«كلوي» تتعاون مع «أتولييه جولي» من أجل موضة عادلة

أنجلينا مع غابرييلا هيرست في مشغل «أتولييه أنجلينا»... (كلوي)
أنجلينا مع غابرييلا هيرست في مشغل «أتولييه أنجلينا»... (كلوي)
TT

«كلوي» تتعاون مع «أتولييه جولي» من أجل موضة عادلة

أنجلينا مع غابرييلا هيرست في مشغل «أتولييه أنجلينا»... (كلوي)
أنجلينا مع غابرييلا هيرست في مشغل «أتولييه أنجلينا»... (كلوي)

ممثلة، مخرجة، سفيرة نيات حسنة وأم لستة أطفال... وأخيراً وليس آخراً صاحبة علامة أزياء. «أتولييه جولي» هو الاسم الذي داعبتنا أنجلينا جولي به منذ مدة وأصبح واقعاً هذا الشهر بعد أن طرحت أول تشكيلة كانت ثمرة تعاونها مع دار «كلوي» الفرنسية.

في بيانها الصحافي نشرت «كلوي» أن المجموعة الحصرية كانت وليدة مبادئ مشتركة بينهما، عملت مصممتها غابرييلا هيرست التي تركت الدار مؤخراً على تجسيدها مع النجمة المعروفة بنشاطاتها الإنسانية. جاء في البيان أيضاً أن تميّز المجموعة الجاهزة يكمن في أن كل قطعة فيها تتراقص على الأنوثة والعملية بلغة هادئة ومنطلقة في الوقت ذاته، سواء أكانت فستاناً منساباً أم جاكيتاً مفصلاً. كان لا بد من أخذ أسلوب كل من «كلوي» و جولي في الحسبان.

أنجلينا جولي مع مصممة «كلوي» السابقة غابرييلا هيرست (كلوي)

أسئلة كثيرة تتبادر إلى الأذهان عما يمكن توقعه من «أتولييه جولي»، وما يمكن أن تضيفه أنجلينا بصفتها مؤسسة لها الكلمة الأولى والأخيرة في اختيار المصمم، أو الدار، الذي ستتعاون معه في كل مجموعة، إضافة إلى كيف ستجري العملية؛ من رسم الاسكيتشات إلى التنفيذ والإنتاج، لا سيما أن عالم الموضة مزدحم بالأفكار وعشاق الابتكار وأصحاب النيات الحسنة؟ المعطيات الأولى تشير إلى أن فكرتها مختلفة. تبدو للبعض مثالية في رغبتها أن تخلق «يوتوبيا» تتوازن فيها القوى الإبداعية ويسودها العدل في مجال تغلب عليه النزعة الاستهلاكية، إلا إن المتابع مسيرتها، يعرف أنها عازمة على إحداث نقلة نوعية في هذا المجال. فقد أمضت أكثر من 20 عاماً في مجال السياسة الخارجية وعاينت كثيراً من المآسي الإنسانية التي؛ رغم كل الجهود والنيات الحسنة، لا تزال قائمة؛ بل وتتفاقم.

من هذا المنظور، فإن «أتولييه جولي» فرصة لتطبيق مبادئها، سواء أكانت محاربة عمالة الأطفال والاستخراج غير القانوني للمعادن، أم حماية البيئة من التلوث الناجم عن صباغة الأقمشة، واستغلال المزارعين وغيرها. هدفها كما تقول هو خلق مركز إبداعي يكون مجتمعاً تتكاتف فيه الجهود لتدريب المهارات؛ بعضهم من اللاجئين، وأيضاً في منح المبدعين والحرفيين منصة يُعبرون فيها عن قدراتهم. لم تتجاهل الجانب التجاري، لأنه أُخذ في الحسبان من ناحية حصول العمالة من الحرفيين على كامل حقوقهم. ورغم اعتراف أنجلينا بأنها ليست مصممة ولا تريد أن تكون «مصممة كبيرة»، فإنها تُدرك أن الموضة أسهل وسيلة للوصول إلى القلوب ولمس العقول، ومن ثم إحداث تغييرات إيجابية. كان بإمكانها أن تكتفي بدور سفيرة لماركة عالمية تكسب من ورائه الكثير، إلا إنها ارتأت أن تذهب أبعد من ذلك وتُفعّل نجوميتها وخبرتها للتأثير على حياتنا بشكل مباشر؛ لأن الأزياء جزء من هذه الحياة اليومية، وفي الوقت ذاته منح فرص للمبدعين واللاجئين.

برفعها شعار «كلنا مُبدعون» في «أتولييه جولي» هي تأمل أن تكون دار أزياء جماعية تتعاون فيها في كل موسم، مع مصمم أو دار أزياء تجمعها بهم التطلعات والمبادئ الاجتماعية والإنسانية نفسها.

إلى جانب التصاميم المنطلقة كانت هناك قطعة مفصلة بشكل لا يُعلَى (كلوي)

وهذا ما جعلها تختار «كلوي» الفرنسية أولَ تجربة. اختيار له ما يُبرِره، بالنظر إلى أنها أول دار أزياء عالمية تحصل في عام 2021 على شهادة «B Corp»، التي تعدّ من أهم شهادات الالتزام بالتأثير الاجتماعي والبيئي. وهي شهادة لا يحصل عليها سوى من استوفى شروطاً صارمة؛ الأمر الذي يُفسِر أنه حتى الآن قلة تُحسب على أصابع اليد الواحدة فقط حصلت عليها.

غابرييلا هيرست ترقص بعد تقديمها آخر تشكيلة لها لدار «كلوي» في سبتمبر الماضي (كلوي)

بالنسبة إلى غابرييلا هيرست التي قدمت آخر تشكيلة لها لدار «كلوي» في نهاية شهر سبتمبر (أيلول) الماضي في باريس بعد 3 سنوات، فإن مشروعها مع أنجلينا كان فرصة لا تُقدّر بثمن؛ ليس لأنها نجمة مشهورة فحسب، بل لأنهما من جيل واحد وتتقاسمان الأفكار والمبادئ نفسها. فهي من أكثر المصممين إيماناً بمفهوم الاستدامة وتطبيقاً له حتى قبل دخولها الدار الفرنسية.

كل هذا انعكس على تشكيلة صرحت الدار أن نسبة نحو 80 في المائة منها استخدمت فيها خامات ومواد عضوية فقط، مع مراعاة أوضاع العمالة التي ساهمت في إنتاجها وتنفيذها. شمل التعاون مثلاً «لافابريك نوماد» وهي شركة فرنسية تلتزم تعزيز الإدماج المهني للاجئين والمهاجرين من الحرفيين، وكذلك منظمة «أكانجو» التجارية العالمية، التي يوجد مقرها في مدغشقر وتلتزم تدريب العمال والترويج للحرفية... وغيرهما من المؤسسات الخيرية.

تصاميم مفعمة بأنوثة هادئة في فساتين السهرة (كلوي)

أما من ناحية التصاميم، فقد كانت التشكيلة مزيجاً من أسلوب دار «كلوي» الأنثوي المنطلق والمائل إلى الانطلاق، وأسلوب أنجلينا جولي الهادئ بألوانه، والكلاسيكي بقصاته الذي تشم من بين ثناياه بين الفينة والأخرى رائحة بوهيمية خفيفة. أمر ورثته عن والدتها التي كانت «هيبية الميول» متأثرة بصرعات الهيبز في الثلث الأخير من القرن الماضي.

وقد صرّحت أنجلينا في أحد اللقاءات النادرة بأنها ليست مستهلكة للموضة، ولا تواكب صرعات الموضة واتجاهاتها الموسمية. تفضل في المقابل شراء قطع قليلة لكن مصنوعة بحرفية عالية وبتصاميم لكل المناسبات والمواسم. قالت أيضاً إنها لا تمانع في إعادة استعمال كثير من هذه القطع، إلى حد أن بعضها يعود إلى أيام الطفولة، مثل قميص قطني أبيض ترتديه حالياً وكان في الأساس فستاناً تلبسه وهي طفلة. هذا القميص كان واحداً من بين قطع أخرى ألهمت المصممة غابرييلا هيرست في تشكيلتها لـ«كلوي x أتولييه أنجلينا».

«الكاب» قطعة مستوحاة من طفولة أنجلينا ورافقتها إلى اليوم (كلوي)

كان مهماً بالنسبة إلى غابرييلا أن تتعرف على أنجلينا الإنسانة أكثر بالعودة إلى الطفولة والعلاقة التي ربطتها بوالدتها. صورة للنجمة وهي طفلة مع والدتها، الممثلة الراحلة مارشيلين برتراند، التي توفيت في عام 2007 عن عمر يناهز 56 بعد صراع مع مرض السرطان، أثارت فضولها ومُخيّلتها على حد سواء. ظهرت فيها انجلينا بـ«كاب» صغير من التافتا أسود، مطبوع بلمسة بوهيمية وتصميم كلاسيكي.

كان هذا الـ«كاب» أيضاً من بين الأشياء التي ورثتها أنجلينا عن والدتها، إلى جانب جمالها وأناقتها الطبيعية وبساطتها. هذا الـ«كاب» وغيره، كان من الخيوط التي التقطتها المصممة ونسجت منها تشكيلة هادئة حتى في دراميتها، إلى جانب مجموعة من فساتين المساء والسهرة.

غلبت على التشكيلة الألوان الترابية التي تميل إليها النجمة (كلوي)

كل التفاصيل جاءت لتعكس حرفية الدار الفرنسية التي أسستها ابنة الإسكندرية غابي أنيون في الخمسينات (1952) معتمدة على تصاميم تعبق بأنوثة ناعمة، ومصنوعة من أقمشة جيدة، كما تعكس أسلوب أنجلينا الراقي والبسيط، وألوانها الترابية المفضلة، مثل البيج بدرجاته، إلى جانب الأسود والأبيض. فهذه الألوان المحايدة كانت أيضاً مفضلة لدى المؤسسة؛ لأنها تناسب كل البشرات والبيئات، وهذا ما تطمح إليه أنجلينا و«كلوي»: أن تستمتع أكبر شريحة من عاشقات الموضة بهذه الأزياء ويشعرن فيها بالثقة والراحة. والأهم من هذا أنها تتحدى المكان والزمان.


مقالات ذات صلة

ميغان ماركل وكايلي جينر والصراع على المرتبة الأولى

لمسات الموضة بين ميغان ماركل وكايلي جينر قواسم مشتركة وفوارق عديدة في الوقت ذاته (أ.ف.ب)

ميغان ماركل وكايلي جينر والصراع على المرتبة الأولى

هناك فعلاً مجموعة من القواسم المُشتركة بين ماركل وجينر، إلى جانب الجدل الذي تثيرانه بسبب الثقافة التي تُمثلانها ويرفضها البعض ويدعمها البعض الآخر.

جميلة حلفيشي (لندن)
لمسات الموضة توسعت الدار مؤخراً في كل ما يتعلق بالأناقة واللياقة لخلق أسلوب حياة متكامل (سيلين)

غادر هادي سليمان «سيلين» وهي تعبق بالدفء والجمال

بعد عدة أشهر من المفاوضات الشائكة، انتهى الأمر بفض الشراكة بين المصمم هادي سليمان ودار «سيلين». طوال هذه الأشهر انتشرت الكثير من التكهنات والشائعات حول مصيره…

«الشرق الأوسط» (لندن)
لمسات الموضة كيف جمع حذاء بسيط 6 مؤثرين سعوديين؟

كيف جمع حذاء بسيط 6 مؤثرين سعوديين؟

كشفت «بيركنشتوك» عن حملتها الجديدة التي تتوجه بها إلى المملكة السعودية.

«الشرق الأوسط» (لندن)
لمسات الموضة الملك تشارلز الثالث يتوسط أمير قطر الشيخ تميم بن حمد وزوجته الشيخة جواهر والأمير ويليام وكاثرين ميدلتون (رويترز)

اختيار أميرة ويلز له... مواكبة للموضة أم لفتة دبلوماسية للعلم القطري؟

لا يختلف اثنان أن الإقبال على درجة الأحمر «العنابي» تحديداً زاد بشكل لافت هذا الموسم.

جميلة حلفيشي (لندن)
لمسات الموضة تفننت الورشات المكسيكية في صياغة الإكسسوارات والمجوهرات والتطريز (كارولينا هيريرا)

دار «كارولينا هيريرا» تُطرِز أخطاء الماضي في لوحات تتوهج بالألوان

بعد اتهام الحكومة المكسيكية له بالانتحال الثقافي في عام 2020، يعود مصمم غوردن ويس مصمم دار «كارولينا هيريرا» بوجهة نظر جديدة تعاون فيها مع فنانات محليات

«الشرق الأوسط» (لندن)

ميغان ماركل وكايلي جينر والصراع على المرتبة الأولى

بين ميغان ماركل وكايلي جينر قواسم مشتركة وفوارق عديدة في الوقت ذاته (أ.ف.ب)
بين ميغان ماركل وكايلي جينر قواسم مشتركة وفوارق عديدة في الوقت ذاته (أ.ف.ب)
TT

ميغان ماركل وكايلي جينر والصراع على المرتبة الأولى

بين ميغان ماركل وكايلي جينر قواسم مشتركة وفوارق عديدة في الوقت ذاته (أ.ف.ب)
بين ميغان ماركل وكايلي جينر قواسم مشتركة وفوارق عديدة في الوقت ذاته (أ.ف.ب)

ما الذي يمكن أن يجمع دوقة ساسكس، ميغان ماركل وكايلي جينر، صُغرى الأخوات كارداشيان؟ فالأولى ترتبط بالعائلة المالكة البريطانية بحكم زواجها من الأمير هاري، والثانية تنتمي إلى عائلة بَنَتْ شهرتها على تلفزيون الواقع. خبراء الموضة يجيبون بأن هناك فعلاً مجموعة من القواسم المُشتركة بينهما؛ فإلى جانب الجدل الذي تثيرانه لدى كل ظهور لإحداهما، بسبب ما تُمثلانه من ثقافة يرفضها بعض الناس ويدعمها بعضهم الآخر، فإن تأثيرهما على صناعة الموضة من الحقائق التي لا يختلف عليها اثنان. ما تلبسه ميغان يتصدر العناوين وصفحات المجلات البراقة وقد ينفد من المحلات، وما تنشره كايلي جينر على صفحاتها ينتشر انتشار النار في الهشيم، في دقائق، ويلهب رغبة متابعاتها في الشراء.

كايلي في فستان «فريز» من «غالفان» (خاص) وميغان في حفل بلوس أنجليس (أ.ب)

وهذا ما يجعل المصممين لا يمانعون ظهورهما بتصاميمهم، بغض النظر عما إذا اتفقوا مع الثقافة التي ترتبط بهما أم لا، على أساس أنه مهما وصلت نسبة الجدل والانتقادات؛ فهي نافعة تعود عليهم بالربح. أو، على أقل تقدير، تسلِّط الضوء عليهم.

في عام 2018، ظهرت كل منهما بفستان مستوحى من «التوكسيدو» باللون نفسه، ومن الماركة النيوزيلندية نفسها، ماغي مارلين. ظهرت به ماركل في زيارتها الرسمية لأستراليا ونيوزيلندا رفقة زوجها الأمير هاري، من دون أكمام، بعد أن طلبت من المصممة تعديله خصيصاً لها. كايلي، وبعد مدة قصيرة، ارتدته كما هو بأكمام، الأمر الذي يشي بأنها اشترته جاهزاً. في الحالتين، أسعدتا المصممة ماغي هيويت، التي تغنَّت بهما على صفحتها بالصورتين معبرة عن إعجابها بالشخصيتين؛ خصوصاً أن المبيعات زادت بشكل ملحوظ.

الجانب التجاري

لكن هناك أيضاً اختلافات بينهما؛ فكايلي تستفيد مادياً وترويجياً، لأنها تتلقى مبالغ طائلة لقاء منشور واحد، على العكس من ميغان التي لا تستطيع ذلك، لحد الآن على الأقل، لدواعي الحفاظ على صورة راقية تعكس لقبها كدوقة بريطانية، مع العلم بأن هذا اللقب لم يمنعها من دخول مضمار أعمال تجارية لم تحقق النجاح الذي تطمح إليه.

تغريدة واحدة من كايلي جينر تحقق ما لا يحققه عرض بكامله من ناحية تسليط الأضواء (رويترز)

في المقابل، فإن كايلي جينر، ورغم سنها الغضة، تجاوزت في فترة من الفترات حاجز المليار دولار لتُصبح واحدة من أصغر سيدات الأعمال بفضل علامتها «كاي (KHY)» لمستحضرات التجميل والعناية بالبشرة. أكدت، منذ بدايتها، أن الحس التجاري يجري في دمها؛ إذ شقت لنفسها خطأً مختلفاً عن أخواتها، ربما لأنها كانت تعرف أن منافستهن صعبة. ما نجحت فيه أنها استغلَّت اسم العائلة وشهرة أخواتها لتخاطب بنات جيلها بلغة تُدغدغ أحلامهن وطموحاتهن. وسرعان ما أصبحت نجمة قائمة بذاتها على وسائل التواصل الاجتماعي. تغريدة واحدة منها يمكن أن تغير مسار علامة تماماً.

زِيّ من ماركة «ألتوزارا» الأميركية ظهرت بها خلال مناسبة خاصة بالصحة النفسية والعقل اعتبره كثيرون غير مناسب للمكان والزمان (رويترز)

ميغان ماركل، رغم استثماراتها ومغازلتها صُنَّاع الموضة، لا تزال تستمد بريق صورتها من ارتباطها بالأمير هاري. على المستوى الربحي، لم تنجح في أن تنتقل من رتبة مؤثرة إلى درجة سيدة أعمال، كما لم تنجح في كسب كل القلوب، وهذا ما يجعل شريحة مهمة ترفض وصفها بأيقونة موضة، وتصف اختياراتها بـ«غير الموفقة». هذه الشريحة تستشهد إما بارتدائها تصاميم بمقاسات أكبر أو أصغر من مقاسها الحقيقي، أو تصاميم من ماركات عالمية لا تناسب شكلها أو طولها، وهلمّ جرّا.

ميغان ماركل رغم تأثيرها تثير كثيراً من الجدل بين رافض ومعجب (كارولينا هيريرا)

بيد أن قوتها، بالنسبة للمعجبات بها، كانت، ولا تزال، تكمن في عيوبها؛ فلأنها لا تتمتع بمقاييس عارضات الأزياء، ولا تشبه «كنَّتها»، أميرة ويلز، كاثرين، رشاقةً وطولاً، فإنها تُعبِّر عنهن. كل فتاة أو امرأة، بغض النظر عن عيوبها ومقاييسها، ترى نفسها في إطلالاتها. فعندما ظهرت بصندل من شركة «كاستنر» الإسبانية مثلاً ارتفعت مبيعاتها بنسبة 44 في المائة مباشرة، لأنها خاطبت شرائح من الطبقات المتوسطة، نظراً لأسعارها المعقولة. علامات محلية كثيرة لم تكن معروفة اكتسبت عالمية بمجرد أن ظهرت بها، لا سيما في السنوات الأولى من زواجها، حين كانت بالنسبة للبعض بمثابة «سندريلا» معاصرة. ساهمت أيضاً في تسليط الضوء على علامة «Club Monaco»، بعد ظهورها بفستان مستوحى من القميص، أي بإزار من الصدر إلى الأسفل، حين ظهرت به أول مرة خلال زيارتها الرسمية لجنوب أفريقيا.

لم يكن التصميم ثورياً أو جديداً، لكنه فتح عيون المرأة عليه، ليزيد الإقبال عليه بنسبة 45 في المائة وينفذ من الأسواق خلال 24 ساعة. كان لها نفس التأثير الإيجابي على علامات مثل «جي كرو» و«جيفنشي» و«ستيلا ماكارتني» وغيرهم. منصة «ليست»، وهي أيضاً شركة تسوُّق أزياء عالمية تربط العملاء بتجار تجزئة الأزياء رشحتها «كأهم مؤثرة لعام 2018». بيد أن تأثيرها ظلَّ مستمراً حتى بعد خروجها من المؤسسة البريطانية في عام 2020، وإن خفَّ وهج صورتها بعض الشيء.

البحث عن الجاكيت الذي ظهرت به ميغان في ألمانيا لدى حضورها ألعاب «إنفيكتوس» عطل موقع «جي كرو» (رويترز)

موقع «جي كرو» مثلاً تعطَّل في سبتمبر (أيلول) 2023، بسبب البحث عن سترة بيضاء ظهرت بها لدى مرافقتها زوجها، الأمير هاري، إلى ألمانيا، لحضور ألعاب «إنفيكتوس».

ولأنها باتت تَعرِف قوة تأثيرها على الموضة، استثمرت مؤخراً في علامة «سيستا كوليكتيف»، وهي علامة حقائب تصنعها نساء من رواندا، وتكتمل تفاصيلها في إيطاليا، لتحمل صفة «صُنع باليد». قالت إنها اكتشفتها بالصدفة وهي تقوم بعملية بحث عبر الإنترنت على حقائب مستدامة. ظهرت بالحقيبة أول مرة في مايو (أيار) من عام 2023 لدى حضورها حفل عشاء مع كل من غوينيث بالترو وكاميرون دياز في لوس أنجليس.

عروض الأزياء العالمية

ومع ذلك، لم نرَ ميغان ماركل بأي عرض أزياء في نيويورك أو في باريس أو ميلانو حتى الآن، باستثناء حضورها في عام 2018 حفل توزيع جوائز الموضة البريطانية ضيفةَ شرفٍ لتقديم جائزة العام لمصممة فستان زفافها، كلير وايت كيلر، التي كانت مصممة «جيفنشي» آنذاك. لكن كان هذا حفلاً وليس عرض أزياء.

اختتمت عرض «كوبرني» كسندريلا في فستان من التافتا أسود (رويترز)

كايلي جينر، ورغم رفض الثقافة التي تمثلها هي وأخواتها من قبل شريحة مهمة، أصبحت في السنوات الأخيرة وجهاً مألوفاً في عروض باريس. تُستقبل فيها استقبال نجمات الصف الأول. في الموسم الماضي، وخلال «أسبوع باريس لربيع وصيف 2025»، سجَّلَت في 3 ظهورات لها فقط ما يوازي ما قيمته أكثر من 20.3 مليون دولار، حسب بيانات «إنستغرام» وحده، إذا أخذنا أن «لايك» واحداً يساوي دولاراً.

لهذا ليس غريباً أن يتهافت عليها المصممون. نعم، هي مثيرة للجدل وأسلوبها لا يروق لكل الزبونات، لكنها في آخر المطاف توفر المطلوب من ناحية تسليط الضوء عليهم. ففي عالم الموضة والتجارة «أي دعاية حتى وإن كانت سلبية هي دعاية مجدية وأفضل من لا شيء». لم يقتصر حضورها في الموسم الباريسي ضيفةً فحسب، بل عارضة في عرض «كوبرني» المستلهم من عالم «ديزني». كانت هي مَن اختتمته في فستان من التافتا بإيحاءات قوطية تستحضر صورة «سندريلا».

تأثير إيجابي

3 مقاطع فقط من فيديو العرض، ولقطات من خلف الكواليس حققت 14.4 مليون مشاهدة؛ ما جعل علامة «كوبرني» تحقق 66 في المائة من إجمالي قيمة التأثير الإعلامي. كانت مشاركتها مخاطرة، لكنها أعطت ثماراً جيدة حسب تصريح الدار. تجدر الإشارة إلى أن «كوبرني» لمست تأثيرها القوي في عام 2022، عندما ظهرت في دعاية لمستحضرات التجميل الخاصة بها، وهي تحمل حقيبة من «كوبرني». ما إن نُشرت الصور، حتى زادت مبيعات الحقيبة بشكل كبير. في عرض الدار لخريف وشتاء 2023. لم تتمكن كايلي من الحضور إلى باريس، لكنها لم تغب؛ إذ نشرت صورة لها في زي من التشكيلة المعروضة، شاهدها الملايين من متابعيها، وحقَّقت ما لم يحققه العرض بالكامل من ناحية المشاهدات و«اللايكات».

كايلي جينر لدى حضورها عرض «سكاباريلي» بباريس (سكاباريلي)

وإذا كان الشك لا يزال يراود البعض على مدى تأثيرها على أساس أن علامة «كوبرني» لها شعبيتها الخاصة التي تستمدها من قدرة مصمميها على الإبداع وخلق الإثارة المسرحية أمام الضيوف، فإن تأثيرها الإيجابي على علامة «أتلين» الفرنسية الناشئة تُفند هذه الشكوك. وجودها في عرضها لربيع وصيف 2025 كان له مفعول السحر؛ حيث حققت لها ما يوازي 11.6 مليون دولار من المشاهدات واللايكات. طبعاً لا ننسى حضورها عرض «سكاباريلي» بتصميمٍ أثار انتباه العالم لغرابته وسرياليته.

رغم محاولاتها أن تُصبح أيقونة موضة لا تزال ميغان تستمد بريقها وقوة تأثيرها من ارتباطها بالأمير هاري (أ.ف.ب)

«كايلي» لا تقوم بأي حركة أو فعل من دون مقابل. حتى عندما تختار علامات ناشئة للتعاون مع علامتها الخاصة «كاي (Khy)»؛ فهي تؤمن بأنه لا شيء بالمجان. وهذا تحديداً ما يجعلها تتفوق على ميغان ماركل من ناحية التأثير التجاري حسب الأرقام والخوارزميات. الفضل يعود أيضاً إلى نجاحها في استقطاب شريحة مهمة من بنات جيلها تخاطبهن بلغة تُدغدغ أحلامهن. ماركل في المقابل لم تنجح لحد الآن في الخروج من جلباب لقبها كدوقة ساسكس.