أربكت الوفاة المفاجئة لكل من الفنانَين أشرف عبد الغفور وطارق عبد العزيز صناع أعمال درامية بمصر؛ بسبب ارتباط الراحلَين بدورَين محوريَين في عملَين تقرر عرضهما على الشاشة خلال الأسابيع المقبلة.
ويواجه صناع مسلسل «نقطة سودا» أزمة بعد الوفاة المفاجئة للفنان أشرف عبد الغفور، الذي كان يجسد شخصية «سراج» في أحداث العمل، وصور بالفعل نحو 80 في المائة من مشاهده في بيروت خلال الفترة الماضية، وكان مقرراً الانتهاء من بقية مشاهده بعد يومين فقط من الحادث الذي أودى بحياته (الأحد) في القاهرة.
وطلبت الشركة المنتجة للمسلسل من السيناريست أمين جمال مؤلف العمل «إيجاد معالجة درامية تبرر غيابه، وهو الأمر الذي سيساعد فيه بشكل كبير إنجاز الفنان الراحل الجزء الأكبر من مشاهده قبل الوفاة»، وفق مصدر من أسرة المسلسل، أضاف لـ«الشرق الأوسط» قائلاً: «مخرج المسلسل محمد أسامة كان قد انتهى من تصوير نحو 70 في المائة من الأحداث، لكن ثمة مشاهد مهمة سيتم إرجاء تصويرها للفترة المقبلة، خصوصاً بعد اضطرار بطلة العمل ناهد السباعي لإيقاف التصوير بعد وفاة والدتها المنتجة ناهد فريد شوقي (الثلاثاء) وعودتها إلى القاهرة».
في السياق نفسه، اضطر صناع مسلسل «وبقينا اتنين» لتأجيل عرض العمل الذي كان مقرراً عرضه مطلع شهر ديسمبر (كانون الأول) الحالي، عقب وفاة الفنان طارق عبد العزيز خلال تصوير أحد المشاهد أمام الفنان شريف منير في السادس والعشرين من نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي.
ويجسد طارق عبد العزيز في المسلسل شخصية «شريف»، صديق البطل، المليء بالحيوية والرافض للزواج، وصوّر نحو 50 في المائة من مشاهده قبل رحيله، وهو ما دفع كاتبة العمل أماني التونسي للبحث عن معالجة درامية تحتفظ فيها بمشاهد الراحل خلال الحلقات، مع اتفاق صناع العمل على إهداء المسلسل لاسمه تقديراً له.
وتقول التونسي لـ«الشرق الأوسط» إنها انتهت بالفعل من كتابة المعالجة الدرامية التي سيتم استئناف التصوير على أساسها، التي تضمنت الاحتفاظ بالمشاهد التي صورها الراحل بالكامل مع وضع نهاية مناسبة لدوره، لافتة إلى أن ظهوره سيستمر حتى الحلقة العشرين والأخيرة.
وأضافت أن شخصية «شريف» منتشرة في جميع الحلقات نظراً لأهمية الدور، وهو ما استلزم إجراء تعديلات أيضاً طالت أدوار ممثلين آخرين حتى تتوافق مع النهاية الجديدة التي كتبتها.
بدوره، أكد طارق رفعت، مخرج مسلسل «وبقينا اتنين» أن «التعديلات التي جرى إدخالها على الأحداث أدت لخلق شخصية درامية جديدة سيتم الاستقرار على مَن سيقدمها خلال الأيام القليلة المقبلة، وهي شخصية سيكون وجودها بالأحداث لملء فراغ غياب طارق عبد العزيز في ظل المساحة الكبيرة التي كان يتسم بها دوره».
وأضاف، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، أن «فريق العمل عاد لاستئناف التصوير، وبحلول منتصف الأسبوع المقبل ستكون هناك رؤية واضحة حول المدة الزمنية اللازمة للانتهاء من التصوير والمشاهد المتبقية بشكل كامل، تمهيداً لإعلان الموعد النهائي لعرض المسلسل على الشاشات».
وسبق أن واجه صناع الجزء الثاني من مسلسل «الاختيار» مشكلة مماثلة بعد وفاة الفنان هادي الجيار في 2021 قبل الانتهاء من تصوير مشاهده، حيث كان يجسد شخصية والد أحمد مكي في الأحداث، لتتم معالجة الأزمة درامياً بإبلاغ نجله بوفاته بعد نقله للمستشفى مع عرض غالبية المشاهد التي صورها قبل رحيله.
تُحدّد المشاهد التي صورها الممثلون الذين يدركهم الموت فجأة، مدى قدرة صناع العمل على إظهار مشاهدهم من عدمها، وفق تقدير أحمد سعد الدين، الناقد الفني الذي يقول لـ«الشرق الأوسط»: «شهدت الدراما المصرية على مدار تاريخها مواقف عديدة مشابهة، من أشهرها ما حدث خلال تصوير مسلسل (ذئاب الجبل) عندما صور الفنان الراحل صلاح قابيل 17 مشهداً من العمل، قبيل رحيله، من دور (علوان أبو البكري) واضطر المخرج مجدي أبو عميرة لاستبعادها بالكامل، وإعادة تصويرها مع الفنان عبد الله غيث الذي توفي أيضاً بعد تصوير 80 في المائة من الأحداث».
وأضاف أن «أبو عميرة لجأ هذه المرة لمعالجة الأزمة بشكل درامي لاستحالة إعادة جميع المشاهد مجدداً، من خلال الاستعانة بمؤلف العمل محمد صفاء عامر، وكاتب الأشعار في العمل عبد الرحمن الأبنودي، وتم الاستقرار على شخصية الراوي مَخرجاً للمَشاهد التي لم تُصوّر لتجعل مَن يشاهد العمل لا يشعر بأن هناك مشكلة درامية».