«إبادة جماعية» و«هدنة إنسانية» وغيرهما... ما معنى أبرز مصطلحات الحرب في غزة؟

فلسطينيون يبحثون عن ناجين بعد القصف الإسرائيلي في مخيم المغازي للاجئين بقطاع غزة اليوم (أ.ب)
فلسطينيون يبحثون عن ناجين بعد القصف الإسرائيلي في مخيم المغازي للاجئين بقطاع غزة اليوم (أ.ب)
TT

«إبادة جماعية» و«هدنة إنسانية» وغيرهما... ما معنى أبرز مصطلحات الحرب في غزة؟

فلسطينيون يبحثون عن ناجين بعد القصف الإسرائيلي في مخيم المغازي للاجئين بقطاع غزة اليوم (أ.ب)
فلسطينيون يبحثون عن ناجين بعد القصف الإسرائيلي في مخيم المغازي للاجئين بقطاع غزة اليوم (أ.ب)

مع دخول الهجوم الإسرائيلي على قطاع غزة قرابة الشهر، يتداول مستخدمو وسائل التواصل الاجتماعي ما تطرحه نشرات الأخبار والمواقع الإخبارية من مصطلحات، بدأت بالظهور بشكل يبدو طبيعياً فى الشارع العربي، تسمعها في المقاهي وسط تبادل أطراف الحديث، في الحوارات القصيرة بالمتاجر الاستهلاكية ووسائل المواصلات. يسألك البعض عن «الهدنة»، ويبحث هل نجح «الاجتياح البري؟» وكيف تأثر «غلاف غزة»، وهل ينجو أحد من «حروب المدن؟». ونستعرض هنا أكثر المصطلحات التي تم تداولها واستخدمها خلال الشهر الماضي من بداية العمليات العسكرية الإسرائيلية والحرب على قطاع غزة.

 

الإبادة الجماعية

في الأربعينات من القرن العشرين قام المحامي البولندي الأصل، رافائيل ليمكن، بصياغة معنى لمصطلح الإبادة الجماعية، وهي التدمير المتعمد والمنهجي لمجموعة من الناس بسبب عرقهم أو جنسيتهم أو دينهم أو أصلهم، وفي عام 1948 اعتمدت الجمعية العامة للأمم المتحدة، قبل يوم واحد من اعتماد الإعلان العالمي لحقوق الإنسان في 9 ديسمبر (كانون الأول) 1948، اتفاقية منع جريمة الإبادة الجماعية والمعاقبة عليها، وصدقت عليها حتى الآن 133 دولة.

 

 

وقال أداما دينغ هو مستشار الأممي الخاص المعني بمنع الإبادة الجماعية والمسجل السابق للمحكمة الجنائية الدولية لرواندا: «قد كان اعتماد الاتفاقية مليئاً بالرمزية ويؤكد من جديد على خطورة الجريمة التي يتناولها. ولكنه ذهب لأبعد من ذلك. وهو يظهر التزام المجتمع الدولي بكفالة منع الإبادة الجماعية ومعاقبة مرتكبيها حينما لا يمكن منع وقوع تلك الجريمة».

وتُعرِّف الاتفاقية الإبادة الجماعية بأنها جريمة معينة ترتكب «بنية تدمير جماعة وطنية أو إثنية أو عرقية أو دينية كلياً أو جزئياً».

 

الهدنة الإنسانية

هي معاهدة تهدف إلى وقف الأعمال العدائية خلال الحرب بين الأطراف المتنازعة ولكنها لا تعني نهاية الحرب، إنما هي فقط وقف القتل لفترة زمنية محددة. استعمل فيما مضى اتفاقيات وقف إطلاق النار قصيرة الأمد لنقل القتلى والجرحى من ميدان المعركة. وفي العقود الأخيرة اكتسبت الهدنة أهمية أكبر لأنه لم يعقبها في معظم الحالات اتفاقية سلام كما كانت تقريباً العادة سابقاً، وظلت الاتفاقية الوحيدة التي استعملتها الدول المتخاصمة لإنهاء الأعمال العدائية.

تأسست هيئة الأمم المتحدة لمراقبة الهدنة وهي أول عملية لحفظ السلام في عام 1948 (الأمم المتحدة)

أقرت الجمعية العامة للأمم المتحدة، في قرارها 57/129، يوم 29 مايو (أيار) ليكون اليوم الدولي لحفظة السلام التابعين للأمم المتحدة. ففي مثل هذا اليوم من عام 1948، أنشئت أول بعثة لحفظ السلام تابعة للأمم المتحدة، وهي بعثة الأممية لمراقبة الهدنة، التي بدأت عملياتها في فلسطين بنفس التاريخ، وفقاً لما ذكره الموقع الرسمي للأمم المتحدة.

 

حروب المدن

تعرف أيضاً باسم حرب الشوارع أو الحروب الحضرية، وهي الحروب الحديثة التي تجرى في المناطق الحضرية مثل القرى والمدن التي تشهد صراعات بين فريقين. وفي تقرير سابق للشرق الأوسط، ذكر أن حرب المدن تشتهر بالوحشية والتدمير. توفر المناطق المبنية الكثير من الأماكن للاختباء، لذلك تحدث معارك إطلاق النار فجأة وعلى مسافة قريبة.

جنود إسرائيليون بالقرب من الحدود مع قطاع غزة (أ.ف.ب)

يمكن أن تكون المباني مليئة بالألغام والشراك الخداعية. الحاجة إلى التنبه باستمرار تؤثر في أعصاب الجنود. يمثل القتال في الأدغال أو الغابات صعوبات مماثلة، لكن وجود المدنيين في المدن يجعل كل شيء أكثر صعوبة. قال ضابط أوروبي سُئل عن المكان الذي يفضل القتال فيه: «يمكنني تدمير غابة لكن لن أحصل على إذن لتدمير مدينة».

 

أنفاق «حماس»

بحسب الناطق بلسان الجيش الإسرائيلي، فإن عدد هذه الأنفاق يتجاوز 1300، وهي تمتد لمسافة 500 كيلومتر داخل أراضي غزة على أعماق تتراوح ما بين 50 و70 متراً، وبعرض وارتفاع مترين. وهي مزودة بشبكة اتصالات مميزة لم تفلح إسرائيل في فك رموزها حتى الآن. وسيكون من الصعب الاعتماد على الروبوت بداخلها. وهي تعد أكبر شبكة أنفاق في العالم بعد الشبكة في كوريا الشمالية.

قالت «حماس» في عام 2021 إنها قامت ببناء أنفاق بطول 500 كيلومتر تحت غزة (أ.ف.ب)

ويدعي الجيش الإسرائيلي أن لديه خرائط مفصلة عن هذه الأنفاق، ويعد خططاً ملائمة تجعلها مقبرة لقادة «حماس» الذين يدعون بالمقابل أن الأنفاق شهدت تطويراً كبيراً في السنتين الأخيرتين وفقاً لتكنولوجيا عالية، ستصدم إسرائيل وتجعلها مصيدة ضخمة لجنودها. ويقول الإسرائيليون إنهم يخططون هم أيضاً لمصيدة ضخمة لرجال «حماس».

وبحسب خبراء، فإن إسرائيل تنوي إغراق الأنفاق بمادة لزجة تنفخ وتصبح صلبة حال انطلاقها، وبذلك تغلق مدخل النفق كما لو أنها تضع بوابة حديدية ضخمة سمكها من عدة أمتار. وستستخدم قنابل فراغية (فاكوم)، لهدمها على رؤوس من فيها، إلا أن «حماس» ومن ساعدها في هذه التقنية يقولون إنهم أخذوا في الحسبان كل هذه الاعتبارات.

 

 

غلاف غزة

منطقة فاصلة جغرافياً بين القطاع والضفة الغربية، عبارة عن مجموعة من المستوطنات الإسرائيلية تحيط بقطاع غزة، من الشمال والشرق والجنوب الشرقي، على مسافة تقدر بنحو 40 إلى 41 كلم بمحيط القطاع، يتألف من 50 مستوطنة ويقدر عدد سكانه بـ55 ألف مستوطن.

ووفقاً لوكالة الأنباء الروسية، ويقسم «غلاف غزة» إلى 3 مناطق إقليمية، منطقة «أشكول» شمال القطاع، مساحتها نحو 380 كلم2، تضم 32 مستوطنة، يعيش فيها أكثر من 13 ألف مستوطن.

جنود إسرائيليون خلال تمشيط محيط كيبوتس بييري في غلاف غزة (أ.ب)

منطقة «شاعر هنيغف» شرق غزة، مساحتها قرابة 180 كلم2، تضم أكثر من 11 مستوطنة، ويسكنها أكثر من 7 آلاف مستوطن، وأخيراً منطقة «أشكلون» جنوب شرقي القطاع مساحتها نحو 175 كلم2، تضم 4 بلدات استيطانية، ويقدر عدد سكانها بنحو 17 ألف مستوطن.

وتعد مستوطنة «سديروت» أكبر المستوطنات الإسرائيلية الموجودة في غلاف غزة، كما أنها أقرب مستوطنة إلى قطاع غزة من جهة الشمال، وتستهدفها صواريخ «القسام» بين الحين والآخر منذ بداية الحرب.

إطلاق صواريخ من قطاع غزة نحو سديروت في جنوب إسرائيل (رويترز)

كذلك مستوطنة «زيكيم»، التي تقع في شمال صحراء النقب، وهي أبرز المستوطنات الإسرائيلية في غلاف غزة، إذ تضم مصفاة للبترول ومحطة كهرباء، كما تضم قاعدة عسكرية تطل على شاطئ المتوسط.

 

المسافة صفر

مع نشر «كتائب القسام»، مساء أمس، تسجيلاً مصوراً لأحد عناصرها وهو يلتحم بآلية عسكرية إسرائيلية في غزة ليضع عبوة فوقها من مسافة قريبة للغاية، صرح بعدها أبو عبيدة، الناطق العسكري باسم «القسام»، الجناح العسكري لحركة «حماس»: «مقاتلونا يواصلون الالتفاف خلف قوات العدو، ويلتحمون من المسافة صفر مع جنوده». و«المسافة صفر»، كما أطلق عليها المحللون العسكريون، هي المسافة التي ينتقل فيها العدو في الحروب من أقرب نقطة، تكون خاطفة وسريعة كلمح البصر.

 

الاجتياح البري

تشن إسرائيل هجمات وعمليات برية بقطاع غزة منذ أن نفذت حركة «حماس» وفصائل أخرى هجوماً مباغتاً على بلدات ومعسكرات إسرائيلية بمحاذاة قطاع غزة في 7 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي. استمر القصف الجوي بجانب بدء التوغل البري الذي بدأ بمناورات للجيش الإسرائيلي، ووضع مئات الآلاف من عناصر وحدات الاحتياط في محيط غزة، كما نقلت شبكة «سي إن إن» الأميركية.

وأقر مسؤولون عسكريون إسرائيليون لصحيفة «نيويورك تايمز» أن الاجتياح البري لقطاع غزة سيعتمد على قوة المشاة، والدبابات التي تشكل القوة الضاربة الإسرائيلية، إضافة إلى قوات الكوماندوز وخبراء المتفجرات. وأوضح المسؤولون أنه سيتم حماية القوات البرية بغطاء من الطائرات والمروحيات الحربية والمسيَّرات والمدفعية التي يتم إطلاقها من البر والبحر. ووفقاً لبعض التقارير تخطط إسرائيل لاستخدام القنابل المعروفة باسم «بانكر باسترز»، التي تهدف إلى تدمير أهداف محصنة تحت الأرض، وهي قنابل تخترق الأرض عند سقوطها وتستهدف ضرب التحصينات والأنفاق.

 

النافذة الزمنية

يدفع المدنيون الفاتورة الأكبر في كل حرب وصراع في أغلب الأحوال، ومع إعلان الجيش الإسرائيلي، اليوم أنه سيعطي المدنيين في شمال قطاع غزة وقتاً للفرار إلى جنوب القطاع الساحلي. قائلاً إنه سيسمح بحركة المرور في الطريق الذي يؤدي إلى الجنوب خلال الفترة من الساعة 10 صباحاً إلى 2 ظهراً (08.00 إلى 12.00 بتوقيت غرينتش).

 

 

ووفقاً لاتفاقية جنيف بشأن حماية الأشخاص المدنيين في وقت الحرب المؤرخة في 12 أغسطس (آب) 1949 وفي المادة (15) للحماية العامة للسكان، ذكرت: «يجوز لأي طرف في النزاع، أن يقترح على الطرف المعادي، إما مباشرة أو عن طريق دول محايدة أو هيئة إنسانية، إنشاء مناطق محيدة في الأقاليم التي يجري فيها القتال بقصد حماية الأشخاص المذكورين من أخطار القتال دون أي تمييز: وهم الجرحى والمرضى من المقاتلين وغير المقاتلين، وكذلك الأشخاص المدنيون الذين لا يشتركون في الأعمال العدائية ولا يقومون بأي عمل له طابع عسكري أثناء إقامتهم في هذه المناطق».

وبمجرد اتفاق أطراف النزاع على الموقع الجغرافي للمنطقة المحيدة المقترحة وإدارتها وتموينها ومراقبتها، يعقد اتفاق كتابي ويوقعه ممثلو أطراف النزاع. ويحدد الاتفاق بدء تحييد المنطقة ومدته، وفقاً لما ذكره الموقع الرسمي للأمم المتحدة.


مقالات ذات صلة

تركيا: استهداف إسرائيل لـ«حماس» و«حزب الله» غايته إجبار الفلسطينيين على الهجرة

شؤون إقليمية وزير الخارجية التركي هاكان فيدان (الخارجية التركية)

تركيا: استهداف إسرائيل لـ«حماس» و«حزب الله» غايته إجبار الفلسطينيين على الهجرة

أكدت تركيا أن هدف إسرائيل الرئيسي من ضرب حركة «حماس» في غزة و«حزب الله» في لبنان هو جعل الفلسطينيين غير قادرين على العيش في أرضهم وإجبارهم على الهجرة.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
المشرق العربي جندي من قوات «اليونيفيل» في برج مراقبة قرب قرية مارون الراس اللبنانية (إ.ب.أ)

إصابة 4 من جنود «اليونيفيل» الإيطاليين في لبنان وروما تُحمّل «حزب الله» المسؤولية

أصيب 4 جنود إيطاليين في هجوم على مقر قوة الأمم المتحدة المؤقتة بلبنان «اليونيفيل» ببلدة شمع جنوب لبنان، وفق ما أعلن مصدران حكوميان، الجمعة.

«الشرق الأوسط» (بيروت)
الولايات المتحدة​ مسعفون من جمعية «الهلال الأحمر الفلسطيني» ومتطوعون في الفريق الوطني للاستجابة للكوارث (أ.ب)

الأمم المتحدة: عمال الإغاثة الذين قُتلوا في 2024 أعلى من أي عام آخر

أعلن مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية أن عدد عمال الإغاثة والرعاية الصحية الذين قُتلوا في 2024 أعلى من أي عام آخر، بحسب «أسوشييتد برس».

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
المشرق العربي الدخان يتصاعد من موقع غارة جوية إسرائيلية استهدفت حياً في الضاحية الجنوبية لبيروت - 22 نوفمبر 2024 وسط الحرب المستمرة بين إسرائيل و«حزب الله» (أ.ف.ب)

الاتحاد الأوروبي يجدد الدعوة لوقف إطلاق نار فوري في لبنان والالتزام بالقرار «1701»

دعت بعثة الاتحاد الأوروبي إلى لبنان، اليوم (الجمعة)، مجدداً إلى التوصل لوقف فوري لإطلاق النار والالتزام بتنفيذ قرار مجلس الأمن «1701» بشكل كامل.

«الشرق الأوسط» (بيروت)
المشرق العربي هاربون من الحرب بلبنان يعبرون منطقة المصنع التي استهدفتها إسرائيل (أ.ف.ب)

الأمم المتحدة: الغارات على تدمر هي «على الأرجح» الأسوأ في سوريا

قالت نجاة رشدي، نائبة المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى سوريا، أمام مجلس الأمن: «ازدادت الغارات الإسرائيلية في سوريا بشكل كبير، سواء من حيث الوتيرة أو النطاق».

«الشرق الأوسط» (نيويورك)

تقرير: مقتل القيادي بـ«حزب الله» علي موسى دقدوق بغارة إسرائيلية في سوريا

الضابط الأميركي كيفين بيرغنير يعلن للصحافيين في بغداد اعتقال علي موسى دقدوق 2 يوليو (تموز) 2007 (أ.ف.ب - غيتي)
الضابط الأميركي كيفين بيرغنير يعلن للصحافيين في بغداد اعتقال علي موسى دقدوق 2 يوليو (تموز) 2007 (أ.ف.ب - غيتي)
TT

تقرير: مقتل القيادي بـ«حزب الله» علي موسى دقدوق بغارة إسرائيلية في سوريا

الضابط الأميركي كيفين بيرغنير يعلن للصحافيين في بغداد اعتقال علي موسى دقدوق 2 يوليو (تموز) 2007 (أ.ف.ب - غيتي)
الضابط الأميركي كيفين بيرغنير يعلن للصحافيين في بغداد اعتقال علي موسى دقدوق 2 يوليو (تموز) 2007 (أ.ف.ب - غيتي)

قال مسؤول دفاعي أميركي كبير إن قائداً كبيراً في «حزب الله» اللبناني كان قد ساعد في التخطيط لإحدى أجرأ وأعقد الهجمات ضد القوات الأميركية، خلال حرب العراق، قُتل في غارة إسرائيلية على سوريا.

واعتقلت القوات الأميركية علي موسى دقدوق، بعد مداهمة عام 2007، عقب عملية قتل فيها عناصرُ يتنكرون في صورة فريق أمن أميركي، خمسة جنود أميركيين. ووفقاً لموقع «إن بي سي» الأميركي، أطلقت السلطات العراقية سراحه لاحقاً.

وأضاف المسؤول الدفاعي الأميركي، وفق ما نقل عنه موقع «إن بي سي»، أن تفاصيل الضربة الجوية الإسرائيلية غير معروفة، متى حدثت، وأين وقعت في سوريا، وهل كان هدفها دقدوق تحديداً.

الغارة المعقدة، التي ساعد دقدوق في التخطيط لها، حدثت في مجمع عسكري مشترك أميركي-عراقي في كربلاء، في 20 يناير (كانون الثاني) 2007.

تنكَّر مجموعة من الرجال في زي فريق أمن عسكري أميركي، وحملوا أسلحة أميركية، وبعضهم كان يتحدث الإنجليزية، ما جعلهم يَعبرون من عدة نقاط تفتيش حتى وصلوا قرب مبنى كان يأوي جنوداً أميركيين وعراقيين.

كانت المنشأة جزءاً من مجموعة من المنشآت المعروفة باسم «محطات الأمن المشترك» في العراق، حيث كانت القوات الأميركية تعيش وتعمل مع الشرطة والجنود العراقيين. كان هناك أكثر من عشرين جندياً أميركياً في المكان عندما وصل المسلّحون.

حاصرت العناصر المسلّحة المبنى، واستخدموا القنابل اليدوية والمتفجرات لاختراق المدخل. قُتل جندي أميركي في انفجار قنبلة يدوية. بعد دخولهم، أَسَر المسلّحون جندين أميركيين داخل المبنى، واثنين آخرين خارج المبنى، قبل أن يهربوا بسرعة في سيارات دفع رباعي كانت في انتظارهم.

طاردت مروحيات هجومية أميركية القافلة، ما دفع المسلّحين لترك سياراتهم والهروب سيراً على الأقدام، وخلال عملية الهرب أطلقوا النار على الجنود الأميركيين الأربعة.

وفي أعقاب الهجوم، اشتبه المسؤولون الأميركيون بأن المسلّحين تلقّوا دعماً مباشراً من إيران، بناءً على مستوى التنسيق والتدريب والاستخبارات اللازمة لتنفيذ العملية.

وألقت القوات الأميركية القبض على دقدوق في مارس (آذار) 2007. وكما يذكر موقع «إن بي سي»، أثبتت أن «فيلق القدس»، التابع لـ«الحرس الثوري الإيراني»، كان متورطاً في التخطيط لهجوم كربلاء. واعترف دقدوق، خلال التحقيق، بأن العملية جاءت نتيجة دعم وتدريب مباشر من «فيلق القدس».

واحتجز الجيش الأميركي دقدوق في العراق لعدة سنوات، ثم سلَّمه إلى السلطات العراقية في ديسمبر (كانون الأول) 2011.

وقال المسؤول الأميركي: «قالت السلطات العراقية إنها ستحاكم دقدوق، لكن جرى إطلاق سراحه خلال أشهر، مما أثار غضب المسؤولين الأميركيين. وعاد للعمل مع (حزب الله) مرة أخرى بعد فترة وجيزة».