قطاع السياحة في مصر يراهن على أسواق أميركا اللاتينية

شركات برازيلية تطالب بسرعة تدشين خط طيران مباشر

وفد من البرازيل يزور الآثار المصرية (صفحة وزارة السياحة والآثار المصرية على «فيسبوك»)
وفد من البرازيل يزور الآثار المصرية (صفحة وزارة السياحة والآثار المصرية على «فيسبوك»)
TT

قطاع السياحة في مصر يراهن على أسواق أميركا اللاتينية

وفد من البرازيل يزور الآثار المصرية (صفحة وزارة السياحة والآثار المصرية على «فيسبوك»)
وفد من البرازيل يزور الآثار المصرية (صفحة وزارة السياحة والآثار المصرية على «فيسبوك»)

يراهن قطاع السياحة في مصر على جذب أسواق أميركا اللاتينية، في ظل الاستراتيجية المصرية الهادفة إلى فتح أسواق سياحية جديدة، وسط مطالبات بسرعة تدشين خط طيران مباشر بين العاصمة المصرية القاهرة وإحدى أكبر المدن البرازيلية (ساوباولو).

والتقى ممثلون لهيئة تنشيط السياحة في مصر مع 35 من ممثلي شركات السياحة البرازيلية خلال زيارتهم للقاهرة، للتعرُّف على المقصد السياحي المصري، وفق بيان أصدرته وزارة السياحة والآثار، مساء (الجمعة).

وكان السفير المصري في البرازيل وائل أبو المجد، قد أعلن عن قرب تدشين خط طيران مباشر بين القاهرة وساو باولو خلال الأسابيع القليلة المقبلة، وأوضح السفير خلال منتدى الأعمال البرازيلي العالمي، الذي عُقد في ساو باولو خلال أكتوبر (تشرين الأول) الماضي أن مصر بها كثير من المقاصد السياحية الجاذبة للسائحين البرازيليين، لافتاً إلى أن طول رحلة الطيران بين مصر والبرازيل كان عائقاً أمام جذب السائحين من أميركا اللاتينية.

وعرض أحمد علي، مدير عام في الإدارة المركزية للمكاتب السياحية بهيئة تنشيط السياحة في مصر، التنوع الذي يتمتع به المقصد السياحي المصري، وما يشمله من أماكن سياحية وأثرية وأنشطة مختلفة.

وأشار خلال بيان وزارة السياحة والآثار المصرية إلى «تطوير البنية التحتية بالمقاصد السياحية المصرية، ومن بينها الساحل الشمالي ومدينة العلمين الجديدة، وعد (المتحف المصري الكبير) المقرر افتتاحه قريباً من أهم المزارات لدى السائح البرازيلي الذي لديه شغف بالتراث والحضارة المصرية العريقة».

جانب من زيارة الوفد السياحي البرازيلي لمصر

ووصف سمير عبد الوهاب، رئيس لجنة تسيير أعمال النقابة العامة للمرشدين السياحيين، السائح اللاتيني بأنه «ضيف مميز»، وقال في حديث لـ«الشرق الأوسط» إنه مهتم جداً بالحضارة وتفاصيلها الدينية والفنية ومعالمها الأثرية.

وأعربت أندريسا أروجو، من أعضاء الوفد البرازيلي الذي يضم منظمي الرحلات السياحية عن تمنيها سرعة تدشين خط الطيران المباشر «القاهرة - ساو باولو»، وقالت إنه «سيساهم في زيادة الحركة السياحية ليس من دولة البرازيل فقط، ولكن من قارة أميركا اللاتينية بكاملها»، حسب بيان الوزارة.

ورأى عبد الوهاب أن «تنظيم رحلات طيران مباشر بين مصر والبرازيل سيضع اللبنة الناقصة لدعم التبادل بين البلدين»، مشيراً إلى «ضرورة تقديم المنتج السياحي الذي يجذب ذوق هذا السائح المتميز».

وكان الوفد البرازيلي قد جال في عدد من الأماكن السياحية والأثرية بكل من القاهرة والغردقة والإسكندرية، بالإضافة إلى رحلة نيلية من أسوان إلى الأقصر، وأعربوا عن إعجابهم بالتنوع والثراء الذي يتميز به المقصد السياحي المصري.

وعدّ الدكتور محمود المحمودي الأستاذ المساعد في المعهد العالي للإرشاد السياحي بالإسكندرية، دول أميركا اللاتينية، خصوصاً البرازيل، من بين الدول التي تشهد نمواً اقتصادياً يجعلها محل اهتمام الأسواق السياحية.

وأوضح المحمودي لـ«الشرق الأوسط» أن «السياحة الترفيهية والثقافية التي تتميز بها مصر ستكون جاذبة للسائح اللاتيني، خصوصاً مع تدشين خط الطيران المباشر المزمع إنشاؤه بين مصر والبرازيل».

وتستهدف مصر زيادة إيرادات القطاع السياحي من المتوسط الحالي المقدر بنحو 14.4 مليار دولار سنوياً، إلى 30 مليار دولار سنوياً خلال الأعوام الثلاثة المقبلة، وفق تصريحات سابقة لرئيس الوزراء المصري مصطفى مدبولي.


مقالات ذات صلة

مقتل مصري وإصابة سياح إسرائيليين إثر شجار داخل فندق في طابا

شمال افريقيا مرافق منتجع هيلتون طابا على الساحل الشرقي لشبه جزيرة سيناء في مصر (أرشيفية/أ.ف.ب)

مقتل مصري وإصابة سياح إسرائيليين إثر شجار داخل فندق في طابا

قُتل عامل مصري، الجمعة، خلال شجار في فندق أدى أيضاً إلى إصابة ثلاثة سياح من عرب إسرائيل وعمال آخرين في مدينة طابا الساحلية المصرية.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
يوميات الشرق مصر تستهدف تنشيط الحركة السياحية الوافدة (وزارة السياحة والآثار المصرية)

مصر تستعين بمشاهير «بوليوود» للترويج لمقاصدها السياحية

بهدف تنشيط السياحة، والترويج لمقاصدها المتنوعة، أعلنت مصر عزمها الاستعانة بمشاهير «بوليوود»، لزيادة عدد الزيارات الوافدة من الهند.

فتحية الدخاخني (القاهرة )
الاقتصاد مدينة جدة غرب السعودية (واس)

وزير السياحة السعودي يطلق حملة عالمية لتعزيز القطاع

أطلق وزير السياحة رئيس مجلس إدارة «الهيئة السعودية للسياحة»، أحمد الخطيب، الحملة العالمية «روح السعودية»، تحت شعار «هذه الأرض تنادي».

«الشرق الأوسط» (الرياض)
شمال افريقيا الحجاج المصريون النظاميون يؤدون مناسك الحج (أرشيفية - وزارة التضامن الاجتماعي)

مصر تلغي تراخيص شركات سياحية «متورطة» في تسفير حجاج «غير نظاميين»

ألغت وزارة السياحة والآثار المصرية تراخيص 36 شركة سياحة، على خلفية تورطها في تسفير حجاج «غير نظاميين» إلى السعودية.

أحمد عدلي (القاهرة)
يوميات الشرق الاستمتاع بالأجواء الماطرة على الساحل البحري (واس)

​السعودية تشهد كثافة مطرية بأعلى مستوياتها منذ 10 سنوات

تشهد السعودية موسماً صيفياً استثنائياً باستمرار تساقط الأمطار متوسطة إلى غزيرة مصحوبة بزخات من البرد ورياح نشطة على عدد من المناطق تشكلت معها لوحات جمالية

«الشرق الأوسط» (جدة)

اختبار «اللهجة الفلاحي»... تندُّر افتراضي يتطوّر إلى «وصم اجتماعي»

لقطة من فيلم «الأرض» (أرشيفية)
لقطة من فيلم «الأرض» (أرشيفية)
TT

اختبار «اللهجة الفلاحي»... تندُّر افتراضي يتطوّر إلى «وصم اجتماعي»

لقطة من فيلم «الأرض» (أرشيفية)
لقطة من فيلم «الأرض» (أرشيفية)

مع انتشار اختبار «اللهجة الفلاحي» عبر مواقع التواصل في مصر بشكل لافت خلال الساعات الماضية، وتندُّر كثيرين على مفردات الاختبار التي عدَّها البعض «غير مألوفة» وتحمل معاني متعدّدة؛ تطوّر هذا الاختبار إلى «وصم اجتماعي» بتحوّل ناجحين فيه إلى مادة للسخرية، بينما تباهى خاسرون بالنتيجة، وعدّوا أنفسهم من أبناء «الطبقة الراقية».

وكتبت صاحبة حساب باسم بسمة هاني بعد نشر نتيجة اختبارها «اللهجة الفلاحي»، 5/ 20، عبر «فيسبوك»: «يعني أنا طلعت من EGYPT»، مع تعبير «زغرودة» للدلالة إلى الفرح.

ونشر حساب باسم المهندس رامي صورة لرجل يركب حماراً ويجري بسرعة وفرح، معلّقاً أنه هكذا يرى مَن نجحوا في اختبار «اللهجة الفلاحي».

وكتب حساب باسم سعيد عوض البرقوقي عبر «فيسبوك»: «هذا اختبار اللهجة الفلاحي... هيا لنرى الفلاحين الموجودين هنا وأقصد فلاحي المكان وليس الفكر».

ورداً على موجة السخرية والتندُّر من هذا الاختبار، كتب صاحب حساب باسم محمد في «إكس»: «هناك فلاحون يرتدون جلباباً ثمنه ألف جنيه (الدولار يساوي 48.62 جنيه مصري) ويمتلك بيتاً من هذا الطراز – نشر صورة لبيت بتصميم فاخر – ويعرف الصح من الخطأ، ويعلم بالأصول وهو أهل للكرم، تحية لأهالينا في الأرياف».

وأمام التحذير من تعرّض المتفاعلين مع الاختبار إلى حملات اختراق، كتب الإعلامي الدكتور محمد ثروت على صفحته في «فيسبوك»: «اختبار اللهجة الفلاحي مجرّد (ترند) كوميدي وليس هاكرز، ويعبّر عن جهل شديد في أصولنا وعاداتنا المصرية القديمة». فيما كتب حساب باسم إبراهيم عبر «إكس»: «أخاف المشاركة في الاختبار والحصول على 10/ 20. أهلي في البلد سيغضبون مني».

وتضمّ مصر عدداً من اللهجات المحلّية، وهو ما يردُّه بعض الباحثين إلى اللغة المصرية القديمة التي تفاعلت مع اللغة العربية؛ منها اللهجة القاهرية، واللهجة الصعيدية (جنوب مصر)، واللهجة الفلاحي (دلتا مصر)، واللهجة الإسكندراني (شمال مصر)، واللهجة الساحلية واللهجة البدوية. ولمعظم هذه اللهجات اختبارات أيضاً عبر «فيسبوك».

اختبار «اللهجة الفلاحي» يغزو وسائل التواصل (فيسبوك)

في هذا السياق، يرى أستاذ الأدب والتراث الشعبي في جامعة القاهرة الدكتور خالد أبو الليل أنّ «هذا (الترند) دليل أصالة وليس وصمة اجتماعية»، ويؤكد لـ«الشرق الأوسط» أنّ «إقبال البعض في وسائل التواصل على هذا الاختبار محاولة للعودة إلى الجذور».

ويُضيف: «صوَّر بعض الأعمال الدرامية أو السينمائية الفلاح في صورة متدنّية، فترسَّخت اجتماعياً بشكل مغاير للحقيقة، حتى إنّ أي شخص يمتهن سلوكاً غير مناسب في المدينة، يجد، حتى اليوم، مَن يقول له (أنت فلاح) بوصفها وصمة تحمل معاني سلبية، على عكس طبيعة الفلاح التي تعني الأصالة والعمل والفَلاح. محاولة تحميل الكلمة معاني سلبية لعلَّها رغبةُ البعض في التقليل من قيمة المجتمعات الزراعية لأغراض طبقية».

ويتابع: «مَن يخوض الاختبار يشاء استعادة المعاني التي تعبّر عن أصالته وجذوره، أما من يتندّرون ويسخرون من الفلاحين فهُم قاصرو التفكير. ومن يخسرون ويرون أنّ خسارتهم تضعهم في مرتبة اجتماعية أعلى، فهذا تبرير للفشل».

ويشير أبو الليل إلى دور إيجابي تؤدّيه أحياناً وسائل التواصل رغم الانتقادات الموجَّهة إليها، موضحاً: «أرى ذلك في هذا الاختبار الذي لا يخلو من طرافة، لكنه يحمل دلالة عميقة تردُّ الحسبان للفلاح رمزاً للأصالة والانتماء».

لقطة من فيلم «المواطن مصري» الذي تدور أحداثه في الريف (يوتيوب)

ويعيش في الريف نحو 57.8 في المائة من سكان مصر بعدد 45 مليوناً و558 ألف نسمة، وفق آخر إحصائية نشرها الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء عام 2022، بينما يبلغ سكان المدن نحو 40 مليوناً و240 ألف نسمة.

من جهتها، ترى أستاذة علم الاجتماع في جامعة بنها، الدكتورة هالة منصور، أنّ «الثقافة الشعبية المصرية لا تعدُّ وصف (الفلاح) أمراً سلبياً، بل تشير إليه على أنه (ابن أصول) وجذوره راسخة»، مضيفة لـ«الشرق الأوسط»: «يُسأل الوافدون إلى القاهرة أو المدن الكبرى عن أصولهم، فمَن لا ينتمي إلى قرية يُعدُّ غير أصيل».

وتُرجِع الوصم الاجتماعي الخاص بالفلاحين إلى «الهجرة الريفية الحضرية التي اتّسع نطاقها بدرجة كبيرة نظراً إلى ثورة الإعلام ومواقع التواصل التي رسَّخت سلوكيات كانت بعيدة عن أهل الريف».

وتشير إلى أنّ «السينما والدراما والأغنيات ترسّخ لهذا المنظور»، لافتة إلى أنه «من سلبيات ثورة 1952 التقليل من قيمة المهن الزراعية، والاعتماد على الصناعة بوصفها قاطرة الاقتصاد. وقد أصبحت تلك المهن في مرتبة متدنّية ليُشاع أنَّ مَن يعمل في الزراعة هو الفاشل في التعليم، وهذا لغط يتطلّب درجة من الوعي والانتباه لتصحيحه، فتعود القرية إلى دورها المركزي في الإنتاج، ومكانها الطبيعي في قمة الهرم الاجتماعي».

وعمَّن فشلوا في اختبار «اللهجة الفلاحي» وتفاخرهم بذلك بوصفهم ينتمون إلى طبقة اجتماعية راقية، تختم أستاذة علم الاجتماع: «هذه وصمة عار عليهم، وليست وسيلة للتباهي».