أكد عضو المكتب السياسي لحركة «حماس» موسى أبو مرزوق الذي يزور العاصمة الروسية على رأس وفد للحركة، استعداد «حماس» لمناقشة ملف إطلاق الأسرى المدنيين، وأشاد في حديث مع «الشرق الأوسط» بمواقف موسكو، وقال إن الدبلوماسية الروسية النشطة «تعمل على وضع حد للجرائم الإسرائيلية»، وأوضح أن الوفد أطلع المسؤولين الروس على مسببات هجوم 7 أكتوبر ورؤية الحركة للأحداث.
وقال أبو مرزوق إن «حركة (حماس) تقدّر الموقف الروسي، خصوصاً الرئيس فلاديمير بوتين الذي عبّر عن موقف يتسق مع العدالة والإنسانية، ومُنصف للحق الفلسطيني، وكذلك الدبلوماسية الروسية النشطة في العمل على وضع حد للجرائم الإسرائيلية بحق شعبنا الفلسطيني، ونعبّر عن تقديرنا لجهودهم». وأضاف أن روسيا الاتحادية «دولة صديقة نحرص على التشاور معها في مختلف القضايا»، مشيراً إلى أن الوفد أطلع المسؤولين الروس على الظروف التي قادت إلى هجوم السابع من أكتوبر، وقدم رؤية الحركة للأحداث الجارية وآليات التعامل معها، مع التأكيد على حق شعب الفلسطيني في المقاومة.
«الأسرى ضيوف لدينا»
وأضاف القيادي الفلسطيني أن «حماس» طرحت «منذ اليوم الأول رؤيتها حول الأسرى المدنيين، وهي أننا نريد الإفراج عن جميع المحتجزين المدنيين والأجانب من غير حملة الجنسية الإسرائيلية»، مضيفاً أن هؤلاء «هم ضيوف لدينا إلى حين توفر الظروف المناسبة للإفراج عنهم، حيث إن القصف الإسرائيلي الشديد على قطاع غزة يعقد بشدة عملية الإفراج عنهم».
وكان هذا الملف على رأس الموضوعات التي أثارتها موسكو في الحوار مع وفد «حماس»، وفقاً لتصريحات مسؤول في الخارجية الروسية. وأوضح أبو مرزوق أنه «بعد كسر خطوط دفاع الجيش الإسرائيلي وسقوط فرقة غزة في الجيش، دخل مئات المواطنين وعشرات المقاتلين من مختلف الفصائل الفلسطينية نحو الأراضي المحتلة عام 1948، واعتقلوا العشرات، أغلبهم من المدنيين، ولهذا نحن نحتاج إلى وقت حتى نبحث عنهم، ونصنفهم، ومن ثم الإفراج عنهم، ولا يمكن القيام بذلك في ظل القصف الإسرائيلي المكثف، حيث إن القوة التدميرية للقنابل الإسرائيلية التي وقعت على غزة خلال الـ20 يوماً تعادل القنبلة النووية التي ضربت هيروشيما».
«هزيمة ساحقة»
وأعرب المسؤول في «حماس» عن أمله في أن تنجح الجهود الروسية وجهود البلدان الأخرى التي تعمل على وقف الحرب، مجدداً القناعة بأن التلويح الإسرائيلي بإطلاق عملية برية لن يكتب لها النجاح في تحقيق انتصار. ووفقاً له فقد «تعرض الجيش الإسرائيلي إلى هزيمة ساحقة، وسقطت أقوى فرقة عسكرية لديه خلال 5 ساعات، من قبل أقل من 1500 مقاتل لا يمتلكون معدّات، وإنما يمتلكون روح المقاتل الذي يريد طرد الاحتلال، تشبه روح المقاتل السوفياتي الذي قاتل النازيين».
وزاد أن «العدو الإسرائيلي يحشد عشرات الآلاف من الجنود، بمساندة الولايات المتحدة والغرب، فقد أرسلت الولايات المتحدة أكبر حاملة طائرات لديها، والثانية في الطريق، وأرسلت قرابة ألفي جندي من القوات الخاصة، وتحشد هي والدول الغربية قوات في دول في شرق البحر المتوسط»، مشدداً على أن «هذا العدوان المدعوم من الغرب مصيره الهزيمة، وشعبنا الفلسطيني سيصمد، ومعنويات مقاتلي المقاومة مرتفعة».
الدور الروسي
في غضون ذلك، قال عضو المكتب السياسي لحركة «حماس» حسام بدران، إن روسيا قادرة على لعب دور مهم في إنهاء الحرب في قطاع غزة، وإيصال المساعدات إلى القطاع. وأضاف أن حركة «حماس» «تقدر دور روسيا على المستوى الدولي، وخاصة استخدامها حق النقض رداً على موقف الولايات المتحدة التي تدعم الاحتلال إلى ما لا نهاية». وأكد أن «روسيا يمكنها أن تلعب دوراً أكبر في إنهاء العدوان على أهلنا في قطاع غزة، وممارسة الضغوط الدولية لإيصال مساعدات عاجلة لأهلنا في قطاع غزة».
وكانت الخارجية الروسية أكدت، الخميس، أن روسيا بحثت خلال اجتماع مع وفد قيادي من حركة «حماس» في موسكو، مسألة إطلاق سراح المحتجزين الأجانب وإجلاء المواطنين الروس من قطاع غزة. ونقلت وكالة أنباء «نوفوستي» الرسمية عن مسؤول في الخارجية، أن البحث خلال اللقاء ركز على «مواصلة الجهود الروسية للإفراج فوراً عن المحتجزين الأجانب الموجودين في قطاع غزة، وقضايا تتعلق بإجلاء المواطنين الروس وغيرهم من المواطنين الأجانب من أراضي القطاع».
دولة فلسطينية
وأضاف أنه «تم تأكيد موقف روسيا الثابت المؤيد لتنفيذ القرارات المعروفة الصادرة عن المجتمع الدولي، بما في ذلك القرارات ذات الصلة الصادرة عن مجلس الأمن والجمعية العامة للأمم المتحدة، والتي تنص على إنشاء دولة فلسطينية ذات سيادة داخل حدود عام 1967 تضم أراضيها المحتلة وعاصمتها القدس الشرقية، والتعايش بسلام وأمن مع إسرائيل».
وبات معلوماً أن وفد «حماس» أجرى محادثات خلف أبواب مغلقة مع نائب وزير الخارجية ميخائيل بوغدانوف، وانتقدت واشنطن الزيارة، وقالت إن هذا «ليس وقت تقديم الدعم لـ(حماس)»، وتجنب الناطق باسم الكرملين ديمتري بيسكوف التعليق على مجريات الزيارة، وقال للصحافيين إن الوفد الزائر «أجرى لقاءات في الخارجية، وليس في الكرملين».
في غضون ذلك، نقلت صحيفة «كوميرسانت» الروسية عن عضو في وفد «حماس» الذي يزور موسكو قوله إن القصف الإسرائيلي لغزة أدى إلى مقتل 50 من الرهائن الذين أسرتهم «حماس» في 7 أكتوبر. ونقلت الصحيفة عنه القول إن «حماس» لا يمكنها إطلاق سراح الرهائن حتى يتم الاتفاق على وقف لإطلاق النار، وإنها تحتاج إلى وقت لتحديد مكان الأسرى في غزة.