مشروع سعودي لمساعدة الفتيات اليمنيات على إعادة الالتحاق بالمدارس

أكثر من مليون طفل معرضون لخطر التجنيد والزواج المبكر

أعمال مركز الملك سلمان للإغاثة تشمل كل المحافظات اليمنية المحررة (إعلام حكومي)
أعمال مركز الملك سلمان للإغاثة تشمل كل المحافظات اليمنية المحررة (إعلام حكومي)
TT

مشروع سعودي لمساعدة الفتيات اليمنيات على إعادة الالتحاق بالمدارس

أعمال مركز الملك سلمان للإغاثة تشمل كل المحافظات اليمنية المحررة (إعلام حكومي)
أعمال مركز الملك سلمان للإغاثة تشمل كل المحافظات اليمنية المحررة (إعلام حكومي)

أعلنت الأمم المتحدة قيام مركز الملك سلمان للأعمال الإنسانية بتمويل مشروع مساعدة الفتيات في اليمن على العودة إلى المدارس، ومواصلة التعليم من خلال إيجاد المباني المدرسية وتجهيزها ودعم الأسر الفقيرة.

يأتي ذلك في وقت كشفت فيه الحكومة اليمنية عن أن نصف الطلبة لا يكملون المرحلة الثانوية، بينما حذرت منظمة دولية من مخاطر تتهدد أكثر من 2.7 مليون طفل لا يلتحقون بالمدارس معظمهم من الفتيات.

أعمال مركز الملك سلمان للإغاثة تشمل كل المحافظات اليمنية المحررة (إعلام حكومي)

ووفق ما ذكرته منظمة الهجرة الدولية فقد تأثر نظام التعليم في اليمن بشدة بسبب الأزمة الإنسانية المستمرة هناك، حيث لا تزال رواتب معظم المعلمين مقطوعة خصوصاً في مناطق سيطرة الحوثيين، كما تضررت الكثير من المدارس، إلى جانب النقص في الموارد المالية اللازمة لمواصلة تشغيلها.

المنظمة الأممية بينت أن هذا الوضع «الخطير والمستمر» أدى إلى قيام مركز الملك سلمان للإغاثة، ومنظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة (الأيسيسكو) بإطلاق مشروع بعنوان «اللحاق بركب التعليم للفتيات المتسربات من المدارس في اليمن»، وبهدف المساعدة في تقديم الدعم للفتيات اللاتي تسربن من الدراسة من خلال إتاحة الفرصة لهن لإعادة مواصلة تعليمهن.

خفض تسرب الفتيات

وفق المنظمة الأممية، فإن الهدف النهائي للمشروع السعودي هو خفض معدل التسرب بين الفتيات اليمنيات اللاتي يعشن تحت خط الفقر، حيث سيوفر المعدات للمؤسسات التعليمية والإمدادات للفتيات من الأسر الفقيرة، وتيسير إجراءات التسجيل للفتيات، وتبني برامج التدريب والتوعية، وبرامج موجهة للآباء والأمهات، ومكافحة تفشي الحصبة وشلل الأطفال والوقاية منها.

وذكرت فتاة يمنية تبلغ من العمر 9 سنوات في مجمع الراخية للبنات في محافظة حضرموت، أن المجمع كان يعاني من نقص الغرف الدراسية؛ والفتيات يدرسن 5 حصص دراسية في اليوم فقط. ولمعالجة هذه المشكلة، قدم مركز الملك سلمان للإغاثة 10 قاعات دراسية لاستيعاب عدد أكبر من الطلاب، وأن هذه الفصول الدراسية البديلة مفروشة بالكامل ومجهزة بالطاولات والكراسي والسجاد والسبورات.

لذوي الاحتياجات الخاصة في اليمن نصيب من دعم مركز الملك سلمان للإغاثة (إعلام حكومي)

وتؤكد مسؤولة المدرسة أنها زُوِّدت أيضاً بالكهرباء ومكيفات الهواء، وأن هذه الفصول الدراسية الإضافية قد حلت مشكلة كبيرة، وهو عدم توافر العدد الكافي من الفصول الدراسية والاكتظاظ، وعبرت عن سعادتها لوجود الفصول الدراسية البديلة، بينما ذكرت طالبة أخرى أنها أعادت التسجيل مرة أخرى في المدرسة، وستواصل تعليمها.

ويواكب المشروع حملة توعية حول أهمية تعليم الفتيات والمخاطر المرتبطة على تسربهن من المدارس، إلى جانب مسابقة لصناعة أفلام قصيرة تتناول أهمية اللحاق بتعليم الفتيات؛ إلى جانب لافتات توعوية وتفاعلية واللوحات الإعلانية التي نشرت في العديد من الطرق الرئيسية تركز على أهمية تعليم الفتيات، وكذا الفعاليات الفنية والمسرحية وحملات عبر الوسائط المتعددة لتعزيز أهمية تعليم الفتيات.

معاناة قطاع التعليم

كانت نتائج مسح عنقودي نفذته الحكومة اليمنية بالشراكة مع الأمم المتحدة قد أظهرت أن 49 في المائة من الأطفال في البلاد يعانون من التقزم، كما أن طفلاً من بين كل 4 أطفال خارج التعليم الأساسي، و53 في المائة منهم لا يكملون المرحلة الأساسية، و37 في المائة لم يكملوا التعليم الثانوي، وأن هناك 29 في المائة من الأطفال منخرطون في العمل.

بينما أكدت منظمة «إنقاذ الطفولة» في تقرير سابق أن 80 في المائة من الطلاب في اليمن بحاجة إلى مساعدات تعليمية، كاشفة عن تسرب أكثر من 2.7 مليون طفل من التعليم في هذا البلد، جراء الحرب التي أشعلها الحوثيون قبل 8 أعوام. وبينت أنه في بداية العام الحالي، هناك 8.6 مليون من جميع الأطفال في سن المدرسة يحتاجون إلى المساعدة التعليمية.

يعيش أغلب اليمنيين على المساعدات الإنسانية بفعل الحرب التي فجّرها الحوثيون (أ.ف.ب)

ومع تضرر أو تدمير أكثر من 2783 مدرسة وعدم صرف رواتب المعلمين في مناطق سيطرة الحوثيين لما يقرب من 8 أعوام، أصبح الحصول على التعليم أكثر صعوبة. مع أن التعليم هو شريان الحياة للأطفال في أثناء حالات الطوارئ؛ لأنه يوفر الاستقرار والأمان والأمل في مستقبل أفضل. ومع ذلك، في اليمن يتسرب الطلاب من المدرسة بمعدل ينذر بالخطر، وفق ما ذكرته المنظمة.

وحذرت المنظمة الدولية من وجود أكثر من مليون طفل هم من النازحين ودون تعليم، وقالت إن هؤلاء معرضون لخطر الإساءة والإهمال والاستغلال الاقتصادي والجنسي والتجنيد والعنف الجنسي والعنف القائم على النوع الاجتماعي والاتجار والزواج المبكر.

وقالت إن الفتيات أكثر عرضة للتسرب من المدرسة ما يجعلهن أكثر عرضة للاستغلال وسوء المعاملة، وأعادت أسباب ذلك نتيجة الافتقار إلى المعلمات ومحدودية الوصول لمرافق المياه والصرف الصحي والنظافة التي تراعي الفوارق بين الجنسين.


مقالات ذات صلة

الاقتصاد اليمني في مواجهة انهيارات كارثية وشيكة

العالم العربي توقف تصدير النفط يتسبب في عجز الحكومة اليمنية عن تلبية احتياجات السكان (البنك الدولي)

الاقتصاد اليمني في مواجهة انهيارات كارثية وشيكة

تتزايد مخاطر انعدام الأمن الغذائي في اليمن بسبب تفاقم الأزمة الاقتصادية، في حين تتصاعد الدعوات لإجراء حلول عاجلة ودائمة تمكن الحكومة من السيادة على الموارد.

وضاح الجليل (عدن)
العالم العربي طفل يمني يزور مقبرة لقتلى الحوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)

انتهاكات حوثية تستهدف قطاع التعليم ومنتسبيه

ارتكبت جماعة الحوثيين في اليمن موجةً جديدةً من الانتهاكات بحق قطاع التعليم شملت إطلاق حملات تجنيد إجبارية وإرغام المدارس على تخصيص أوقات لإحياء فعاليات تعبوية

«الشرق الأوسط» (صنعاء)
العالم العربي الأمطار في اليمن تترك مخيمات النازحين بأوضاع سيئة (المجلس النرويجي للاجئين)

نصف سكان اليمن يواجهون تهديدات زائدة بسبب تغير المناخ

نبه البنك الدولي إلى المخاطر الزائدة التي يواجهها اليمن نتيجة لتغير المناخ وأكد أن سكاناً كثيرين يواجهون تهديدات مثل الحرارة الشديدة والجفاف والفيضانات

محمد ناصر (تعز)
العالم العربي مقر البنك المركزي اليمني في عدن (إعلام حكومي)

«المركزي اليمني» يستهجن مزاعم تهريب أموال إلى الخارج

استهجن البنك المركزي اليمني أنباء راجت على مواقع التواصل الاجتماعي تدعي قيام البنك بتهريب الأموال في أكياس عبر المنافذ الرسمية، وتحت توقيع المحافظ.

«الشرق الأوسط» (عدن)
العالم العربي عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني الزبيدي يثمن دور السعودية في دعم بلاده (سبأ)

الزبيدي يثمن جهود السعودية لإحلال السلام والاستقرار في اليمن

وسط تأكيد سعودي على استمرار تقديم الدعم الإنساني والإغاثي لليمن، ثمّن عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني، عيدروس الزبيدي، سعي المملكة إلى حشد الجهود لإحلال السلام.

«الشرق الأوسط» (عدن)

الإمارات: «المركزي» يوقف شركة صرافة لانتهاكها قانون غسل الأموال ومكافحة الإرهاب

مصرف الإمارات المركزي (وام)
مصرف الإمارات المركزي (وام)
TT

الإمارات: «المركزي» يوقف شركة صرافة لانتهاكها قانون غسل الأموال ومكافحة الإرهاب

مصرف الإمارات المركزي (وام)
مصرف الإمارات المركزي (وام)

قرر مصرف الإمارات المركزي تعليق نشاط تحويل الأموال لشركة «الرازوقي» للصرافة العاملة في الدولة، لمدة 3 سنوات، وذلك بسبب انتهاك قانون مواجهة غسل الأموال، ومكافحة تمويل الإرهاب.

وبحسب بيان للمصرف المركزي، أرسل نسخة منه لـ«الشرق الأوسط» قال إنه تم إغلاق فرعين للشركة في منطقتي المرر وديرة بدبي، حيث اتُّخذت هذه الإجراءات الإدارية بموجب المادة 14 من قانون مواجهة غسل الأموال، ومكافحة تمويل الإرهاب.

ووفقاً للبيان، فإن المصرف المركزي يعمل من خلال مهامه الرقابية والإشرافية، على ضمان التزام جميع شركات الصرافة ومالكيها وموظفيها، بالقوانين السارية في البلاد، والأنظمة والمعايير المعتمَدة من المصرف المركزي، مشيراً إلى أنه يهدف للحفاظ على شفافية ونزاهة النظام المالي للدولة.

وتنص المادة 14 من قانون غسل الأموال ومكافحة تمويل الإرهاب في الإمارات أنه يجب على جميع المرخص لهم الامتثال للمتطلبات القانونية والتنظيمية الحالية الخاصة بمواجهة غسل الأموال، ومكافحة تمويل الإرهاب المحددة من قِبل المصرف المركزي، والتصدي لمخاطر غسل الأموال، وتمويل الإرهاب من خلال التدابير الوقائية المناسبة لردع إساءة استخدام القطاع قناةً للأموال غير المشروعة، والكشف عن غسل الأموال، وأنشطة تمويل الإرهاب، وإبلاغ وحدة المعلومات المالية في المصرف المركزي عن أي معاملات مشبوهة.