عبّر العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني عن إدانته الشديدة واستنكاره بأشد العبارات المجزرة البشعة التي ارتكبتها إسرائيل (الثلاثاء) بحق المدنيين الأبرياء والمصابين والمرضى الذين كانوا يتلقون العلاج في مستشفى «المعمداني» في غزة.
ورأى الملك الأردني أن هذه جريمة حرب نكراء لا يمكن السكوت عنها، وأن على إسرائيل أن توقف فوراً عدوانها الغاشم على غزة الذي يتنافى مع القيم الإنسانية والأخلاقية، ويشكل خرقاً فاضحاً لقواعد القانون الدولي الإنساني.
وحذر عبد الله الثاني من أن هذه الحرب التي دخلت مرحلة خطيرة ستجر المنطقة إلى كارثة لا تُحمد عقباها، مطالباً المجتمع الدولي بوضع حد لسفك الدماء الذي يشكل استمراره وصمة عار على الإنسانية.
وتقدم بتعازيه لأسر الشهداء، مؤكداً أن الأردن «سيبقى في طليعة المدافعين عن حقوق الأشقاء الفلسطينيين وقضيتهم العادلة».
وفي السياق نفسه، أدانت وزارة الخارجية وشؤون المغتربين بأشد العبارات العدوان الإسرائيلي الذي استهدف مستشفى «الأهلي المعمداني»، محملة إسرائيل، القوة القائمة بالاحتلال، المسؤولية عن هذا التطور الخطير.
وأكد الناطق الرسمي باسم الوزارة السفير سفيان القضاة «رفض وإدانة المملكة الشديدين، لهذا الفعل الذي يتنافى مع كل القيم الإنسانية والأخلاقية، ومع قواعد القانون الدولي الإنساني، خصوصاً اتفاقية جنيف الرابعة المتعلقة بقواعد الحرب»، معرباً عن أحر التعازي لأسر الضحايا، والتمنيات بالشفاء العاجل للمصابين.
وشدد الناطق الرسمي باسم الوزارة على ضرورة توفير الحماية الدولية للشعب الفلسطيني، وضرورة تكاتف الجهود لوقف الحرب المستعرة على غزة فوراً.
مظاهرات
وانطلق عدد من المسيرات والمظاهرات في مناطق من المملكة، وقطع الأمن العام الطرق المؤدية إلى موقع السفارة الإسرائيلية في عمان؛ واندلعت احتجاجات واسعة، ما اضطر قوات من الدرك إلى استخدام القوة لفضها.
ونفى مصدر أمني ما تردد حول اقتحام إحدى السفارات في ومنطقة الرابية، مؤكداً التعامل مع مجموعة الأشخاص المحتجين الذين تجمعوا على مقربة من السفارة محاولين الوصول إليها، وجرى إبعادهم عن محيطها.
ومباشرة توجه المئات من الأردنيين إلى منطقة الجامع الحسيني في وسط العاصمة، وارتفعت أصوات المحتجين بالشعارات المنددة بزيارة الرئيس الأميركي جو بايدن. كما انطلقت مسيرات واسعة في محافظات جنوبية.
وكان العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني قد أكد الثلاثاء رفض الأردن بشكل قاطع لأي سيناريو يستهدف تهجير الفلسطينيين من أرضهم أو نزوحهم سواء في قطاع غزة أو في الضفة الغربية.
وشدد خلال ترؤسه اجتماعاً في القيادة العامة للقوات المسلحة الأردنية - الجيش العربي، على أن ملف التهجير خط أحمر، منوهاً إلى حديثه الواضح بهذا الصدد خلال زيارته برلين صباح الثلاثاء.