دراسة: جينات مرتبطة بالنظام الغذائي النباتي !

دراسة: جينات مرتبطة بالنظام الغذائي النباتي !
TT

دراسة: جينات مرتبطة بالنظام الغذائي النباتي !

دراسة: جينات مرتبطة بالنظام الغذائي النباتي !

كشف تحليل جديد لأكثر من 330 ألف جينوم عن متغيرات جينية محددة قد تكون مرتبطة بالنباتيين.

فقد حددت دراسة جديدة العديد من الجينات التي قد تكون مرتبطة بالنظام الغذائي النباتي، على الرغم من أن العلماء لا يعرفون بالضبط كيف تؤثر الجينات على الاختيار الغذائي.

وتشير الدراسة إلى أن كونك نباتيًا قد يكون هذا (جزئيًا) في جيناتك. ومن خلال تحليل الجينوم لأكثر من 335 ألف شخص واستخدام الاستبيانات لتقييم تناولهم للحوم، حدد العلماء نقطة واحدة في الجينوم البشري ترتبط بشكل كبير باتباع نظام غذائي نباتي.

وفي تحليل منفصل، حدد الباحثون ثلاثة متغيرات جينية (NPC1، وRMC1، وRIOK3) متجمعة في نفس المنطقة المرتبطة بالنباتيين، بالإضافة إلى 31 جينًا آخر في مكان آخر من الشفرة الوراثية التي قد يكون لها «دور محتمل» في هذا الاختيار الغذائي، وذلك وفق ما ذكر موقع «لايف ساينس» العلمي.

ومن غير الواضح كيف يمكن لهذه الجينات أن تؤثر على اختيار الناس أن يكونوا نباتيين. ومع ذلك، فإن النتائج، التي نُشرت يوم أمس (الأربعاء) بمجلة «PLOS One»، تقدم لمحة عن كيفية تحديد علم الوراثة جزئيًا للطعام الذي نضعه في أطباقنا؛ إذ ان «هذه النتائج تفتح الباب أمام دراسات مستقبلية يمكن أن تحدد المتغيرات الجينية التي تلعب دورا مهما في النظام النباتي وكيفية تأثيرها على الخيارات الغذائية»، وفق ما يقول مؤلف الدراسة الرئيسي الدكتور نبيل ياسين أستاذ علم الأمراض بكلية الطب بجامعة نورث وسترن فينبرغز

جدير بالذكر، يختار الناس أن يكونوا نباتيين لأسباب عديدة، بما في ذلك الدين والثقافة والأخلاق والمخاوف البيئية والصحية. وإن ما يقرر الناس تناوله لا يتشكل حسب الذوق الشخصي فحسب، بل أيضًا عن طريق عملية التمثيل الغذائي وكيفية تأثير الأطعمة المختلفة على الجسم، وكلها تتأثر بالوراثة.

وعلى الرغم من أن الدراسات أظهرت أن الجينات يمكن أن تؤثر على الأطعمة التي نحبها، إلا أن الروابط المحتملة بين علم الوراثة والنظام النباتي ما زالت غير مفهومة جيدًا.

وفي الدراسة الجديدة، قارن العلماء جينومات 5325 نباتيًا مع جينومات 329455 غير نباتيين باستخدام بيانات من البنك الحيوي في المملكة المتحدة، وهو مستودع كبير للبيانات الصحية والوراثية من البالغين في المملكة المتحدة.

ولتحديد هذه الفئات، استخدم الباحثون استبيانين طلب من الناس فيهما إعادة حساب كمية الطعام التي تناولوها خلال العام الماضي وعلى مدى 24 ساعة. فتم تعريف النباتيين على أنهم الأشخاص الذين يتجنبون تناول لحوم الحيوانات أو المنتجات المشتقة منها، مثل الشحم.

جدير بالذكر ان الدراسة لم تدرس بشكل مباشر كيف يمكن للمتغيرات الجينية المرتبطة بالنباتية أن تؤثر على قرارات الناس الغذائية، ولكن لدى المؤلفين بعض الفرضيات؛ فعلى سبيل المثال، العديد من الجينات، بما في ذلك NPC1 وRMC1، تشارك في استقلاب الدهون أو وظيفة الدماغ.

وفي هذا يقول ياسين «هذا يثير احتمال أن تتأثر القدرة على اتباع نظام غذائي نباتي باستقلاب الدهون وتأثيراته على الدماغ. فعلى سبيل المثال، يشارك NPC1 في نقل الدهون الكبيرة التي تسمى الدهون المعقدة إلى الخلايا، وهذه الدهون الكبيرة ضرورية لتطور الجهاز العصبي ووظيفته».

وفي هذا الاطار، تقول الدكتورة جوان كول الأستاذة المساعدة بالمعلوماتية الطبية الحيوية بجامعة كولورادو التي لم تشارك في البحث إنها وفريقها وجدوا أيضًا أن المنطقة الجينومية rs72884519 مرتبطة باستهلاك اللحوم، حيث يبدو أن المتغيرات الجينية هناك مرتبطة مع حب الشخص للحوم وتناولها. لكنها أشارت أيضًا إلى أن الدراسة الجديدة وجدت اختلافات في نمط الحياة والعوامل البيئية بين النباتيين وآكلي اللحوم؛ فعلى سبيل المثال، كان النباتيون أكثر عرضة لأن يكونوا نساء وأصغر سنًا، ولديهم وضع اجتماعي واقتصادي أقل ومؤشر كتلة جسم أقل؛ وهو مقياس غير مباشر للدهون في الجسم.

وتوضح كول «لذلك من الممكن أنه بدلاً من التأثير على خيارات الأشخاص الغذائية بشكل مباشر، فإن الجينات المحتملة المرتبطة بالنباتات والتي تم تحديدها في الدراسة تمارس تأثيراتها بشكل غير مباشر من خلال هذه العوامل الأخرى». مؤكدة «هناك حاجة إلى مزيد من العمل لفهم كيفية ارتباط هذه المنطقة الجينومية بالمدخول الغذائي».


مقالات ذات صلة

الانزلاق الغضروفي: 10 معلومات حول التعامل الطبي مع حالاته

صحتك الانزلاق الغضروفي: 10 معلومات حول التعامل الطبي مع حالاته

الانزلاق الغضروفي: 10 معلومات حول التعامل الطبي مع حالاته

تضمنت إحدى الاستشارات الواردة إلى بريد «استشارات»، أسئلة من رجل يقترب عمره من 80 عاماً أصيب بانزلاق غضروفي مؤلم جداً بسبب انضغاط جذور أعصاب الطرف السفلي للجسم.

د. حسن محمد صندقجي (الرياض)
صحتك علاج جيني لسمنة الأطفال يُخفف التهاب المفاصل

علاج جيني لسمنة الأطفال يُخفف التهاب المفاصل

كشفت أحدث دراسة ناقشت التأثير الخطير للسمنة على صحة الأطفال عن الدور المهم للعلاج الجيني، في تقليل خطر الإصابة بمشكلات صحية أخرى مرتبطة بزيادة الوزن

د. هاني رمزي عوض (القاهرة)
صحتك الكشف المبكر والفحص الجيني يقيان من سرطان الثدي

الكشف المبكر والفحص الجيني يقيان من سرطان الثدي

شهر أكتوبر (تشرين الأول) شهر التوعية بسرطان الثدي عالمياً، يتم فيه تسليط الضوء على هذا المرض الخطير الذي يُعدّ أكثر أنواع السرطانات شيوعاً بين النساء حول العالم

د. عبد الحفيظ يحيى خوجة (جدة)
صحتك هل يوجد رابط بين الصداع النصفي وأمراض القلب والأوعية الدموية؟

هل يوجد رابط بين الصداع النصفي وأمراض القلب والأوعية الدموية؟

ما القاسم المشترك بين أمراض القلب والأوعية الدموية والصداع النصفي؟

جولي كورليس (كمبردج - ولاية ماساشوستس الأميركية)
صحتك المشي أثناء النوم قد يحدث عندما يستيقظ شخص ما جزئياً من نوم عميق (أرشيفية - رويترز)

لماذا يمشي بعض الناس أثناء النوم؟

يعاني بعض الأشخاص من المشي أثناء النوم، وهو أحد اضطرابات النوم الشائعة نسبياً، التي قد تكون لها عواقب خطيرة في بعض الحالات.

«الشرق الأوسط» (لندن)

لاصقة ذكية تُحارب العدوى البكتيرية على الجلد

اللاصقة تعالج العدوى بطريقة خالية من الأدوية (جامعة كاليفورنيا سان دييغو)
اللاصقة تعالج العدوى بطريقة خالية من الأدوية (جامعة كاليفورنيا سان دييغو)
TT

لاصقة ذكية تُحارب العدوى البكتيرية على الجلد

اللاصقة تعالج العدوى بطريقة خالية من الأدوية (جامعة كاليفورنيا سان دييغو)
اللاصقة تعالج العدوى بطريقة خالية من الأدوية (جامعة كاليفورنيا سان دييغو)

طوّر باحثون في جامعتي «شيكاغو» و«كاليفورنيا سان دييغو» بالولايات المتحدة، لاصقة ذكية لمكافحة العدوى البكتيرية الجلدية.

وأوضحوا أنّ هذه اللاصقة تعالج العدوى بطريقة خالية من الأدوية؛ ونُشرت النتائج، الخميس، في دورية «ديفايس».

وتحدُث العدوى البكتيرية الجلدية عندما تدخُل البكتيريا، مثل المكورات العنقودية أو العقدية، إلى الجلد، مما يتسبّب في التهاب المنطقة المصابة.

وتظهر أعراضها عادةً في شكل إحمرار، وتورّم، وألم، وقد تترافق مع ظهور صديد أو تقرّحات. في بعض الحالات، يمكن أن تؤدّي العدوى إلى حمّى أو مضاعفات أكثر خطورة، خصوصاً إذا كانت عميقة أو انتشرت إلى مناطق أخرى من الجسم.

وتعمل اللاصقة الإلكترونية المرنة من خلال تقنية تُسمّى «التحفيز الكهربائي»، إذ تتضمّن مواد قادرة على إصدار إشارات كهربائية خفيفة.

وتُرسَل هذه الإشارات إلى البكتيريا على الجلد، مما يؤدّي إلى تغيير سلوك البكتيريا بشكل مؤقت.

ومن خلال «التحفيز الكهربائي»، يُقلّل نشاط الجينات الضارة للبكتيريا؛ مما يعوق نموها ويقلّل من قدرتها على التسبُّب في العدوى.

وأشار الباحثون إلى أنّ اللاصقة تُساعد في منع تكوين الأغشية الحيوية، وهي تجمّعات من البكتيريا التي يمكن أن تؤدّي إلى عدوى خطيرة، مما يجعل العلاج أكثر فاعلية من دون الحاجة إلى استخدام المضادات الحيوية.

وفي الاختبارات السريرية الأوّلية، أظهرت اللاصقة نتائج ملحوظة، إذ حقّقت تقليصاً يصل إلى 10 أضعاف في استعمال البكتيريا على جلد الخنازير.

وعبَّر الباحثون عن تفاؤلهم بأنّ هذه اللاصقة يمكن أن تُستخدم قريباً في البيئات السريرية، خصوصاً للمرضى الذين يعانون جروحاً مزمنة أو الذين لديهم غرسات طبية.

ونوّهوا بأنّ هذا النهج المبتكر يستهدف معالجة الحاجة الملحّة لطرق جديدة لمكافحة العدوى المقاومة للمضادات الحيوية، التي تمثّل مصدر قلق متفاقماً لسلامة المرضى وأنظمة الرعاية الصحّية على مستوى العالم. ووفقاً للتقارير الأخيرة، يقدّر الأطباء أنّ العدوى المقاومة للأدوية ستتكاثر بنسبة 70 في المائة بحلول عام 2050، مما يجعل تطوير خيارات مبتكرة لمحاربتها أمراً أساسياً لحماية الصحة العامة.