باكستان: تصاعد أعمال العنف في بلوشستان

المتمردون البلوش يستخدمون أسلحة أميركية في هجماتهم

مسؤول أمني يقف في الحراسة مع تشديد الإجراءات الأمنية بعد مقتل ضابط شرطة في كويتا عاصمة مقاطعة بلوشستان المضطربة بباكستان في 20 نوفمبر 2023 (إ.ب.أ)
مسؤول أمني يقف في الحراسة مع تشديد الإجراءات الأمنية بعد مقتل ضابط شرطة في كويتا عاصمة مقاطعة بلوشستان المضطربة بباكستان في 20 نوفمبر 2023 (إ.ب.أ)
TT

باكستان: تصاعد أعمال العنف في بلوشستان

مسؤول أمني يقف في الحراسة مع تشديد الإجراءات الأمنية بعد مقتل ضابط شرطة في كويتا عاصمة مقاطعة بلوشستان المضطربة بباكستان في 20 نوفمبر 2023 (إ.ب.أ)
مسؤول أمني يقف في الحراسة مع تشديد الإجراءات الأمنية بعد مقتل ضابط شرطة في كويتا عاصمة مقاطعة بلوشستان المضطربة بباكستان في 20 نوفمبر 2023 (إ.ب.أ)

لقي ضابط شرطة مصرعه وأصيب اثنان آخران، بعد ظهر الأحد، بعد أن أصيبت سيارتهم بعبوة ناسفة مغناطيسية في مدينة خوزدار في مقاطعة بلوشستان، جنوب باكستان.

وقال مسؤولون إن محمد مراد، وهو ضابط بإدارة مكافحة الإرهاب، قد لقي مصرعه في الانفجار بعد استهداف سيارته على طريق السلطان إبراهيم، وتم نقل المصابين إلى مستشفى «خوزدار» التعليمي، بحسب الشرطة.

الكشميريون يتجمعون للاحتفال بيوم حقوق الإنسان ولإظهار التضامن مع الكشميريين الذين يعيشون في كشمير الخاضعة للإدارة الهندية (إ.ب.أ)

وفي أعقاب الحادث، صرّح وزير الداخلية الاتحادي المؤقت، سرفراز بوغتي، قائلاً إن الأمة بأكملها يجب أن تخوض الحرب ضد الإرهاب الذي أصبح يمثل مشكلة كبيرة، مضيفاً أن «الحرب على الإرهاب ليست حرباً تخوضها إدارة مكافحة الإرهاب وحدها، بل هي حرب تخوضها الأمة بأكملها».

وكان قد لقي شخصان مصرعهما وأصيب ثلاثة آخرون في انفجار قنبلة كانت مزروعة على جانب الطريق في منطقة تشاغي في بلوشستان.

مسؤولو أمن يقومون بدورية مع تشديد الإجراءات بعد مقتل ضابط شرطة في كويتا عاصمة مقاطعة بلوشستان المضطربة بباكستان في 20 نوفمبر 2023 (إ.ب.أ)

وشهدت بلوشستان تصاعداً واسعاً لأعمال العنف منذ بدء عملية عسكرية غير مُعلَنة ضد المتمردين البلوش في الإقليم؛ إذ أجبرت حركة «طالبان» الأفغانية المتمردين البلوش، في البداية، على إغلاق معسكراتهم في كابل بعد سيطرة الحركة على العاصمة الأفغانية في أغسطس (آب) 2021، ولكن المتمردين البلوش قاموا في الآونة الأخيرة بإعادة فتح معسكراتهم التدريبية على الأراضي الأفغانية بالقرب من الحدود الباكستانية - الأفغانية، والتي يقومون من خلالها بشن هجمات على قوات الأمن الباكستانية.

يُذكر أن المتمردين البلوش يستخدمون الآن أسلحة أميركية في هجماتهم، مما يشير إلى وجود شكل من أشكال التعاون بين «طالبان» والمتمردين البلوش ضد قوات الأمن الباكستانية.

وفي 7 يوليو (تموز) 2023، كشفت صحيفة «بلوشستان بوست» أنه في النصف الأول من عام 2023، شن الجيش 149 غارة، وفرض 113 حصاراً، ونفذ 99 عملية عسكرية في 42 منطقة مختلفة داخل بلوشستان، بما في ذلك منطقة كيش (40 عملية)، وبولان (36 عملية)، وبانجور (33 عملية)، وخاران (30 عملية)، وكالات (20 عملية)، وكويتا (17 عملية)، ونوشكي وماستونغ (11 لكل منهما).

ورداً على العمليات الأخيرة والسابقة، استهدفت الجماعات البلوشية المتمردة أفراد الجيش، فضلاً عن الأفراد غير المحليين، الذين اعتقدوا أنهم متعاونون مع المؤسسة العسكرية؛ إذ تم شن بعض الهجمات الكبيرة على غير المحليين هؤلاء خلال العام الحالي.

ويبذل الانفصاليون البلوش قصارى جهدهم لإضفاء صبغة الصراع العرقي على الاضطرابات المستمرة في بلوشستان، ووفقاً للبيانات التي نشرتها «South Asia Terrorism Portal» (بوابة جنوب آسيا للإرهاب)، وهي منظمة مستقلة خاصة، قُتل ما مجموعه 254 شخصاً من غير السكان المحليين في بلوشستان منذ 26 أغسطس 2006 (تم تسجيل البيانات حتى 15 أكتوبر/ تشرين الأول 2023). ومن بين هؤلاء 198 شخصاً من البنجاب، كما تعرض آخرون من غير السكان المحليين للضرر وباتوا ضحايا للنزاعات العرقية، ومنهم 37 شخصاً من إقليم السند.


مقالات ذات صلة

«فاغنر» تشارك في معارك على حدود الجزائر

أفريقيا مسلحون من الطوارق في كيدال عام 2022 (أ.ف.ب)

«فاغنر» تشارك في معارك على حدود الجزائر

اندلعت، الخميس، معارك عنيفة ما بين الجيش المالي المدعوم بمقاتلين من «فاغنر» الروسية، والمتمردين الطوارق المتمركزين في مدينة تينزاواتين.

الشيخ محمد (نواكشوط)
شمال افريقيا أنصار الرئيس التونسي قيس سعيد ينظمون مسيرة حاشدة احتفالاً بيوم الجمهورية التونسية إلى جانب احتجاج أنصار أحزاب المعارضة للمطالبة بالإفراج عن المعارضين السياسيين في البلاد (د.ب.أ)

تطورات جديدة في قضايا المتهمين بـ«التآمر على أمن الدولة» في تونس

أعلنت مصادر أمنية رسمية تونسية أن قوات مكافحة الإرهاب ووحدات أمنية من النخبة في محافظات عدة ألقت مؤخراً القبض على عدد من المتهمين في قضايا إرهاب وتهريب بشر.

كمال بن يونس (تونس)
آسيا قوات الأمن التركية ألقت القبض على سيريبرياكوف عقب وصوله بودروم الأربعاء (صورة موزعة من الداخلية التركية)

تركيا سلمت روسيا مُنفِّذ تفجير سيارة أحد العسكريين في موسكو

سلمت تركيا مواطناً روسياً مطلوباً دولياً إلى السلطات في موسكو بعد أن هرب إلى موغلا في ولاية بودروم الجنوبية الغربية عقب تفجيره سيارة ضابط.

سعيد عبد الرازق ( أنقرة)
آسيا عناصر من الشرطة الألمانية المختصة بمكافحة الإرهاب (غيتي)

ألمانيا: إيداع اثنين السجن على ذمة التحقيق للاشتباه في دعمهما «داعش»

عقب إلقاء القبض على اثنين للاشتباه في تأييدهما لتنظيم «داعش» بولايتي هامبورغ وشليزفيج-هولشتاين، تم إيداعهما السجن على ذمة التحقيق.

«الشرق الأوسط» (كارلسروه )
أوروبا حالة استنفار في العاصمة بروكسل إثر إنذار إرهابي (متداولة)

بلجيكا تفتش 14 منزلاً في تحقيق لمكافحة الإرهاب وتحتجز 7 لاستجوابهم

قال مكتب المدعي العام الاتحادي في بلجيكا، الخميس، إن الشرطة فتشت 14 منزلاً في إطار تحقيق يتعلق بالإرهاب، مضيفاً أن 7 أشخاص احتُجزوا بغرض استجوابهم.

«الشرق الأوسط» (بروكسل)

كوريا الجنوبية: لن نتسامح مع استفزازات بيونغ يانغ وباب الحوار مفتوح

جانب من سيول عاصمة كوريا الجنوبية (أ.ف.ب)
جانب من سيول عاصمة كوريا الجنوبية (أ.ف.ب)
TT

كوريا الجنوبية: لن نتسامح مع استفزازات بيونغ يانغ وباب الحوار مفتوح

جانب من سيول عاصمة كوريا الجنوبية (أ.ف.ب)
جانب من سيول عاصمة كوريا الجنوبية (أ.ف.ب)

أكد رئيس الوزراء الكوري الجنوبي هان داك-سو، اليوم السبت، أن بلاده لن تتسامح مع أي استفزازات من كوريا الشمالية، وذلك في الوقت الذي تحتفل فيه سول بالذكرى الـ71 لتوقيع الهدنة التي أنهت الحرب الكورية (1953-1950).

وأدلى هان بهذا التصريح خلال مراسم أقيمت في سيول لإحياء ذكرى التضحيات التي قدمتها قوات الأمم المتحدة التي ساندت كوريا الجنوبية خلال الصراع على مدار ثلاث سنوات، والذي بدأ بهجوم كوري شمالي وانتهى من دون إبرام معاهدة سلام، بحسب وكالة الأنباء الألمانية.

وأضاف: «بالقوة الهائلة والتضامن مع الدول الصديقة، لن نتسامح مع أي استفزازات من كوريا الشمالية»، مشيرا إلى أن الشمال يواصل القيام باستفزازات، مثل إطلاق بالونات تحمل القمامة وإطلاق صواريخ باليستية.

وتابع هان إن كوريا الجنوبية تعتزم تعزيز وضعها الأمني من خلال التعاون الثلاثي مع الولايات المتحدة واليابان، مضيفا أنها تبذل أيضا جهودا لتحقيق الاستقرار في شمال شرق آسيا من خلال التعاون الثلاثي مع اليابان والصين.

واستطرد أن باب الحوار مع الشمال سيظل مفتوحا إذا أوقفت بيونغ يانغ تطويرها النووي وتهديداتها العسكرية.

وتصاعدت التوترات بين الكوريتين في الآونة الأخيرة بعدما أرسلت كوريا الشمالية مرارا بالونات تحمل القمامة عبر الحدود، مما دفع الجنوب إلى إطلاق بث دعائي مناهض لبيونغ يانغ على الحدود عبر مكبرات الصوت.