الهند قد تتجاوز توقعاتها بشأن إيرادات الضرائب

أنباء عن «تيسيرات» لتسهيل اتفاق التجارة الحرة مع بريطانيا

مشهد يظهر حجم التلوث في العاصمة الهندية نيودلهي (أ.ب)
مشهد يظهر حجم التلوث في العاصمة الهندية نيودلهي (أ.ب)
TT

الهند قد تتجاوز توقعاتها بشأن إيرادات الضرائب

مشهد يظهر حجم التلوث في العاصمة الهندية نيودلهي (أ.ب)
مشهد يظهر حجم التلوث في العاصمة الهندية نيودلهي (أ.ب)

من المرجح أن تتجاوز الحكومة الهندية توقعاتها بشأن إيرادات الضرائب هذا العام، مما يعطي رئيس الوزراء ناريندرا مودي، حيزاً مالياً أكبر للإنفاق على استمالة الناخبين الريفيين، قبل الانتخابات.

وتقدر «بلومبرغ إيكونوميكس» أن إجمالي إيرادات الحكومة المركزية سيكون نحو 1.9 تريليون روبية (22.8 مليار دولار)، وهو أعلى من المبلغ المدرج في الميزانية، وذلك في نهاية السنة المالية الحالية بحلول شهر مارس (آذار) 2024.

وتتوقع شركة «ستاندرد تشارلترد بي إل سي» البريطانية للخدمات المصرفية والمالية أن تتجاوز الإيرادات الأرقام المدرجة في الميزانية، بواقع 0.2 إلى 0.3 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي.

وتمنح الإيرادات غير المتوقعة حكومة مودي المزيد من القوة لشن حملة شعبوية، مع توجه الناخبين في خمس ولايات إلى مراكز الاقتراع هذا الشهر، بينما تستعد البلاد لانتخابات عامة في عام 2024.

وكان رئيس الوزراء قد قال في الرابع من نوفمبر (تشرين الثاني) الحالي أمام حشد شعبي، إنه سيمدد برنامج غذاء مجاني شعبي، يقدم خمسة كيلوغرامات من القمح أو الأرز شهرياً، إلى 800 مليون هندي، لمدة خمس سنوات أخرى.

ويوم الاثنين، قال مسؤول بوزارة المالية في نيودلهي إن تمديد برنامج الحبوب المجاني الهندي لخمس سنوات أخرى لن يكون له أي تأثير على العجز المالي في العامين الماليين الحالي والمقبل.

وفي مقابل زيادة الإيرادات الضريبية داخلياً، تقترح الهند خفض ضرائب الاستيراد على بعض السيارات الكهربائية من المملكة المتحدة في محاولة لإبرام اتفاق تجارة حرة بين البلدين بحلول نهاية العام، وفقاً لما ذكره مصدران مطلعان على الأمر.

وذكرت وكالة بلومبرغ للأنباء أن المصدرين اللذين طلبا عدم الكشف عن هويتهما لسرية المحادثات، قالا إن نيودلهي تدرس فرض رسوم ميسرة بنسبة 30 في المائة على 2500 سيارة كهربائية تستورد سنوياً من المملكة المتحدة بأكثر من 80 ألف دولار.

ويذكر أن الهند تفرض حالياً ضرائب بين 70 و100 في المائة على السيارات المستوردة كوحدات جاهزة للاستخدام وفقاً لقيمتها.

ويشار إلى أن طلب المملكة المتحدة بتيسير الاستيراد على السيارات الكهربائية هو إحدى المسائل العالقة في محادثات التجارة الحرة.

وكان رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك ونظيره الهندي ناريندرا مودي يأملان في التوصل لاتفاق بحلول نهاية الشهر، ولكن من غير المرجح الإعلان عن اتفاق حتى ديسمبر (كانون الأول) المقبل، بحسب ما أوردته بلومبرغ سابقاً.

ولم ترد وزارة التجارة الهندية على الفور على طلب بالحصول على معلومات. كما رفض ناطق باسم وزارة التجارة البريطانية التعقيب، حيث إن المحادثات ما زالت جارية.

وجدير بالذكر أن مساعي الهند لزيادة السيارات الكهربائية تتزامن مع تصريحات لوزير البيئة في حكومة إقليم العاصمة الهندية يوم الاثنين، قال فيها إن مدينة نيودلهي ستقيد استخدام المركبات لمدة أسبوع بين 13 و20 نوفمبر (تشرين الثاني) بهدف الحد من تلوث الهواء.

وسيسمح هذا النظام للمركبات التي تحمل أرقام تسجيل فردية بالتنقل في الأيام الفردية، وبالمثل سيسمح للمركبات ذات أرقام تسجيل زوجية بالتنقل في الأيام الزوجية.


مقالات ذات صلة

هل يكرر ترمب سياسات الإنفاق المفرط ويزيد ديون أميركا؟

الاقتصاد دونالد ترمب يتحدث خلال حملته الانتخابية في أتلانتا 15 أكتوبر 2024 (رويترز)

هل يكرر ترمب سياسات الإنفاق المفرط ويزيد ديون أميركا؟

على مدى العقود الماضية، شهد الاقتصاد الأميركي تسارعاً ملحوظاً في وتيرة تراكم الدين العام ليصبح سمة «تاريخية» وجزءاً لا يتجزأ من الهوية الاقتصادية الأميركية.

هدى علاء الدين (بيروت)
الاقتصاد تعبر الحافلات جسر واترلو والحي المالي لمدينة لندن في الخلفية (رويترز)

وكالات التصنيف تؤكد تحديات المالية العامة البريطانية بعد الموازنة الجديدة

أكدت وكالات التصنيف الائتماني الرائدة يوم الجمعة على التحديات الصعبة التي تواجه المالية العامة البريطانية، وذلك بعد إعلان أول موازنة للحكومة الجديدة.

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد وزيرة المالية البريطانية راشيل ريفز تلقي كلمتها الرئيسية في المؤتمر السنوي لحزب العمال في ليفربول 23 سبتمبر 2024 (رويترز)

وزيرة المالية البريطانية: لديّ خطط إضافية لتعزيز الاقتصاد

قالت وزيرة المالية البريطانية راشيل ريفز إنها لديها مزيد من الخطط لتعزيز الاقتصاد، وتأمل ألا تضطر إلى رفع الضرائب مرة أخرى.

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد وزيرة الخزانة البريطانية راشيل ريفز مع صندوق الموازنة الأحمر مغادرة 11 داونينغ ستريت في وسط لندن (أ.ف.ب)

وزيرة المالية البريطانية تُعلن عن أكبر زيادة في الضرائب منذ 30 عاماً

أعلنت وزيرة المالية البريطانية الجديدة راشيل ريفز عن أكبر زيادة في الضرائب منذ ثلاثة عقود في موازنتها الأولى.

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر خلال مناسبة في منطقة وست ميدلاندز (رويترز)

ستارمر: ضرائب إضافية لدعم العمال وإعادة بناء الخدمات العامة في بريطانيا

دافع رئيس الوزراء البريطاني، كير ستارمر، عن «قضية» حزب «العمال» لجمع 35 مليار جنيه إسترليني (45.45 مليار دولار) من الضرائب الإضافية في «موازنة راشيل ريفز».

«الشرق الأوسط» (لندن)

تدفقات ضخمة إلى صناديق أسواق المال قبل الانتخابات واجتماع «الفيدرالي»

أوراق نقدية من اليورو ودولار هونغ كونغ والدولار الأميركي والين الياباني والجنيه الإسترليني واليوان الصيني (رويترز)
أوراق نقدية من اليورو ودولار هونغ كونغ والدولار الأميركي والين الياباني والجنيه الإسترليني واليوان الصيني (رويترز)
TT

تدفقات ضخمة إلى صناديق أسواق المال قبل الانتخابات واجتماع «الفيدرالي»

أوراق نقدية من اليورو ودولار هونغ كونغ والدولار الأميركي والين الياباني والجنيه الإسترليني واليوان الصيني (رويترز)
أوراق نقدية من اليورو ودولار هونغ كونغ والدولار الأميركي والين الياباني والجنيه الإسترليني واليوان الصيني (رويترز)

شهدت صناديق أسواق المال العالمية تدفقات ضخمة في الأسبوع المنتهي في 6 نوفمبر (تشرين الثاني)، حيث سارع المستثمرون إلى اللجوء إلى الأمان قبيل الانتخابات الرئاسية الأميركية واجتماع السياسة النقدية لمجلس الاحتياطي الفيدرالي.

وأظهرت البيانات أن المستثمرين ضخوا مبلغاً هائلاً قدره 127.44 مليار دولار في صناديق أسواق المال العالمية خلال الأسبوع، ما يعد أكبر صافي شراء أسبوعي منذ 3 يناير (كانون الثاني)، وفقاً لبيانات «إل إس إي جي».

وتم انتخاب دونالد ترمب رئيساً للولايات المتحدة هذا الأسبوع، حيث كانت أسواق المراهنات ترجح فوزه، بينما أظهرت الاستطلاعات حالة من التنافس الشديد في الانتخابات. في الوقت نفسه، قام مجلس الاحتياطي الفيدرالي بتخفيض أسعار الفائدة بمقدار ربع نقطة مئوية يوم الخميس، في خطوة تهدف إلى معالجة التعقيدات المحتملة في المشهد الاقتصادي مع استعداد الرئيس المنتخب لتولي منصبه في يناير المقبل.

وجذبت صناديق أسواق المال الأميركية 78.68 مليار دولار، وهو أعلى تدفق في ستة أسابيع. بينما استفادت صناديق أسواق المال الأوروبية والآسيوية أيضاً من هذا التوجه، حيث ضخ المستثمرون 42.87 مليار دولار و4.76 مليار دولار على التوالي.

وفي الوقت نفسه، سجلت صناديق الأسهم العالمية صافي شراء بقيمة 10.76 مليار دولار، مقارنة مع صافي سحب بقيمة 2.95 مليار دولار في الأسبوع السابق. كما تزايدت الاستثمارات في صناديق القطاع الصناعي، حيث حققت صافي شراء قدره 1.02 مليار دولار، وهو أكبر صافي شراء أسبوعي منذ 17 يوليو (تموز). وفي المقابل، شهدت قطاعات المال والسلع الاستهلاكية الأساسية سحوبات قيمتها 420 مليون دولار و354 مليون دولار على التوالي.

من ناحية أخرى، واصلت صناديق السندات العالمية جذب الاستثمارات للأسبوع الـ46 على التوالي، محققة تدفقات بلغت 11.45 مليار دولار.

وقال كبير مسؤولي الاستثمار في إدارة الثروات العالمية في «يو بي إس»، مارك هايفلي: «نواصل التوقع بخفض آخر بمقدار 25 نقطة أساس من الاحتياطي الفيدرالي في ديسمبر (كانون الأول)، بالإضافة إلى 100 نقطة أساس أخرى من التيسير في 2025. ننصح المستثمرين بتحويل السيولة الزائدة إلى الدخل الثابت عالي الجودة، خاصة مع الزيادة الأخيرة في العوائد التي توفر فرصة لإغلاق مستويات جذابة».

وشهدت صناديق السندات قصيرة الأجل العالمية صافي شراء بلغ 3.23 مليار دولار، وهو الأعلى منذ 25 سبتمبر (أيلول). في المقابل، جذبت صناديق السندات متوسطة الأجل المقومة بالدولار وصناديق السندات الحكومية والشركات تدفقات قدرها 1.42 مليار دولار و824 مليون دولار و606 مليون دولار على التوالي.

وفي السلع الأساسية، باع المستثمرون صناديق الذهب والمعادن الثمينة الأخرى، ما أسفر عن بيع صاف بقيمة 649 مليون دولار، منهين بذلك سلسلة من المشتريات استمرت 12 أسبوعاً متتالياً من عمليات الشراء. كما شهد قطاع الطاقة تدفقات خارجة بلغت 245 مليون دولار.

وفي الأسواق الناشئة، أظهرت البيانات التي تغطي 29675 صندوقاً مشتركاً أن صناديق السندات شهدت تدفقات خارجة صافية بلغت 1.55 مليار دولار، وهو الأسبوع الثالث على التوالي من البيع الصافي. وشهدت صناديق الأسهم تدفقات خارجة بلغت 518 مليون دولار، ما يعكس انخفاض شهية المستثمرين للأسواق الناشئة.