ستبقى رئيسة جامعة هارفارد، كلودين جاي، قائدة لجامعة آيفي ليج «رابطة اللبلاب» المرموقة، بعد تعليقاتها، الأسبوع الماضي، في جلسة استماع بـ«الكونغرس» حول ما عُدّ «معاداة السامية»، وفق ما أعلنت أعلى هيئة إدارية في الجامعة، أمس الثلاثاء.
وواجهت جاي ردود فعل عامة وصفتها وكالات أنباء بأنها «عنيفة»، عقب تلك التصريحات. وفي بيان أصدرته مؤسسة هارفارد، الهيئة الإدارية للجامعة، أكدت دعمها لجاي، وأنها ستظل في منصبها.
وكتب مجلس الإدارة، المؤلَّف من 11 عضواً: «تؤكد مناقشاتنا الواسعة ثقتنا بأن الرئيسة جاي هي القائدة المناسبة لمساعدة مجتمعنا على التعافي والتصدي للقضايا المجتمعية الخطيرة التي نواجهها».
وطلبت بعض الجهات المانحة والخريجين وأعضاء «الكونغرس» من جاي أن تقدم استقالتها، تماماً كما فعلت زميلتها ليز ماجيل رئيسة رابطة آيفي ليج في جامعة بنسلفانيا، خلال عطلة نهاية الأسبوع، لكن كثيرين من أعضاء هيئة التدريس والخريجين الآخرين تصدّوا للدفاع عنها، وطلبوا من مجلس الإدارة أن يفعل الشيء نفسه.
وتسببت جلسة الاستماع، التي عقدها «مجلس النواب»، الأسبوع الماضي، في زيادة الغضب الشعبي حول كيفية تعامل الجامعات الأميركية مع الاحتجاجات في الحَرَم الجامعي منذ بدء الحرب على غزة.
وتعرَّض قادة الجامعات الأميركية لانتقادات من جانب الطوائف اليهودية التي تتهمهم بالتساهل مع «معاداة السامية»، وأيضاً من جانب الجماعات المؤيدة للفلسطينيين التي تتهم الجامعات بالحياد أو المعاداة لقضيتهم، وفقاً لوكالة «رويترز» للأنباء.
وأحجم ثلاثة رؤساء جامعات عن إعطاء إجابة بسيطة بقول «نعم» أو «لا»، عند سؤالهم عما إذا كانت الدعوة إلى الإبادة الجماعية لليهود ستنتهك مدوّنات قواعد السلوك المتعلقة بالتنمر والمضايقات في المدارس. وبدا أنهم يتهربون من السؤال حول ما إذا كان ينبغي معاقبة الطلاب الذين يطالبون بالإبادة الجماعية لليهود.
وطالب أكثر من 70 نائباً، من بينهم اثنان ديمقراطيان، باستقالتها، في حين دعا عدد من متخرّجي جامعة هارفارد البارزين والمانحين إلى مغادرتها المنصب. من جهة أخرى، وقّع أكثر من 700 من أعضاء هيئة التدريس في جامعة هارفارد رسالة تدعم غاي، وفقاً لـ«وكالة الصحافة الفرنسية».
وقالت جاي وماجيل وسالي كورنبلوث، من «معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا»، للمشرعين إن سياق الحديث أمر مهم، وعليهم أن يأخذوا حرية التعبير في الاعتبار. واعتذرت جاي، في وقت لاحق، عن تصريحاتها، في مقابلة مع صحيفة الطلاب بجامعة هارفارد.
وكتبت المؤسسة، في بيانها الداعم لجاي: «في جامعة هارفارد، ندعم الحوار المفتوح والحرية الأكاديمية، ونؤمن إيماناً راسخاً بأنه لن يجري التسامح مع الدعوات إلى العنف ضد طلابنا وتعطيل الفصل الدراسي».
يأتي هذا الجدل في الولايات المتحدة، بينما أدى ازدياد هجمات الكراهية والخطاب الهجومي الذي يستهدف اليهود والمسلمين، منذ اندلاع النزاع الحالي في غزة، إلى تأجيج النقاش حول حدود حرية التعبير في البلاد.