«كأس العالم للرياضات الإلكترونية» في عهدة السعودية

الأمير محمد بن سلمان آمن بشغف شباب الوطن... وأعلن استضافة الحدث الكبير بدءاً من صيف 2024

الأمير محمد بن سلمان لدى وصوله مقر المؤتمر ويبدو إنفانتينو والفيصل وكريستيانو رونالدو (الشرق الأوسط)
الأمير محمد بن سلمان لدى وصوله مقر المؤتمر ويبدو إنفانتينو والفيصل وكريستيانو رونالدو (الشرق الأوسط)
TT

«كأس العالم للرياضات الإلكترونية» في عهدة السعودية

الأمير محمد بن سلمان لدى وصوله مقر المؤتمر ويبدو إنفانتينو والفيصل وكريستيانو رونالدو (الشرق الأوسط)
الأمير محمد بن سلمان لدى وصوله مقر المؤتمر ويبدو إنفانتينو والفيصل وكريستيانو رونالدو (الشرق الأوسط)

خطوة طبيعية أعلنها ولي العهد السعودي رئيس مجلس الوزراء الأمير محمد بن سلمان، باستضافة المملكة بطولة كأس العالم للرياضات الإلكترونية بشكل سنوي، وهو الحدث الذي من شأنه تعزيز المساعي الطموحة على الخريطة العالمية لتصبح المملكة المركز العالمي الأول للألعاب والرياضات الإلكترونية.

ولم يكن ولي العهد السعودي ليعلن عن هذه الخطوة التاريخية لولا إيمانه التام بشغف الشباب السعودي، وحجم التطور التقني في المملكة، الذي سيسهل من عملية احتضان هذا الحدث الكبير.

وستنظم المملكة الحدث الأكبر من نوعه على مستوى العالم، في الرياض سنوياً ابتداءً من صيف عام 2024م، وستشكل البطولة منصة مهمة تسهم في الارتقاء بقطاع الألعاب والرياضات الإلكترونية الذي يشهد نمواً متزايداً، وسترسخ مكانة المملكة بصفتها وجهة رائدة لأبرز المنافسات الرياضية والعالمية.

كما أعلن ولي العهد إنشاء مؤسسة كأس العالم للرياضات الإلكترونية، وهي مؤسسة غير ربحية ستتولى تنظيم البطولة، وستكون المحرك الذي سينقل هذا القطاع إلى مرحلة جديدة من التعاون بين جميع الشركاء والجهات المعنية بمنظومة الألعاب والرياضات الإلكترونية للاستفادة من إمكاناتها الحقيقية، وتعزيز نمو واستدامة القطاع.

ولي العهد السعودي يلوح للحضور قبل لحظات من إعلانه استضافة الحدث الكبير (الشرق الأوسط)

وجاء هذا الإعلان خلال «مؤتمر الرياضة العالمية الجديدة»، الذي تستضيفه المملكة بتشريف ولي العهد، وحضور كبير من قيادات وكبار الشخصيات في القطاع الرياضي وقطاع الألعاب والرياضات الإلكترونية حول العالم.

وقال ولي العهد إن «بطولة كأس العالم للرياضات الإلكترونية هي الخطوة الطبيعية التالية في رحلة المملكة لتصبح المركز العالمي الأول للألعاب والرياضات الإلكترونية، حيث ستقدم تجربة لا مثيل لها، تفوق ما هو متعارف عليه في القطاع»، مؤكداً أن البطولة ستسهم في تعزيز التزامنا بتحقيق مستهدفات «رؤية المملكة 2030»، بما في ذلك تنويع الاقتصاد، وتعزيز قطاع السياحة، وتوفير الفرص الوظيفية في مختلف القطاعات، وتقديم ترفيه عالي المستوى للمواطنين والمقيمين والزائرين على حد سواء.

وستكون هذه البطولة رافداً رئيسياً في تحقيق مساعي استراتيجية قطاع الألعاب والرياضات الإلكترونية، والمساهمة في تحقيق أكثر من 50 مليار ريال للناتج المحلي بحلول عام 2030، وتوفير 39 ألف فرصة عمل جديدة في القطاع، وتحويل مدينة الرياض إلى عاصمة للألعاب الإلكترونية، كما أنه من المقرر أن تقام البطولة في صالات مغلقة، مصحوبة بكثير من الأنشطة والفعاليات، لتكون فرصة فريدة في جذب شريحة جديدة من الزائرين المهتمين بقطاع الألعاب الإلكترونية وتنشيط القطاع السياحي في مدينة الرياض خلال فصل الصيف، ما سيسهم بدوره في تعزيز معدلات إشغال دور الضيافة الذي يشهد عادةً انخفاضاً يصل إلى 16 في المائة في فترة الصيف، بالإضافة إلى انخفاض الإنفاق السياحي بنسبة 18 في المائة في فترة الصيف. وتوفر البطولة فرصة لتعويض التراجع الملموس في معدل الإنفاق في المطاعم والمقاهي الذي يصل إلى 13 في المائة في فترة الصيف ومعدل الإنفاق الاستهلاكي الذي يصل إلى 9 في المائة في فترة الصيف.

ويأتي إطلاق المملكة لبطولة كأس العالم للرياضات الإلكترونية تأكيداً على مساعيها المتواصلة لتحقيق مستقبل أفضل للقطاع، واستكمالاً للإنجازات المستمرة في الفعاليات الترفيهية والرياضية، وتتويجاً للنجاح الكبير الذي حققه «موسم الغيمرز» في نسختيه الأولى والثانية، خصوصاً وأن غالبية سكان المملكة من جيل الشباب الذين يولون اهتماماً كبيراً بالألعاب الإلكترونية.

شخصيات عالمية مهتمة بقطاع الألعاب والرياضات الإلكترونية حضرت المؤتمر (الشرق الأوسط)

وستوفر البطولة بيئة محفزة تدعم نمو منظومة القطاع وتمكن استدامته. وستشمل البطولة الألعاب الأكثر شعبية عالمياً في مختلف الأنماط، وتوفر جوائز مالية تعد الأعلى في تاريخ الرياضات الإلكترونية. وسيتم اتباع نموذج جديد ومبتكر لنظام البطولة بهدف تتويج النادي الأفضل في العالم على مستوى الألعاب المشاركة كافة في البطولة، وهذا سيخدم بدوره في تنمية واستدامة أندية الرياضات الإلكترونية.

وسيشغل رالف رايكرت الخبير الرياضي المعروف في قطاع الرياضات الإلكترونية، منصب الرئيس التنفيذي لمؤسسة كأس العالم للرياضات الإلكترونية.

وفي الفيديو الذي نشره موسم «الغيمرز» عبر حسابه في منصة «إكس»، أشار إلى أنه «كان الاشتراك بمجلة هي أول جائزة في تاريخ الرياضات الإلكترونية، واليوم أفضل لاعبي الرياضات الإلكترونية حول العالم يتنافسون للحصول على جوائز تقدر قيمتها بالآلاف».

وأوضح أن ثقافة الألعاب الإلكترونية أصبحت الثقافة السائدة حالياً، وصناعة تقدر قيمتها بـ200 مليار دولار، مضيفاً «اليوم تمتلئ الملاعب الرياضية العالمية في دقائق لمشاهدة لاعبي الرياضات الإلكترونية، على الرغم من ذلك لا يزال قطاع الرياضات الإلكترونية يحتوي على كثير من الفرص الواعدة؛ إذ إن عدد اللاعبين يصل إلى ثلاثة مليارات لاعب حول العالم، 15 في المائة منهم فقط يتابعون الرياضات الإلكترونية، فكيف نرفع هذه النسبة إلى 50 في المائة أو حتى مائة في المائة؟».

وإجابة عن السؤال السابق، تمت الإشارة إلى أن ذلك سيكون عبر «إنشاء بطولة جديدة للرياضات الإلكترونية، ومنصة عالمية تدعم نمو منظومة القطاع، ونظام بطولة مميز متعدد الألعاب والفئات؛ إذ يتنافس فيها أفضل أندية الرياضات الإلكترونية على مستوى الألعاب كافة لتتويج النادي الأفضل على مستوى العالم».

واستمراراً في الحديث عن الحدث الأضخم قال: «هذا استثمار في مستقبل مواهب الرياضات الإلكترونية، مع حجم جوائز هو الأضخم في تاريخ الرياضات الإلكترونية؛ لأن قوة المنافسة هي من قوة المشاركين فيها».

وفي إشارة إلى أن العاصمة السعودية الرياض ستكون مقراً للبطولة الواعدة، أشار الفيديو الذي نُشر عبر حساب موسم «الغيمرز» إلى أنه «ها هو المكان الأفضل لجميع اللاعبين من مختلف أنحاء العالم في كل صيف عبر مدينة الرياض التي تربط الغرب مع الشرق، هذه هي كأس العالم للرياضات الإلكترونية».


مقالات ذات صلة

رياضة سعودية جهود المجمع في صناعة المعاجم تؤكد دوره الاستراتيجي بوصفه المرجع الرئيس للغة العربية في المملكة العربية السعودية (مجمع الملك سلمان)

مجمع الملك سلمان يطلق «معجم مصطلحات الرياضات الإلكترونية»

يطلق مجمع الملك سلمان العالمي للغة العربية بالتعاون مع الاتحاد السعودي للرياضات الإلكترونية، «معجم مصطلحات الرياضات الإلكترونية» باللغة العربية.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
تكنولوجيا ممارسة ألعاب الفيديو تجعل عقلك أصغر سناً (رويترز)

دراسة: ألعاب الفيديو تجعل عقلك أكثر شباباً... التمارين لا تفعل ذلك

كشفت دراسة جديدة عن أن ممارسة ألعاب الفيديو تجعل عقلك أكثر شباباً، لكن التمارين الرياضية لا تفعل ذلك.

«الشرق الأوسط» (أوتاوا)
رياضة عالمية ديوغو جوتا أحد اللاعبين الكبار المهتمين بالرياضات الإلكترونية (أ.ف.ب)

لماذا يستثمر نجوم مثل بيكهام وجوتا في الرياضات الإلكترونية؟

ديوغو جوتا هو أحد أفضل مهاجمي ليفربول وهو أيضاً قريب من قمة السلسلة عندما يتعلق الأمر بالرياضات الإلكترونية.

The Athletic (لندن)
يوميات الشرق اللعبة تقدم متعة لعب مبهرة عبر مجرات وكواكب خيالية

لعبة «أسترو بوت»: تفوق في متعة اللعب للجميع

لماذا نلعب الألعاب الإلكترونية؟ الإجابة ببساطة: للحصول على المتعة الفردية أو الجماعية مع الآخرين، وهذا هو جوهر تطوير الألعاب الإلكترونية.

خلدون غسان سعيد (جدة)

مدرب الأخضر الجديد: رينارد «شبه مؤكد»... ورازفان «انتظار»

الأخضر ظهر بصورة ضعيفة لم يعتدها جمهوره خلال مبارياته الأخيرة (تصوير: علي خمج)
الأخضر ظهر بصورة ضعيفة لم يعتدها جمهوره خلال مبارياته الأخيرة (تصوير: علي خمج)
TT

مدرب الأخضر الجديد: رينارد «شبه مؤكد»... ورازفان «انتظار»

الأخضر ظهر بصورة ضعيفة لم يعتدها جمهوره خلال مبارياته الأخيرة (تصوير: علي خمج)
الأخضر ظهر بصورة ضعيفة لم يعتدها جمهوره خلال مبارياته الأخيرة (تصوير: علي خمج)

فيما ربطت وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي، بعض الأسماء التدريبية، بمستقبل المنتخب السعودي، بات الفرنسي هيرفي رينارد مرشحاً بشكل كبير لتولي تدريب الأخضر، وذلك وفقاً لمصادر شبكة «ذا أثلتيك».

وأكدت المصادر ذاتها أنه تم تحديد اسم المدرب البالغ من العمر 56 عاماً بوصفه خليفة محتملاً لروبرتو مانشيني، الذي ترك منصبه «باتفاق مشترك»، الخميس، بعد 14 شهراً في تدريب الأخضر.

ورغم عدم التوصل إلى اتفاق حتى الآن، فإن عملية التعاقد مع مدرب جديد جارية، مع وجود ثلاثة مرشحين في المنافسة، ويتصدر رينارد الطريق بصفته خياراً محتملاً، وإذا عُرض عليه المنصب، فستكون هذه هي المرة الثانية التي يدرب فيها المنتخب السعودي.

وقبل أسابيع، رفض رينارد، التعليق على أنباء عودته لقيادة «الأخضر».

وقال رينارد، في تصريحات خاصة لـ«الشرق الأوسط»، إن الطريقة المثلى للتعامل مع أخبار عودته لتدريب «الأخضر» هي التواصل مباشرة مع الاتحاد السعودي لكرة القدم.

وأفاد رينارد: «أفضل طريقة هي أن يجري التواصل مباشرة مع الاتحاد السعودي لكرة القدم، فهو الجهة المسؤولة والمعنية بالإجابة عن أي استفسارات تتعلق بهذا الشأن».

وسبق أن تولّى رينارد، البالغ 55 عاماً، قيادة المنتخب السعودي في عام 2019، وقاده لكأس العالم 2022، بعد تصدره مجموعته الآسيوية التي ضمّت اليابان وأستراليا والصين وتايلاند.

ومن المتوقع أن تُحسم صفقة عودة رينارد لتدريب الأخضر خلال الساعات الـ24 المقبلة.

وأشارت مصادر خاصة إلى أن الروماني رازفان لوتشيسكو، مدرب الهلال السابق، يعد مرشحاً بديلاً في حال عدم التوصل إلى اتفاق نهائي مع رينارد.

وقد بدأ رينارد، الذي قاد «الأخضر» لأول مرة من عام 2019 حتى مطلع عام 2023، بفترة ناجحة تضمنت العديد من الإنجازات، أبرزها الانتصار التاريخي على الأرجنتين في كأس العالم 2022.

وكانت الآمال معلقة على مانشيني لقيادة المنتخب السعودي لتحقيق قفزة نوعية في الأداء على المستوى الدولي، إلا أن التحديات بدأت تتزايد في ظل عدم مشاركة اللاعبين السعوديين بانتظام مع أنديتهم المحلية.

رينارد عاش تجربة مثيرة مع الأخضر قبل عودته لفرنسا (الشرق الأوسط)

وأثر ذلك على جاهزيتهم البدنية والفنية، مما انعكس سلباً على فلسفة مانشيني التدريبية، والتي تعتمد على الاستفادة من لاعبين بأعلى مستويات الجاهزية.

وبعد خسارة المنتخب السعودي أمام اليابان بنتيجة (0 - 2) في استاد الجوهرة المشعة في جدة، وهي الخسارة الأولى تاريخياً لـ«الأخضر» على أرضه أمام اليابان، ازدادت الضغوط على مانشيني الذي تعثر كذلك بالتعادل السلبي أمام البحرين، ليحتل المركز الثالث في مجموعته برصيد خمس نقاط، ما جعل التقدم نحو التأهل أكثر صعوبة.

التحديات التي واجهها مانشيني تضمنت أيضاً قدرة الدوري السعودي على استقطاب نجوم عالميين، مما قلل من فرص اللعب للاعبين المحليين، وعليه وجد نفسه في معركة مع بيئة كروية لا تخدم فلسفته القائمة على توافر لاعبين جاهزين للمنافسات الدولية.

ونفى مانشيني الأنباء والمعلومات التي تداولتها وسائل الإعلام أخيراً حول تصريحات منسوبة إليه، مؤكداً عبر منصة «إكس» أنه لم يدلِ بأي تصريحات أخيراً، وأن كل ما يتعلق بتصريحاته يمكن الرجوع إليه عبر صفحته الرسمية على «إنستغرام»، وأنه ينأى بنفسه عن كل ما قد يُقال على لسانه.

وقد أعرب مانشيني عن بالغ سعادته ورضاه عن الفترة التي قضاها مع الأخضر، حيث نشر على حسابه الرسمي في منصة «إنستغرام»، قائلاً: «استمتعت بالفرصة التي أُتيحت لي للعمل في المملكة العربية السعودية، وأشكر الاتحاد السعودي لكرة القدم على دعمه وجهوده خلال فترة وجودي».

إلى جانب ذلك، توجَّه مانشيني بالشكر لكل من الرئيس، واللاعبين، والجهاز الإداري، والجماهير الذين قدَّموا الدعم له خلال فترة عمله. وأضاف: «أتمنى كل التوفيق للمنتخب السعودي في المستقبل».

كان الاتحاد السعودي لكرة القدم قد أعلن رسمياً، الخميس، إقالة مانشيني من منصبه مديراً فنياً للمنتخب، وستكشف الأيام المقبلة مزيداً عن خطط الاتحاد السعودي والخطوات التالية في رحلة البحث عن مدرب جديد للأخضر.