«سد النهضة»... جولة جديدة من مفاوضات طويلة الأمد

اجتماع القاهرة يتواصل بحضور وزراء الري في مصر والسودان وإثيوبيا

جانب من جولة مفاوضات «سد النهضة» في القاهرة (وزارة الري المصرية)
جانب من جولة مفاوضات «سد النهضة» في القاهرة (وزارة الري المصرية)
TT

«سد النهضة»... جولة جديدة من مفاوضات طويلة الأمد

جانب من جولة مفاوضات «سد النهضة» في القاهرة (وزارة الري المصرية)
جانب من جولة مفاوضات «سد النهضة» في القاهرة (وزارة الري المصرية)

تواصلت لليوم الثاني على التوالي، في القاهرة (الثلاثاء)، جولة جديدة من مفاوضات طويلة الأمد بشأن «سد النهضة» الإثيوبي، بمشاركة وزراء الري في مصر والسودان وإثيوبيا، وسط تطلعات للتوصل إلى اتفاق بشأن قواعد تشغيل «السد»، ومخاوف من «عدم التوافق» مثلما حدث في جولات سابقة.

وبدأت الجولة الجديدة من مفاوضات «سد النهضة» في العاصمة المصرية القاهرة (الاثنين). وكانت وزارة الري والموارد المائية المصرية، استبقت اليوم الأول من الاجتماع بالتأكيد على أن الجولة الحالية «تأتي في إطار متابعة العملية التفاوضية عقب الجولتين اللتين عقدتا في القاهرة ثم أديس أبابا، الشهرين الماضيين، بناءً على توافق الدول الثلاث على الإسراع بالانتهاء من الاتفاق على قواعد ملء وتشغيل (السد) في أعقاب لقاء قيادتي مصر وإثيوبيا في 13 يوليو (تموز) الماضي».

كما ذكرت «الخارجية الإثيوبية» (مساء الاثنين) أنها «تشارك بالمفاوضات مع الالتزام بالتوصل إلى نتيجة عن طريق التفاوض من خلال المحادثات الثلاثية». مؤكدة في إفادة رسمية أنه «من المتوقع أن تضطلع الدول الثلاث بمسؤوليتها المشتركة في ضمان الاستخدام العادل والمعقول لنهر النيل».

وأدى تكرار المفاوضات من دون نتائج تذكر إلى «تزايد المخاوف من عدم التوصل لاتفاق يرضي جميع الأطراف، خاصة مع تغير كثير من محددات النقاط الخلافية، التي «أصبح مناقشة بعضها بلا جدوى نتيجة فرض إثيوبيا (سياسة الأمر الواقع) مثل المدة الزمنية لملء السد»، بحسب تقديرات لمراقبين وخبراء.

وأعلن رئيس الوزراء الإثيوبي، آبي أحمد، في سبتمبر (أيلول) الماضي، نجاح بلاده في إتمام العملية الرابعة من ملء خزان «سد النهضة»، في خطوة انتقدتها «الخارجية المصرية» حينها، وعدتها «تجاهلاً لمصالح وحقوق دولتي المصب (مصر والسودان)، وأمنهما المائي».

وعدّ نائب مدير «مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، في مصر، الدكتور أيمن عبد الوهاب، تغير (كثير من النقاط الخلافية)، (نتيجة طبيعية لاتباع أديس أبابا سياسة فرض الأمر الواقع)». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «بعض النقاط الخلافية بين مصر وإثيوبيا تم تجاوزها لأنها أصبحت أمرا واقعا، مثل قواعد ملء السد، ومعاملات الأمان».

وبحسب عبد الوهاب فإن «أديس أبابا ليست لها إرادة سياسية لتوقيع اتفاق ملزم، بل تستحدث نقاطاً خلافية جديدة في كل جولة مفاوضات، مثل إصرارها أخيراً على تخصيص حصة لها من المياه».

وتُعد الجولة التفاوضية الحالية هي الثالثة عقب جولتين سابقتين في القاهرة وأديس أبابا، في شهري أغسطس (آب) وسبتمبر الماضيين، لم تسفرا عن أي اتفاق، ما أسهم في تعقد المسار التفاوضي.

ويرى المستشار السابق لوزير الري المصري، خبير الموارد المائية، الدكتور ضياء الدين القوصي، أن «كثيرا من النقاط الخلافية تتعلق بتفاصيل فنية مثل معاملات أمان السد، وهو أمر علمي قد يضر بجميع دول حوض النيل، حال حدوث كارثة طبيعية بفعل التغيرات المناخية».

القوصي لفت أيضاً في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» إلى وجود ما وصفه بـ«كثير من النقاط الخلافية المرتبطة بالمستقبل، وقواعد تشغيل السد». موضحاً أن من بينها: «ضرورة وجود لجان لفض النزاعات بين البلدين في حال وقوع خلافات حول أي تفاصيل تتعلق بالسد، وكذلك آليات إدارة فترات الجفاف التي تقل فيها الأمطار فينخفض منسوب المياه».

وبشأن تأثر مصر راهناً بإتمام عملية التخزين خلف جسم السد الإثيوبي، قال الخبير المصري، إن ذلك الأثر بدأ بالظهور فعلاً خلال العام الحالي إذ «اضطرت القاهرة إلى استخدام نحو 25 مليار متر مكعب من مخزون بحيرة ناصر لتعويض النقص»، بحسب قوله.

وشرح القوصي أن «إثيوبيا لم تقم بتشغيل سوى توربين واحد من 5 توربينات يفترض أن يتضمنهم السد، إذ إن تشغيل التوربينات سيُعيد ضخ المياه الفائضة في اتجاه السودان ومصر».


مقالات ذات صلة

سوريا تعتقل أحمد المنصور بعد بثّه فيديوهات تهدّد الحكومة المصرية

المشرق العربي سوريا تعتقل أحمد المنصور بعد بثّه فيديوهات تهدّد الحكومة المصرية

سوريا تعتقل أحمد المنصور بعد بثّه فيديوهات تهدّد الحكومة المصرية

قال مصدر بوزارة الداخلية السورية لـ«رويترز» إن السلطات الحاكمة في سوريا ألقت القبض على المصري أحمد المنصور بعد بثّه تسجيلات مصورة يهدّد فيها الحكومة المصرية

«الشرق الأوسط» (دمشق)
شمال افريقيا اجتماع المجموعة الوزارية للتنمية البشرية لمناقشة مقترح «البكالوريا» (مجلس الوزراء المصري)

«التعليم» المصرية تطلق حواراً مجتمعياً حول نظام «البكالوريا» وسط جدل متصاعد

بالتزامن مع جدل متصاعد، أطلقت وزارة التعليم المصرية، الثلاثاء، سلسلة جلسات لحوار مجتمعي بشأن تطبيق نظام «البكالوريا» بديلاً لشهادة الثانوية العامة الحالية.

عصام فضل (القاهرة)
العالم العربي طلاب بإحدى المدارس المصرية (وزارة التعليم المصرية)

انتقادات لإضافة مادة الدين للمجموع في مقترح تطوير التعليم المصري

قوبل اتجاه لإضافة مادة الدين إلى مجموع درجات طلاب الثانوية، ضمن مقترح تطوير التعليم المصري، بانتقادات وجدل واسع، في ظل مخاوف عبر عنها البعض من تأثير المقترح.

عصام فضل (القاهرة)
العالم العربي الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي وولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان (أرشيفية - واس)

«في أفضل حالاتها»... مصر توضح طبيعة العلاقات مع السعودية والإمارات

أكدت مصر قوة ومتانة علاقاتها مع المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة، واصفةً العلاقات بين الدول الثلاث بأنها «ركيزة أساسية للاستقرار».

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
العالم العربي طورت وزارة الداخلية مراكز الإصلاح والتأهيل في السنوات الماضية (وزارة الداخلية - أرشيفية)

«الداخلية المصرية» تنفي إضراب نزلاء «مراكز الإصلاح» عن الطعام

نفت وزارة الداخلية المصرية، ما وصفته بـ«ادعاءات»، على صفحات مواقع التواصل الاجتماعي، تتعلق بإضراب عدد من نزلاء أحد مراكز «الإصلاح والتأهيل» عن الطعام.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)

وزير خارجية مصر يؤكد دعم بلاده الكامل للسودان ومؤسساته الوطنية

سودانيون في شوارع بورتسودان (أ.ف.ب)
سودانيون في شوارع بورتسودان (أ.ف.ب)
TT

وزير خارجية مصر يؤكد دعم بلاده الكامل للسودان ومؤسساته الوطنية

سودانيون في شوارع بورتسودان (أ.ف.ب)
سودانيون في شوارع بورتسودان (أ.ف.ب)

أكد وزير الخارجية والهجرة المصري، بدر عبد العاطي، اليوم الأربعاء، على دعم بلاده الكامل للسودان ومؤسساته الوطنية، مشدداً على ضرورة الحفاظ على وحدة وسلامة الأراضي السودانية.

جاء ذلك خلال جلسة مباحثات رسمية عقدت بين الوزير عبد العاطي وعلي يوسف الشريف، وزير خارجية السودان فى بورتسودان، اليوم، وفق المتحدث باسم الخارجية المصري تميم خلاف.

وصرح المتحدث، في بيان صحافي، بأن الوزير عبد العاطي أعرب عن تقديره لزيادة وتيرة اللقاءات مع نظيره السوداني بما يتناسب مع عمق وخصوصية العلاقات بين البلدين.

وأكد الوزير عبد العاطي أهمية تحقيق وقف إطلاق النار، والحرص على بذل كل الجهود لاستعادة أمن واستقرار السودان، معرباً عن التقدير للخطوات التي اتخذتها الحكومة السودانية لتسهيل نفاذ المساعدات الإنسانية، بما يعكس الحرص على رفع المعاناة عن المواطنين السودانيين.

وأضاف المتحدث أن الوزير عبد العاطي أعرب عن سعادته بعقد امتحانات الثانوية العامة لنحو 28 ألف طالب من أبناء الجالية السودانية في مصر مؤخراً، وذلك في إطار الأهمية التي توليها مصر لمساعدتهم في استكمال مسيرتهم التعليمية.

كما استعرض الوزير عبد العاطي مستجدات الجهود التي تبذلها مصر من أجل ضمان استئناف السودان لأنشطته في الاتحاد الأفريقي، بالإضافة إلى أوجه انخراطه بفاعلية في المساعي الإقليمية والدولية المختلفة في إطار الحرص على الحفاظ على أمن واستقرار السودان ووحدته وسلامة أراضيه.

كما تناول الوزيران ملف الأمن المائي، حيث أعربا عن تثمينهما التعاون والتنسيق المستمر بشأن هذه القضية الحيوية بغرض تأمين المصالح الوجودية المشتركة للشعبين، واتفقا على استمرار التنسيق بصورة وثيقة بما يضمن صون وحماية الأمن المائي لكلا البلدين بوصفه أمراً لا تهاون فيه.

ووفق وكالة السودان للأنباء (سونا)، وصل الوزير عبد العاطي إلى البلاد في زيارة رسمية تستغرق يوماً واحداً.