضجة».

فادي أندراوس ({إنستغرام})

وساهمت هذه البرامج في بروز أسماء فنية على الساحة خلال العقود الماضية، من بينها وليد توفيق، ماجدة الرومي، وائل كفوري، راغب علامة، غسان صليبا، نوال الزغبي، ديانا حداد، ميريام فارس، رامي عياش، علاء زلزلي، وائل جسار، إليسا، وإبراهيم الحكمي، وديانا كرزون، و ملحم زين، شادي أسود، رويدا عطية، شهد برمدا، سعود بن سلطان، سعد المجرد، وكارمن سليمان، ومحمد عساف، دنيا بطمة، ونداء شرارة، ومحمد عطية، هشام عبد الرحمن، جوزيف عطية، شذى حسون، نادر قيراط، عبد العزيز عبد الرحمن، ناصيف زيتون، نسمة محجوب، وفادي أندراوس، وأماني السويسي.

لكن موسيقيين يفرقون بين برامج الألفية القديمة التي كانت تعتني بالمواهب وتدعمها حتى تكون قادرة على المنافسة، وبرامج الألفية الجديدة التي كانت تهتم بـ«الشو» على حساب دعم المواهب.

ويؤكد الناقد الفني المصري أمجد مصطفى أن «سيمون أسمر عندما قدم برنامجه (استوديو الفن)، كان الأوحد في العالم العربي، وكانت نتائجه واضحة، لكن عندما انتشرت برامج أخرى لم يكن هدفها اكتشاف أصوات بل التجارة». على حد تعبيره.

ويرى مصطفى أن «(السوشيال ميديا) سحبت البساط من برامج المسابقات التي يعدها (موضة) انتهت». فيما يرهن الملحن المصري يحيى الموجي نجاح برامج اكتشاف المواهب بوجود شركة إنتاج تدعمها أو إنتاج ذاتي لاستكمال المشوار، مضيفاً لـ«الشرق الأوسط»: «هذه البرامج إذا كانت جادة فعليها أن تتبنى المواهب وتنتج لهم أغانيّ، لكن ذلك لم يحدث مطلقاً، والنتيجة تعثرهم وعدم وجودهم على الساحة».