القضاء التونسي يبرئ 4 وزراء سابقين من «تهم فساد»

حفظ التهم في حق مدير سابق لمؤسسة تنشط في مجال البترول

أمين الشخاري (الشرق الأوسط)
أمين الشخاري (الشرق الأوسط)
TT

القضاء التونسي يبرئ 4 وزراء سابقين من «تهم فساد»

أمين الشخاري (الشرق الأوسط)
أمين الشخاري (الشرق الأوسط)

قررت دائرة الاتهام المختصة بالنظر في قضايا الفساد المالي لدى محكمة الاستئناف بتونس العاصمة حفظ التهم ضد 4 وزراء تونسيين سابقين، تداولوا على وزارة الصناعة والطاقة في اتهامات بالفساد في ملف تجديد رخصة استغلال حقل نفطي في تونس.

وضمّت قائمة من برّأتهم المحكمة كلاً من عفيف شلبي، وخالد بن قدور، ولمين الشخاري، وعبد العزيز الرصاع، بصفاتهم وزراء سابقين للطاقة والصناعة، كما حفظت التهم أيضاً في حق مدير عام سابق لمؤسسة تونسية تنشط في مجال البترول.

عفيف شلبي (الشرق الأوسط)

وحسب ما ورد في هذا الملف، فإن مستثمراً تونسياً اقتنى من شركة نفطية أجنبية رخصة للتنقيب واستخراج للنفط، بحقل نفطي بخليج الحمامات (60 كيلومتراً شمال شرقي العاصمة التونسية)، وتمت هذه العملية قبل انتهاء مدة استغلال الرخصة المحددة بـ30 سنة، واتخذت وزارة الصناعة والطاقة قراراً بالتمديد في مدة استغلال الحقل النفطي لمدة 20 سنة إضافية.

وبسبب تمرير رخصة استغلال هذا الحقل النفطي من مستثمر أجنبي إلى مستثمر تونسي، فقد حامت الشكوك حول مشروعية هذا التمديد للمستثمر التونسي، وقررت دائرة الاتهام المختصة بالنظر في قضايا الفساد المالي لدى محكمة الاستئناف بتونس إحالة مدير عام بوزارة الطاقة، صحبة المستثمر التونسي في مجالات الطاقة، على أنظار الدائرة الجنائية المختصة في قضايا الفساد المالي بالمحكمة الابتدائية بتونس، التي برأت ساحة جميع المتهمين.

خالد بن قدور (الشرق الأوسط)

في غضون ذلك، وجّه محمد البيزاني، العميد المعزول من إدارة الجمارك التونسية والرئيس السابق للمكتب التنفيذي للنقابة التونسية للجمارك، اتهامات خطيرة إلى المدير العام السابق للجمارك، حيث اتهمه في مؤتمر صحافي عقده أمس (الأربعاء) بمقر نقابة الصحافيين التونسيين بتوزيع محجوزات إدارة الجمارك على بعض المسئولين في الحكومة وفي مختلف هياكل الدولة بهدف تزكيته لمنصب وزير، وذلك إبان فترة تزعم حركة النهضة وحلفائها المشهد السياسي في تونس.

وأضاف البيزاني أن المدير السابق للجمارك المتهم بهذه التجاوزات قام بتوزيع محجوزات جمركية تقدر قيمتها المالية بالملايين، متهماً إياه بمحاولة «شراء ذمم سياسيين وبرلمانيين من أجل الحصول على منصب وزير»، على حد قوله.

عبد العزيز الرصاع (الشرق الأوسط)

واعتبر المصدر ذاته أنّ ما سماه بـ«ملف الفساد في الجمارك» لم يتم فتحه إلى الآن، ودعا الرئيس قيس سعيد إلى فتح تحقيق معمّق في ملف الجمارك، وفي قرارات العزل التي طالت كثيراً من الأطر العاملة في هذا القطاع.

كما اتهم البيزاني ما أسماها «المنظومة الفاسدة»، التي أرساها المدير العام السابق للجمارك التونسية، بالعمل على عدم رجوع أطر الجمارك، الذين تم عزلهم إلى مناصبهم، على حد قوله.

يذكر أن الإعلامي التونسي محمد بوغلاب سبق أن اتهم خلال بداية السنة الحالية أحد وزراء حكومة نجلاء بودن باستغلال سيارة من النوع الفاخر كانت على ذمة تونسي مقيم بالخارج، وذلك بعد أن احتجزتها إدارة الجمارك التونسية. واعتبر أن السيارة محجوزة منذ سنة 2021 لعدم استكمال ملفها الإداري، وتم تسليمها إلى وزير الشؤون الدينية دون وجه قانوني، وقد تقدم الوزير بشكوى ضد بوغلاب، واتهمه بنشر أخبار زائفة.


مقالات ذات صلة

تونس: توجيه تهمة «تبديل هيئة الدولة» إلى رئيسة «الحزب الدستوري الحر»

شمال افريقيا رئيسة «الحزب الدستوري الحر» عبير موسي (أرشيفية - الإعلام التونسي)

تونس: توجيه تهمة «تبديل هيئة الدولة» إلى رئيسة «الحزب الدستوري الحر»

هيئة الدفاع عن موسي: «التحقيقات في مرحلة أولى كانت قد انتهت إلى عدم وجود جريمة... وقرار القضاة كان مفاجئاً».

«الشرق الأوسط» (تونس)
شمال افريقيا مظاهرة نظمها حقوقيون تونسيون ضد التضييق على الحريات (أرشيفية - إ.ب.أ)

20 منظمة حقوقية في تونس تنتقد توقيفات لنشطاء ونقابيين

شملت توقيفات جديدة بتونس نشطاء وصحافيين وعمالاً ونقابيين شاركوا في احتجاجات ضد طرد 28 عاملاً، بينهم نساء، من مصنع للأحذية والجلود لمستثمر أجنبي بمدينة السبيخة.

«الشرق الأوسط» (تونس)
شمال افريقيا مهاجرون عبر الصحراء الكبرى باتجاه أوروبا عبر ليبيا وتونس (رويترز)

السلطات التونسية توقف ناشطاً بارزاً في دعم المهاجرين

إحالة القضية إلى قطب مكافحة الإرهاب «مؤشر خطير لأنها المرة الأولى التي تعْرض فيها السلطات على هذا القطب القضائي جمعيات متخصصة في قضية الهجرة».

«الشرق الأوسط» (تونس)
شمال افريقيا الرئيس التونسي الأسبق المنصف المرزوقي (أ.ف.ب)

تونس: إحالة ملف الرئيس الأسبق المرزوقي إلى الإرهاب بـ20 تهمة

إحالة ملف الرئيس التونسي الأسبق المنصف المرزوقي إلى القضاء المكلف بالإرهاب، في 20 تهمة جديدة.

«الشرق الأوسط» (تونس)
شمال افريقيا المرشح لرئاسية تونس العياشي زمال (الشرق الأوسط)

أحكام إضافية بسجن مرشح سابق للانتخابات الرئاسية في تونس

مجموع الأحكام الصادرة في حق الزمال «ارتفعت إلى 35 عاماً» وهو يلاحق في 37 قضية منفصلة في كل المحافظات لأسباب مماثلة.

«الشرق الأوسط» (تونس)

أفورقي يبلغ البرهان بوقوف بلاده مع استقرار ووحدة السودان

أفورقي والبرهان لدى لقائهما الثلاثاء (موقع مجلس السيادة السوداني على إكس)
أفورقي والبرهان لدى لقائهما الثلاثاء (موقع مجلس السيادة السوداني على إكس)
TT

أفورقي يبلغ البرهان بوقوف بلاده مع استقرار ووحدة السودان

أفورقي والبرهان لدى لقائهما الثلاثاء (موقع مجلس السيادة السوداني على إكس)
أفورقي والبرهان لدى لقائهما الثلاثاء (موقع مجلس السيادة السوداني على إكس)

أعلن الرئيس الإريتري آسياس أفورقي وقوف حكومته مع السودان لتحقيق الأمن والاستقرار، في أعقاب جولة مباحثات أجراها في العاصمة أسمرة مع رئيس مجلس السيادة السوداني الفريق عبد الفتاح البرهان، الذي وصل إلى بلاده في زيارة رسمية.

وتأتي زيارة البرهان إلى إريتريا، بعد وقت قصير من إعلان أفورقي دعمه المباشر للجيش السوداني في حربه ضد قوات «الدعم السريع»، وعدّ أفورقي الحرب الدائرة بأنها حرب إقليمية تهدد أمن بلاده، وهدد بالتدخل بجيشه وإمكانياته لنصرة الجيش السوداني، حال اقتراب الحرب من ولايات «البحر الأحمر، وكسلا، والقضارف، والنيل الأزرق»، كونها امتداداً للأمن القومي لبلاده.

وأجرى البرهان جولة مباحثات مع أفورقي، تناولت علاقات البلدين، وتطور الأوضاع في السودان، وجهود إحلال الأمن والاستقرار، واستمع خلالها المضيف لتنوير من البرهان بشأن مستجدات الأوضاع في السودان، والانتهاكات التي «ارتكبتها الميليشيا الإرهابية المتمردة ضد المواطنين، والتدمير الممنهج للدولة السودانية ومؤسساتها»، وعزمه على «القضاء على الميليشيا ودحرها وهزيمتها»، وذلك وفقاً لنص إعلام مجلس السيادة.

أفورقي لدى استقباله البرهان في مطار أسمرة الثلاثاء (موقع مجلس السيادة السوداني على إكس)

ونقل إعلام السيادة عن الرئيس أفورقي، أن بلاده تقف بثبات ورسوخ إلى جانب السودان من أجل تحقيق الأمن والاستقرار، وهو ما يعد امتداداً للعلاقات الأزلية بين شعبي البلدين: «سنعمل على تعزيز آفاق التعاون المشترك بما يخدم مصالح البلدين والشعبين».

إريتريا لن تقف على الحياد

وكان الرئيس آسياس أفورقي قد هدد قبل أيام، بأن بلاده ستتدخل لصالح الجيش السوداني إذا اقتربت الحرب من أربع ولايات حدودية، هي: القضارف وكسلا والبحر الأحمر والنيل الأزرق، وأضاف في تصريحات نقلتها صحيفة «التيار» السودانية: «إذا وصلت الحرب إلى هذه الولايات، فإن إريتريا لن تقف مكتوفة الأيدي، وستصبح طرفاً في الحرب بكل ما تملك من جيوش وإمكانيات، لأن أمنها القومي سيصبح في المحك».

ووفق عثمان ميرغني رئيس تحرير صحيفة «التيار» السودانية، الذي زار أسمرة، ضمن وفد صحافي سوداني، الشهر الماضي، فإن الرئيس الإريتري أبلغهم بأن بلاده «تنظر إلى الحرب الدائرة بوصفها حرباً إقليمية تستهدف السودان»، داعياً للتعامل معها بالجدية الكافية، وقال أيضاً: «ما كان يجب السماح بقيامها (الحرب) ابتداءً، سواء كان ذلك سلماً أو حرباً، وعدم السماح باستمرارها لأكثر من عام ونصف العام، وكان يجب توجيه ضربة استباقية لـ(الدعم السريع)».

وأوضح ميرغني على «فيسبوك»، أن أفورقي أبلغهم بأهمية بلوغ الدولة السودانية ما سماه «بر الأمان»، عادّاً ذلك «أولوية الأولويات»، وقال أفورقي أيضاً: «الدولة السودانية تواجه تحدي البقاء أو الفناء، وإنقاذها من هذا المصير يتطلب اتحاد كلمة الشعب السوداني مع الجيش».

دعوة بوتين لزيارة بورتسودان

من جهة أخرى، سير مئات السودانيين في العاصمة الإدارية «بورتسودان» موكباً إلى السفارة الروسية، تأييداً وشكراً على «الفيتو» الروسي في مجلس الأمن، وإسقاط مشروع القرار الذي تقدمت به بريطانيا وسيراليون، لوقف الحرب وإيصال المساعدات الإنسانية، وحملوا لافتات كتب عليها: «شكراً روسيا، روسيا تدعم السلام والاستقرار في السودان».

الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وقائد الجيش السوداني عبد الفتاح البرهان لدى لقائهما في منتجع سوتشي على البحر الأسود أكتوبر 2019 (أ.ب)

وقال السفير الروسي في بورتسودان، أندريه تشيرنوفول، لدى استقباله المسيرة، إن حكومته صديقة وستظل صديقة للشعب السوداني، وأضاف: «الكل يعرف الوضع الداخلي في السودان، وأن الشعب يقف مع الجيش ومع الحكومة الشرعية، وهذا واقع معروف في كل العالم».

وأوضح أن استخدام بلاده لحق النقض «فيتو» يأتي احتراماً لخيار الشعب السوداني، وأضاف: «نحترم خيار الشعب السوداني، ومن أجل ذلك رفعنا صوتنا في مجلس الأمن ضد الوجود الأجنبي على أراضي السودان». ووجهت «المبادرة السودانية الشعبية»، وهي الجهة التي نظمت الموكب الدعوة للرئيس الروسي «فلاديمير بوتين»، لزيارة السودان لتكريمه من قبل الشعب، وكرّمت سفير بلاده في بورتسودان.