مسيرة احتجاجية صامتة في زاهدان الإيرانية

صورة نشرها موقع «إيران إنترناشيونال» للمسيرة في زهدان
صورة نشرها موقع «إيران إنترناشيونال» للمسيرة في زهدان
TT

مسيرة احتجاجية صامتة في زاهدان الإيرانية

صورة نشرها موقع «إيران إنترناشيونال» للمسيرة في زهدان
صورة نشرها موقع «إيران إنترناشيونال» للمسيرة في زهدان

شارك أهالي مدينة زاهدان جنوبي شرق البلاد، في مسيرة احتجاجية صامتة بدعوة من خطيب «أهل السنة» عبد الحميد إسماعيل زهي، الذي طالب السلطات الإيرانية بالإفراج عن عشرات المعتقلين الذين تم اعتقالهم بعد صلاة الجمعة الماضية.

وأشار عبد الحميد، في خطبة صلاة الجمعة، اليوم، إلى الحرب بين إسرائيل و«حماس»، متحدثاً عن «الظروف الصعبة» السائدة في غزة، وقال: «من المؤلم رؤية إسرائيل تستخدم قنابل متقدمة ومدمرة ضد الأهالي»، مضيفاً أن «العالم لا يقبل أي مبرر لهذه الإبادة الجماعية والمذبحة»، وأنه «لا ينبغي لأوروبا وأميركا أن تتركا أيدي إسرائيل حرة في هذا الصدد». داعياً إلى إنهاء «هذه الحرب المدمرة» في أسرع وقت ممكن.

وطلب أسماعيل زهي من المصلين في زاهدان العودة إلى منازلهم بـ«هدوء وصمت تام»، وأن يتحلوا بـ«بعد النظر»، وأن يتوخوا الحذر من «العملاء المندسين بينهم». وقال مخاطباً أهالي زاهدان: «لقد صرختم في العام الماضي بظلمكم ومطالبكم، ولكن بعيداً عن المسيرات والهتافات، هناك طرق أخرى سيتم اتباعها».

صور لمتظاهرين في زاهدان من موقع «إيران إنترناشيونال»

وطالب بالإفراج عن المعتقلين بعد صلاة جمعة الأسبوع الماضي، كما طلب من المسؤولين وقوات النظام الإيراني ضبط النفس، في ظل «الظروف الحساسة الحالية» حتى لا تنشأ أي مشكلات.

وقالت مواقع محلية ان السلطات قطعت خدمة الإنترنت، مشيرة إلى أن القوات الأمنية بمحاصرة مسجد مكي في مدينة زاهدان، وتفتيش المصلين من خلال نصب الخيام في الشوارع.

وبحسب بعض المواطنين، قامت قوات النظام الإيراني بإغلاق بعض الشوارع في مدينة زاهدان منذ صباح اليوم (الجمعة)، ومنعت الأهالي من المشاركة في صلاة الجمعة. وغادر أهالي زاهدان المسجد بصمت بعد الصلاة، بناءً على طلب مولوي عبد الحميد.

وكانت الأجواء الأمنية سائدة في المدينة في حين انقطعت خدمة الإنترنت في زاهدان بشكل كبير، ولم يكن من الممكن للمواطنين إجراء مكالمات.

وإلى جانب زاهدان، أغلقت قوات النظام الإيراني في مدينة خاش بمحافظة بلوشستان الشوارع المؤدية إلى مسجد الخليل، كما منعت عدداً من المواطنين من الدخول إليه.

واستمرت الأجواء الأمنية في عدد من مدن محافظة بلوشستان إلى جانب اعتقال المواطنين، منذ يوم 30 سبتمبر (أيلول) العام الماضي (جمعة زاهدان الدامية) حتى الآن.

«العفو الدولية»

وكانت منظمة العفو الدولية نشرت الخميس تقريراً حول كيفية قمع المتظاهرين في المناطق البلوشية في إيران. وأعلنت أن «قوات النظام الإيراني كثّفت من القمع الوحشي ضد المتظاهرين البلوش لمنع تجمعهم الأسبوعي في زاهدان». وأشارت إلى موجة جديدة من «الهجمات الوحشية» ضد المتظاهرين والمصلين البلوش في محافظة بلوشستان الإيرانية، وطالبت سلطات النظام الإيراني بعدم اللجوء إلى «الاستخدام غير القانوني للقوة القسرية» في احتجاجات زاهدان.

وفي وقت سابق، نشرت وسائل إعلام حقوقية أسماء 112 مواطناً اعتقلوا في احتجاجات زاهدان يوم الجمعة 20 أكتوبر، بينهم أسماء 33 طفلاً. ومن بين المعتقلين أيضاً مولوي فضل الرحمن كوهي، خطيب جمعة قرية بيشامك في مدينة سرباز بمحافظة بلوشستان.

ولا توجد معلومات حول الاتهامات ومكان وجود هؤلاء الأشخاص، لكن مكتب المدعي الخاص لعلماء الدين في مشهد أكد يوم الأحد إعادة اعتقال مولوي كوهي، وأضاف أنه بعد إطلاق سراحه، فإن رجل الدين السني هذا لم يقدّر كثيراً تسامح النظام معه في إطلاق سراحه.

كما أكدت منظمة العفو الدولية، في بيانها، الجمعة الماضي، أن «قوات الأمن لجأت إلى الاستخدام غير القانوني للغاز المسيل للدموع وخراطيم المياه، والاعتداء الشديد على المتظاهرين، والاعتقالات الجماعية التعسفية، والاختفاء القسري وغيره من أشكال التعذيب والمعاملة القاسية واللاإنسانية والمهينة».

وكتبت المنظمة أن الأدلة التي حصلت عليها «ترسم صورة قاتمة للعنف والوحشية ضد آلاف المصلين والمتظاهرين السلميين، بمن فيهم أطفال لا تتجاوز أعمارهم 10 سنوات».

وقالت مديرة قسم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في منظمة العفو الدولية، ديانا الطحاوي، في هذا البيان: «كثفت السلطات القمع الوحشي لمنع التجمع الأسبوعي للمحتجين البلوش في زاهدان».

ودعت حكومات العالم إلى «دعوة السلطات الإيرانية فوراً إلى وقف الاستخدام غير القانوني للقوة القسرية والأسلحة النارية ضد المتظاهرين السلميين، والتوقف عن تعذيب المعتقلين، وإطلاق سراح الأطفال وجميع الأشخاص الآخرين المحتجزين لمجرد ممارستهم السلمية لحقوقهم».


مقالات ذات صلة

طهران تحتج بعد توقيف «عنيف» لطالبَين إيرانيَين في روسيا

شؤون إقليمية رجل شرطة روسي يقف حارساً عند قبر الجندي المجهول في حديقة ألكسندر خارج الكرملين بموسكو (إ.ب.أ)

طهران تحتج بعد توقيف «عنيف» لطالبَين إيرانيَين في روسيا

احتجت إيران، الحليف الوثيق لموسكو، لدى السلطات الروسية بعد عملية توقيف «عنيفة» لطالبَين إيرانيين في مدينة قازان الروسية.

«الشرق الأوسط» (لندن)
شؤون إقليمية رئيس البرلمان اللبناني نبيه بري وعلي لاريجاني كبير مستشاري المرشد الإيراني في بيروت (أ.ب)

لاريجاني: رسالة خامنئي إلى الأسد وبري ستغيّر المعادلة

توقع مسؤول إيراني بارز تغيّر المعادلة في الشرق الأوسط بعد رسالة المرشد علي خامنئي الأخيرة إلى لبنان وسوريا.

«الشرق الأوسط» (طهران)
شؤون إقليمية عرض عدد من أجهزة الطرد المركزي في طهران خلال اليوم الوطني للطاقة النووية الإيرانية (أرشيفية - رويترز)

إيران ستستخدم أجهزة طرد مركزي متقدمة رداً على قرار «الطاقة الذرية» ضدها

قالت إيران إنها ستتخذ إجراءات عدة من بينها استخدام أجهزة طرد مركزي متقدمة، رداً على القرار الذي اتخذته «الوكالة الدولية للطاقة» الذرية مساء الخميس ضدها.

«الشرق الأوسط» (طهران)
شؤون إقليمية منشأة بوشهر النووية الإيرانية (أ.ف.ب)

مجلس حكّام الوكالة الدولية للطاقة الذرية يصدر قراراً ضد إيران

اعتمد مجلس حكّام الوكالة الدولية للطاقة الذرية مساء الخميس قراراً ينتقد رسمياً إيران بسبب عدم تعاونها بما يكفي فيما يتعلق ببرنامجها النووي.

«الشرق الأوسط» (فيينا)
شؤون إقليمية صورة وزعتها الوكالة الدولية للطاقة الذرية لمديرها العام رافائيل غروسي في مستهل اجتماعها الربع السنوي في فيينا play-circle 01:24

دول غربية تدعو إيران إلى تدمير اليورانيوم عالي التخصيب «فوراً»

دعت دول غربية إيران إلى «تدمير اليورانيوم 60 % فوراً»، فيما رجحت تقارير أن يصوت مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية على قرار ضد إيران غداً الجمعة.

«الشرق الأوسط» (لندن)

طهران تحتج بعد توقيف «عنيف» لطالبَين إيرانيَين في روسيا

رجل شرطة روسي يقف حارساً عند قبر الجندي المجهول في حديقة ألكسندر خارج الكرملين بموسكو (إ.ب.أ)
رجل شرطة روسي يقف حارساً عند قبر الجندي المجهول في حديقة ألكسندر خارج الكرملين بموسكو (إ.ب.أ)
TT

طهران تحتج بعد توقيف «عنيف» لطالبَين إيرانيَين في روسيا

رجل شرطة روسي يقف حارساً عند قبر الجندي المجهول في حديقة ألكسندر خارج الكرملين بموسكو (إ.ب.أ)
رجل شرطة روسي يقف حارساً عند قبر الجندي المجهول في حديقة ألكسندر خارج الكرملين بموسكو (إ.ب.أ)

احتجت إيران، الحليف الوثيق لموسكو، لدى السلطات الروسية بعد عملية توقيف «عنيفة» لطالبَين إيرانيين في مدينة قازان الروسية، وفق ما أفادت به وكالة «إرنا» الرسمية للأنباء، السبت.

ونقلت الوكالة عن القنصلية الإيرانية في المدينة: «قام صباح الجمعة عدد من الطلاب في جامعة قازان الفيدرالية من دول مختلفة منها أوزبكستان والصين وإيران وتركمانستان... وغيرها، بزيارة (مركز تجديد التأشيرات) التابع للجامعة المذكورة لتجديد طلباتهم».

وأضافت: «بعد مشادة بين الطلاب وتفعيل جهاز الإنذار من قبل أمن المركز المذكور، تم إرسال الشرطة إلى المكان، وبعد استمرار المشادة والضرب اللاإنساني وغير المهني للطلاب من قبل الشرطة، جرى اعتقال طالبين إيرانيين».

ورداً على ذلك، قدمت إيران «مذكرة احتجاج» إلى وزارة الخارجية الروسية نددت فيها بـ«المعاملة العنيفة التي تعرض لها الطلاب الإيرانيون من قبل الشرطة، وطلبت توضيحات بشأن سبب الحادث والتورط غير المهني للشرطة المحلية في الأمر»، وفق ما أضافت وكالة الأنباء.

وأشارت إلى أن القنصلية الإيرانية العامة أكدت أنه «نتيجة الإجراءات المتخذة، تقرر إطلاق سراح الطالبين الإيرانيين وإعادتهما إلى سكنهما».

من جهته، قال المكتب الإعلامي لشرطة قازان عبر منصة «تلغرام»، الجمعة، إن مشاجرة كلامية بين طلاب تحولت إلى جسدية، مضيفا أن شرطيين «أوقفوا المحرضين» من دون ذكر جنسياتهم.

وذكرت لجنة التحقيق في قازان أنه تم توقيف مواطنَين أجنبيَين بتهمة «العنف ضد ممثل للسلطات».

وأدان السفير الإيراني في موسكو كاظم جلالي، الجمعة، على منصة «إكس»، «كل أشكال التصرف السيّئ بحق الطلاب الإيرانيين»، مطالباً بمحاسبة «السلطات الروسية المسؤولة».