الجزائر: الحكومة تعتزم رفع الدعم عن المواد الغذائية لمواجهة انهيار سعر النفط

توجه لفرض ضرائب جديدة على استهلاك الماء والطاقة وشراء السيارات

الجزائر: الحكومة تعتزم رفع الدعم  عن المواد الغذائية لمواجهة انهيار سعر النفط
TT

الجزائر: الحكومة تعتزم رفع الدعم عن المواد الغذائية لمواجهة انهيار سعر النفط

الجزائر: الحكومة تعتزم رفع الدعم  عن المواد الغذائية لمواجهة انهيار سعر النفط

تنتظر الجزائريين، خاصة أصحاب الدخل المتوسط والمحدود، ظروف صعبة، وذلك بسبب عزم الحكومة فرض رسوم وضرائب جديدة على استهلاك الماء والطاقة، وعلى تأمين السيارات وشرائها. كما يجري التفكير بجدية في رفع الدعم، بصفة تدريجية، عن المواد الغذائية ذات الاستهلاك الواسع كالسكر وبودرة الحليب.
وقال مصدر حكومي، رفض نشر اسمه، لـ«الشرق الأوسط»، إن «المائدة المستديرة» التي جمعت السبت الماضي الحكومة بـ«المجلس الوطني الاقتصادي والاجتماعي» (فضاء غير رسمي يرفع تقارير دورية للسلطات حول مؤشرات الاقتصاد)، ورجال الأعمال المنتمين إلى «منتدى رؤساء المؤسسات)، اقترحت على رئيس الوزراء عبد المالك سلال تدابير عملية لتفادي العجز التام في الموازنة، بحلول عام 2017، إذا بقي سعر برميل النفط في حدوده الحالية. وبحث اللقاء بدائل النفط الذي تعتمد عليه البلاد بنسبة 98 في المائة. وقد خرج المجتمعون نتيجة مفادها أن خطة تنويع الاقتصاد وتخليصه من التبعية للمحروقات، لن تؤتي ثمارها قبل 5 سنوات، وهي عصارة دراسة قدمها الخبير الاقتصادي الجزائري المقيم في كندا عمر أكتوف خلال اللقاء.
وأوضح نفس المصدر أن المواد الغذائية هي المستهدفة أساسًا برفع الدعم، في تقرير رفعه خبراء «المجلس الاقتصادي» إلى الحكومة، بحجة أن فاتورة استيراد الغذاء (5 مليارات دولار تقريبًا سنويًا) تثقل كاهل خزينة الدولة. كما تناول التقرير أيضًا وقف برامج الإنفاق العمومي في أقرب وقت لتجنب عجز أكبر في الموازنة، لأن توقعات «المجلس» تفيد بأن مداخيل البلاد من العملة الصعبة ستنخفض أكثر في 2016 بحكم أن أسعار النفط لن تشهد تحسنًا.
وأضاف المصدر أن الحكومة أوقفت فعلاً مشاريع بناء مدارس و«مؤسسات استشفائية جوارية» (عيادات حكومية في البلديات)، ومنعت استيراد أنواع من الأدوية، كما قلصت من استيراد السيارات، والوقود من أوروبا، فيما بدأ عدد من المرضى، مثل المصابين بأمراض القلب، يشكون من غياب الدواء في الصيدليات، حيث يضطر البعض منهم إلى شرائه من فرنسا. وقد لوحظ في الأيام الأخيرة وجود طوابير طويلة أمام محطات البنزين، بسبب نقص كميات الوقود والديزل.
غير أن المصدر الحكومي استبعد أن تمس سياسة «ترشيد النفقات» بعض المشاريع التي تكتسي طابعًا استراتيجيًا في الدولة، مثل بناء «جامع الجزائر» (مليارا دولار)، الذي يوليه الرئيس عبد العزيز بوتفليقة شخصيًا أهمية بالغة، حيث يحرص وزير السكن عبد المجيد تبَون بنفسه على متابعة أشغاله. وشدد نفس المصدر على أن برنامجين أساسيين فقط يحظيان بعناية الدولة، وغير معنيين برفع الدعم وهما مجانية التطبيب والتعليم.
وقال مصطفى ميهوبي، أستاذ الاقتصاد بجامعة الخروبة بالعاصمة، إن الحكومة «ستكون مضطرة إلى رفع كل أشكال الدعم بما فيها، مجانية الصحة إذا اضطرت للاستدانة من الخارج. وكل المؤشرات توحي بأنها ستطلب دينًا لمواجهة أسعار النفط، وسترتمي حتمًا بين أحضان صندوق النقد الدولي، كما فعلت نهاية ثمانينات القرن الماضي بعد الأزمة النفطية 1986»، مشيرًا إلى أن «أكثر ما يشغل اهتمام الحكومة حاليًا، هو خروج المواطنين بالآلاف للاحتجاج على تجميد مشاريع إيصال الغاز والماء والكهرباء إلى بيوتهم بالمناطق النائية. وهي لا تتمنى أبدًا مواجهة هذا النوع من المشكلات».



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.