الرئيس السيسي يؤكد أهمية تعزيز التضامن العربي والتصدي للإرهاب

العربي يعرض عقد اجتماع وزاري الشهر المقبل لبحث سبل صيانة الأمن القومي

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال استقباله الأمين العام لجامعة الدول العربية د. نبيل العربي أمس («الشرق الأوسط»)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال استقباله الأمين العام لجامعة الدول العربية د. نبيل العربي أمس («الشرق الأوسط»)
TT

الرئيس السيسي يؤكد أهمية تعزيز التضامن العربي والتصدي للإرهاب

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال استقباله الأمين العام لجامعة الدول العربية د. نبيل العربي أمس («الشرق الأوسط»)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال استقباله الأمين العام لجامعة الدول العربية د. نبيل العربي أمس («الشرق الأوسط»)

أكد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي على أهمية تعزيز العمل والتضامن العربي المشترك كسبيل وحيد للنهوض بالأمة العربية والدفاع عن مصالحها والتصدي لما تواجهه من تحديات جسام. جاء ذلك خلال استقباله للأمين العام لجامعة الدول العربية الدكتور نبيل العربي.
وصرح السفير علاء يوسف المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية بأن أمين عام الجامعة العربية عرض على الرئيس السيسي، بصفته رئيسًا للقمة العربية آخر التطورات على الساحة العربية والدور الذي تقوم به الجامعة العربية لتوحيد الصف العربي.
وذكر أن د. نبيل العربي استعرض تطورات الأوضاع الأخيرة في الأراضي الفلسطينية، مشيرًا إلى الاجتماع الطارئ الذي عقدته الجامعة أمس على مستوى المندوبين الدائمين لبحث التطورات المتسارعة في الضفة الغربية والقدس الشريف، وسبل التعامل مع ما تشهده الأراضي الفلسطينية من انتهاكات وممارسات تصعيدية.
وأكد السيسي على أهمية تقديم كافة أشكال الدعم والحماية للشعب الفلسطيني في ظل تطورات الوضع المأساوي في القدس والضفة الغربية، الذي يزيد من حالة الاحتقان السائدة ويوفر بيئة خصبة لانتشار العنف. وشدد على أن السلام العادل والشامل وإقامة الدول الفلسطينية على حدود الرابع من يونيو (حزيران) 1967 وعاصمتها القدس الشرقية هو السبيل الوحيد لنزع فتيل التوتر وضمان توفير واقع مستقر وآمن لكافة الأطراف في المنطقة.
وأضاف السفير يوسف أن أمين عام الجامعة العربية استعرض الخطوات الحالية لمتابعة تنفيذ قرارات القمة العربية الأخيرة التي عُقدت في شرم الشيخ في مارس (آذار) الماضي، حيث أشار إلى التحضير لعقد اجتماع وزاري خلال شهر نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل لبحث سبل صيانة الأمن القومي العربي في مواجهة التحديات الراهنة وعلى رأسها تحدي الإرهاب، وذلك إدراكًا من الدول والجامعة العربية لحجم المخاطر والتهديدات وضرورة توفير الأدوات اللازمة لدحر الإرهاب والحفاظ على سلامة وأمن الدول العربية.
وذكر المتحدث الرسمي أن اللقاء شهد استعراضا للجهود العربية من أجل التوصل إلى تسوية سياسية في كل من سوريا وليبيا واليمن، حيث أكد الرئيس على أهمية التحرك العاجل والفعال لتقديم حلول جذرية للأزمات الراهنة في المنطقة بما يحافظ على كيانات الدول ومؤسساتها الوطنية، ويصون مقدرات شعوبها، ويقضي على بؤر التطرف والإرهاب.
واستعرض أمين عام جامعة الدول العربية خلال اللقاء الجهود الحالية لتعديل ميثاق الجامعة بما يعزز من آليات العمل العربي المشترك وزيادة قدرته على الاستجابة لمختلف التحديات.



هدنة غزة: انتشار «حماس» في القطاع يثير تساؤلات بشأن مستقبل الاتفاق

مسلحو «حماس» يسلمون رهينة إسرائيلية إلى أعضاء اللجنة الدولية للصليب الأحمر (رويترز)
مسلحو «حماس» يسلمون رهينة إسرائيلية إلى أعضاء اللجنة الدولية للصليب الأحمر (رويترز)
TT

هدنة غزة: انتشار «حماس» في القطاع يثير تساؤلات بشأن مستقبل الاتفاق

مسلحو «حماس» يسلمون رهينة إسرائيلية إلى أعضاء اللجنة الدولية للصليب الأحمر (رويترز)
مسلحو «حماس» يسلمون رهينة إسرائيلية إلى أعضاء اللجنة الدولية للصليب الأحمر (رويترز)

أثار انتشار عسكري وأمني لعناصر من «حماس» وموالين لها، عقب بدء تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار بقطاع غزة، تساؤلات بشأن مستقبل الصفقة، في ظل ردود فعل إسرائيلية تتمسك بالقضاء على الحركة، وجهود للوسطاء تطالب الأطراف بالالتزام بالاتفاق.

تلك المشاهد التي أثارت جدلاً بمنصات التواصل بين مؤيد ورافض، يراها خبراء تحدثوا لـ«الشرق الأوسط»، ستكون ذريعة محتملة لإسرائيل للانقلاب على الاتفاق بعد إنهاء المرحلة الأولى والعودة للحرب، معولين على جهود للوسطاء أكبر لإثناء «حماس» عن تلك المظاهر الاستعراضية التي تضر مسار تنفيذ الاتفاق.

بينما قلل محلل فلسطيني مختص بشؤون «حماس» ومقرب منها، في حديث لـ«الشرق الأوسط»، من تأثير تلك الأجواء، وعدّها «بروتوكولية» حدثت من قبل أثناء صفقة الهدنة الأولى في نوفمبر (تشرين الثاني) 2023.

وبزي نظيف وسيارات جديدة وأسلحة مشهرة، خرج مسلحون يرتدون شارة الجناح العسكري لـ«حماس» يجوبون قطاع غزة مع بداية تنفيذ اتفاق الهدنة، الأحد، وسط بيان من وزارة الداخلية بالقطاع التي تديرها عناصر موالية للحركة، كشف عن مباشرة «الانتشار بالشوارع»، وخلفت تلك المشاهد جدلاً بمنصات التواصل بين مؤيد يراها «هزيمة لإسرائيل وتأكيداً لقوة وبقاء (حماس) بالقطاع»، وآخر معارض يراها «استفزازية وتهدد الاتفاق».

عناصر من شرطة «حماس» يقفون للحراسة بعد انتشارهم في الشوارع عقب اتفاق وقف إطلاق النار (رويترز)

إسرائيلياً، تساءل المعلق العسكري للقناة 14 نوعام أمير، بغضب قائلاً: «لماذا لم يتم ضرب (تلك الاستعراضات) جواً؟»، بينما هدد وزير المالية بتسلئيل سموتريتش، بإسقاط الحكومة في حال الانتقال إلى تنفيذ المرحلة الثانية من الاتفاق.

وأكد مكتب رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، في بيان الاثنين، «مواصلة العمل لإعادة كل المختطفين؛ الأحياء منهم والأموات، وتحقيق كل أهداف الحرب في غزة»، التي تتضمن القضاء على «حماس».

ويصف الخبير في الشؤون الإسرائيلية، الدكتور سعيد عكاشة، ما قامت به «حماس» بأنه «استعراض مزيف لعلمها بأنها لن تدير غزة، لكنها تحاول أن تظهر بمظهر القوة، وأنها تستطيع أن تحدث أزمة لو لم توضع بالحسبان في حكم القطاع مستقبلاً، وهذا يهدد الاتفاق ويعطي ذريعة لنتنياهو لعودة القتال مع تأييد الرأي العام العالمي لعدم تكرار ما حدث في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023».

ويتفق معه المحلل السياسي الفلسطيني، عبد المهدي مطاوع، قائلاً إن «(حماس) لا تزال بعقلية المقامرة التي حدثت في 7 أكتوبر، وتريد إرسال رسالتين لإسرائيل وللداخل الفلسطيني بأنها باقية رغم أنها تعطي ذرائع لإسرائيل لهدم الاتفاق».

بالمقابل، يرى الباحث الفلسطيني المختص في شؤون «حماس» والمقرب منها، إبراهيم المدهون، أن «الاستعراض لا يحمل أي رسائل وظهر بشكل بروتوكولي معتاد أثناء تسليم الأسرى، وحدث ذلك في الصفقة الأولى دون أي أزمات»، مشيراً إلى أن «الحركة لها جاهزية ونفوذ بالقطاع رغم الحرب، والانتشار الأمني يعدّ دور وزارة الداخلية بالقطاع وتنفذه مع توفر الظروف».

وعقب دخول الاتفاق حيز التنفيذ، استقبل رئيس وزراء قطر، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني في مكتبه بالدوحة، وفداً من الفصائل الفلسطينية، مؤكداً ضرورة العمل على ضمان التطبيق الكامل للاتفاق، وضمان استمراره، وفق بيان لـ«الخارجية» القطرية الأحد.

وبينما شدد وزير الخارجية المصري، خلال لقاء مع رئيس المجلس الأوروبي، أنطونيو كوستا، ببروكسل، مساء الأحد، على «أهمية التزام أطراف الاتفاق ببنوده»، وفق بيان لـ«الخارجية» المصرية، سبقه تأكيد مجلس الوزراء الفلسطيني، الأحد، استعداد رام الله لتولي مسؤولياتها الكاملة في غزة.

وبتقدير عكاشة، فإن جهود الوسطاء ستتواصل، لا سيما من مصر وقطر، لوقف تلك المواقف غير العقلانية التي تحدث من «حماس» أو من جانب إسرائيل، متوقعاً أن «تلعب غرفة العمليات المشتركة التي تدار من القاهرة لمتابعة الاتفاق في منع تدهوره»، ويعتقد مطاوع أن تركز جهود الوسطاء بشكل أكبر على دفع الصفقة للأمام وعدم السماح بأي تضرر لذلك المسار المهم في إنهاء الحرب.

وفي اتصال هاتفي مع المستشار النمساوي ألكسندر شالينبرغ، الاثنين، شدد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، على «ضرورة البدء في جهود إعادة إعمار القطاع، وجعله صالحاً للحياة، بما يضمن استعادة الحياة الطبيعية لسكان القطاع في أقرب فرصة». بينما نقل بيان للرئاسة المصرية، عن المستشار النمساوي، تقديره للجهود المصرية المتواصلة على مدار الشهور الماضية للوساطة وحقن الدماء.

ويرى المدهون أنه ليس من حق إسرائيل أن تحدد من يدير غزة، فهذا شأن داخلي وهناك مشاورات بشأنه، خصوصاً مع مصر، وهناك مبادرة مصرية رحبت بها «حماس»، في إشارة إلى «لجنة الإسناد المجتمعي» والمشاورات التي استضافتها القاهرة مع حركتي «فتح» و«حماس» على مدار الثلاثة أشهر الأخيرة، ولم تسفر عن اتفاق نهائي بعد بشأن إدارة لجنة تكنوقراط القطاع في اليوم التالي من الحرب.