خالد الشيخ... مجدد الموسيقى الخليجية في «بيوغرافي» سعودي

أنطوان خليفة: لأول مرة في تاريخ مهرجان «البحر الأحمر» نفتتح القاعة الكبرى لفيلم وثائقي

خالد الشيخ يغني مع ابنته سماوه أشهر أغانيه (الشرق الأوسط)
خالد الشيخ يغني مع ابنته سماوه أشهر أغانيه (الشرق الأوسط)
TT

خالد الشيخ... مجدد الموسيقى الخليجية في «بيوغرافي» سعودي

خالد الشيخ يغني مع ابنته سماوه أشهر أغانيه (الشرق الأوسط)
خالد الشيخ يغني مع ابنته سماوه أشهر أغانيه (الشرق الأوسط)

لا يمكن الحديث عن تاريخ الأغنية الخليجية دون الوقوف طويلاً أمام روائع المطرب والموسيقار البحريني خالد الشيخ، فهو مجدد الموسيقى الخليجية، ومطوّر الألحان الذي تتضح بصماته في العديد من الأغاني الشهيرة، وهو الذي غنى لأهم شعراء العرب، مثل أدونيس وقاسم حداد ومحمود درويش ونزار قباني، وأحيا الكثير من القصائد، مثل تلحينه «شويخ من أرض مكناس» للشاعر الأندلسي أبو الحسن الششتري، عام 1982.

خالد الشيخ وعائلته على السجادة الحمراء (من المهرجان)

هذا التاريخ الموسيقي الفريد من نوعه، عرضه الفيلم الوثائقي السعودي «خالد الشيخ: بين أشواك الفن والسياسة»، في بيوغرافي يتناول بدايات الفنان وتشكّله الفني والسياسي والثقافي، وشهد حضوراً كبيراً في العرض العالمي الأول للفيلم، في القاعة الكبرى لمهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي، المقام حالياً بجدة، مما دعا مدير البرنامج السينمائي العربي والكلاسيكي في مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي، أنطوان خليفة، للقول أثناء كلمته التقديمية للفيلم: «لأول مرة في تاريخ مهرجان البحر الأحمر يتم عرض فيلم وثائقي في القاعة الكبرى للمهرجان، وذلك تكريماً وحباً للفن».

رحلة البدايات

⁨خالد الشيخ أثناء دخوله عرض الفيلم الوثائقي عن تاريخه الفني (من المهرجان)⁩

الشيخ، الذي ظهر في وقت كانت تحتاج فيه الأغنية الخليجية للتجديد الموسيقي، حاول الفيلم اختزال مسيرته الطويلة في 42 دقيقة، في فيلم أنتجته شركة «ثمانية»، ودعمه مركز الملك عبد العزيز الثقافي العالمي «إثراء»؛ إذ تتبع الفيلم رحلة الفنان الإبداعية، منذ بداياته كطالب في جامعة الكويت، حين بدأ دراسة الاقتصاد والعلوم السياسية، إلى المعهد الموسيقي في مصر، بعد أن ترك الجامعة لدراسة الموسيقى، وصولاً إلى سنوات شهرته ونضالاته؛ إذ وُلد خالد الشيخ في 23 سبتمبر (أيلول) 1958، وتلقى تعليمه الثانوي بمدارس البحرين إلى أن تخرج سنة 1975، ثم في جامعة الكويت بكلية العلوم السياسية والاقتصاد، درس حتى السنة الثالثة (1975 - 1978)، ثم ذهب للدراسة في المعهد العالي للموسيقى (الكونسيرفاتوار - القاهرة)، ودرس التأليف الموسيقي لمدة سنة (1979 - 1980).

تجديد الأغنية

وتوقف الفيلم أمام أول ألبوم أصدره الشيخ، وكان بعنوان «كلما كنت بقربي»، عام 1983؛ إذ كان بالفصحى وأحدث حينها نقلة في نمط الأغنية الخليجية وروحها المعتادة، كما تأثر به عدد كبير من الفنانين الشباب حينها وحاولوا محاكاة أسلوبه الفني المختلف، وهذه الأغنية التي راجت بقوة في الثمانينات من القرن الماضي؛ كانت قصيدة للشاعر الأندلسي الششتري.

فاتورة التمرّد

تحدث الشيخ إلى جمهوره المكتظ في الصالة بعد عرض الفيلم، ليستفتح حديثه بالإشادة بالشركة المنتجة لفيلمه «ثمانية»، وبالمحتوى السعودي عامة، قائلاً: «هناك حراك ثقافي فني سعودي قادم وكبير، يعتمد على إرث أصيل من التراث». ولأن الفيلم تمعّن طويلاً في النضال السياسي لخالد الشيخ؛ أكد الشيخ أنه دفع فاتورة باهظة نظير ذلك، قائلاً: «صديقي الفنان عبد المجيد عبد الله قال لي مرة: (لسانك يخرّب عليك، ليتك تقطعه وتغني فقط!)».

ويرجع الشيخ شخصيته المتمردة في شبابه إلى أن هناك الكثير من الأمور التي لم يكن يستطيع التحكّم بها آنذاك، بما وصفه من حياة صعبة وقاسية عاشها في فترة زمنية ماضية وأعادت تشكيل رؤيته تجاه الفن والحياة، وهو ما أظهره الفيلم الذي يحاول فهم أسباب غياب الشيخ عن الساحة الفنية في الوقت الحالي، وجوانب أخرى من حياته من وجهة نظره هو وعائلته وشخصيات أخرى رافقته في رحلته الفنية.

وصلة طربيّة

الفيلم الذي يأتي من إخراج جمال كتبي، جرى تصويره في عدة مواقع ما بين الكويت ومصر حيث بدأت رحلة الشيخ، ويمنح الجمهور فرصة لولوج حياته واستعراض رحلته الفنية. كما تلا الفيلم وصلة غنائية عزف فيها خالد الشيخ على العود برفقة ابنته سماوه الشيخ؛ إذ غنيا أشهر أغانيه، مثل «جروح قلبي وتر»، و«عيناك»، و«شويخ من أرض مكناس»، وأغاني أخرى غنياها معاً مع الجمهور وسط التصفيق الحار، في ليلة طربية خالصة، تحدث لأول مرة في مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي.



اعترافات الفنانات خلال مقابلات إعلامية... جدل متجدد يُثير تفاعلاً

الفنانة المصرية رانيا يوسف (فيسبوك)
الفنانة المصرية رانيا يوسف (فيسبوك)
TT

اعترافات الفنانات خلال مقابلات إعلامية... جدل متجدد يُثير تفاعلاً

الفنانة المصرية رانيا يوسف (فيسبوك)
الفنانة المصرية رانيا يوسف (فيسبوك)

بعض التصريحات التي تدلي بها الفنانات المصريات لا تتوقف عن تجديد الجدل حولهن، وإثارة التفاعل عبر مواقع التواصل الاجتماعي فيما يتعلق بتفاصيل حياتهن الشخصية والنصائح التي يوجهنها للجمهور بناء على تجاربهن، وهو أمر برز خلال لقاءات إعلامية عدة في الأسابيع الماضية.

أحدث هذه التصريحات كانت من نصيب الفنانة المصرية رانيا يوسف، في برنامج «ع الرايق»، بعدما تطرقت لتعرضها للضرب من زوجيها الأول والثاني، مع نصيحتها للفتيات بألا تقل فترة الخطوبة قبل الزواج عن 3 أو 4 سنوات، فضلاً عن نصيحتها لبناتها بعدم الزواج قبل سن الـ30 عاماً.

وقالت رانيا إن «طبيعة العلاقات في الوقت الحالي أصبحت تتطلب مزيداً من العمق والتفاهم بين الطرفين، بعيداً عن السطحية والانجذاب المؤقت»، محذرة من تعامل النساء بمشاعرهن عند البحث عن الشراكات العاطفية التي تحقق لهن السعادة والاستقرار.

وجاءت تصريحات رانيا بعد وقت قصير من تصريحات للفنانة زينة عن حياتها الشخصية وإنجابها طفليها التوأم بمفردها في الولايات المتحدة وصعوبة الأيام الأولى لهما مع مرضهما، بالإضافة إلى الفترة التي قضتها بمفردها في الغربة. وكذلك تطرقت إلى تفاصيل كثيرة عن حياتها، خصوصاً في ظل تحملها مسؤولية دور الأم والأب ووجودها مع نجليها بمفردها.

الفنانة المصرية زينة (فيسبوك)

وكانت الفنانة لبلبة قد أثارت جدلاً مشابهاً عندما تحدثت عن طفولتها الصعبة التي عاشتها واضطرارها للعمل من أجل الإنفاق على عائلتها بجانب انشغالها بمسؤوليات الأسرة وأشقائها، الأمر الذي جعلها تحاول أن تعوض ما لم تعشه في طفولتها.

من جهتها، تؤكد الناقدة المصرية ماجدة موريس أن «بعض الفنانين لا يكون قصدهم دائماً إثارة الجدل بالحديث عن حياتهم الشخصية أو مواقف سابقة مروا بها»، مضيفة لـ«الشرق الأوسط» أن «بعض التصريحات تخرج بشكل عفوي، لكن التفاعل يحدث معها نتيجة اهتمام الجمهور بمتابعتهم».

وأضافت أن «رانيا يوسف على سبيل المثال مرّت بتجارب مختلفة، وبالتالي عندما تتحدث عن صعوبة ثقتها في الرجال، بالإضافة إلى نصيحتها بتأجيل خطوة الزواج للفتيات؛ فهي تحاول إبداء رأي تعتقد أنه صواب»، لافتة إلى أهمية التعامل مع الفنانين باعتبارهم بشراً من حقهم الإدلاء بآرائهم، لكن ليس بالضرورة أن تكون جميع آرائهم صحيحة أو غير قابلة للتغير مع مرور الوقت.

الفنانة المصرية لبلبة (فيسبوك)

وهنا يشير مدرس علم الاجتماع بجامعة بني سويف، محمد ناصف، إلى «ضرورة التفرقة بين المواقف الشخصية والخبرات التي يتحدث بها الأشخاص العاديون، وبين المشاهير الذين تكون لديهم قاعدة جماهيرية ومصداقية ربما أكثر من غيرهم وإمكانية وصول لأعداد أكبر من الجمهور عبر البرامج والمنصات»، مؤكداً لـ«الشرق الأوسط» أن «جزءاً من الجدل يكون مجتمعياً في الأساس، لكن بدايته تكون من تصريحات المشاهير».

وأضاف أن «هناك تبايناً في الآراء قد يصل لدرجة التناقض بين الأفراد داخل المجتمع، وهو أمر يتوجب فهمه في إطار الخلفيات الاجتماعية والعادات والخبرات التي يمر بها كل فرد، وبالتالي ستجد من يقتنع بكل رأي يقال حتى لو لم يكن صحيحاً من الناحية العلمية»، لافتاً إلى ضرورة فتح نقاشات أعمق حول بعض الآراء عبر وسائل الإعلام.

وهو الرأي الذي تدعمه الناقدة المصرية، موضحة أن «آراء الفنانين تسلط الضوء على موضوعات قد تكون محل جدل مجتمعي، لكن تبرز لوسائل الإعلام مع إعلانها من المشاهير»، لافتة إلى أن «بعض الآراء قد تعرض أصحابها لانتقادات من شرائح أكبر عبر مواقع التواصل، لكن على الأرجح يكون لدى الفنان القدرة على تحمل تبعات موقفه وشرح وجهة نظره التي ليس بالضرورة أن تتسق مع رأي الغالبية».