الفراغ التشريعي «يهدد صورة أميركا في الخارج»

غياب اتفاق جمهوري على رئيس لمجلس النواب

مجلس النواب ينتظر انتخاب رئيس له (رويترز)
مجلس النواب ينتظر انتخاب رئيس له (رويترز)
TT

الفراغ التشريعي «يهدد صورة أميركا في الخارج»

مجلس النواب ينتظر انتخاب رئيس له (رويترز)
مجلس النواب ينتظر انتخاب رئيس له (رويترز)

تتعرقل مساعي التوصل إلى اتفاق على مرشح توافقي لرئاسة مجلس النواب. ولم ينجم عن الاجتماع التمهيدي، الذي عقده الجمهوريون لجس النبض ليل الاثنين، سوى المزيد من الانقسامات وتوجيه أصابع الاتهام لـ«المعطلين الـ8» الذين دفعوا باتجاه تنحية رئيس المجلس السابق كيفين مكارثي التاريخية.

وفي دلالة واضحة على أن الجمهوريين مستمرون بالتخبط في صراعاتهم الداخلية، عاد اسم مكارثي كحل بديل عن الاسمين الأساسيين المطروحين للسباق: زعيم الأغلبية الجمهورية، ستيف سكاليس، ورئيس اللجنة القضائية جيم جوردان.

ففي مؤتمر صحافي عقده مكارثي في مبنى الكابيتول، لم يستبعد الدخول في السباق مجدداً، من دون أن يطرح ترشيحه بشكل رسمي، وهو تصريح رمى العصى في دواليب المحادثات الرامية للتوصل إلى مرشح توافقي.

مكارثي خلال مؤتمر صحافي في الكونغرس في 9 أكتوبر 2023 (أ.ب)

ولا يزال مكارثي يتمتع بدعم عدد واسع من الجمهوريين رغم تنحيته، وهو يكرر بشكل مستمر أن أكثرية أعضاء الحزب يدعمونه، ما عدا الـ8 الذين دفعوا لعزله. لكن هذا لن يكون كافياً لإرجاعه إلى مقعد الرئاسة في ظل إصرار المعارضين له على العثور على بديل له.

وفي حين يسعى كل من سكاليس وجوردان لحشد الدعم، بهدف الحصول على أغلبية الأصوات اللازمة لتسلم مطرقة الرئاسة، حذّر سكاليس من خطورة المماطلة في حسم السباق، فقال بعد اجتماع حزبي استمر على مدى ساعتين: «يجب أن يعود مجلس النواب للعمل، وهذا يعني أنه يجب أن نختار رئيساً له، هناك نية قوية للحرص على رص الصف الجمهوري وانتخاب رئيس».

لكن هذه النية لم تحسم موقف الجمهوريين، فأشار النائب الجمهوري ستيف ووماك إلى أن الحزب «مشتت حول خطط المضي قدماً»، وتحدث عما ورد في الاجتماع المغلق قائلاً: «تحدث البعض عن تغيير القواعد، وتحدث البعض الآخر عن مشاعر الاستياء مما جرى الأسبوع الماضي وكان هذا ما أرادوا الحديث عنه».

سكاليس وهو يغادر اجتماع الجمهوريين المغلق في 9 أكتوبر 2023 (رويترز)

ولعلّ السبب الأساسي وراء الاستياء المستمر، هو تخوف الجمهوريين من أن السلطة التي يتمتع بها الجمهوريون الـ8 سوف تكرر المشهد نفسه في المستقبل، وقال النائب الجمهوري ديريك فان اوردن: إن هذا التخوف يمنعه من دعم مرشح للمنصب، مشيراً إلى ضرورة تغيير القواعد للمضي قدماً.

لكن الدعوة لتغيير القواعد لم تتوقف عند هذا الحد؛ إذ دفع بعض الجمهوريين باتجاه فرض قاعدة جديدة تقضي بضرورة أن يحصل أي مرشح لرئاسة المجلس على 217 صوتاً في صفوف الجمهوريين للحصول على ترشيح حزبه له، وليس على أغلبية أصواتهم فحسب؛ وذلك بهدف تجنب أي إحراج خلال تصويت المجلس على انتخاب رئيس، على غرار ما جرى في عملية انتخاب مكارثي والتي تطلبت 15 جولة لحسمها.

مكول يتحدث مع الصحافيين في 9 أكتوبر 2023 (رويترز)

فراغ تشريعي يلطخ سمعة أميركا

وتهدد هذه التوترات من مساعي التوصل إلى حل هذا الأسبوع؛ لرفع حالة الجمود التشريعي الذي يعيشه مجلس النواب بانتظار رئيس له. ويسعى أعضاء بارزون، كرئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب، مايك مكول، جاهدين لحسم المسألة مع دفعهم لإقرار مشاريع قوانين داعمة لإسرائيل. ويقول مكول: «يجب أن ننتخب رئيساً للمجلس بحلول يوم الأربعاء، وسوف يكون أول مشروع يُطرح للتصويت هو مشروع إدانة (حماس) بسبب هجماتها الإرهابية في إسرائيل».

ولم يتوقف مكول عند هذا الحد، بل تحدث بغضب عن تأثير التعطيل التشريعي على صورة أميركا في الخارج قائلاً: «العالم يراقبنا. ما يراه هو ديمقراطية معطلة، وهذا ما يريده زعماء إيران، والرئيس الصيني، عندما يقولون إن الديمقراطية لا تعمل بشكل جيد. يجب أن نثبت لهم أنهم مخطئون».

وبانتظار حلحلة في مساعي التوافق على رئيس، ينظر بعض المشرعين في احتمال تخطي قواعد المجلس لإقرار مشاريع قوانين من هذا النوع، مع طروحات تشمل دمج مساعدات إسرائيل بمساعدات أوكرانيا؛ الأمر الذي من شأنه أن يضع معارضي تمويل الحرب في أوكرانيا في موقف حرج.


مقالات ذات صلة

الرئاسة الفلسطينية: الإدارة الأميركية تتحمل مسؤولية المجازر اليومية بحق شعبنا

المشرق العربي الناطق الرسمي باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينة (وكالة الأنباء الفلسطينية- وفا)

الرئاسة الفلسطينية: الإدارة الأميركية تتحمل مسؤولية المجازر اليومية بحق شعبنا

أعلن الناطق الرسمي باسم الرئاسة الفلسطينية، نبيل أبو ردينة، إن «الضوء الأخضر الذي حصل عليه بنيامين نتنياهو من الإدارة الأميركية جعله يستمر في عدوانه».

«الشرق الأوسط» (الضفة الغربية)
الولايات المتحدة​ غيّرت حملة ترمب استراتيجيتها لمواجهة هاريس (أ.ف.ب)

هاريس توحّد صفوف الديمقراطيين وتستعد لمواجهة «حتمية» مع ترمب

نجحت حملة كامالا هاريس في توحيد صفوف حزبها وحشد دعم واسع، لكن هل يستمر حماس الناخبين الديمقراطيين تجاهها؟ وما حظوظها في الفوز على دونالد ترمب؟

رنا أبتر (واشنطن)
شؤون إقليمية بنيامين نتنياهو وبتسلئيل سموتريتش (يمين) وإيتمار بن غفير (يسار) (وسائل إعلام إسرائيلية)

الاستطلاعات تُبيّن أن نتنياهو قائد إسرائيل الأول

لم يكسب حزب الليكود شيئاً من خطاب زعيمه بنيامين نتنياهو في الكونغرس الأميركي، فيما استفاد منه المتطرفان إيتمار بن غفير وبتسلئيل سموتريتش.

نظير مجلي (تل أبيب)
الولايات المتحدة​ رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لدى إلقاء خطابه أمام الكونغرس في واشنطن أمس (أ.ف.ب)

إلقاء يرقات داخل فندق نتنياهو في واشنطن (فيديو)

أطلق ناشطون مؤيدون لفلسطين آلاف اليرقات وديدان الطحين والصراصير داخل فندق ووترغيت في واشنطن.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الولايات المتحدة​ رئيسة مجلس النواب الأميركي السابقة نانسي بيلوسي (أ.ب)

بيلوسي: خطاب نتنياهو في الكونغرس هو الأسوأ مقارنة بأي شخصية أجنبية

وصفت رئيسة مجلس النواب الأميركي السابقة الخطاب الذي ألقاه رئيس الوزراء الإسرائيلي في الكونغرس بأنه «الأسوأ»، مقارنة بأي شخصية أجنبية أخرى تمت دعوتها.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

ترمب للمسيحيين: لن تحتاجوا إلى التصويت بعد الآن إذا فزت في الانتخابات (فيديو)

الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب (أ.ب)
الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب (أ.ب)
TT

ترمب للمسيحيين: لن تحتاجوا إلى التصويت بعد الآن إذا فزت في الانتخابات (فيديو)

الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب (أ.ب)
الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب (أ.ب)

أثار دونالد ترمب، المرشح الجمهوري للرئاسة الأميركية، موجة من الغضب بعد أن قال للمسيحيين: «لن تحتاجوا إلى التصويت بعد الآن»، وذلك إذا تمت إعادة انتخابه رئيساً للولايات المتحدة في نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل.

وبحسب وكالة الأنباء الألمانية، فقد دعا ترمب (78 عاماً)، في حدث انتخابي أمام المسيحيين المحافظين في فلوريدا مساء الجمعة، المواطنين إلى التصويت بالانتخابات الرئاسية في 5 نوفمبر، مدعياً أن ذلك سيكون ضرورياً ولمرة واحدة فقط.

وقال ترمب: «أيها المسيحيون، اخرجوا وصوتوا! فقط هذه المرة. لن تحتاجوا إلى القيام بذلك بعد الآن. 4 سنوات أخرى، كما تعلمون، سيكون كل شيء على ما يرام. لن تحتاجوا إلى التصويت بعد الآن، أيها المسيحيون الرائعون».

ولكن لا يزال من غير الواضح ما الذي كان يقصده ترمب بالضبط. ودائماً ما يكون الرئيس السابق مثيراً للجدل خلال الحملة الانتخابية ويترك مجالاً للتفسير عن قصد.

ورأت حملة منافسته السياسية، الديمقراطية كامالا هاريس، أن تصريح ترمب يعد مؤشراً على أنه يسعى إلى «إلغاء الديمقراطية» إذا عاد إلى البيت الأبيض.

وقال متحدث باسم الحملة: «عندما تقول نائبة الرئيس هاريس إن هذه الانتخابات تتعلق بالحرية، فإنها تعني ذلك».

وأضاف: «ديمقراطيتنا تتعرض للهجوم من قبل دونالد ترمب المجرم: بعد الانتخابات الأخيرة التي خسرها ترمب، أرسل الغوغاء لقلب النتائج. وفي هذه الحملة، وعد بالعنف إذا خسر، ونهاية انتخاباتنا إذا فاز، وإنهاء الدستور لتمكينه من أن يكون ديكتاتوراً لفرض أجندته الخطيرة بروجيكت 2025 على أميركا».