«سينما 70» تقدم تجربة «السينما المتنقلة» في السعودية

«رواد ميديا» تحصل على رخصة التشغيل

شعار «سينما 70»
شعار «سينما 70»
TT

«سينما 70» تقدم تجربة «السينما المتنقلة» في السعودية

شعار «سينما 70»
شعار «سينما 70»

قالت شركة «رواد ميديا» إنها حصلت على ترخيص تشغيل لدور السينما في السعودية، لتكون من بين أحد المشغلين المعتمدين الحاصلين على رخصة تشغيل دور العرض السينمائي في المملكة. وتعتزم الشركة تشغيل دور السينما في عدد من المدن السعودية خلال الأيام المقبلة، وستكون «سينما 70» العلامة التجارية لها.

وحصلت «رواد ميديا» على التصريح من هيئة الأفلام السعودية. وتعتزم الشركة تشغيل دور عرض سينمائي مؤقتة ومتنقلة بين المدن السعودية، وقال الرئيس التنفيذي ممدوح سالم، لـ«الشرق الأوسط»: إن «سينما 70» العلامة التجارية لشركة «رواد ميديا» تسعى من خلال هذه التجربة لتقديم الفنّ السابع للجمهور السعودي وتشجيع الوصول لصالات العرض، عبر تعميم فكرة السينما المتنقلة.

وبالتزامن، تستعد «رواد ميديا غروب» إطلاق هويتها البصرية الجديدة التي تحمل رمزية التوجه نحو المستقبل في الوقت الذي يشهد فيه القطاع تحولات استراتيجية مرتبطة بالتوجهات المحلية والعالمية، حيث ستشهد الشركة أربعة قطاعات ممثلة في «رواد ستوديوز»، وذلك للاستثمار في قطاع الأفلام، و«رواد التوزيع» وذلك لتسويق المحتوى السعودي محلياً وعالمياً بما يحقق مرتكزات الرؤية في الجانب الثقافي، و«رواد الفعاليات» لخدمة قطاع الفعاليات في المملكة، وكذلك «رواد ديجيتال»، التي تقدم من خلالها حلول الأعمال والاستشارات في قطاع تقنية المعلومات.

وتعتزم «سينما 70» في الأشهر القليلة المقبلة إطلاق العديد من الفعاليات والأنشطة السينمائية، بما يخدم مدناً جديدة في السعودية. ومن خلال شراكتها مع شركة «رواد ستوديوز»، ستقوم الذراع السينمائية التابعة لـ«رواد ميديا غروب» أيضاً بتوزيع الأفلام على جميع دور السينما في السعودية.

الرئيس التنفيذي ممدوح سالم

وقال ممدوح سالم: «تتيح هذه الفرصة لنا دعم المواهب الشابة في المملكة لتطوير المحتوى». وأضاف: «تفتخر رواد ميديا غروب بتقديم تجربة مشاهدة متكاملة عالمية المستوى ومفاهيم استثنائية متميزة في جميع أنحاء المملكة. ونحن ملتزمون بتحقيق أسعد اللحظات للجمهور السعودي، والمساهمة في دعم التنوع الاقتصادي في المملكة».

وكانت وزارة الثقافة والإعلام أعلنت، في ديسمبر (كانون الأول) 2017، السماح لدور العرض السينمائي التجارية بالعمل في المملكة ابتداء من عام 2018. مع توقعات بأن يتم افتتاح نحو 350 دار عرض سينمائي تضم أكثر من 2500 شاشة بحلول عام 2030.

وبدخول هذه الشركة ترتفع عدد الشركات الحاصلة على ترخيص تشغيل صالات العرض السينمائي في السعودية إلى 8 شركات، حيث حصلت شركة «إيه إم سي» (AMC) على أول رخصة تشغيل دار عرض سينمائي في السعودية، وقامت الشركة بتشغيل دور العرض السينمائي في المملكة، انطلاقاً من العاصمة الرياض ابتداءً من يوم 18 أبريل (نيسان) 2018. وكذلك «فوكس سينما» التي أصبحت أحد المشغلين الأوائل الحاصلين على رخصة تشغيل دور السينما في السعودية. كما حصلت «موفي سينما» على رخصة لدور العرض السينمائية في السعودية، وتمّ افتتاح أول فرع لـ«موفي سينما» في 10 أغسطس (آب) 2019 في جدة، فيما توجد حالياً في الرياض، والدمام، والظهران، والهفوف، والجبيل.

ومن بين الشركات كذلك: شركة «ريل سينما»، و«غراند سينما»، و«إمباير سينما».



أغنييشكا هولاند: لا أُجمّل الأحداث ولا أكذب

أغنييشكا هولاند (مهرجان ڤينيسيا)
أغنييشكا هولاند (مهرجان ڤينيسيا)
TT

أغنييشكا هولاند: لا أُجمّل الأحداث ولا أكذب

أغنييشكا هولاند (مهرجان ڤينيسيا)
أغنييشكا هولاند (مهرجان ڤينيسيا)

بعد أكثر من سنة على عرضه في مهرجاني «ڤينيسيا» و«تورونتو»، وصل فيلم المخرجة البولندية أغنييشكا هولاند «حدود خضراء» إلى عروض خاصّة في متحف (MoMA) في نيويورك. «لا يهم»، تقول: «على الأفلام التي تعني لنا شيئاً أن تشقّ طريقاً للعروض ولو على مدى سنة أو أكثر».

فيلمها الأخير «حدود خضراء» نال 24 جائزة صغيرة وكبيرة واجتاز حدود نحو 30 دولة حول العالم. ترك تأثيراً قوياً منذ افتتاحه في المهرجان الإيطالي، حيث نال جائزةَ لجنة التحكيم الخاصة وفوقها 8 جوائز فرعية.

مردّ ذلك التأثير يعود إلى أن الفيلم (بالأبيض والأسود) تحدّث عن مهاجرين سوريين (ومهاجرة من أفغانستان) علِقوا على الحدود بين بروسيا وبولندا، وكلّ حرس حدود كان يسلبهم شيئاً ومن ثمّ يعيدهم إلى حيث أتوا. الحالة لفتت نظر جمعية بولندية أرادت مساعدة هؤلاء الذين تناقص عددهم بعدما اختفى بعضهم وسُجن آخرون. الدراما كما قدّمتها هولاند (75 سنة حالياً) نابعة من مواقف ونماذج حقيقية وأحداثٍ وقعت عالجتها المخرجة بأسلوب تقريري غير محايد.

نقطة حياة: «حدود خضراء» (مترو فيلمز)

لحظات إنسانية

> حال مشاهدتي لفيلم «حدود خضراء» في «مهرجان ڤينيسيا» خطر لي أنه يلتقي مع أفلام سابقة لكِ تناولت قضايا مهمّة وحادّة مثل «يوروبا، يوروبا» و«الحديقة السّرية» و«أثر» (Spoor) الذي عُرض في «برلين». كيف تُصنّفين أفلامك؟ وكيف تختارين قضاياها؟

- أفلامي السابقة تنوّعت كثيراً في موضوعاتها باستثناء أنني قصدت دوماً تناول ما اعتقدت أنه أجدى للمعالجة. والأفلام التي ذكرتها هي بالنسبة لي من بين أهم ما أخرجته. اخترتها لجانبها الإنساني أو، أُصحّح، لقضاياها الإنسانية. اخترتها لأن الأحداث وقعت في لحظات تاريخية ليست فقط مهمّة، بل هي لحظاتٌ بدت فيها الإنسانية بمنحدرٍ. هناك كثيرٌ ممّا يحدث في هذا العالم، وما حدث سابقاً يشكّل صدمة لي ولملايين الناس والفيلم هو صلتي مع هذه الأحداث. رأيي فيها.

«حدود خضراء» الفرار صوب المجهول (مترو فيلمز)

> «حدودٌ خضراء» هو واحد من أفلام أوروبية تناولت موضوع المهاجرين، لكن القليل منها انتقد السّلطات على النحو الذي ورد في فيلمك.

- أنا لست في وارد تجميل الأحداث. ولا أريد الكذب على المشاهد وأقول له إن ما تعرّض له مهاجرون مساكين على الحدود التي لجأوا إليها بحثاً عن الأمان غير صحيح، أو أنه حدث في شكل محصور. ومهنتي هذه استخدمها لقول الحقيقة، ولأفيد المشاهد بما أصوّره ولا يمكنني الكذّب عليه أو خداعه. ما شاهدته أنتَ على الشّاشة حصل وربما لا يزال يحصل في دول أوروبية أخرى.

نحو المجهول

> كيف كان رد فعل الجمهور البولندي حيال فيلمك؟

- إنها تجربة مهمّة جداً بالنسبة لي. سابقاً كان هناك حذرٌ من قبول ما أقدّمه لهم من حكايات. كثيرون قالوا إن هذا لا يمكن أن يحدث. نحن في أوروبا والعالم تغيّر عمّا كان عليه. والآن، مع هذا الفيلم، وجدتُ أن غالبية النّقاد وقراء «السوشيال ميديا» يوافقون على أن هذا يحدث. هناك من يأسف وهناك من يستنكر.

> نقدُك لحرس الحدود البولندي والبروسي في هذا الفيلم يؤكّد أن المعاملة العنصرية لا تزال حاضرة وربما نشطة. اليمين في أوروبا يجد أن طرد اللاجئين الشرعيين أو غير الشرعيين بات أولوية. صحيح؟

- نعم صحيح، لكن الاكتفاء بالقول إنه موقف عنصريّ ليس دقيقاً. نعم العنصرية موجودة ولطالما كانت، وعانت منها شعوب كثيرة في كل مكان، ولكن العنصرية هنا هي نتاج رفض بعضهم لقاء غريبٍ على أرض واحدة، هذا رفض للإنسانية التي تجمعنا. للأسف معظمنا لا يستطيع أن يمدّ يده إلى الآخر في معاملة متساوية. الحروب تقع وتزيد من انفصال البشر عن بعضهم بعضاً. ثم لديك هذا العالم الذي يسير بخطوات سريعة نحو المجهول في كل مجالاته.

> هل تقصدين بذلك التقدم العلمي؟

- بالتأكيد، لكني لست واثقة من أنه تقدّمَ حقاً. الذكاء الاصطناعي؟ هذا وحده قد يذهب بما بقي من ضوابط أخلاقية ومجتمعية. أعتقد أن التأثير الأول لذلك أننا نعيش في زمن نعجِز عن فهم تغيّراته، والنتيجة أننا بتنا نهرب إلى حيث نعتقده ملجأً آمناً لنا. نهرب من التّحديات ونصبح أكثر تقوقعاً معتقدين أن ذلك خير وسيلة للدفاع عن مجتمعاتنا.

ضحايا

> عمَدتِ في «حدود خضراء» إلى تقسيم الفيلم إلى فصول. هذا ليس جديداً لكنه يطرح هنا وضعاً مختلفاً لأننا ننتقل من وضع ماثلٍ ومن ثَمّ نعود إليه لنجده ما زال على حاله. ما الذي حاولتِ تحقيقه من خلال ذلك؟

- هذه ملاحظة مهمّة. في الواقع هناك قصصٌ عدة في هذا الفيلم، وكل شخصية تقريباً هي قصّة قابلة للتطوّر أو التوقف. وهناك 3 فرقاء هم الضحايا والمسعفون ورجال السُّلطة. بعضُ هذا الأسلوب المطروح في الفيلم مشتقٌ من العمل الذي مارسته للتلفزيون وهو يختلف عن أسلوب السّرد السينمائي، وقد اعتمدت عليه هنا لأنني وجدته مناسباً لفيلمٍ يريد تقديم الأحداث في شكلٍ ليس بعيداً عن التقريرية.

> هناك أيضاً حربٌ أوروبية دائرة على حدود بولندا في أوكرانيا. هل يختلف الوضع فيما لو كان أبطال فيلمك أوكرانيين هاربين؟

- نعم. يختلف لأنّ الرموز السياسية للوضع مختلفة. البولنديون يشعرون بالعاطفة حيال الأوكرانيين. السلطات لديها أوامر بحسن المعاملة. لكن هذا لم يكن متوفراً وليس متوفراً الآن للاجئين غير أوروبيين.