«كلوي» تتعاون مع «أتولييه جولي» من أجل موضة عادلة

أنجلينا مع غابرييلا هيرست في مشغل «أتولييه أنجلينا»... (كلوي)
أنجلينا مع غابرييلا هيرست في مشغل «أتولييه أنجلينا»... (كلوي)
TT

«كلوي» تتعاون مع «أتولييه جولي» من أجل موضة عادلة

أنجلينا مع غابرييلا هيرست في مشغل «أتولييه أنجلينا»... (كلوي)
أنجلينا مع غابرييلا هيرست في مشغل «أتولييه أنجلينا»... (كلوي)

ممثلة، مخرجة، سفيرة نيات حسنة وأم لستة أطفال... وأخيراً وليس آخراً صاحبة علامة أزياء. «أتولييه جولي» هو الاسم الذي داعبتنا أنجلينا جولي به منذ مدة وأصبح واقعاً هذا الشهر بعد أن طرحت أول تشكيلة كانت ثمرة تعاونها مع دار «كلوي» الفرنسية.

في بيانها الصحافي نشرت «كلوي» أن المجموعة الحصرية كانت وليدة مبادئ مشتركة بينهما، عملت مصممتها غابرييلا هيرست التي تركت الدار مؤخراً على تجسيدها مع النجمة المعروفة بنشاطاتها الإنسانية. جاء في البيان أيضاً أن تميّز المجموعة الجاهزة يكمن في أن كل قطعة فيها تتراقص على الأنوثة والعملية بلغة هادئة ومنطلقة في الوقت ذاته، سواء أكانت فستاناً منساباً أم جاكيتاً مفصلاً. كان لا بد من أخذ أسلوب كل من «كلوي» و جولي في الحسبان.

أنجلينا جولي مع مصممة «كلوي» السابقة غابرييلا هيرست (كلوي)

أسئلة كثيرة تتبادر إلى الأذهان عما يمكن توقعه من «أتولييه جولي»، وما يمكن أن تضيفه أنجلينا بصفتها مؤسسة لها الكلمة الأولى والأخيرة في اختيار المصمم، أو الدار، الذي ستتعاون معه في كل مجموعة، إضافة إلى كيف ستجري العملية؛ من رسم الاسكيتشات إلى التنفيذ والإنتاج، لا سيما أن عالم الموضة مزدحم بالأفكار وعشاق الابتكار وأصحاب النيات الحسنة؟ المعطيات الأولى تشير إلى أن فكرتها مختلفة. تبدو للبعض مثالية في رغبتها أن تخلق «يوتوبيا» تتوازن فيها القوى الإبداعية ويسودها العدل في مجال تغلب عليه النزعة الاستهلاكية، إلا إن المتابع مسيرتها، يعرف أنها عازمة على إحداث نقلة نوعية في هذا المجال. فقد أمضت أكثر من 20 عاماً في مجال السياسة الخارجية وعاينت كثيراً من المآسي الإنسانية التي؛ رغم كل الجهود والنيات الحسنة، لا تزال قائمة؛ بل وتتفاقم.

من هذا المنظور، فإن «أتولييه جولي» فرصة لتطبيق مبادئها، سواء أكانت محاربة عمالة الأطفال والاستخراج غير القانوني للمعادن، أم حماية البيئة من التلوث الناجم عن صباغة الأقمشة، واستغلال المزارعين وغيرها. هدفها كما تقول هو خلق مركز إبداعي يكون مجتمعاً تتكاتف فيه الجهود لتدريب المهارات؛ بعضهم من اللاجئين، وأيضاً في منح المبدعين والحرفيين منصة يُعبرون فيها عن قدراتهم. لم تتجاهل الجانب التجاري، لأنه أُخذ في الحسبان من ناحية حصول العمالة من الحرفيين على كامل حقوقهم. ورغم اعتراف أنجلينا بأنها ليست مصممة ولا تريد أن تكون «مصممة كبيرة»، فإنها تُدرك أن الموضة أسهل وسيلة للوصول إلى القلوب ولمس العقول، ومن ثم إحداث تغييرات إيجابية. كان بإمكانها أن تكتفي بدور سفيرة لماركة عالمية تكسب من ورائه الكثير، إلا إنها ارتأت أن تذهب أبعد من ذلك وتُفعّل نجوميتها وخبرتها للتأثير على حياتنا بشكل مباشر؛ لأن الأزياء جزء من هذه الحياة اليومية، وفي الوقت ذاته منح فرص للمبدعين واللاجئين.

برفعها شعار «كلنا مُبدعون» في «أتولييه جولي» هي تأمل أن تكون دار أزياء جماعية تتعاون فيها في كل موسم، مع مصمم أو دار أزياء تجمعها بهم التطلعات والمبادئ الاجتماعية والإنسانية نفسها.

إلى جانب التصاميم المنطلقة كانت هناك قطعة مفصلة بشكل لا يُعلَى (كلوي)

وهذا ما جعلها تختار «كلوي» الفرنسية أولَ تجربة. اختيار له ما يُبرِره، بالنظر إلى أنها أول دار أزياء عالمية تحصل في عام 2021 على شهادة «B Corp»، التي تعدّ من أهم شهادات الالتزام بالتأثير الاجتماعي والبيئي. وهي شهادة لا يحصل عليها سوى من استوفى شروطاً صارمة؛ الأمر الذي يُفسِر أنه حتى الآن قلة تُحسب على أصابع اليد الواحدة فقط حصلت عليها.

غابرييلا هيرست ترقص بعد تقديمها آخر تشكيلة لها لدار «كلوي» في سبتمبر الماضي (كلوي)

بالنسبة إلى غابرييلا هيرست التي قدمت آخر تشكيلة لها لدار «كلوي» في نهاية شهر سبتمبر (أيلول) الماضي في باريس بعد 3 سنوات، فإن مشروعها مع أنجلينا كان فرصة لا تُقدّر بثمن؛ ليس لأنها نجمة مشهورة فحسب، بل لأنهما من جيل واحد وتتقاسمان الأفكار والمبادئ نفسها. فهي من أكثر المصممين إيماناً بمفهوم الاستدامة وتطبيقاً له حتى قبل دخولها الدار الفرنسية.

كل هذا انعكس على تشكيلة صرحت الدار أن نسبة نحو 80 في المائة منها استخدمت فيها خامات ومواد عضوية فقط، مع مراعاة أوضاع العمالة التي ساهمت في إنتاجها وتنفيذها. شمل التعاون مثلاً «لافابريك نوماد» وهي شركة فرنسية تلتزم تعزيز الإدماج المهني للاجئين والمهاجرين من الحرفيين، وكذلك منظمة «أكانجو» التجارية العالمية، التي يوجد مقرها في مدغشقر وتلتزم تدريب العمال والترويج للحرفية... وغيرهما من المؤسسات الخيرية.

تصاميم مفعمة بأنوثة هادئة في فساتين السهرة (كلوي)

أما من ناحية التصاميم، فقد كانت التشكيلة مزيجاً من أسلوب دار «كلوي» الأنثوي المنطلق والمائل إلى الانطلاق، وأسلوب أنجلينا جولي الهادئ بألوانه، والكلاسيكي بقصاته الذي تشم من بين ثناياه بين الفينة والأخرى رائحة بوهيمية خفيفة. أمر ورثته عن والدتها التي كانت «هيبية الميول» متأثرة بصرعات الهيبز في الثلث الأخير من القرن الماضي.

وقد صرّحت أنجلينا في أحد اللقاءات النادرة بأنها ليست مستهلكة للموضة، ولا تواكب صرعات الموضة واتجاهاتها الموسمية. تفضل في المقابل شراء قطع قليلة لكن مصنوعة بحرفية عالية وبتصاميم لكل المناسبات والمواسم. قالت أيضاً إنها لا تمانع في إعادة استعمال كثير من هذه القطع، إلى حد أن بعضها يعود إلى أيام الطفولة، مثل قميص قطني أبيض ترتديه حالياً وكان في الأساس فستاناً تلبسه وهي طفلة. هذا القميص كان واحداً من بين قطع أخرى ألهمت المصممة غابرييلا هيرست في تشكيلتها لـ«كلوي x أتولييه أنجلينا».

«الكاب» قطعة مستوحاة من طفولة أنجلينا ورافقتها إلى اليوم (كلوي)

كان مهماً بالنسبة إلى غابرييلا أن تتعرف على أنجلينا الإنسانة أكثر بالعودة إلى الطفولة والعلاقة التي ربطتها بوالدتها. صورة للنجمة وهي طفلة مع والدتها، الممثلة الراحلة مارشيلين برتراند، التي توفيت في عام 2007 عن عمر يناهز 56 بعد صراع مع مرض السرطان، أثارت فضولها ومُخيّلتها على حد سواء. ظهرت فيها انجلينا بـ«كاب» صغير من التافتا أسود، مطبوع بلمسة بوهيمية وتصميم كلاسيكي.

كان هذا الـ«كاب» أيضاً من بين الأشياء التي ورثتها أنجلينا عن والدتها، إلى جانب جمالها وأناقتها الطبيعية وبساطتها. هذا الـ«كاب» وغيره، كان من الخيوط التي التقطتها المصممة ونسجت منها تشكيلة هادئة حتى في دراميتها، إلى جانب مجموعة من فساتين المساء والسهرة.

غلبت على التشكيلة الألوان الترابية التي تميل إليها النجمة (كلوي)

كل التفاصيل جاءت لتعكس حرفية الدار الفرنسية التي أسستها ابنة الإسكندرية غابي أنيون في الخمسينات (1952) معتمدة على تصاميم تعبق بأنوثة ناعمة، ومصنوعة من أقمشة جيدة، كما تعكس أسلوب أنجلينا الراقي والبسيط، وألوانها الترابية المفضلة، مثل البيج بدرجاته، إلى جانب الأسود والأبيض. فهذه الألوان المحايدة كانت أيضاً مفضلة لدى المؤسسة؛ لأنها تناسب كل البشرات والبيئات، وهذا ما تطمح إليه أنجلينا و«كلوي»: أن تستمتع أكبر شريحة من عاشقات الموضة بهذه الأزياء ويشعرن فيها بالثقة والراحة. والأهم من هذا أنها تتحدى المكان والزمان.


مقالات ذات صلة

ساعة طاولة بمراوح جاهزة للإقلاع

لمسات الموضة الساعة مصنوعة من مزيج من النحاس والفولاذ والألمنيوم وتأتي بعدة ألوان (إم بي&إف)

ساعة طاولة بمراوح جاهزة للإقلاع

يتم إطلاق ساعة «ألباتروس» في 5 إصدارات محدودة؛ كل منها يقتصر على 8 قطع فقط، بألوان: الأزرق، والأحمر، والأخضر، والعنبري، والأسود.

«الشرق الأوسط» (لندن)
لمسات الموضة ساعة بحركة «فلايباك» من البلاتين (إم بي & إف)

«شانيل» و«إم بي آند إف» توقّعان شراكة مستقلة

أعلنت «شانيل» و«إم بي آند إف» (MB&F) حديثاً عن توقيع شراكة مهمة بينهما، مؤكّدة مرة أخرى أنها تطمح للمزيد من التميز والتفرد.

«الشرق الأوسط» (لندن)
لمسات الموضة قدمت الدار مجموعة متكاملة للرجل والمرأة مفعمة بالأناقة رغم اعتمادها على كلاسيكيات الدار (جيڤنشي)

«جيڤنشي» تُساوي بين الرجل والمرأة

غاب عن دار «جيڤنشي» مدير إبداعي يقودها ويحدد اتجاهاتها بعد خروج مصممها السابق، الأميركي ماثيو ويليامز منها منذ سنة تقريباً.

«الشرق الأوسط» (لندن)
لمسات الموضة عقد «باسيفلورا» مرصع بالألماس والياقوت والزمرد في محاكاة للنباتات المائية (ديفيد موريس)

مجموعة من «ديفيد موريس» تتعدى الصورة السطحية لما هو أعمق

ليس جديداً أن تُلهم المحيطات والبحار عالم الموضة والمجوهرات. فقد ألهمت قبل ذلك الأدب والرسم والموسيقى.

جميلة حلفيشي (لندن)
لمسات الموضة إطلالات رتيبة تلعب على المضمون اعتمد عليها السياسيون الأميركيون (إ.ب.أ)

حرب الأناقة بين السياسيات والساسة في أميركا

ألوان أزياء الساسة الحاليين متشابهة ومتكررة وكأنهم عقدوا هدنة مع الموضة تنص على ابتعادهم عن كل ما يخض المتعارف عليه أو يُعبِّر عن تفرد شخصي.

جميلة حلفيشي (لندن)

ساعة طاولة بمراوح جاهزة للإقلاع

الساعة مصنوعة من مزيج من النحاس والفولاذ والألمنيوم وتأتي بعدة ألوان (إم بي&إف)
الساعة مصنوعة من مزيج من النحاس والفولاذ والألمنيوم وتأتي بعدة ألوان (إم بي&إف)
TT

ساعة طاولة بمراوح جاهزة للإقلاع

الساعة مصنوعة من مزيج من النحاس والفولاذ والألمنيوم وتأتي بعدة ألوان (إم بي&إف)
الساعة مصنوعة من مزيج من النحاس والفولاذ والألمنيوم وتأتي بعدة ألوان (إم بي&إف)

استغرق صنعها أكثر من 10 سنوات، وجاءت نتيجة تعاون إبداعي بين شركتين تطمحان إلى اختراق آفاق الاختراعات الفنية -«ليبيه 1839» المتخصصة في صناعة ساعات الحائط والمكاتب، و«إم بي آند إف» للساعات الميكانيكية- شكلاً ومضموناً. لهذا كان من البديهي أن تولد ساعة «ألباتروس» (Albatross) بمواصفات ثورية في عالم الساعات، الأمر الذي احتاج إلى عدد من المكونات يبلغ 1520 مكوناً، وتضمينها وظيفة إعلان الساعات بالدقات؛ وأيضاً آلية تركيب متحرك تتألف من 16 زوجاً من المراوح تنطلق للعمل مع بداية كل ساعة.

مبدعا هذه الساعة ماكسيميليان بوسير مؤسس «إم بي&إف» والمصمم أرنو نيكولاس (إم بي&إف)

هي من بنات أفكار المصمم إريك ماير، الذي استوحاها من منطاد «ألباتروس» المذكور في رواية جول فيرن باسم «Robur the Conquero»، وكما تخيّلها الكاتب الفرنسي، الذي كان مولعاً بالأجسام الطائرة.

تقنيات جديدة

المواصفات التقنية لساعة الطاولة هذه مثيرة للإعجاب؛ فهي تتألف من 1520 مكوناً، وتزن 17 كيلوغراماً، في حين تبلغ 60 سنتيمتراً طولاً، و60 سنتيمتراً ارتفاعاً، و35 سنتيمتراً عرضاً. تبدأ مراوح المنطاد الدوران عندما تدق الساعة معلنة بداية ساعة جديدة؛ إذ يستعد المنطاد للإقلاع بمساعدة 32 مروحة دوّارة تقوم بالدوران لمدة 7 ثوانٍ تقريباً.

يمكن تفعيل أو إيقاف وظائف الرنين والمراوح باستخدام زرين «يعملان حسب الطلب» (إم بي&إف)

داخل المنطاد، توجد آليتا حركة، ونظامان للتعبئة، يقوم أحدهما بتشغيل مؤشرات الزمن والساعة الدقّاقة، بفضل برميليْن منفصليْن، في حين يوفر نظام التعبئة الآخر الطاقة للمراوح، التي يمدها بالطاقة برميل ثالث.

آلية الحركة الأولى تتم تعبئتها يدوياً بواسطة المراوح التي توجد في مقدمة الآلة الطائرة، وذلك بتدوير المراوح في اتجاه عقارب الساعة؛ للتعبئة بالطاقة لتشغيل الساعة الدقّاقة، وبتدويرها عكس عقارب الساعة للتعبئة بالطاقة لتشغيل مؤشرات الزمن.

فيما تقوم المراوح الموجودة على الجهة الخلفية بتعبئة آلية التركيب المتحرك بالطاقة اللازمة لتشغيلها. ومن حيث احتياطي الطاقة، فإن ساعة «ألباتروس» يمكنها أن تعمل لمدة 8 أيام في المتوسط - سواء تم تشغيل وظيفة الرنين أو إيقافها - في حين تعمل آلية التركيب المتحرك لمدة يوم واحد.

صُمّمت بآلية حركة تقوم بتشغيل مؤشرات الزمن والساعة الدقّاقة في حين الأخرى توفر الطاقة اللازمة لتشغيل المراوح (إم بي&إف)

وهذه ليست فقط أول ساعة طاولة «تشير إلى بداية الساعات بواسطة المراوح» يتم تصنيعها على الإطلاق، بل تحتوي أيضاً على نظام ميكانيكي داخلي يسمح لمالكها بتشغيل وظيفة الرنين أو إيقافها، حسب الرغبة؛ ذلك أنه بفضل وجود آليتين للحركة، من الممكن تشغيل المراوح من دون رنين يشير إلى بداية الساعات، والعكس صحيح.

ساعة بمواصفات طائرة

تعمل المراوح بشكل ثنائي، فهي تدور مع بعضها وبسرعة 7 ثوانٍ لنصف دورة، أو 14 ثانية لكل دورة كاملة، بحيث تظل دائماً مرئية، ولا ينتج عن دورانها أي ريح. يقول آرنو نيكولا، الرئيس التنفيذي لشركة «ليبيه»، أنه استمتع بالعمل على هذه التحفة الميكانيكية، قائلاً: «كان علينا القيام بعدة محاولات للعثور على القوة والسرعة المناسبتين للمراوح. تجاربنا الأولية تسببت في حدوث فوضى في ورشة التصنيع؛ فقد كان الأمر أشبه بطائرة مروحية جاهزة للإقلاع!».

يتم إطلاقها في 5 إصدارات محدودة كل منها يقتصر على 8 قطع فقط بألوان الأزرق والأحمر والأخضر والعنبري والأسود (إم بي&إف)

الساعة مصنوعة من مزيج من النحاس والفولاذ والألمنيوم، وتأتي بخيار من 5 ألوان، هي: الأزرق، والأحمر، والأخضر، والعنبري، والأسود؛ كل لون منها يقتصر إصداره على 8 قطع فقط. وقد نُفّذت الأجزاء الملونة باستخدام طلاء ورنيش اللّك نصف الشفاف، الذي يُشبه طلاء المينا إلى حد ما، ما يسمح بمشاهدة التقنيات المختلفة للتشطيبات المنفّذة أسفل هذه الأجزاء. وتوفر تقنية التلوين هذه عمقاً فائقاً، مقارنة بمعالجات الأكسدة التقليدية.