أميركا: خبراء يوصون بعزل الكلاب وسط مرض تنفسي «غامض»

من المرجح أن تصاب الكلاب بالحالة من خلال الاتصال الوثيق مع العديد من الكلاب الأخرى في الرعاية النهارية وغيرها (رويترز)
من المرجح أن تصاب الكلاب بالحالة من خلال الاتصال الوثيق مع العديد من الكلاب الأخرى في الرعاية النهارية وغيرها (رويترز)
TT

أميركا: خبراء يوصون بعزل الكلاب وسط مرض تنفسي «غامض»

من المرجح أن تصاب الكلاب بالحالة من خلال الاتصال الوثيق مع العديد من الكلاب الأخرى في الرعاية النهارية وغيرها (رويترز)
من المرجح أن تصاب الكلاب بالحالة من خلال الاتصال الوثيق مع العديد من الكلاب الأخرى في الرعاية النهارية وغيرها (رويترز)

ظهرت حالات من أمراض الجهاز التنفسي القاتلة لدى الكلاب في ولايات أوريغون وإنديانا وإلينوي وواشنطن وأيداهو وكاليفورنيا ونيفادا الأميركية، وفي جميع أنحاء الشمال الشرقي حيث يتدافع الأطباء البيطريون لتحديد سبب المرض الغامض، وفقاً لشبكة «فوكس نيوز».

يقول الخبراء إن العرض الأول هو السعال المنتشر الذي يمكن أن يستمر لعدة أسابيع ويكون مقاوماً للعلاجات بالمضادات الحيوية التقليدية.

وقالت الدكتورة ليندسي غانزر، طبيبة بيطرية في مركز الإحالة البيطرية في نورث سبرينغز في كولورادو سبرينغز: «يبدو أن الأمر يحدث بسرعة كبيرة جداً... الكلاب تنتهي من هذا السعال... ثم فجأة تصاب بالالتهاب الرئوي».

ووصف المدير التنفيذي لمختبر تشخيص أمراض الحيوان في واشنطن، كيفن سنيكفيك، الذي كانت منشأته تبحث في هذه الحالة، أعراض المرض في مقابلة، وقال: «سيعاني كلبك من الحمى ولن يشعر بالارتياح... سيصبح خاملاً، مما يعني أنه يريد الاستلقاء أكثر، في حين أنه في العادة يرغب في اللعب بالخارج... وجزء السعال يصبح رطباً أو متقطعاً».

وفقاً لوزارة الزراعة في ولاية أوريغون، تشمل الأعراض أيضاً العطس، وإفرازات من العين أو الأنف، والتعب، واللثة الزرقاء أو الأرجوانية بسبب الحرمان من الأكسجين، وصعوبة التنفس، والاختبارات السلبية لأمراض الجهاز التنفسي الشائعة الأخرى.

منذ منتصف أغسطس (آب)، تلقت وزارة الزراعة في ولاية أوريغون أكثر من 200 تقرير عن حالة غير معروفة، وفقاً لبيان صحافي صدر في 9 نوفمبر (تشرين الثاني).

ومع ذلك، قالت غانزر، اليوم، إن مستشفاها يرسل عينات من الكلاب المصابة بالتهاب رئوي محير وشديد إلى مختبر أبحاث في نيو هامبشاير يدرس المرض منذ عام 2022.

وعلى الرغم من أن الجمعية الطبية البيطرية الأميركية قالت اليوم إنها تراقب حالات مماثلة في ولايات أخرى، فإنه من غير الواضح عدد الحيوانات الأليفة التي عانت على مستوى البلاد.

وقالت غانزر إنه من المرجح أن تصاب الكلاب بالحالة من خلال الاتصال الوثيق مع العديد من الكلاب الأخرى في الرعاية النهارية ومربي الكلاب وبيوت الكلاب والحدائق.

من جهتها، أوضحت أماندا كافانو، رئيسة خدمات الرعاية العاجلة في مستشفى «جيمس إل. فوس» التعليمي البيطري بجامعة ولاية كولورادو، اليوم، أن حالات السعال المعدية الأخرى في الكلاب تميل إلى الانخفاض في الخريف مع انخفاض درجات الحرارة وتجمع عدد أقل من الكلاب في الحدائق.

وتابعت كافانو: «لكن هذا العام، ظلت الحالات مرتفعة».

يقوم كيرت ويليامز، مدير مختبر التشخيص البيطري في ولاية أوريغون، بالبحث عن المرض منذ شهر ونصف تقريباً، ويقول إن الباحثين «يحاولون تحديد سبب أو أسباب محتملة له».

ويتوقع ويليامز أن الحالة قد تكون عبارة عن فيروس، وأفاد: «الطريقة التي تظهر بها الحالات، والطريقة التي تنتشر بها - حسب الروايات بالطبع - تبدو معدية».

ويجب على أصحاب الكلاب التأكد من أن كلابهم قد تناولت اللقاحات الخاصة بها، بما في ذلك لقاحات أنفلونزا الكلاب والبورديتيلا ونظير الأنفلونزا، وفقاً لوزارة الزراعة في ولاية أوريغون. وقالت إنه يجب على الكلاب إجراء فحوصات صحية قبل 12 إلى 24 ساعة من حضور الأحداث مع الكلاب الأخرى، ويجب على المالكين «استشارة الطبيب البيطري للحصول على مشورة خاصة بالكلاب قبل حضور أي أحداث تتجمع فيها هذه الحيوانات».

أما سنيكفيك، فيوصي أصحاب الكلاب بتجنب اصطحاب الحيوانات الأليفة خلال العطلات إن أمكن، وتجنب التجمع مع الكلاب غير المألوفة.


مقالات ذات صلة

ترمب يتعهد مجدداً برفع السرية عن وثائق اغتيال جون كينيدي

الولايات المتحدة​ الرئيس الأميركي آنذاك جون كينيدي يلوح بيده من سيارته في موكب سيارات قبل دقيقة واحدة تقريباً من إطلاق النار عليه، في 22 نوفمبر 1963 في دالاس، الولايات المتحدة (أ.ب)

ترمب يتعهد مجدداً برفع السرية عن وثائق اغتيال جون كينيدي

ينصح أولئك الذين فحصوا سجلات ملف اغتيال كينيدي التي تم الكشف عنها حتى الآن، بعدم توقع أي كشف صادم، حتى لو تم رفع السرية عن الملفات المتبقية.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الولايات المتحدة​ الرئيس الأميركي جو بايدن (أ.ب)

بايدن: أوامر اعتقال الجنائية الدولية ضد زعماء إسرائيل «أمر شائن»

ندد الرئيس الأميركي جو بايدن بإصدار الجنائية الدولية أوامر لاعتقال نتنياهو وغالانت، وقال في بيان: «سنقف دوماً إلى جانب إسرائيل ضد التهديدات التي تواجه أمنها».

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الولايات المتحدة​ السيناتور الجمهوري لينزي غراهام (أ.ف.ب)

سيناتور جمهوري: أي دولة تدعم قرارات الجنائية الدولية ستواجه موقفاً أميركياً صارماً

عبّر السيناتور الجمهوري الأميركي البارز لينزي غراهام عن رفضه الشديد لقرار المحكمة الجنائية الدولية بحق رئيس الوزراء الإسرائيلي ووزير دفاعه السابق.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الولايات المتحدة​ البيت الأبيض (أرشيفية - رويترز)

واشنطن: لا نرى «أيّ سبب» لتعديل العقيدة النووية الأميركية

أعلنت المتحدثة باسم البيت الأبيض اليوم الخميس أن الولايات المتحدة لا ترى «أيّ سبب» لتعديل عقيدتها النووية بعد ما قامت به روسيا في أوكرانيا.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الولايات المتحدة​ مبنى الكابيتول في واشنطن (أ.ف.ب)

«النواب» الأميركي يقر مشروع قانون يستهدف المنظمات غير الربحية «الداعمة للإرهاب»

صادق مجلس النواب الأميركي على مشروع قانون يمنح وزارة الخزانة سلطة أحادية لإلغاء وضع الإعفاء الضريبي للمنظمات غير الربحية التي ترى الوزارة أنها تدعم الإرهاب.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

غاليري «آرت أون 56» رسالةُ شارع الجمّيزة البيروتي ضدّ الحرب

أبت أن تُرغم الحرب نهى وادي محرم على إغلاق الغاليري وتسليمه للعدمية (آرت أون 56)
أبت أن تُرغم الحرب نهى وادي محرم على إغلاق الغاليري وتسليمه للعدمية (آرت أون 56)
TT

غاليري «آرت أون 56» رسالةُ شارع الجمّيزة البيروتي ضدّ الحرب

أبت أن تُرغم الحرب نهى وادي محرم على إغلاق الغاليري وتسليمه للعدمية (آرت أون 56)
أبت أن تُرغم الحرب نهى وادي محرم على إغلاق الغاليري وتسليمه للعدمية (آرت أون 56)

عاد إلى ذاكرة مُؤسِّسة غاليري «آرت أون 56»، نهى وادي محرم، مشهد 4 أغسطس (آب) 2020 المرير. حلَّ العَصْف بذروته المخيفة عصر ذلك اليوم المشؤوم في التاريخ اللبناني، فأصاب الغاليري بأضرار فرضت إغلاقه، وصاحبته بآلام حفرت ندوباً لا تُمحى. توقظ هذه الحرب ما لا يُرمَّم لاشتداد احتمال نكئه كل حين. ولمّا قست وكثَّفت الصوتَ الرهيب، راحت تصحو مشاعر يُكتَب لها طول العُمر في الأوطان المُعذَّبة.

رغم عمق الجرح تشاء نهى وادي محرم عدم الرضوخ (حسابها الشخصي)

تستعيد المشهدية للقول إنها تشاء عدم الرضوخ رغم عمق الجرح. تقصد لأشكال العطب الوطني، آخرها الحرب؛ فأبت أن تُرغمها على إغلاق الغاليري وتسليمه للعدمية. تُخبر «الشرق الأوسط» عن إصرارها على فتحه ليبقى شارع الجمّيزة البيروتي فسحة للثقافة والإنسان.

تُقلِّص ساعات هذا الفَتْح، فتعمل بدوام جزئي. تقول إنه نتيجة قرارها عدم الإذعان لما يُفرَض من هول وخراب، فتفضِّل التصدّي وتسجيل الموقف: «مرَّت على لبنان الأزمة تلو الأخرى، ومع ذلك امتهنَ النهوض. أصبح يجيد نفض ركامه. رفضي إغلاق الغاليري رغم خلوّ الشارع أحياناً من المارّة، محاكاة لثقافة التغلُّب على الظرف».

من الناحية العملية، ثمة ضرورة لعدم تعرُّض الأعمال الورقية في الغاليري لتسلُّل الرطوبة. السماح بعبور الهواء، وأن تُلقي الشمس شعاعها نحو المكان، يُبعدان الضرر ويضبطان حجم الخسائر.

الفنانون والزوار يريدون للغاليري الإبقاء على فتح بابه (آرت أون 56)

لكنّ الأهم هو الأثر. أنْ يُشرّع «آرت أون 56» بابه للآتي من أجل الفنّ، يُسطِّر رسالة ضدّ الموت. الأثر يتمثّل بإرادة التصدّي لِما يعاند الحياة. ولِما يحوّلها وعورةً. ويصوّرها مشهداً من جهنّم. هذا ما تراه نهى وادي محرم دورها في الأزمة؛ أنْ تفتح الأبواب وتسمح للهواء بالعبور، وللشمس بالتسلُّل، وللزائر بأن يتأمّل ما عُلِّق على الجدران وشدَّ البصيرة والبصر.

حضَّرت لوحات التشكيلية اللبنانية المقيمة في أميركا، غادة جمال، وانتظرتا معاً اقتراب موعد العرض. أتى ما هشَّم المُنتَظر. الحرب لا تُبقى المواعيد قائمة والمشروعات في سياقاتها. تُحيل كل شيء على توقيتها وإيقاعاتها. اشتدَّت الوحشية، فرأت الفنانة في العودة إلى الديار الأميركية خطوة حكيمة. الاشتعال بارعٌ في تأجيج رغبة المرء بالانسلاخ عما يحول دون نجاته. غادرت وبقيت اللوحات؛ ونهى وادي محرم تنتظر وقف النيران لتعيدها إلى الجدران.

تفضِّل نهى وادي محرم التصدّي وتسجيل الموقف (آرت أون 56)

مِن الخطط، رغبتُها في تنظيم معارض نسائية تبلغ 4 أو 5. تقول: «حلمتُ بأن ينتهي العام وقد أقمتُ معارض بالمناصفة بين التشكيليين والتشكيليات. منذ افتتحتُ الغاليري، يراودني هَمّ إنصاف النساء في العرض. أردتُ منحهنّ فرصاً بالتساوي مع العروض الأخرى، فإذا الحرب تغدر بالنوايا، والخيبة تجرّ الخيبة».

الغاليري لخَلْق مساحة يجد بها الفنان نفسه، وربما حيّزه في هذا العالم. تُسمّيه مُتنفّساً، وتتعمّق الحاجة إليه في الشِّدة: «الفنانون والزوار يريدون للغاليري الإبقاء على فتح بابه. نرى الحزن يعمّ والخوف يُمعن قبضته. تُخبر وجوه المارّين بالشارع الأثري، الفريد بعمارته، عما يستتر في الدواخل. أراقبُها، وألمحُ في العيون تعلّقاً أسطورياً بالأمل. لذا أفتح بابي وأعلنُ الاستمرار. أتعامل مع الظرف على طريقتي. وأواجه الخوف والألم. لا تهمّ النتيجة. الرسالة والمحاولة تكفيان».

الغاليري لخَلْق مساحة يجد بها الفنان نفسه وربما حيّزه في العالم (آرت أون 56)

عُمر الغاليري في الشارع الشهير نحو 12 عاماً. تدرك صاحبته ما مرَّ على لبنان خلال ذلك العقد والعامين، ولا تزال الأصوات تسكنها: الانفجار وعَصْفه، الناس والهلع، الإسعاف والصراخ... لـ9 أشهر تقريباً، أُرغمت على الإغلاق للترميم وإعادة الإعمار بعد فاجعة المدينة، واليوم يتكرّر مشهد الفواجع. خراب من كل صوب، وانفجارات. اشتدّ أحدها، فركضت بلا وُجهة. نسيت حقيبتها في الغاليري وهي تظنّ أنه 4 أغسطس آخر.