أصدرت نقابة الإعلاميين المصرية، الأحد، قراراً بمنع الإعلامية ريهام سعيد من الظهور على الشاشات، لحين الانتهاء من النظر في الشكاوى المقدمة ضدها، لمخالفتها التعاقد المبرم بينها وبين قناة «الشمس» الفضائية، ولتعاقدها في الوقت نفسه مع قناة «هي»، والظهور على شاشتها، بالإضافة إلى عدم تقنين وضعها في النقابة.
وقال نقيب الإعلاميين طارق سعدة: «إن ريهام خالفت المادة 71 من قانون النقابة»، موضحاً في حديث لـ«الشرق الأوسط» أن «هذه المادة تُلزم الإعلامي الحاصل على تصريح بالظهور على الشاشات بإبلاغ النقابة بانتقاله من محطة إلى أخرى لتوفيق أوضاعه».
وبموجب المادة المذكورة في القانون الصادر في يناير (كانون الثاني) 2017، فإن «كل إعلامي عليه إبلاغ النقابة بصورة من العقد الذي يبرم لممارسة النشاط الإعلامي، وكل تعديل له، بغضون أسبوعين من تاريخ تحريره».
ووفق سميرة الدغيدي، رئيسة مجلس إدارة قناة «الشمس»، فإن تعاقد ريهام سعيد مع قناتها مستمر حتى سبتمبر (أيلول) من عام 2024، وأضافت لـ«الشرق الأوسط» أن «ريهام تعاقدت على تقديم البرنامج لمدة عامين، زاد خلالهما أجرها عن الأجر المتفق عليه عدة مرات، لكن المشكلة بدأت مع رغبتها في الحصول على مبالغ مالية إضافية عند إعادة عرض الفقرات الطبية المتفق عليها في التعاقد، وهو أمر غير متعارف عليه في أي وسيلة إعلامية».
وأوضحت الدغيدي أن «تعاقدهم مع ريهام سعيد جرى في وقت لم تكن موجودة فيه على أي شاشة تلفزيونية، ما دفعهم لتنفيذ حملة دعائية وترويجية للبرنامج منذ انطلاقه، لكنهم فوجئوا بموقفها المرتبط بالجانب المادي فقط» وفق تعبيرها، لافتة إلى أن «ذلك الأمر تطلب تدخلاً من نقابة الإعلاميين لحفظ حقوقهم».
وقدّمت قناة «الشمس» شكوى إلى نقابة الإعلاميين، تتهم فيها ريهام سعيد بمخالفة شروط التعاقد المبرم بينهما والتدوين عبر صفحتها على «فيس بوك» بأنها «قررت الانسحاب من القناة لظروفها الصحية مع اتخاذ الإجراءات القانونية لفسخ العقد».
وبعد 4 أيام من منشور الانسحاب، وجّهت ريهام في تدوينة عبر حسابها الشكر للقناة والقائمين عليها مع «تحقيق نجاح غير مسبوق»، معربة عن «أسفها الشديد لظروفها الصحية التي جعلتها تنسحب وتفسخ تعاقدها»، لكن بعد هذه التدوينة بأيام قليلة بدأت في الترويج لظهورها عبر شاشة قناة «هي»، وقدّمت أولى حلقات برنامجها «هي وصبايا الخير» بالفعل، حسب مقاطع فيديو نشرتها على صفحتها بـ«فيسبوك».
وانتقدت ريهام السبت إعلان قناة «الشمس» عن ظهورها في بث مباشر من خلال صفحة المحطة على «فيسبوك»، وهي موجودة في منزلها، بإشارة إلى إعادة حلقات قديمة وبثها باعتبارها جديدة.
واعتبرت رئيسة مجلس إدارة قناة «الشمس» أن «تدوينات ريهام كانت محاولة للضغط عليهم في القناة للاستجابة لمطالبها المالية، وهو الأمر الذي رفضوه»، وأشارت إلى أنها «أرسلت إنذاراً لقناة (هي) يوضح استمرار تعاقدهم مع ريهام سعيد، بجانب الشكاوى التي أرسلت لنقابة الإعلاميين والمجلس الأعلى لتنظيم الإعلام لتطبيق القانون»، وفق الدغيدي.
وكانت ريهام سعيد قد خاضت عام 2018 سجالاً مماثلاً، عند انتقالها من قناة «النهار» لشاشة قناة «الحياة»، بعدما أعلنت فسخ تعاقدها مع «النهار»، على خلفية نزاع قضائي بينها وبين القناة، لكن القناة المصرية تمسكت باستمرار التعاقد خلال فترة التقاضي، وانتهى الأمر بتسوية ودية.
ولم يتسنَّ لـ«الشرق الأوسط» الحصول على تعليق سريع من الإعلامية ريهام سعيد أو محاميها أو مسؤولي قناة «هي» للتعليق على حديث رئيسة قناة «الشمس» وقرار نقابة الإعلاميين.
يذكر أن هذه ليست المرة الأولى التي تتعرض فيها ريهام سعيد لقرارات منع الظهور، فخلال عملها بقناة «الحياة» مُنعت لمدة عام في 2019 من الظهور على الشاشات بقرار «المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام»، على خلفية تصريحات عُدت مسيئة لأصحاب الوزن الزائد، كما أوقفتها نقابة الإعلاميين عام 2018، وقبل ذلك أُوقفت مرتين في عامي 2015 و2017 بسبب مضمون حلقاتها.