ابنا إيرانية حائزة «نوبل» للسلام «قلقان» بشأن وضعها الصحي في السجن

أفراد عائلة نرجس محمدي الحائزة جائزة «نوبل للسلام» لعام 2023 يعقدون مؤتمراً صحافياً مع رئيس الوزراء النرويجي يوناس غار ستوره في أوسلو الاثنين (أ.ف.ب)
أفراد عائلة نرجس محمدي الحائزة جائزة «نوبل للسلام» لعام 2023 يعقدون مؤتمراً صحافياً مع رئيس الوزراء النرويجي يوناس غار ستوره في أوسلو الاثنين (أ.ف.ب)
TT

ابنا إيرانية حائزة «نوبل» للسلام «قلقان» بشأن وضعها الصحي في السجن

أفراد عائلة نرجس محمدي الحائزة جائزة «نوبل للسلام» لعام 2023 يعقدون مؤتمراً صحافياً مع رئيس الوزراء النرويجي يوناس غار ستوره في أوسلو الاثنين (أ.ف.ب)
أفراد عائلة نرجس محمدي الحائزة جائزة «نوبل للسلام» لعام 2023 يعقدون مؤتمراً صحافياً مع رئيس الوزراء النرويجي يوناس غار ستوره في أوسلو الاثنين (أ.ف.ب)

أعرب ابن وابنة الناشطة الحقوقية الإيرانية الحائزة «نوبل للسلام» نرجس محمدي عن «قلقهما البالغ» حيال وضعها الصحي بعدما بدأت إضراباً عن الطعام في سجنها في طهران.

توقّفت محمدي المتحدثة باسم رابطة مدافعي حقوق الإنسان في إيران، عن تناول الطعام الأحد تزامناً مع مراسم تسليم جائزتها في أوسلو حيث مثّلها ابنها وابنتها علي وكيانا، وهما توأمان يبلغان من العمر 17 عاماً.

وقال علي في مؤتمر صحافي الاثنين أعقب اجتماعاً مع رئيس الوزراء النرويجي يوناس غار ستوره: «بصفتنا أبناءها، نشعر بالطبع بقلق بالغ». وأضافت كيانا: «لربما تكون في المستشفى الآن»، علماً أن محمدي تعاني من مشكلات قلبية ورئوية.

لم يرَ التوأمان والدتهما منذ غادرا إيران للإقامة في المنفى في فرنسا عام 2015، ولم يتمكنا من التحدث إليها منذ نحو 21 شهراً.

أفراد عائلة نرجس محمدي الحائزة جائزة «نوبل للسلام» لعام 2023: زوجها تقي رحماني وابنها علي وابنتها كيانا يرفعون شارة النصر في أوسلو الأحد (أ.ف.ب)

وقضت محمدي الجزء الأكبر من العقدين الماضيين في السجن؛ إذ أوقفت 13 مرة وحُكم عليها خمس مرّات بالسجن لفترات يبلغ مجموعها 31 عاماً، فضلاً عن 154 جلدة.

وتعارض محمدي عقوبة الإعدام. ودافعت عن السجناء العقائديين، والمحتجين، بما في ذلك الناشطات الإيرانيات.

وما زالت الناشطة البالغة 51 عاماً محتجزة في سجن «إيفين» في طهران منذ عام 2021.

وكان آخر إضراب تنفذه «للتضامن» مع أكبر أقلية دينية في إيران؛ البهائيين الذين يعانون من التمييز في العديد من المجالات في إيران، بحسب ممثلي المجموعة.

وقالت كيانا الاثنين إن والدتها «قامت بذلك للتعبير عن دعمها، وحتى وإن لم تكن معنا هنا في النرويج، (وللتأكيد) أنها على علم بالوضع، وستبذل كل ما في وسعها على الدوام من أجل حقوق النساء والديمقراطية في إيران».

حازت محمدي جائزة «نوبل للسلام» في أكتوبر (تشرين الأول) بفضل «كفاحها ضد اضطهاد المرأة في إيران ونضالها لدعم حقوق الإنسان والحرية للجميع».

كانت من بين أبرز النساء اللواتي قدن انتفاضة «امرأة... حياة... حرية» التي شهدت احتجاجات على مدى شهور في إيران أشعلتها في سبتمبر (أيلول) 2022 وفاة مهسا أميني (22 عاماً) بعد ثلاثة أيام من توقيفها لدى «شرطة الأخلاق» في طهران بدعوى سوء الحجاب.

ومطلع نوفمبر (تشرين الثاني)، نفّذت محمدي إضراباً عن الطعام استمر عدة أيام لنيل حق تلقي العلاج الطبي من دون ارتداء الحجاب.


مقالات ذات صلة

إيران وأوروبا تجتمعان لمحادثات نووية في جنيف الجمعة

شؤون إقليمية صورة نشرتها «الخارجية الإيرانية» من لقاء الوزير عباس عراقجي وعلى يمينه المتحدث إسماعيل بقائي مع رؤساء التحرير الأسبوع الماضي

إيران وأوروبا تجتمعان لمحادثات نووية في جنيف الجمعة

تعتزم إيران إجراء محادثات نووية مع بريطانيا وفرنسا وألمانيا والاتحاد الأوروبي يوم 29 نوفمبر (تشرين الثاني) في جنيف.

«الشرق الأوسط» (لندن - طهران)
شؤون إقليمية رجل شرطة روسي يقف حارساً عند قبر الجندي المجهول في حديقة ألكسندر خارج الكرملين بموسكو (إ.ب.أ)

طهران تحتج بعد توقيف «عنيف» لطالبَين إيرانيَين في روسيا

احتجت إيران، الحليف الوثيق لموسكو، لدى السلطات الروسية بعد عملية توقيف «عنيفة» لطالبَين إيرانيين في مدينة قازان الروسية.

«الشرق الأوسط» (لندن)
شؤون إقليمية رئيس البرلمان اللبناني نبيه بري وعلي لاريجاني كبير مستشاري المرشد الإيراني في بيروت (أ.ب)

لاريجاني: رسالة خامنئي إلى الأسد وبري ستغيّر المعادلة

توقع مسؤول إيراني بارز تغيّر المعادلة في الشرق الأوسط بعد رسالة المرشد علي خامنئي الأخيرة إلى لبنان وسوريا.

«الشرق الأوسط» (طهران)
شؤون إقليمية عرض عدد من أجهزة الطرد المركزي في طهران خلال اليوم الوطني للطاقة النووية الإيرانية (أرشيفية - رويترز)

إيران ستستخدم أجهزة طرد مركزي متقدمة رداً على قرار «الطاقة الذرية» ضدها

قالت إيران إنها ستتخذ إجراءات عدة من بينها استخدام أجهزة طرد مركزي متقدمة، رداً على القرار الذي اتخذته «الوكالة الدولية للطاقة» الذرية مساء الخميس ضدها.

«الشرق الأوسط» (طهران)
شؤون إقليمية منشأة بوشهر النووية الإيرانية (أ.ف.ب)

مجلس حكّام الوكالة الدولية للطاقة الذرية يصدر قراراً ضد إيران

اعتمد مجلس حكّام الوكالة الدولية للطاقة الذرية مساء الخميس قراراً ينتقد رسمياً إيران بسبب عدم تعاونها بما يكفي فيما يتعلق ببرنامجها النووي.

«الشرق الأوسط» (فيينا)

نتنياهو «ينتقم» من ماكرون في لبنان

صورة لنتنياهو وماكرون خلال اجتماعهما بالقدس في أكتوبر 2023 (أ.ف.ب)
صورة لنتنياهو وماكرون خلال اجتماعهما بالقدس في أكتوبر 2023 (أ.ف.ب)
TT

نتنياهو «ينتقم» من ماكرون في لبنان

صورة لنتنياهو وماكرون خلال اجتماعهما بالقدس في أكتوبر 2023 (أ.ف.ب)
صورة لنتنياهو وماكرون خلال اجتماعهما بالقدس في أكتوبر 2023 (أ.ف.ب)

كشفت مصادر سياسية في تل أبيب أن الموقف الإسرائيلي الرافض لمشاركة فرنسا في لجنة المراقبة على تنفيذ اتفاق الهدنة المتبلور مع لبنان، يعود إلى سلسلة ممارسات فرنسية أزعجت إسرائيل في الآونة الأخيرة، وفي مقدمتها انضمام القاضي الفرنسي في محكمة الجنايات الدولية في لاهاي إلى بقية القضاة ليصدروا بالإجماع قرارهم إصدار مذكرة اعتقال ضد رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، ووزير الدفاع السابق يوآف غالانت.

وقالت هذه المصادر إن الحكومة الإسرائيلية تتابع بقلق الدور الفرنسي في محكمة لاهاي. وتشير إلى قيام المحامي الفرنسي المخضرم جيل ديفرز بقيادة فريق من 300 محامٍ دولي من مختلف الجنسيات تطوعوا لتقديم التماس إلى المحكمة الجنائية الدولية يتهم إسرائيل بـ«ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية»، ثم جاء قرار المحكمة قبول طلب المدعي العام بإصدار مذكرة الاعتقال.

وبحسب صحيفة «معاريف»، فإنهم «في إسرائيل يقدرون أن القاضي الفرنسي في محكمة الجنايات الدولية في لاهاي الذي وقّع على أمر الاعتقال ضد نتنياهو وغالانت، ما كان ليتجرأ على فعل ذلك دون أن يكون تلقى ضوءاً أخضر وإسناداً من الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بنفسه».

وتضيف المصادر الإسرائيلية أسباباً أخرى للغضب على فرنسا، مثل قرار الحكومة الفرنسية إقصاء الصناعات الأمنية الإسرائيلية عن المشاركة في معارض السلاح الفرنسية، في مطلع الشهر الجاري.

نتنياهو وماكرون (رويترز)

ومع أن فرنسا كانت قد وقفت إلى جانب إسرائيل في مواجهة هجوم «حماس» في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023، وساندتها بقوة في الحرب الانتقامية على قطاع غزة، واستجابت لطلب إسرائيل وامتنعت حتى الآن عن الاعتراف بالدولة الفلسطينية؛ فإن الحكومة الإسرائيلية لا تكتفي. وتريد لفرنسا أن تسلك طريق الولايات المتحدة وتقدم دعماً أعمى لها في حربها. وهي تشعر بثقة غير عادية بالنفس، أن «تعاقب» فرنسا، فتقرر ألا تسمح لها بالمشاركة في التسوية في لبنان، مع العلم أن الحكومة الإسرائيلية نفسها كانت قد توجهت عدة مرات إلى باريس تتوسل تدخلها، خصوصاً خلال الحرب على لبنان.

حوار هامس بين ماكرون وميقاتي اللذين تجمعهما علاقة قوية (إ.ب.أ)

يُذكر أن الإسرائيليين ما زالوا ينظرون بتفاؤل إلى جهود المبعوث الأميركي عاموس هوكستين، لوقف النار في لبنان. وينتظرون قراراً من رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، يحسم فيه موقفه النهائي. فهو ما زال يدير محادثات مع رفاقه وحلفائه في اليمين المتطرف الرافضين للاتفاق والذين يطالبون بألا يسمح بعودة المواطنين اللبنانيين إلى قراهم على الحدود مع إسرائيل، وتحويل الحزام الأمني إلى منطقة خالية من السكان إلى الأبد وزرعها بالألغام.

محادثات هوكستين

ومع ذلك، فإن مصادر سياسية ادعت أن ما يعوق الاتفاق حتى الآن هو لبنان. ووفقاً لما نقلته «القناة 12» الإسرائيلية، فإن هوكستين أبدى «موقفاً حازماً وغير متهاون» خلال محادثاته مع الجانب اللبناني؛ إذ قدّم شروطاً واضحة نُقلت إلى «حزب الله»، وهو ما قالت القناة إنه «أدى إلى إحراز تقدم ملحوظ» في المحادثات.

وتوقعت جهات إسرائيلية أن يتم التوصل إلى اتفاق خلال أيام. وأفادت القناة بأن هوكستين قال في محادثات مغلقة مع مسؤولين إسرائيليين، خلال زيارته الأخيرة إلى تل أبيب التي وصل إليها قادماً من بيروت بعد محادثات مع رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه برّي: «وضعت أمامهم (في إشارة إلى المسؤولين اللبنانيين) إنذاراً نهائياً، ويبدو أنه كان فعّالاً».

عقبة إيران

لكن القناة أكدت أنه على الرغم من «الأجواء الإيجابية»، فإن مصادر دبلوماسية وصفتها بـ«المطلعة»، تشير إلى «عقبة رئيسة ما زالت قائمة»، وهي أن «لبنان لم يحصل بعدُ على الموافقة النهائية المطلوبة من إيران التي تملك نفوذاً كبيراً على (حزب الله)».

وضمن التطورات الأخيرة، زار قائد القيادة الوسطى الأميركية (سنتكوم) الجنرال مايكل كوريلا، إسرائيل، الجمعة، وعقد اجتماعاً مع رئيس الأركان الإسرائيلي هرتسي هليفي. وناقش الطرفان تفاصيل آلية رقابة أميركية على أنشطة الجيش اللبناني.

صورة نشرها الجيش الإسرائيلي من لقاء كوريلا وهليفي في تل أبيب

ووفقاً لمسودة الاتفاق الجاري إعدادها، سيتعين على الجيش اللبناني تنفيذ عملية شاملة لإزالة الأسلحة من قرى جنوب لبنان، على أن تتولى قوات تابعة للقيادة الوسطى الأميركية (سنتكوم)، مهمة «الإشراف على تنفيذ العملية ومراقبتها». وفي الوقت الذي تسير فيه المحادثات الدبلوماسية، يستمر الجيش الإسرائيلي في ممارسة ضغوط عسكرية عبر تكثيف الغارات الجوية ومحاولة توسيع عملياته البرية في إطار توغل قواته جنوب لبنان، كما أصدر هليفي تعليماته بمواصلة إعداد خطط عملياتية شاملة.

سيناريوهات

وقالت «القناة 12» إن ذلك يأتي في ظل الاستعدادات الإسرائيلية لإمكانية «انهيار المفاوضات أو خرق الاتفاق من جانب (حزب الله)». وأفادت بأن الجانب الإسرائيلي يرى أن «هذه السيناريوهات قد تستدعي تنفيذ عمليات عسكرية داخل الأراضي اللبنانية». وذكرت القناة أن «إحدى القضايا التي لا تزال بحاجة إلى حلّ، هي تشكيل اللجنة التي تشرف على تنفيذ الاتفاق بين إسرائيل ولبنان»، مشيرة إلى أن تل أبيب «تصرّ على ألّا تكون فرنسا جزءاً من الاتفاق، ولا جزءاً من اللجنة التي ستشرف على تنفيذه».