تقارير تؤكد اتخاذ بوتين قراراً بالترشح للرئاسة في 2024

سيزور كازاخستان ثالث دولة أجنبية منذ صدور مذكرة توقيفه

بوتين (أ.ف.ب)
بوتين (أ.ف.ب)
TT

تقارير تؤكد اتخاذ بوتين قراراً بالترشح للرئاسة في 2024

بوتين (أ.ف.ب)
بوتين (أ.ف.ب)

نقلت تقارير إعلامية الاثنين عن مصادر، أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قرر خوض الانتخابات الرئاسية في مارس (آذار)، وهي خطوة من شأنها أن تبقيه في السلطة حتى عام 2030 على الأقل، بينما قال الكرملين إن الرئيس بوتين لم يصدر إعلاناً أو تصريحات بشأن ترشحه.

وتسلم بوتين الرئاسة من بوريس يلتسن في آخر أيام عام 1999، وبقي في السلطة بالفعل أكثر من أي حاكم آخر لروسيا منذ الزعيم الشيوعي جوزيف ستالين، وتخطى كذلك فترة حكم ليونيد بريجنيف البالغة 18 عاماً. وبلغ بوتين 71 عاماً في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) الماضي.

وأفادت وكالة «رويترز» نقلاً عن مصادر لم تكشف عن هويتها «بسبب حساسية الأمر» بأن أنباء قرار بوتين بدأت تتواتر، وبدأ مستشارون في الإعداد للحملة. وبالنسبة لبوتين الذي تظهر استطلاعات رأي أنه يتمتع بنسبة تأييد تصل إلى 80 في المائة داخل روسيا، فالانتخابات مجرد إجراء شكلي إذا ترشح؛ إذ إنه يحظى بدعم الدولة ووسائل الإعلام الرسمية، ومع عدم وجود معارضة قوية، فمن شبه المؤكد فوزه.

وقال أحد المصادر، وهو مطلع على الخطط: «القرار تم اتخاذه... سيترشح»، بينما قال مصدر آخر إن تلميحاً مدروساً عن الأمر سيرد خلال أسابيع قليلة في تأكيد لتقرير نشرته صحيفة «كوميرسانت» الشهر الماضي.

وبينما يقول كثير من الدبلوماسيين الأجانب والمسؤولين إنهم يتوقعون بقاء بوتين في السلطة طوال عمره، لم يكن هناك حتى الآن تأكيد محدد لخططه للترشح للانتخابات الرئاسية في مارس 2024. وعلق المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف على هذه الأنباء بقوله: «الرئيس لم يدلِ بأي تصريحات... والحملة لم تعلن رسمياً بعد»، حسب «رويترز».

في شأن ذي صلة، قال مكتب قاسم جومارت توكاييف رئيس كازاخستان، إن من المتوقع أن يزور الرئيس بوتين البلاد في التاسع من نوفمبر (تشرين الثاني). وأضاف في بيان أن الرئيسين سيجتمعان في العاصمة أستانا لمناقشة قضايا ثنائية. وسينضم الرئيسان أيضاً عبر رابط فيديو إلى مؤتمر لرجال الأعمال في البلدين، سيعقد في مدينة كوستاناي.

وستكون هذه ثالث رحلة معروفة لبوتين للخارج، منذ أن أصدرت المحكمة الجنائية الدولية، ومقرها لاهاي، مذكرة اعتقال في مارس بحق الرئيس الروسي، بتهم ارتكاب جرائم حرب، وهو أمر يرفضه الكرملين بشدة.

ودولة كازاخستان، مثل الصين وقرغيزستان اللتين زارهما بوتين مؤخراً، ليست من الدول الموقعة على نظام المحكمة الجنائية الدولية. وتُلزم المحكمة التي اتهمت بوتين بترحيل أطفال بشكل غير قانوني من أوكرانيا، الدول الأعضاء فيها، وعددها 123 دولة، باعتقال بوتين وترحيله إلى لاهاي لمحاكمته، إذا وطأت قدماه أراضيها.


مقالات ذات صلة

هاريس: لن أجري أيّ لقاء مع بوتين حول أوكرانيا دون مشاركة كييف

الولايات المتحدة​ المرشّحة الديمقراطية كامالا هاريس (أ.ب)

هاريس: لن أجري أيّ لقاء مع بوتين حول أوكرانيا دون مشاركة كييف

أكّدت كامالا هاريس أنّها لن تلتقي، في حال أصبحت رئيسة للولايات المتّحدة، الرئيس الروسي إذا لم يشارك في الاجتماع ممثّل عن كييف.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
أوروبا رجل يلتقط صورة تذكارية مع ملصق يحمل صورة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يقول: «لماذا نريد مثل هذا العالم إذا لم تكن روسيا موجودة فيه؟» (رويترز)

«فليحفظ الرب القيصر»... مؤيدون يهنئون بوتين بعيد ميلاده الثاني والسبعين

وصف بعض المؤيدين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بـ«القيصر»، في عيد ميلاده الثاني والسبعين، الاثنين، وقالوا إنه أعاد لروسيا وضعها، وسينتصر على الغرب بحرب أوكرانيا.

«الشرق الأوسط» (موسكو)
شؤون إقليمية الرئيس الروسي فلاديمير بوتين (أ.ف.ب)

بوتين سيلتقي الرئيس الإيراني في تركمانستان الجمعة

يجتمع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بنظيره الإيراني مسعود بزشكيان الجمعة خلال منتدى في تركمانستان، وفق ما أفاد مستشار للرئاسة الروسية الاثنين.

«الشرق الأوسط» (موسكو)
أوروبا الرئيس الروسي فلاديمير بوتين (أ.ف.ب)

كيف سيحتفل بوتين بعيد ميلاده الـ72؟

يحتفل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، اليوم (الاثنين)، بعيد ميلاده الـ72، وللمرة الـ21 وهو في منصب الرئاسة.

«الشرق الأوسط» (موسكو)
أوروبا تاجر الأسلحة الروسي المشتبه به فيكتور بوت (وسط الصورة) يرافقه ضباط من إدارة مكافحة المخدرات بعد وصوله إلى مطار نيويورك (رويترز)

تقرير: عودة «تاجر الموت» لبوتين إلى تجارة الأسلحة... وتورط محتمل مع الحوثيين

عاد بوت إلى الساحة الدولية، ولكن هذه المرة كوسيط في صفقة لبيع أسلحة للحوثيين.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

ما بين سطور «الحرب الكلامية» بين ماكرون ونتنياهو «رسالة للأميركيين»

نتنياهو وماكرون (رويترز)
نتنياهو وماكرون (رويترز)
TT

ما بين سطور «الحرب الكلامية» بين ماكرون ونتنياهو «رسالة للأميركيين»

نتنياهو وماكرون (رويترز)
نتنياهو وماكرون (رويترز)

ردُّ رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، جاء «سريعاً ولاذعاً» على تصريحات الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الذي دعا إلى وقف تزويد إسرائيل بالأسلحة إذا أرادت وقفاً لإطلاق النار، وفق صحيفة «نيويورك تايمز».

ماذا حدث؟

وفق الصحيفة، أثار ماكرون غضب نتنياهو، السبت، بتصريحه أن «الأولوية اليوم هي العودة إلى حلّ سياسي، والكفّ عن تسليم الأسلحة لخوض المعارك في غزة»، مشيراً إلى أن فرنسا «لا تقوم بتسليم» أسلحة.

ورد رئيس الوزراء الإسرائيلي، مؤكداً أنه «من العار» الدعوة إلى فرض حظر على شحنات الأسلحة إلى بلاده، وقال: «دعوني أخبركم بهذا: ستنتصر إسرائيل بدعمهم أو دونه، لكن عارهم سيستمر طويلاً بعد انتهاء الحرب».

وفي محاولة من الرئاسة الفرنسية لتهدئة التوترات مع إسرائيل، قالت في بيان لاحق، إن «فرنسا هي صديقة إسرائيل الدائمة»، مشيرة إلى أن باريس قدمت مساعدات عسكرية للمساعدة في مواجهة الهجمات الصاروخية الإيرانية.

وأكد مكتب الرئيس الفرنسي الحاجة إلى «حلول دبلوماسية»، مؤكداً أن رد نتنياهو «مبالَغ فيه وغير ذي صلة بالصداقة بين فرنسا وإسرائيل».

وفي مسعًى جديد لمعالجة الصدع، تَحَدَّثَ الزعيمان عبر الهاتف، يوم الأحد، إلا أنه يبدو أن هذ اللقاء الهاتفي لم يفعل كثيراً لرأب الصدع.

وقالت الرئاسة الفرنسية إن «الزعيمين يَقْبلان اختلافاتهما في الرأي، وكذلك رغبتهما في أن يتفهم كل منهما الآخر بشكل جيد».

ماكرون أصاب «وتراً حساساً»

ولم تكن هذه المرة الأولى التي يقترح فيها ماكرون مثل هذه الخطوة، فقد سبق أن دعا إلى ذلك، الشهر الماضي، في الجمعية العامة للأمم المتحدة، مجادلاً بأنه من «غير المتسق» الدفع من أجل وقف إطلاق النار مع الاستمرار في توريد الأسلحة.

لكن الصحيفة أشارت إلى أن دعوة ماكرون، هذه المرة، بدت كأنها أصابت «وتراً حساساً» بشكل خاص لدى نتنياهو، الذي تخوض بلاده حرباً على جبهات عدة، ضد «حماس» في غزة و«حزب الله» في لبنان، ووسط تقارير عن استعدادها للرد على الهجوم الصاروخي الضخم الذي شنته عليها إيران.

وقال محللون لـ«نيويورك تايمز»، إنهم لم تُصِبْهم المفاجأة من تصريح ماكرون، فقد حاول تحقيق توازن دقيق في نهجه تجاه الصراع في الشرق الأوسط، وأعلن دعمه حق إسرائيل في الدفاع عن النفس مع انتقاد العمليات العسكرية الإسرائيلية في الوقت نفسه، مناشداً وقف إطلاق النار لوقف زيادة الخسائر المدنية في غزة، والآن في لبنان.

وأشاروا إلى أن هدف ماكرون من وراء هذه التصريحات، التي كان من شبه المؤكد أنها ستثير غضب نتنياهو «لم يكن واضحاً تماماً».

وفي هذا المجال، أوضح ديفيد خلفة، خبير شؤون الشرق الأوسط في مؤسسة «جان جوريس»، أن توقيت تعليقات ماكرون، قبل الذكرى السنوية الأولى لهجوم السابع من أكتوبر (تشرين الأول) كان «محرجاً بشكل خاص».

وقال: «على المدى القصير، من الواضح أنه لن يساعدنا على أن يُسْمَع صوتنا من قِبل الإسرائيليين. هناك علامة استفهام معلقة على وضوح الدبلوماسية الفرنسية».

ووفقاً لمعهد استوكهولم الدولي لأبحاث السلام، الذي يتتبع تجارة الأسلحة العالمية، فإن فرنسا لا تبيع أسلحة لإسرائيل إلا القليل، إذ تتلقى أكثر من 90 في المائة من شحنات أسلحتها من الولايات المتحدة وألمانيا، كما أن نفوذها ضئيل على شحنات الأسلحة الأميركية التي تعد المزوِّد الرئيسي لإسرائيل.

بدوره، قال المحلل الدفاعي الفرنسي، فرنسوا هيسبورغ، عن تعليقات ماكرون: «لم يكن بحاجة إلى فعل ذلك. تصريحاته تجعله غير فعال وغير متسق تماماً».

من جهته، أوضح أستاذ دراسات الشرق الأوسط في جامعة القديس يوسف ببيروت، كريم إميل بيطار للصحيفة، أن هذا الموقف يجسد نهج ماكرون المميز في صنع السياسة، وهذا النهج يقوم على محاولة مراعاة جميع جوانب القضية باستمرار.

وأضاف: «هذا الأسلوب يثير تعقيدات كافية في السياسة الداخلية. أما في السياسة الخارجية، فمحاولة إرضاء جميع الأطراف غالباً ما تؤدي إلى نتيجة عكسية، حيث تنتهي بإغضاب الجميع».

ومنذ هجوم «حماس» على إسرائيل قبل عام، كرر ماكرون دعمه إسرائيل، وطالب باستمرار بإعادة الرهائن المحتجَزين لدى «حماس». والاثنين، التقى في باريس بعائلات الرهينتين الفرنسيتين المتبقيتين، وكذلك عائلات الضحايا الفرنسيين في هجمات 7 أكتوبر.

لكن ماكرون طالب أيضاً بأن تتبع إسرائيل القانونيْن الدولي والإنساني لتجنُّب سقوط ضحايا مدنيين، داعياً إلى وقف إطلاق النار في كل من غزة ولبنان؛ لإفساح المجال أمام الحلول الدبلوماسية والسياسية.

ماكرون محبط

رغم أن ماكرون سبق أن أدلى بتصريحات مماثلة حول وقف شحنات الأسلحة قبل توغُّل إسرائيل في لبنان لمواجهة «حزب الله،» فإن بعض المحللين رأوا أن ازدياد عدد الضحايا وتصاعُد احتمالات نشوب حرب برية أكبر قد عمّقا من قلق الرئيس الفرنسي وإحباطه في هذه المرة.

وتربط فرنسا علاقات تاريخية وثقافية وعاطفية عميقة بلبنان، حيث تلعب أحياناً دوراً رئيسياً بوصفها وسيطاً. وقد استثمر ماكرون قدراً كبيراً من نفوذه السياسي في لبنان، الذي كان تحت الانتداب الفرنسي، حيث زار بيروت بعد انفجار مرفأ بيروت عام 2020، وحاول الدفع من أجل إجراء تغييرات على النظام السياسي المتعثر في البلاد.

في هذا السياق، قالت ريم ممتاز الخبيرة في السياسة الخارجية الفرنسية في مؤسسة «كارنيغي للسلام الدولي» في أوروبا، ومقرها باريس: «لبنان هو المكان الذي لا تزال فرنسا قادرة فيه على التصرف كأنها قوة عظمى، على الرغم من أنها لم تعد قوة عظمى».

ومنذ أشهر، تعمل فرنسا مع الولايات المتحدة لمحاولة منع تفاقم الصراع بين «حزب الله» وإسرائيل ووصوله إلى صراع أوسع نطاقاً. وفي الشهر الماضي، أعلن ماكرون ونظيره الأميركي جو بايدن عن خطة لوقف إطلاق النار لمدة 3 أسابيع عبر الحدود اللبنانية الإسرائيلية، متوقعين أن تتقبل الأطراف المتحاربة هذه الخطة علناً.

وقالت ريم ممتاز أيضاً: «لقد كان ماكرون متماسكاً بشأن شيء واحد؛ فهو يدعو منذ أشهر إلى وقف إطلاق النار. التفكير هو أنه إذا استمررت في توريد الأسلحة، فإن حكومة مثل حكومة نتنياهو التي أثبتت منذ أكتوبر مراراً وتكراراً أنها لا تستمع إلى النصائح ستفعل ما يحلو لها». وفي هذه الحالة، أشارت إلى أن «حجب الأسلحة هو الطريقة الوحيدة لمحاولة تشكيل السلوك».

وبحسب الخبيرة في السياسة الخارجية الفرنسية، فإن: «ماكرون ليس واهماً؛ فهو يعلم أنه لن يكون له تأثير يغيِّر قواعد اللعبة فيما يتعلق بالدعم العسكري الذي تقدمه الإدارة الأميركية لإسرائيل، لكن ما يفعله هو إرسال رسالة واضحة إلى بقية العالم مفادها أن فرنسا، وربما الأوروبيين، لديهم موقف مختلف عن الأميركيين».