القوات المشتركة تقترب من تعز بعد تحريرها وادي الضباب وذباب الساحلية

قائد «لواء 15 صواريخ» لـ {الشرق الأوسط}: معسكر «17 مشاة» أبرز مقرات الانقلابيين

مقاتلو المقاومة الشعبية بمرافقة زعيمهم حمود المخلافي خلال حفل تخرج الدفعة الثانية أمس في تعز (رويترز)
مقاتلو المقاومة الشعبية بمرافقة زعيمهم حمود المخلافي خلال حفل تخرج الدفعة الثانية أمس في تعز (رويترز)
TT

القوات المشتركة تقترب من تعز بعد تحريرها وادي الضباب وذباب الساحلية

مقاتلو المقاومة الشعبية بمرافقة زعيمهم حمود المخلافي خلال حفل تخرج الدفعة الثانية أمس في تعز (رويترز)
مقاتلو المقاومة الشعبية بمرافقة زعيمهم حمود المخلافي خلال حفل تخرج الدفعة الثانية أمس في تعز (رويترز)

أكد أيمن المخلافي، عضو المركز الإعلامي في مجلس تنسيق المقاومة بتعز، لـ«الشرق الأوسط»، إن «قوات التحالف العربي وعناصر الجيش والمقاومة الشعبية تمكنوا من تحرير منطقة ذباب الساحلية، التابعة لمدينة المخا على بعد 40 كم شمال باب المندب، من ميليشيات الحوثي والمخلوع صالح، وإنه خلال الساعات القادمة سيكون تحرير المخا بالكامل من الميليشيات الانقلابية، خصوصًا وأن بوارج التحالف العربي شنت ضرباتها بقوة على ميناء المخا وعلى تجمعات ومواقع الميليشيات».
كما حررت القوات المشتركة عددًا من القرى المحاذية لإقليم تعز، أبرزها وادي الضباب الذي يبعد عن المدخل الجنوبي الغربي لمحافظة تعز قرابة 3 كيلومترات، الذي يعول عليه وفقًا لمصادر عسكرية في عملية التحرير المرتقبة للإقليم في الأيام القليلة المقبلة.
ووفقًا لقيادات عسكرية يمنية تحدثت لـ«الشرق الأوسط»، فإن عملية تحرير وادي الضباب سيتبعها مباشرة ميناء المخا، بعد استعادة معسكر اللواء «17 مشاة» الذي يعد أبرز المقرات العسكرية الذي تعتمد عليها ميليشيا الحوثي وحليفهم علي صالح في ضرب المدن المحررة وتزويد ميليشياتهم بالأفراد والعتاد.
وقالت القيادات العسكرية إن هذا التحرك في فتح جبهات مختلفة لإقليم تعز يأتي متوافقًا مع الخطة التي تعتزم المقاومة الشعبية بدعم قوات التحالف، التي اطلعت عليها «الشرق الأوسط»، وتعتمد 3 محاور رئيسية وأخرى ثانوية تدخل من خلالها قوات التحالف العربي الذي تقوده السعودية والقوات الموالية للشرعية، التي سيعتمد عليها في إرباك ميليشيا الحوثي، خصوصًا أن الإقليم يعد مركزًا رئيسيًا لإمداد الميليشيا بالسلاح والأفراد.
وقال العميد عبد الله الصبيحي، قائد اللواء 15 وقائد عملية تحرير عدن، لـ«الشرق الأوسط»، إن «الأمور تسير وفق ما خطط له من قبل القيادة العليا في التحركات الميدانية وتضييق الخناق على ميليشيا الحوثيين وحليفهم الرئيس المخلوع علي صالح، خصوصًا في ظل نجاح المقاومة الشعبية في فتح جبهات مختلفة في مدن عدة، أربكت العدو، (على حد وصفه)، وهو ما أضعف قوتهم العسكرية في المواجهات البرية المباشرة وعدم قدرتهم على المناورة، لذا عمدوا إلى العمليات الإرهابية في تفخيخ وتنفيذ عمليات إجرامية في المدن المحررة».
وحول تحرير وادي الضباب، قال العميد الصبيحي: «إن المقاومة وقوات التحالف بمساندة لواء متكامل، زحفت من ميكراس باتجاه وادي الضباب، وقامت بعملية محاصرة واستهداف المواقع الرئيسية في الوادي، ونجحت في تكبيد ميليشيا الحوثي خسائر كبيرة في الأفراد والعتاد، التي على أثرها تراجعت إلى الخلف باتجاه الجنوب الغربي من تعز وجرت السيطرة على الوادي».
ولفت العميد الصبيحي إلى أن القوة العسكرية الموالية للشرعية الموجودة في وادي الضباب، تقوم بالاستعداد للتحرك إلى ميناء المخا لتحريره، عبر قيادة المحور الشمالي الغربي، موضحًا أن هناك بعض الجيوب التابعة للحوثيين يجري التعامل معها، خصوصًا أن المعارك أثبتت هشاشة القوة العسكرية المزعومة للميليشيا في المواجهات المباشرة.
وأكد العميد الصبيحي أن عملية تحرير إقليم تعز أصبحت وشيكة، وهي مسألة وقت فقط، وأن العملية ستكون بالقوة العسكرية كافة على الأرض، ومن قبل طيران التحالف الذي سيقوم بضرب مخازن الأسلحة التي تنتشر في الإقليم وتعتمد عليها الميليشيا.
وتجري الآن معارك ضارية لاستعادة معسكر 17 مشاة الذي تستميت ميليشيا الحوثي في الدفاع عنه، كونه آخر المعاقل ويمثل قيمة عسكرية في الحرب الدائرة في باب المندب لموقعه الاستراتيجي، بينما يقوم طيران التحالف باستهداف عدد من مقرات الحوثيين في القرى المجاورة بعد عملية الفرار من الوادي.
وفي هذا السياق، قال العميد ركن محمود صائل الصبيحي، قائد لواء الصواريخ، وقائد لواء المقاومة لـ«الشرق الأوسط»، إن «المقاومة الشعبية تقوم بتطويق معسكر 17 مشاة في وادي الضباب، وهي على بعد 150 مترًا من الموقع الذي لجأت إليه جيوب الحوثيين، وخلال الساعات المقبلة سيكون المعسكر محررًا بالكامل»، معللاً أسباب تأخر عملية تحرير المعسكر بعدة عوامل، أبرزها انتشار أكثر من 3 حقول ألغام في الوادي، ونسف الجسور بهدف تعطيل تحرك القوات الموالية للشرعية وإعاقة حركتها في الوصول إلى آخر نقطة في الوادي.
وأضاف العميد الصبيحي أن «تحرير معسكر 17 مشاة يحمل أهمية عسكرية للمقاومة الشعبية، يتمثل في موقعه الاستراتيجي، إضافة إلى ما يوجد به من عتاد، كما يعد خسارة كبيرة لميليشيا الحوثي»، لافتًا إلى أن «المقاومة الشعبية تقوم في الوقت الراهن بالسير نحو معسكر لا يختلف أهمية عن معسكر 17 مشاة لقربه من ميناء المخا، الذي سيتبعه مباشرة عملية تحرير كبرى للميناء ومن ثم إلى الحديدة».
وأشار قائد لواء المقاومة إلى أن «الحوثيين في المواجهات العسكرية يستميتون في بعض المواقع، إلا أنهم يفتقدون إلى العقيدة العسكرية، فينهارون أمام قوة المقاومة الشعبية المدعومة بقوات التحالف العربي الذي تقوده السعودية، التي تغطي ظهر المقاومة الشعبية أثناء المواجهات المباشرة، ضمن خطط الدعم ولا تبعد سوى كيلومتر واحد أثناء عملية الاقتحام من قبل المقاومة، إضافة إلى ضربات طيران التحالف بالأباتشي والطائرات العسكرية لمواقع حيوية ساعدت على تقدم المقاومة رغم المعوقات التي وضعتها الميليشيا على الأرض».



هل يتحول فيروس «الميتانيمو» البشري إلى وباء عالمي؟

تفشي فيروس «الميتانيمو» البشري في الصين يثير قلقاً متزايداً (رويترز)
تفشي فيروس «الميتانيمو» البشري في الصين يثير قلقاً متزايداً (رويترز)
TT

هل يتحول فيروس «الميتانيمو» البشري إلى وباء عالمي؟

تفشي فيروس «الميتانيمو» البشري في الصين يثير قلقاً متزايداً (رويترز)
تفشي فيروس «الميتانيمو» البشري في الصين يثير قلقاً متزايداً (رويترز)

أثارت تقارير عن تفشي فيروس «الميتانيمو» البشري (HMPV) في الصين قلقاً متزايداً بشأن إمكانية تحوله إلى وباء عالمي، وذلك بعد 5 سنوات من أول تنبيه عالمي حول ظهور فيروس كورونا المستجد في ووهان بالصين، الذي تحول لاحقاً إلى جائحة عالمية أسفرت عن وفاة 7 ملايين شخص.

وأظهرت صور وفيديوهات انتشرت عبر منصات التواصل الاجتماعي في الصين أفراداً يرتدون الكمامات في المستشفيات، حيث وصفت تقارير محلية الوضع على أنه مشابه للظهور الأول لفيروس كورونا.

وفي الوقت الذي تتخذ فيه السلطات الصحية تدابير طارئة لمراقبة انتشار الفيروس، أصدر المركز الصيني للسيطرة على الأمراض والوقاية منها بياناً، يوضح فيه معدل الوفيات الناتج عن الفيروس.

وقال المركز، الجمعة، إن «الأطفال، والأشخاص الذين يعانون من ضعف في جهاز المناعة، وكبار السن، هم الفئات الأكثر تعرضاً لهذا الفيروس، وقد يكونون أكثر عرضة للإصابة بعدوى مشتركة مع فيروسات تنفسية أخرى».

وأشار إلى أن الفيروس في الغالب يسبب أعراض نزلات البرد مثل السعال، والحمى، واحتقان الأنف، وضيق التنفس، لكن في بعض الحالات قد يتسبب في التهاب الشعب الهوائية والالتهاب الرئوي في الحالات الشديدة.

وحاولت الحكومة الصينية التقليل من تطور الأحداث، مؤكدة أن هذا التفشي يتكرر بشكل موسمي في فصل الشتاء.

وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الصينية، ماو نينغ، الجمعة: «تعد العدوى التنفسية شائعة في موسم الشتاء»، مضيفةً أن الأمراض هذا العام تبدو أقل حدة وانتشاراً مقارنة بالعام الماضي. كما طمأنت المواطنين والسياح، مؤكدة: «أستطيع أن أؤكد لكم أن الحكومة الصينية تهتم بصحة المواطنين الصينيين والأجانب القادمين إلى الصين»، مشيرة إلى أن «السفر إلى الصين آمن».

فيروس «الميتانيمو» البشري

يُعد «الميتانيمو» البشري (HMPV) من الفيروسات التي تسبب التهابات الجهاز التنفسي، ويؤثر على الأشخاص من جميع الأعمار، ويسبب أعراضاً مشابهة للزكام والإنفلونزا. والفيروس ليس جديداً؛ إذ اكتُشف لأول مرة عام 2001، ويُعد من مسببات الأمراض التنفسية الشائعة.

ويشير أستاذ اقتصاديات الصحة وعلم انتشار الأوبئة بجامعة «مصر الدولية»، الدكتور إسلام عنان، إلى أن نسبة انتشاره تتراوح بين 1 و10 في المائة من الأمراض التنفسية الحادة، مع كون الأطفال دون سن الخامسة الأكثر عرضة للإصابة، خاصة في الحالات المرضية الشديدة. ورغم ندرة الوفيات، قد يؤدي الفيروس إلى مضاعفات خطيرة لدى كبار السن وذوي المناعة الضعيفة.

أفراد في الصين يرتدون الكمامات لتجنب الإصابة بالفيروسات (رويترز)

وأضاف لـ«الشرق الأوسط» أن الفيروس ينتشر على مدار العام، لكنه يظهر بشكل أكبر في فصلي الخريف والشتاء، ويمكن أن يُصاب الأشخاص به أكثر من مرة خلال حياتهم، مع تزايد احتمالية الإصابة الشديدة لدى الفئات الأكثر ضعفاً.

وأوضح أن الفيروس ينتقل عبر الرذاذ التنفسي الناتج عن السعال أو العطس، أو من خلال ملامسة الأسطح الملوثة ثم لمس الفم أو الأنف أو العينين. وتشمل أعراضه السعال واحتقان الأنف والعطس والحمى وصعوبة التنفس (في الحالات الشديدة)، وتُعد الأعراض مختلفة عن فيروس كورونا، خاصة مع وجود احتقان الأنف والعطس.

هل يتحول لجائحة؟

كشفت التقارير الواردة من الصين عن أن الارتفاع الحالي في الإصابات بالفيروس تزامن مع الطقس البارد الذي أسهم في انتشار الفيروسات التنفسية، كما أن هذه الزيادة تتماشى مع الاتجاهات الموسمية.

وحتى الآن، لم تصنف منظمة الصحة العالمية الوضع على أنه حالة طوارئ صحية عالمية، لكن ارتفاع الحالات دفع السلطات الصينية لتعزيز أنظمة المراقبة.

في الهند المجاورة، طمأن الدكتور أتول غويل، المدير العام لخدمات الصحة في الهند، الجمهور قائلاً إنه لا داعي للقلق بشأن الوضع الحالي، داعياً الناس إلى اتخاذ الاحتياطات العامة، وفقاً لصحيفة «إيكونوميك تايمز» الهندية.

وأضاف أن الفيروس يشبه أي فيروس تنفسي آخر يسبب نزلات البرد، وقد يسبب أعراضاً مشابهة للإنفلونزا في كبار السن والأطفال.

وتابع قائلاً: «لقد قمنا بتحليل بيانات تفشي الأمراض التنفسية في البلاد، ولم نلاحظ زيادة كبيرة في بيانات عام 2024».

وأضاف: «البيانات من الفترة بين 16 و22 ديسمبر 2024 تشير إلى زيادة حديثة في التهابات الجهاز التنفسي الحادة، بما في ذلك الإنفلونزا الموسمية، وفيروسات الأنف، وفيروس الجهاز التنفسي المخلوي (RSV)، و(HMPV). ومع ذلك، فإن حجم وشدة الأمراض التنفسية المعدية في الصين هذا العام أقل من العام الماضي».

في السياق ذاته، يشير عنان إلى أن الفيروس من الصعب للغاية أن يتحول إلى وباء عالمي، فالفيروس قديم، وتحدث منه موجات سنوية. ويضيف أن الفيروس لا يحمل المقومات اللازمة لأن يصبح وباءً عالمياً، مثل الانتشار السريع على المستوى العالمي، وتفاقم الإصابات ودخول المستشفيات بكثرة نتيجة الإصابة، وعدم إمكانية العلاج، أو عدم وجود لقاح. ورغم عدم توافر لقاح للفيروس، فإن معظم الحالات تتعافى بمجرد معالجة الأعراض.

ووافقه الرأي الدكتور مجدي بدران، عضو «الجمعية المصرية للحساسية والمناعة» و«الجمعية العالمية للحساسية»، مؤكداً أن زيادة حالات الإصابة بالفيروس في بعض المناطق الصينية مرتبطة بذروة نشاط فيروسات الجهاز التنفسي في فصل الشتاء.

وأضاف لـ«الشرق الأوسط» أن الصين تشهد بفضل تعدادها السكاني الكبير ومناطقها المزدحمة ارتفاعاً في الإصابات، إلا أن ذلك لا يعني بالضرورة تحول الفيروس إلى تهديد عالمي. وحتى الآن، تظل الإصابات محلية ومحدودة التأثير مقارنة بفيروسات أخرى.

وأوضح بدران أن معظم حالات فيروس «الميتانيمو» تكون خفيفة، ولكن 5 إلى 16 في المائة من الأطفال قد يصابون بعدوى تنفسية سفلى مثل الالتهاب الرئوي.

تفشي فيروس «الميتانيمو» البشري في الصين يثير قلقاً متزايداً (رويترز)

وأكد أنه لا توجد تقارير عن تفشٍّ واسع النطاق للفيروس داخل الصين أو خارجها حتى الآن، مشيراً إلى أن الفيروس ينتقل عبر الرذاذ التنفسي والاتصال المباشر، لكنه أقل قدرة على الانتشار السريع عالمياً مقارنة بكوفيد-19، ولتحوله إلى جائحة، يتطلب ذلك تحورات تزيد من قدرته على الانتشار أو التسبب في أعراض شديدة.

ومع ذلك، شدّد على أن الفيروس يظل مصدر قلق صحي محلي أو موسمي، خاصة بين الفئات الأكثر عرضة للخطر.

طرق الوقاية والعلاج

لا يوجد علاج محدد لـ«الميتانيمو» البشري، كما هو الحال مع فيروسات أخرى مثل الإنفلونزا والفيروس المخلوي التنفسي، حيث يركز العلاج بشكل أساسي على تخفيف الأعراض المصاحبة للعدوى، وفق عنان. وأضاف أنه في الحالات الخفيفة، يُوصى باستخدام مسكنات الألم لتخفيف الأوجاع العامة وخافضات الحرارة لمعالجة الحمى. أما في الحالات الشديدة، فقد يتطلب الأمر تقديم دعم تنفسي لمساعدة المرضى على التنفس، بالإضافة إلى توفير الرعاية الطبية داخل المستشفى عند تفاقم الأعراض.

وأضاف أنه من المهم التركيز على الوقاية وتقليل فرص العدوى باعتبارها الخيار الأمثل في ظل غياب علاج أو لقاح مخصص لهذا الفيروس.

ولتجنب حدوث جائحة، ينصح بدران بتعزيز الوعي بالوقاية من خلال غسل اليدين بانتظام وبطريقة صحيحة، وارتداء الكمامات في الأماكن المزدحمة أو عند ظهور أعراض تنفسية، بالإضافة إلى تجنب الاتصال المباشر مع المصابين. كما يتعين تعزيز الأبحاث لتطوير لقاحات أو علاجات فعّالة للفيروس، إلى جانب متابعة تحورات الفيروس ورصد أي تغييرات قد تزيد من قدرته على الانتشار أو تسبب أعراضاً أشد.