محمد رمضان يثير تفاعلاً لاختياره اسم «أبو عبيدة» درامياً

اتهم الإعلام الإسرائيلي بشن حملات ضده بسبب دعمه لغزة

محمد رمضان  (صفحته في «فيسبوك»)
محمد رمضان (صفحته في «فيسبوك»)
TT

محمد رمضان يثير تفاعلاً لاختياره اسم «أبو عبيدة» درامياً

محمد رمضان  (صفحته في «فيسبوك»)
محمد رمضان (صفحته في «فيسبوك»)

اتهم الفنان المصري محمد رمضان الإعلام الإسرائيلي عبر فيديو بثه على حسابيه في «إنستغرام»، و«فيسبوك»، بـ«شن حملات ضده بجانب التحريض على مقاطعة أعماله، بسبب مواقفه الداعمة لغزة. في ظل الحرب التي تشنها إسرائيل على القطاع التي تسببت في قتل وإصابة آلاف المدنيين الفلسطينيين.

وأثار رمضان تفاعلاً لافتاً في نهاية الفيديو بعدما أعلن عن إطلاق اسم «أبو عبيدة» على دوره الجديد في مسلسله المقبل، في إشارة منه إلى اسم الناطق باسم «كتائب القسام»، الجناح العسكري لحركة «حماس» الفلسطينية.

مما عدّه متابعون استفزازاً متعمداً للإسرائيليين، وحازت كلماته بإعجاب الكثيرين، لا سيما بين صفوف المدافعين عن الغزيين عبر مواقع «السوشيال ميديا».

وكان رمضان قد ظهر في فيديو سابق وطالب خلاله الشعوب العربية بالدفاع عن فلسطين ومحاربة إسرائيل، وهو ما يراه رمضان سبباً مباشراً لهجوم الإسرائيليين عليه في وسائل الإعلام العبرية.

يُذكر أن عدداً من الفنانين المصريين قد دخلوا في سجالات مع المتحدث العسكري باسم الجيش الإسرائيلي، ومن بينهم المطربة أنغام، التي أعلنت عن تلقيها تهديداً من داخل إسرائيل بسبب مواقفها الداعمة للفلسطينيين، لكنها قالت إن هذه التهديدات لم تؤثر على دعمها الواضح للغزيين. وكذلك الفنان باسم سمرة، الذي أعلن هو الآخر تعرضه لتهديد مماثل بعد تفوهه بنبرة غاضبة ضد إسرائيل في الوقفة الاحتجاجية التي نظمتها نقابة المهن التمثيلية الأسبوع الماضي لدعم الشعب الفلسطيني.

وتتخذ النقابات الفنية المصرية موقفاً حاسماً إزاء رفض التطبيع مع الجانب الإسرائيلي على الرغم من وجود اتفاقية سلام وعلاقات سياسية ودبلوماسية بين القاهرة وتل أبيب.

من جانبها، قالت ماجدة خير الله، الناقدة الفنية المصرية إن المشاهير عليهم دور مهم وفعال، في الأزمات المحلية والدولية، يحتم عليهم اتخاذ موقف ثابت تجاه الأحداث الجارية بعيداً عن المتاجرة وعدم الاتساق مع النفس، على أن يكون كلامهم بناء على فهم وتعقل، بعيداً عن حصد المشاهدات وتصدر الترند.

وقالت ماجدة خير الله في حديث لـ«الشرق الأوسط»: إن «الحكم على نوايا المشاهير ومعرفة الغرض من نشر فيديوهات مثيرة للجدل أمر صعب».

وبعيداً عن النوايا الداخلية للفنانين، فإن الأحداث تفرض نفسها على حساباتهم في مواقع التواصل الاجتماعي نظراً لتأثيرهم المباشر على الناس، لذلك لا بدّ أن يتحدثوا. حسب ماجدة خير الله.

الفنان المصري محمد رمضان (صفحته في «فيسبوك»)

وتعليقاً على إطلاق رمضان اسم «أبو عبيدة» على شخصيته المقبلة، قالت ماجدة خير الله، هذا حق لكل فنان المهم كيف ستقدم الشخصية درامياً ومن أي منظور.

ورأت أن «استعراضه لمقتنياته الفاخرة يندرج تحت بند الحرية الشخصية، وكل فنان له مطلق الحرية في عرض ما يريد، والمتابع له مطلق الحرية في إلغاء المتابعة إذا استفزه الأمر».

وأكدت ماجدة خير الله أن اختلاف السمات الشخصية بين الفنانين ينعكس على نوعية منشوراتهم اليومية، هناك من يستعرض بشكل يومي، وهناك آخرون لا يقومون بذلك». مؤكدة أنه «لا يمكن إغفال عامل السن والثراء والشهرة التي تمتع بها رمضان بشكل مفاجئ، والحل هو إفساد خطته، هو أو غيره إذا كانت موجودة بالأساس بعدم التعليق والمشاركة والاهتمام بما يكتب أو يقال».

وكان مسلسل «جعفر العمدة»، الذي عُرض في شهر رمضان الماضي، أحدث أعمال محمد رمضان تلفزيونياً، بجانب فيلم «هارلي»، الذي طُرح خلال عيد الفطر الماضي، وفيلم «ع الزير»، الذي عرض في موسم إجازة الصيف.


مقالات ذات صلة

جدل حول «تعيين» ممثل مصري في هيئة تدريس جامعة حكومية

يوميات الشرق ندوة سامح حسين في إحدى الجامعات الحكومية المصرية (حساب الجامعة على فيسبوك)

جدل حول «تعيين» ممثل مصري في هيئة تدريس جامعة حكومية

أثار خبر تعيين الممثل المصري سامح حسين بهيئة تدريس جامعة حكومية، جدلاً واسعاً في مصر، وتصدر اسمه «الترند»، على موقعي «إكس» و«غوغل»، الثلاثاء.

داليا ماهر (القاهرة )
يوميات الشرق فهد البتيري في دور الطبيب النفسي من مسلسل «حالات نادرة» («شاهد»)

صعود الطبيب النفسي في الدراما السعودية... من «هزاع» إلى «حالات نادرة»

قبل نحو عقدين من الزمان، كانت زيارة الطبيب النفسي أمراً محرجاً في السعودية، وتتم في غالب الأحيان بالخفاء توجساً من وصمة «العيب».

إيمان الخطاف (الدمام)
يوميات الشرق الفنان التونسي لمين النهدي (الشرق الأوسط)

لمين النهدي لـ«الشرق الأوسط»: أنحاز للمسرح لأنه يمنحني الحرية

أكد الممثل التونسي لمين النهدي أنه انحاز للمسرح منذ بداية مسيرته الفنية لأنه يجد حريته في مواجهة الجمهور أكثر من السينما والدراما التلفزيونية.

انتصار دردير (القاهرة)
يوميات الشرق استمرت عملية تبريد النيران عدة ساعات (محافظة الجيزة)

حريق ديكور «ستوديو مصر» يربك تصوير «الكينج»

أخمدت قوات الحماية المدنية في مصر، الجمعة، حريقاً نشب في منطقة التصوير المفتوحة بـ«ستوديو مصر».

أحمد عدلي (القاهرة )
يوميات الشرق الفنانة صابرين أعلنت تحضيرها لمسلسل جديد (صفحتها على «فيسبوك»)

هل تنجح سير قارئات القرآن الكريم في النفاذ للدراما المصرية؟

أعلنت الفنانة صابرين تحضيرها لمسلسل «العدلية» عن أول قارئة للقرآن الكريم في الإذاعة المصرية كريمة العدلية.

محمد الكفراوي (القاهرة )

تقنية مبتكرة لتحديد مواقع العالقين تحت الأنقاض

التقنية تعتمد على استخدام الميكروفونات المدمجة في الهواتف الذكية لتحديد مواقع الأشخاص المحاصرين (جامعة طوكيو)
التقنية تعتمد على استخدام الميكروفونات المدمجة في الهواتف الذكية لتحديد مواقع الأشخاص المحاصرين (جامعة طوكيو)
TT

تقنية مبتكرة لتحديد مواقع العالقين تحت الأنقاض

التقنية تعتمد على استخدام الميكروفونات المدمجة في الهواتف الذكية لتحديد مواقع الأشخاص المحاصرين (جامعة طوكيو)
التقنية تعتمد على استخدام الميكروفونات المدمجة في الهواتف الذكية لتحديد مواقع الأشخاص المحاصرين (جامعة طوكيو)

كشف باحثون في جامعة طوكيو اليابانية عن تقنية صوتية مبتكرة، تستخدم ميكروفونات الهواتف الذكية للمساعدة في تحديد مواقع الأشخاص العالقين تحت الأنقاض، خلال الكوارث الطبيعية، مثل الزلازل والانهيارات الأرضية.

وأوضح الباحثون أن التقنية تعتمد على قدرة الموجات الصوتية على النفاذ عبر الركام والمواد الصلبة. وعُرضت النتائج، الجمعة، خلال الاجتماع السادس المشترك للجمعية الصوتية الأميركية، والجمعية الصوتية اليابانية، في مدينة هونولولو الأميركية.

وفي حالات الكوارث الطبيعية، يصبح عامل الوقت حاسماً لإنقاذ الأشخاص العالقين تحت الأنقاض؛ خصوصاً عندما تكون الرؤية محدودة. ورغم استخدام فرق الإنقاذ أساليب تعتمد على الرادار أو على الأصوات التي يصدرها الضحايا، فإن الاعتماد على الهواتف الذكية قد يفتح باباً جديداً للعثور على المحاصرين بسرعة أكبر.

وتعتمد التقنية الجديدة على استخدام الميكروفونات المدمجة في الهواتف الذكية، لتحديد مواقع الأشخاص المحاصرين، مستفيدة من قدرة الموجات الصوتية على اختراق التربة والركام، ما يجعلها فعَّالة حتى في الظروف التي تنعدم فيها الرؤية، ولا يمكن للأجهزة التقليدية التقاط إشارات واضحة.

وترتكز طريقة العمل على دمج نوعين من الإشارات الصوتية: مصدر أحادي القطب (Monopole) يصدر الصوت في جميع الاتجاهات بالتساوي، ومصدر ثنائي القطب (Dipole) يصدر الصوت بشكل موجَّه من الأمام والخلف، ويساعد على تحديد اتجاه المصدر بدقة.

وفي سيناريو واقعي لعمليات الإنقاذ، يقوم المنقذ بإطلاق إشارتين من نوع «ثنائي القطب»، تلتقطهما ميكروفونات هواتف الضحايا العالقين. بعد ذلك يرسل هاتف الضحية إشارة كهرومغناطيسية تساعد في تحديد موقعه. وفي الحالات التي يوجد فيها عوائق تعكس الصوت، يُصدر المنقذ صوتاً من نوع «أحادي القطب» لتقليل التشويش الناتج عن الركام، مما يحسِّن دقة التقدير.

وقد أُجري اختبار للتقنية في موقع تدريبي يحاكي سيناريو حقيقياً للكوارث، وأظهرت النتائج دقة لافتة؛ إذ بلغ هامش الخطأ في تحديد موقع الضحية 5.04 درجة فقط، داخل مساحة بحث قدرها 10 أمتار مربعة.

واعتُبرت القدرة على تقدير زاوية المصدر الصوتي من أبرز ما أظهره الاختبار، رغم وجود مواد تعكس الموجات وتعرقل طرق التحديد التقليدية.

وقال الباحثون إن «هذه الطريقة تعد فعَّالة في تحديد مواقع الأشخاص المدفونين تحت الأنقاض، أو التربة الناتجة عن الزلازل أو الانهيارات الأرضية؛ لأن الموجات الصوتية يمكنها النفاذ عبر هذه المواد». كما أشاروا إلى إمكانية استخدامها لتحديد مواقع أفراد فرق الإنقاذ أنفسهم، إذا تعرضوا لكوارث ثانوية في أثناء العمل.

ومع أن أحد التحديات يتمثل في ضرورة امتلاك الضحية هاتفاً مزوداً بميكروفون -وهو شرط أكثر تقييداً من الطرق التقليدية المعتمدة على أصوات الضحية- فإن الفريق يرى أن الانتشار الواسع للهواتف الذكية يجعل التقنية واعدة للغاية، مؤكداً عزمه تطويرها ورفع دقتها في المستقبل.


الملكة إليزابيث الثانية تظهر على عملة تذكارية جديدة بعد إخفائها لعقود

عملات بريطانية ذهبية للملكة إليزابيث الثانية (شاترستوك)
عملات بريطانية ذهبية للملكة إليزابيث الثانية (شاترستوك)
TT

الملكة إليزابيث الثانية تظهر على عملة تذكارية جديدة بعد إخفائها لعقود

عملات بريطانية ذهبية للملكة إليزابيث الثانية (شاترستوك)
عملات بريطانية ذهبية للملكة إليزابيث الثانية (شاترستوك)

يعرف الكثير مننا صورة الملكة إليزابيث الثانية جيداً، ففي النهاية صورتها تحدق فينا من مئات العملات المعدنية التي تجلجل داخل جيوبنا طوال عقود. مع ذلك يشهد العام، الذي يمثل الذكرى المائة لميلادها، كشفاً ملكياً جديداً، أو بالأحرى كشفاً قديماً لم يكن وقت خروجه إلى دائرة الضوء قد حان بعد، حسب صحيفة «مترو اللندنية».

أخيراً... أُزيح الستار عن صورة لوجه الملكة الراحلة، كانت قد نُحتت منذ أربعين عاماً تقريباً ثم خُبّئت بهدوء، للمرة الأولى من مكتب سكّ العملة في لندن الذي احتفظ بحقوق الكشف عن هذه الصورة على عملة معدنية حصرية لهواة جمع العملات المعدنية.

الأفضل من ذلك هو أن العملة، التي تحمل هذه الصورة التي لم تُر من قبل، ستُهدى إلى الأمة، حيث لن تتكلف أكثر من ثمن طابع بريد قدره 2.50 جنيه إسترليني. مما لا شك فيه أن هذا هو الكشف الملكي الأكثر مفاجئة الذي يظهر أخيراً بالنسبة إلى هواة جمع العملات والمراقبين الملكيين، وهو نوع من علم آثار العملات.

وعندما أبدع النحات رافائيل مخلوف صورة الملكة إليزابيث الثانية هذه، التي باتت شهيرة الآن وتعود إلى عام 1985، لم يستخدم التصميم الذي ظهر على العملات المعدنية من 1985 إلى 1997. وأُعدت نسخ متعددة من تلك الصورة وخضعت لدراسة وتنقيح في إطار عملية طويلة ودقيقة لتقديم صورة رسمية لحاكم. تم تقديم بعض من تلك الصور إلى مسؤولين، ووُضعت بعض الرسوم الأولية مرجعاً في دوائر جمع العملات طوال سنوات.

ومع ذلك لم يتم الكشف عن صورة مكتملة الصناعة نُحتت على مستوى التصميم المختار النهائي نفسه للعامة أبداً. وعوضاً عن ذلك ظلت قابعة داخل أرشيف مخلوف لم تُرفض ولم تُنسَ، بل تم إخفاؤها بهدوء طوال هذا الوقت حتى جاءت هذه اللحظة.


«اللي باقي منك» و«فلسطين 36»... ذاكرة بصرية لـ«وعد بلفور» و«النكبة»

لقطة من فيلم «فلسطين 36» (مهرجان البحر الأحمر السينمائي)
لقطة من فيلم «فلسطين 36» (مهرجان البحر الأحمر السينمائي)
TT

«اللي باقي منك» و«فلسطين 36»... ذاكرة بصرية لـ«وعد بلفور» و«النكبة»

لقطة من فيلم «فلسطين 36» (مهرجان البحر الأحمر السينمائي)
لقطة من فيلم «فلسطين 36» (مهرجان البحر الأحمر السينمائي)

تُحقّق السينما الفلسطينية حضوراً لافتاً في «مهرجان البحر الأحمر السينمائي» منذ انطلاقته، وفي دورته الـ5 المُقامة حالياً من 4 إلى 13 ديسمبر (كانون الأول) الحالي، تحضر فلسطين بـ3 أفلام مهمة، سواء عبر مخرجين فلسطينيين أو عرب، من بينها فيلم «صوت هند رجب» للمخرجة التونسية كوثر بن هنية.

شهد يوم الجمعة عرض الفيلمين الفلسطينيين «اللي باقي منك» للمخرجة شيرين دعيبس، و«فلسطين 36» للمخرجة آن ماري جاسر، في توقيت متتابع.

يشارك الفيلم الأول في مسابقة «البحر الأحمر للأفلام الطويلة»، في حين يُعرض الثاني ضمن قسم «روائع عربية». والمفارقة أن العملين يستعيدان تاريخاً طويلاً من الاحتلال الإسرائيلي؛ إذ يعود «فلسطين 36» بالزمن إلى ثلاثينات القرن الماضي، وهو الفيلم الذي يُمثل فلسطين في سباق «الأوسكار 98»، بينما يمثّل «اللي باقي منك» الأردن في المسابقة نفسها. وتنطلق أحداثه من زمن النكبة عام 1948 حتى 2022، ليشكّل الفيلمان معاً ذاكرة بصرية تستعيد زمن «النكبة» و«وعد بلفور». وقد حَظيا بدعم مؤسسة «البحر الأحمر السينمائي».

في فيلم «اللي باقي منك» (All That’s Left of You) تتَّبع شيرين دعيبس دراما عائلية تمتد عبر 3 أجيال من الفلسطينيين، من عام 1948 حتى 2022. تبدأ المشاهد بالشاب الفلسطيني «نور» الذي يُشارك في احتجاجات ضد قوات الاحتلال، فيُصاب برصاصة في رأسه. وتقول الأم المكلومة في أحد المشاهد إنها لا تستطيع رواية مأساة ابنها إلا بالعودة إلى قصة الجد، ومن خلالها تعبر إلى قصتها مع «سليم». وهكذا يروي الفيلم الحكاية منذ بدايتها عبر سردٍ عميق يستحوذ على المشاهد، متنقلاً بين بدايات مبهجة لأسرة «شريف» في يافا الجميلة وسط حدائق البرتقال، وبين التحوُّل المأساوي الذي أعقب النكبة، وما تبِعها من تهجير وسجن للجد وتشتت الأسرة. ويعيش الابن «سليم» تجربة مشابهة في حين تجمعه قصة حب مع «حنان»، تشكّل له طاقة نور في العتمة.

الفيلم من بطولة صالح بكري، ومحمد بكري، وماريا رزيق، وتشارك المخرجة شيرين دعيبس في التمثيل إلى جانب الكتابة والإخراج. وذكرت في مناقشة تلت العرض أن «هذا هو أول عرض للفيلم في العالم العربي، وهو أكبر مشروع عملت عليه»، موجّهة الشكر إلى «مهرجان البحر الأحمر» لدعمه، ولافتة إلى العرض التجاري المُرتقب للفيلم في صالات السينما السعودية. وعن ظروف التصوير قالت: «كُنا نصوّر فيلماً عن النكبة ونحن نعيش نكبة أخرى مع الحرب على غزة، وقد وضعنا كل غضبنا في هذا العمل». وبكت الممثلة ماريا رزيق خلال المناقشة، مؤكدة أنها لا تستطيع مشاهدة الفيلم دون أن تتأثر، «لأن كل فلسطيني يعرف أن أهله مرّوا بكل هذه المآسي»، مشيرة إلى تجربة جدتها التي نزحت مع أسرتها إلى لبنان بعد النكبة. وكان الفيلم قد عُرض لأول مرة في مهرجان «صندانس».

فيلم «اللي باقي منك» وحكايات تبدأ من النكبة (مهرجان البحر الأحمر السينمائي)

ويستعرض فيلم «فلسطين 36» دراما تاريخية مؤثرة تُجسِّد فترة الانتداب البريطاني على فلسطين، من خلال شخصية «يوسف»، الشاب العالق بين موطنه الريفي وأجواء القدس الملبّدة بالتوتر. ومع تزايد تدفّق المهاجرين اليهود إلى فلسطين، يندلع صدام واسع وانتفاضة فلسطينية عربية ضد الحكم الاستعماري البريطاني وضد قرارات «لجنة بيل»، التي خرج الفلسطينيون بعدها مُندِّدين بمخرجاتها ورافضين «وعد بلفور»، مؤكدين أن أرضهم ليست للبيع، وناجحين في استعادة بعض المدن مثل الخليل وبئر السَّبع والقدس.

الفيلم من تأليف وإخراج آن ماري جاسر، وبطولة جيريمي آيرونز، وهيام عباس، وكامل الباشا، وصالح بكري، وياسمين المصري، وظافر العابدين. وقد عُرض للمرة الأولى ضمن العروض الاحتفالية في «مهرجان تورونتو السينمائي» في دورته الماضية.

وخلال المؤتمر الصحافي عقب العرض، قالت المخرجة إن «ثورة 1936 هي أول انتفاضة جماهيرية للفلسطينيين»، مؤكدة أن جذور ما تعيشه فلسطين اليوم تشكّلت في تلك الحقبة. ولفتت إلى اضطرار فريق العمل لبناء قرية فلسطينية في الأردن، وإلى تصوير مشاهد أخرى في القدس رغم الضغوط النفسية والعاطفية؛ ذلك أنهم كانوا يوثّقون الأماكن لحفظها من الاندثار. وعَدَّت الفيلم بمثابة إحياء للذاكرة، موجّهة الشكر لـ«مهرجان البحر الأحمر السينمائي» وللمملكة حيث تقيم أسرتها. من جانبها، قالت الفنانة هيام عباس إنها لا تستطيع فصل هويتها الفنية عن ذاتها، مشيرة إلى أن ما تركته فلسطين في داخلها تمثل في تلك «الذاكرة العميقة التي تُعد بوصلة عاطفية تقودها إلى حيث يجب أن تكون».

ويرى الناقد الفني المصري طارق الشناوي أن «القضية الفلسطينية قديمة الجذور، وفي ظل دعاية إسرائيلية قادرة على تزييف الحقائق وترويج الأكاذيب، يصبح التاريخ عرضة للتشويه». وأضاف في حديث لـ«الشرق الأوسط» أن «عرض الفيلمين الفلسطينيين بالصدفة في اليوم نفسه، واستعادتهما وقائع تاريخية من الثلاثينات والأربعينات، يؤكدان أهمية توثيق الحقائق عبر السينما، ودحض المزاعم التي يتم ترويجها، وأولها ادعاء أن الفلسطيني باع أرضه؛ فالتاريخ يكذّب ذلك، فهو لم يبعها، بل دافع عنها حتى النهاية».

ويشير الناقد المصري إلى أن «العودة إلى الماضي لتوثيق الحقائق كانت مهمة لدى المخرجتين، رغم اختلاف الفترات الزمنية، لأن التاريخ يشكّل جانباً مهماً من الحاضر». وأشاد بدعم «مهرجان البحر الأحمر» للفيلمين «دفاعاً عن الحق الفلسطيني والعدالة، ومساندة لأفلام تطرح قضايا حقيقية ببراعة فنية».