مصادر: «حماس» لفتح «مسار سياسي» عبر أفكار «قديمة»

كيبوتس بيري الذي هاجمته حركة «حماس» في 7 أكتوبر الماضي (أ.ف.ب)
كيبوتس بيري الذي هاجمته حركة «حماس» في 7 أكتوبر الماضي (أ.ف.ب)
TT

مصادر: «حماس» لفتح «مسار سياسي» عبر أفكار «قديمة»

كيبوتس بيري الذي هاجمته حركة «حماس» في 7 أكتوبر الماضي (أ.ف.ب)
كيبوتس بيري الذي هاجمته حركة «حماس» في 7 أكتوبر الماضي (أ.ف.ب)

ترى مصادر عربية أن حركة «حماس» الفلسطينية، تسعى في الوقت الراهن، عبر وسطاء عرب ودوليين، إلى «فتح مسار سياسي لمعالجة الأزمة في غزة، وإعادة تقديم نفسها سياسياً، بما يُمكّنها من إيجاد مَخرج للحرب الراهنة مع إسرائيل، عبر استثمار نجاحاتها في عملية 7 أكتوبر (تشرين الأول)، وتجنب وقوع مزيد من الضحايا خلال العملية الإسرائيلية الحالية على قطاع غزة».

وقدمت الحركة، بحسب إسماعيل هنية، رئيس المكتب السياسي، للوسطاء «تصوراً شاملاً يشمل فتح المسار السياسي لإقامة دولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدس وحق تقرير المصير». وقال هنية في كلمة متلفزة، (الأربعاء)، إن «التصور الذي قدمته الحركة يشمل صفقة لتبادل الأسرى، وفتح المعابر، ووقف إطلاق النار».

وأوضحت المصادر، التي تحدثت لـ«الشرق الأوسط»، شريطة عدم ذكر اسمها، أن «ما طرحه هنية من عناصر تسوية ليس جديداً من حيث المضمون، وسبق تقديمه، لكنه يؤشر إلى رغبة الحركة في تغليب المسار السياسي على المسار العسكري في الوقت الراهن، ربما بسبب الضربات الإسرائيلية المتلاحقة، وهو ما يتعارض مع الرؤية الإسرائيلية، التي ترفض الدخول في أي نقاشات سياسية قبل تحقيق أهدافها الأمنية، المتمثلة في إقامة مناطق معزولة في غزة، والقضاء قدر الإمكان على القدرات العسكرية لحركات المقاومة».

وعلى الرغم من ازدياد أعداد الضحايا الفلسطينيين، فإن هنية يقول إن «الفصائل الفلسطينية تواجه القوات الإسرائيلية في محاور غزة كافة»، وإن إسرائيل «تتعثر في دخولها البري لغزة، وخسائرها أكبر بكثير مما تعلنه».

ويشترط هنية على الوسطاء - وفق رؤيته - «ضرورة توقف المجزرة الإسرائيلية»، و«مواصلة العمليات عند معبر رفح في كلا الاتجاهين».

ويقول السفير محمد حجازي، عضو المجلس المصري للشؤون الخارجية، إن مصر بدورها، وهي أحد الوسطاء الرئيسيين في الحل، بجانب دول أخرى، تجري اتصالات واسعة حالياً مع أطراف الصراع كافة «تشمل مسارين؛ الأول يتناول مسائل جزئية مثل إدخال المساعدات وتبادل الأسرى، بجانب مسار أشمل يتعلق بالضغط السياسي لإحياء عملية السلام وحل شامل للقضية، يقوم على مبدأ حل الدولتين».

وأوضح الدبلوماسي المصري السابق لـ«الشرق الأوسط»، أن «الممارسات الإسرائيلية الوحشية على الأرض تزداد يومياً، وتعرقل مثل تلك الجهود، لذلك يبقى الحديث عن أي حلول سياسية، رهن الضغط على إسرائيل من أجل وقف إطلاق النار».

وقبل أيام، ذكرت مصادر مصرية، أن القاهرة تستعد لاستقبال وفد من قيادات حركة «حماس»؛ لبحث الموقف الراهن، خصوصاً قضية الإفراج عن المعتقلين في السجون الإسرائيلية مقابل الإفراج عن الرهائن الموجودين لدى حركة «حماس».

وتسعى حركة «حماس»، «لاستثمار سريع لنجاحاتها في تكبيد إسرائيل خسائر باهظة من حيث القتلى والأسرى في عملية 7 أكتوبر، عبر الانتقال للدور السياسي»، بحسب الدكتورة إيمان زهران، الخبيرة المصرية في العلاقات الدولية والأمن الإقليمي.

وتشير زهران لـ«الشرق الأوسط»، إلى أن «حماس تتطلع إلى الدخول في مفاوضات سياسية، مدعومة بنجاحاتها على الأرض»، خصوصاً أنه «رغم العدد الكبير للضحايا في غزة، فإن إسرائيل لم تنجح في تدمير البنية التحتية للحركة»، وتراهن «حماس» - كما تشير الخبيرة - على «دعم بعض الدول الإقليمية لها في قيادة مسار سياسي يمكن أن يكون بديلاً للسلطة الفلسطينية في رام الله».


مقالات ذات صلة

«هدنة غزة»... مساعٍ إلى «حل وسط» لإبرام الاتفاق

شؤون إقليمية فلسطينيون يفرون من مخيم البريج للاجئين في وسط قطاع غزة (أرشيفية)

«هدنة غزة»... مساعٍ إلى «حل وسط» لإبرام الاتفاق

جهود مكثفة للوسطاء لتقريب وجهات النظر خلال مفاوضات الهدنة بقطاع غزة، في ظل حديث إعلامي عن «شروط جديدة» أخرت إعلان الاتفاق.

«الشرق الأوسط» (القاهرة )
المشرق العربي فلسطيني يحمل طفلاً مصاباً في غارة إسرائيلية على مخيم النصيرات وسط غزة (رويترز)

بينهم 7 أطفال.. مقتل 12 شخصاً من عائلة واحدة في غارة إسرائيلية على غزة

أعلن الدفاع المدني في قطاع غزة مقتل12 شخصاً من عائلة واحدة، بينهم 7 أطفال، في غارة إسرائيلية.

«الشرق الأوسط» (غزة)
الخليج مندوب فلسطين رياض منصور يتحدث خلال اجتماع لمجلس الأمن في مقر الأمم المتحدة (أ.ب)

السعودية ترحب بقرار أممي حول التزامات إسرائيل

رحّبت السعودية بقرار للأمم المتحدة يطلب رأي محكمة العدل الدولية بشأن التزامات إسرائيل تجاه الفلسطينيين.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
خاص منازل فلسطينية تتعرض لأضرار بالغة خلال قصف إسرائيلي في بيت لاهيا (رويترز)

خاص «هدنة غزة»: «شروط جديدة» تؤخر إعلان الصفقة المرتقبة

مصادر مصرية وفلسطينية، تحدثت لـ«الشرق الأوسط»، تشير إلى «شروط جديدة طرحها رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، وأخرى من (حماس)».

«الشرق الأوسط» (القاهرة )
الولايات المتحدة​ رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو والرئيس الأميركي جو بايدن (أرشيفية - رويترز)

من هم المسؤولون الأميركيون الذين استقالوا احتجاجاً على سياسة بايدن في غزة؟

دفع دعم الرئيس جو بايدن لإسرائيل خلال حربها المستمرة منذ أكثر من 14 شهراً في غزة أكثر من 10 مسؤولين في الإدارة الأميركية إلى الاستقالة.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

الجيش الأميركي ينفذ غارات جوية دقيقة على منشأتين للحوثيين في صنعاء

دخان يتصاعد من موقع غارة جوية إسرائيلية استهدفت محطة كهرباء في صنعاء الخاضعة للحوثيين (أ.ف.ب)
دخان يتصاعد من موقع غارة جوية إسرائيلية استهدفت محطة كهرباء في صنعاء الخاضعة للحوثيين (أ.ف.ب)
TT

الجيش الأميركي ينفذ غارات جوية دقيقة على منشأتين للحوثيين في صنعاء

دخان يتصاعد من موقع غارة جوية إسرائيلية استهدفت محطة كهرباء في صنعاء الخاضعة للحوثيين (أ.ف.ب)
دخان يتصاعد من موقع غارة جوية إسرائيلية استهدفت محطة كهرباء في صنعاء الخاضعة للحوثيين (أ.ف.ب)

قال الجيش الأميركي إنه نفذ غارات جوية دقيقة على مستودع لتخزين الصواريخ ومنشأة للقيادة والسيطرة تديرهما جماعة الحوثي المدعومة من إيران في العاصمة اليمنية صنعاء، بُعيد تبني الحوثيين إطلاق صاروخ على وسط إسرائيل أسفر عن سقوط جرحى.

وقالت القيادة الوسطى الأميركية «سنتكوم»، في بيان، إن القوات الأميركية أسقطت أيضاً خلال العملية طائرات مسيّرة عدة للحوثيين فوق البحر الأحمر إضافة إلى صاروخ مضاد للسفن.

وذكرت القيادة المركزية للجيش الأميركي في بيان أن الضربات تهدف إلى «تعطيل وإضعاف عمليات الحوثيين، ومنها الهجمات على السفن الحربية الأميركية والسفن التجارية في جنوب البحر الأحمر وباب المندب وخليج عدن».

وهزت انفجارات عنيفة العاصمة اليمنية صنعاء، مساء السبت، إثر غارات جوية لمقاتلات التحالف الأمريكي البريطاني. وقال سكان محليون لـ«وكالة الأنباء الألمانية»: «إن الغارات استهدفت مواقع عسكرية في جبلي عطان ونقم جنوب وشرق العاصمة صنعاء».

وأكد السكان، تصاعد أعمدة الدخان وألسنة اللهب من المواقع المستهدفة، دون أن يتضح حجم الخسائر.

ولم يتطرق الحوثيون إلى تفاصيل القصف حتى الآن.

وبدأت الغارات الأمريكية البريطانية في اليمن في 12 يناير (كانون الثاني) 2024، رداً على هجمات الحوثيين في البحرين الأحمر والعربي وخليج عدن، التي يقولون إنها تستهدف السفن الإسرائيلية والمرتبطة بإسرائيل نصرة لغزة، قبل أن توسع نطاق عملياتها مستهدفة سفناً أمريكية وبريطانية. ومنذ الخميس الماضي صعّد الحوثيون هجماتهم على إسرائيل، ما استدعى الأخيرة إلى شن هجوم جوي على مواني الحديدة، غرب البلاد، ومحطات الطاقة في صنعاء، مخلفاً أضراراً مادية في ميناء الحديدة وتسعة قتلى من العمال وإصابة ثلاثة آخرين.