أكد اللواء ناصر عبد الرزاق الرزوقي رئيس الاتحادين الإماراتي والآسيوي، نائب رئيس الاتحاد الدولي لرياضة الكاراتيه أنه تم تشكيل فريق متخصص من الاتحاد الدولي للعبة لبحث مشاركة اللعبة في أولمبياد 2032.
وقال الرزوقي في حوار خاص لوكالة الأنباء الألمانية: «نتواصل مع أصحاب القرار ونقصد بهم اللجان الأولمبية وهي الممثلة في اللجنة الأولمبية الدولية، بالإضافة إلى الدولة المضيفة لدورة الألعاب الأولمبية 2032 والمقرر إقامتها في مدينة بريزبين الأسترالية، وذلك بعد استبعاد الكاراتيه من النسختين القادمتين من أولمبياد باريس 2024، والولايات المتحدة الأميركية 2028».
وأضاف الرزوقي: «هناك قصور في اللجان التي تولت إيصال الكاراتيه إلى الأولمبياد، لذلك لن نوجد في باريس 2024، أو لوس أنجليس 2028، وهو أمر مؤسف حقاً بعد أن شاركنا في دورة أولمبياد طوكيو الأخيرة».
وأردف: «هناك رياضات غريبة ستكون موجودة في أولمبياد 2024، منافسات بعيدة تماماً عن الرياضة مثل مشاركة فن (البريك دانس)، الذي سيحل بدلاً من رياضة الكاراتيه، وهو قرار صدم الاتحاد الدولي للكاراتيه، نظراً لشعبية الكاراتيه في فرنسا، ليس هذا فحسب، بل ستشهد أولمبياد باريس مشاركة رياضة ركوب الأمواج والتسلق والتزلج، بعد أن كانت شاركت في دورة ألعاب طوكيو الأخيرة».
وأكد: «البعض يتصور أن قرار المشاركة في الأولمبياد هو رياضي فقط، بل إن جزءاً كبيراً منه سياسي، والدليل أن هناك ألعاباً كما قلنا لا تمت للرياضة بصلة سوف توجد في باريس، وخلال اجتماع الاتحاد الدولي للكاراتيه مؤخراً في بودابست أثناء بطولة العالم تم الاجتماع وتأكيد التحرك السريع من أجل أولمبياد 2032 بعد ضياع فرصة المشاركة في 2024 و2028».
وتعجب الرزوقي من قرار فرنسا بعدم مشاركة الكاراتيه وقال: «فرنسا بلد قوي في الكاراتيه، وهي أحد أكبر الدول الأوروبية حضوراً سواء في عدد الأندية أو اللاعبين، ولكن للأسف أصحاب القرار لم يكونوا موفقين إلى ما يبتغيه العالم في مجال الكاراتيه».
وأضاف: «قمنا من جانبنا في الاتحاد الدولي بعمل دراسة من شركة متخصصة تستمع إلى الآراء وجدت أنها تطالب بوجود الكاراتيه في الساحة الأولمبية، ولكن القضية تحتاج من جانبنا كمسؤولين عن اللعبة إلى جهد أكبر، لذلك اقترحنا في الاجتماع الأخير في بودابست تشكيل لجنة للتواصل مع أصحاب القرار حتى نصل باللعبة لمكانتها الأولمبية».
وانتقل اللواء ناصر الرزوقي إلى الحديث عن قارة آسيا، بوصفه رئيساً للاتحاد الآسيوي قائلاً: «لعبة الكاراتيه في القارة الصفراء ارتقت بشكل كبير في كل الجوانب بالنسبة للرياضيين والحكام والمدربين وفي الأقاليم المختلفة بالقارة».
وأكد: «أصبح لها الحضور المميز، وبالفعل القارة الآسيوية تحتل المركز الأول في عدد من المستويات في مجال اللعبة منها: عدد اللاعبين والرياضيين، والحكام، والمدربين والنتائج، وهي القارة الكبرى في اللعبة نظراً للعدد السكاني، وعلى سبيل المثال نجد بلداً مثل إندونيسيا بها 4 ملايين لاعب في الكاراتيه، لنا تجربة طيبة في دولة الإمارات العربية المتحدة، حيث تم تبني كيف يُصبح العرب يشكلون قوة في المواقع كافة ودعمناهم لكي يوجدوا سواءً بالاتحاد الدولي أو الآسيوي أو الإقليمي في القيادات كإداريين أو فنيين أو حكام وفي جميع اللجان، وبالتالي أصبحت الخبرة متوفرة وحققت لنا الكثير، والقادم سيكون أفضل في مجال اللعبة».
وقال: «اليابان كانت هي الأساس في الكاراتيه، وكان الاهتمام بها بشكل كبير وكانت تُرسل مدربين إلى منطقتنا العربية لتعليمنا فنونها، وكانت تتولى وتتربع على عرش اللعبة لفترات طويلة، لتخرج منها بعد ذلك إلى أوروبا، وتولى قيادة اللعبة أوروبيون، ليتراجع الاهتمام الياباني نسبياً في الجانب الإداري».
وأكد: «لكن فنياً ما زالوا يقدمون الأفضل، وخلقت لدى المواطن الياباني الكثير من الانضباط في حياتهم وتربية الأجيال، حينما ذهبت إلى المدارس هناك وجدت أنهم يعلمون اللعبة في المدارس، وسألت عن ذلك فكانت الإجابة أنها تساهم في تعليم أبنائهم الانضباط في الحياة، وأتمنى أن يصل هذا المفهوم الكبير والشامل إلى منطقتنا العربية».
وتحدث الرزوقي عن الكاراتيه العربي قائلاً: «لا يُمكن إغفال اللعبة في دولة مصر، التي يوجد بها مليون و200 ألف لاعب ولاعبة وهو رقم كبير، وأصبح لهم الحضور الدولي والعالمي في اللعبة، وهذا مؤشر أن العرب لديهم قوة كبيرة في اللعبة، وتحتل مصر قمة هرم الكاراتيه في الوطن العربي، فعلى المستوى الدولي والأولمبي لهم نتائج رائعة وكذلك على المستوى العربي، وأينما وجدت كانت لها نتائج مشرفة ومنها الأخيرة في بودابست بطولة العالم».
وأضاف: «كذلك نجد الأردن تنطلق بقوة نحو تحقيق المزيد من الإنجازات ونفس المنطق في المملكة العربية السعودية، وهو أمر يسعدني كثيراً».
وعن الكاراتيه الإماراتي قال: «هناك تطور كبير، والدليل ما حققناه على مستوى الألعاب الآسيوية الأخيرة، وكأس آسيا وزيادة الشغف باللعبة، وهناك اندماج كبير في اللعبة سواء بإقامة بطولات تشمل المواطنين والمقيمين على أرض الدولة، وتم عمل بطولة للجاليات أيضاً، وبالتالي تم استيعاب الجميع ممن يوجدون على أرض دولة الإمارات، وعلاقتنا جيدة على كل المستويات الخاصة باللعبة قارياً ودولياً».
وقال: «منذ فترة ليست بالبعيدة تم التعاون مع منطقة دبي التعليمية وجعلنا الكاراتيه في المدارس، وجدنا أنه بعد التجربة بـ6 أشهر أن الانضباط المطلوب بين طلاب المدارس قد حدث بالفعل، وعودت أطفالنا على الكثير من الالتزام».
وأردف: «الرياضة كانت شغفاً كبيراً لنا في الماضي، ولكن أجيال اليوم أصبحت الرياضة لهم بمثابة عائد مادي في الأساس، وأصبح هناك تغيير في الفكر، ونطالب الجيل الحالي بعدم إهمال الجانبين الرياضي والدراسي، وما حققته فتيات الإمارات من نتائج مؤخراً على مستوى دورة الألعاب وكأس آسيا يدفعنا إلى مزيد من الاهتمام بهن، في ظل تعاون الأسر وأولياء الأمور، وهو ما أثمر عن مولد الكثير من المواهب التي انطلقت مع اللعبة في قارة آسيا القوية في مجال الكاراتيه».