طلبت إسرائيل من مواطنيها مغادرة تركيا في أسرع وقت ممكن حفاظا على سلامتهم، وفق ما أفادت القنصلية الإسرائيلية في إسطنبول «وكالة الصحافة الفرنسية»، اليوم (الأربعاء)، متحدّثة عن ازدياد «التهديدات الإرهابية» لرعاياها في الخارج.
وأوضحت القنصلية: «رفعت حالة التأهب الأمني للمسافرين الإسرائيليين إلى تركيا إلى المستوى الرابع، وهو الأعلى».
وتوازيا، حذّر مجلس الأمن القومي الإسرائيلي في بيان رسمي من أنه «في ضوء التصاعد المستمر للتهديدات الإرهابية ضد الإسرائيليين في الخارج (...) يجب على جميع الإسرائيليين المقيمين في تركيا مغادرتها في أسرع وقت ممكن».
ونظمت مظاهرات مساء أمس (الثلاثاء) أمام القنصلية الإسرائيلية في إسطنبول وأمام السفارة في أنقرة عقب الهجوم على مستشفى في قطاع غزة خلّف مئات القتلى المدنيين بين المرضى والنازحين الفلسطينيين.
ويتبادل الإسرائيليون والفلسطينيون الاتهامات بالمسؤولية عن هذا الهجوم الذي ألقى الرئيس التركي رجب طيب إردوغان اللوم فيه على تل أبيب، قائلا إنه «أحدث مثال للهجمات الإسرائيلية الخالية من أبسط القيم الإنسانية».
من جهته، تبنى الرئيس الأميركي جو بايدن الذي يزور إسرائيل اليوم، رواية إسرائيل التي حملت حركة «الجهاد» مسؤولية القصف.
واشتبك محتجون أتراك مع الشرطة الليلة الماضية في مظاهرات غاضبة في أعقاب مقتل مئات الفلسطينيين في مستشفى بغزة، ومن المتوقع تنظيم مسيرات أخرى اليوم، وفقاً لوكالة «رويترز».
ورفع الأتراك خلال المسيرات الليلية الأعلام الفلسطينية وهتفوا بشعارات تندد بإسرائيل في ما لا يقل عن 12 مدينة تركية لا سيما أمام السفارة الإسرائيلية في العاصمة أنقرة.
واستخدمت الشرطة رذاذ الفلفل ومدافع المياه لتفريق آلاف المحتجين الذين حاولوا دخول مجمع القنصلية الإسرائيلية في إسطنبول أكبر المدن التركية. وقال مكتب رئيس بلدية إسطنبول إن خمسة أشخاص اعتقلوا.
وشهد اليوم وجودا أمنيا كبيرا حول القنصلية، حيث تم نشر مئات من رجال الشرطة ونحو عشر مركبات مزودة بمدافع المياه خلف صف من الحواجز المعدنية. وأجرت الشرطة عمليات فحص هوية لأولئك الذين يطلبون المرور.
وقال محللون سياسيون إن انفجار مستشفى غزة قد يكون له عواقب وخيمة على العلاقات بين إسرائيل وتركيا.