القصيبي: الألغام الحوثية تتسارع ويتسع نطاقها بعد كل هدنة

أكد تطهير فرق «مسام» أكثر من 50 مليون متر في مختلف المحافظات اليمنية

القصيبي خلال زيارته للعاصمة المؤقتة عدن (الشرق الأوسط)
القصيبي خلال زيارته للعاصمة المؤقتة عدن (الشرق الأوسط)
TT

القصيبي: الألغام الحوثية تتسارع ويتسع نطاقها بعد كل هدنة

القصيبي خلال زيارته للعاصمة المؤقتة عدن (الشرق الأوسط)
القصيبي خلال زيارته للعاصمة المؤقتة عدن (الشرق الأوسط)

بينما يشهد اليمن أطول فترة هدوء منذ اندلاع الحرب قبل نحو 9 سنوات، كشف أسامة القصيبي، مدير عام مشروع «مسام» لتطهير الأراضي اليمنية من الألغام، عن أن عملية زراعة الألغام الحوثية تتسارع ويتسع نطاقها، بعد كل هدنة.

وأكد القصيبي، في حديث لـ«الشرق الأوسط»، أن فرق مشروع «مسام» التي تعمل في أكثر من 11 محافظة يمنية منذ يونيو (حزيران) 2018 تكتشف مزيداً من الألغام الحوثية التي تزرع بطريقة عشوائية بعد كل هدنة. وأضاف بقوله: «عمليات زراعة الألغام الحوثية تتسارع ويتسع نطاقها، وفرق المشروع تكتشف مزيداً منها بعد كل هدنة».

أسامة القصيبي مدير عام مشروع «مسام» لتطهير الألغام في الأراضي اليمنية (الشرق الأوسط)

ووفقاً لمدير عام مشروع «مسام» الذي يزور العاصمة اليمنية المؤقتة عدن حالياً، فقد تمكنت الفرق العاملة في مختلف المحافظات والمقدرة بأكثر من 32 فريقاً من إزالة نحو نصف مليون لغم وذخيرة غير منفجرة وعبوة ناسفة منذ بدء المشروع في 2018.

وأضاف: «لغة الأرقام الحقيقية تشير إلى نجاح فرق المشروع في إزالة 417103 ألغام وذخائر غير منفجرة وعبوات ناسفة منذ شهر يونيو 2018 حتى الآن، جميع هذه المواد تم تفجيرها أمام مرأى العالم بالصوت والصورة».

وكانت بعثة الأمم المتحدة لمراقبة تنفيذ اتفاق استوكهولم في محافظة الحديدة اليمنية (غرب البلاد) قد قالت إن عدد الضحايا المدنيين جراء انفجارات الألغام والمتفجرات من مخلفات الحرب في المحافظة ارتفع إلى أكثر من الضعف خلال أغسطس (آب) الماضي؛ حيث وقع 20 مدنياً بين قتيل وجريح، في 13 حادثاً متعلقاً بالألغام الأرضية والمتفجرات من مخلفات الحرب.

وبحسب تقرير البعثة الأممية، فإن هذا العدد يمثل زيادة بنسبة 122 في المائة مقارنة بشهر يوليو (تموز)، الذي سقط فيه 9 ضحايا (5 قتلى و4 جرحى).

ألغام حوثية انتزعتها فرق «مسام» من إحدى المدارس اليمنية (الشرق الأوسط)

ووصف القصيبي مشروع «مسام» بالخطوة الجريئة من القيادة السعودية، التي بفضلها أقيم مشروع لنزع الألغام لأول مرة في التاريخ خلال حرب دائرة، حماية للشعب اليمني وليعيش بسلام بعيداً عن الألغام والعبوات الناسفة.

ودعا أسامة القصيبي جميع المنظمات المحلية والإقليمية والدولية العاملة في اليمن إلى نشر كل بياناتها وتوثيق أعمالها، ليتعرف العالم على حجم الكارثة التي يعيشها اليمن من خلال إصرار ميليشيا الحوثي على قتل المدنيين عبر زراعة الألغام العشوائية.

وبيّن مدير عام مشروع «مسام» تطهير أكثر من 50 مليون مربع حتى الآن، لافتاً إلى أن «كل شبر فيها شاهد على جرائم الحوثي في حق اليمنيين».

ومن أغرب العبوات الناسفة التي واجهت أسامة القصيبي – حسب حديثه - تحويل الحوثيين علب الفول إلى متفجرات، وذلك عبر وضع قطع حديدية وبارود وحشوة منفجرة متصلة بكبسولة كهربائية تنفجر بمجرد الاقتراب منها.

وتابع بقوله: «من الصعب تخيل أن هناك مَن يفخخ علب الفول ليقتل بها الأطفال والنساء والشيوخ في الجوامع والمدارس والمزارع وحول آبار المياه».

ألغام حوثية قاتلة راح ضحيتها مئات الضحايا خلال السنوات الماضية (الشرق الأوسط)

وبحسب القصيبي، وهو أول عربي وسعودي حاصل على شهادة إدارة عمليات نزع الألغام من الأمم المتحدة، فإن 85 في المائة من الألغام التي نزعتها فرق «مسام»، محلية الصنع، وتم تطويرها لتلحق أكبر ضرر ممكن تجاه المدنيين.

وقال مدير عام المشروع إن فرق «مسام» تواجه «حرباً» ضد الألغام الحوثية الموجودة في اليمن. وتابع: «مشكلة الألغام في اليمن قديمة، فهناك ألغام زُرعت في اليمن خلال الحروب الست الماضية، وكانت ألغاماً تقليدية، لكننا اليوم نواجه ألغاماً أرضية مضادة للدبابات والأفراد من نوعية جديدة».

القصيبي خلال زيارته للعاصمة المؤقتة عدن (الشرق الأوسط)

ويعمل مشروع «مسام» من خلال فرقه على تطهير 11 محافظة بالفعل؛ هي: صنعاء، والحديدة، وعدن، والبيضاء، والجوف، ولحج، ومأرب، وشبوة، وتعز، والضالع، وصعدة. وتضم الفرق العاملة على الأرض 525 موظفاً، بينهم 32 فريقاً قاموا بتدريب وتجهيز 450 مواطناً يمنياً، والإشراف عليهم.

كما تضم غرفة العمليات الفريق الميداني لإزالة الألغام، والإدارة، والدعم اللوجستي، وموظفي الدعم الأمني، المدعومين بـ30 خبيراً فنياً، وفرق الاستجابة السريعة.


مقالات ذات صلة

«تقييم الحوادث» في اليمن يفنّد عدداً من الادعاءات ضد التحالف

الخليج جانب من مؤتمر صحافي عقده «فريق تقييم الحوادث المشترك» في الرياض الأربعاء (الشرق الأوسط)

«تقييم الحوادث» في اليمن يفنّد عدداً من الادعاءات ضد التحالف

استعرض الفريق المشترك لتقييم الحوادث في اليمن عدداً من الادعاءات الموجهة ضد التحالف، وفنّد الحالات، كلٌّ على حدة، مع مرفقات إحداثية وصور.

غازي الحارثي (الرياض)
العالم العربي فعالية نسوية حوثية لجمع التبرعات الإلزامية واختبار الولاء للجماعة الحوثية (إعلام حوثي)

​جبايات الحوثيين تضاعف البطالة... ومخاوف من اتساعها بعد الضربات الإسرائيلية

تسببت الجبايات الحوثية بمزيد من معاناة السكان والتجار وضاعفت البطالة في وقت يخشى فيه التجار إلزامهم بالتبرع لإصلاح الأضرار الناجمة عن الغارات الإسرائيلية

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي قادة حوثيون ومسؤولون أمميون يتفقدون آثار الضربات الإسرائيلية في الحديدة (أ.ف.ب)

نتنياهو يوجه الجيش بـ«تدمير البنى التحتية» للحوثيين

أبلغ رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، أعضاء الكنيست، أمس، بأنه طلب من الجيش تدمير البنى التحتية التابعة للحوثيين بعدما أطلق انقلابيو اليمن صواريخ.

«الشرق الأوسط» (القدس)
العالم العربي منذ أكثر من عام بدأت الجماعة الحوثية هجماتها في البحر الأحمر وتصعيدها ضد إسرائيل (أ.ف.ب)

تطورات المنطقة وأوضاع الداخل تعزز خلافات الأجنحة الحوثية

تفاقمت الخلافات بين الأجنحة الحوثية على مستقبل الجماعة، بسبب المواجهة مع إسرائيل والغرب، بين المطالبة بتقديم تنازلات والإصرار على التصعيد.

وضاح الجليل (عدن)
الولايات المتحدة​ أرشيفية لمقاتلة أميركية تستعد للإغارة على مواقع للحوثيين في اليمن (الجيش الأميركي)

الجيش الأميركي يعلن سقوط مقاتلة في البحر الأحمر بـ«نيران صديقة»

أعلن الجيش الأميركي، أن طيارين اثنين من البحرية الأميركية قد تم إسقاطهما فوق البحر الأحمر في حادثة تبدو أنها نتيجة «نيران صديقة».

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

مدير «الصحة العالمية»: أجلينا زميلاً أصيب في الهجوم على مطار صنعاء

برج المراقبة في مطار صنعاء بعد الضربة الإسرائيلية (أ.ب)
برج المراقبة في مطار صنعاء بعد الضربة الإسرائيلية (أ.ب)
TT

مدير «الصحة العالمية»: أجلينا زميلاً أصيب في الهجوم على مطار صنعاء

برج المراقبة في مطار صنعاء بعد الضربة الإسرائيلية (أ.ب)
برج المراقبة في مطار صنعاء بعد الضربة الإسرائيلية (أ.ب)

قال المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس، في منشور على «إكس»، اليوم الجمعة، إن موظفاً في الأمم المتحدة أصيب في ضربة جوية إسرائيلية على مطار صنعاء الدولي، أمس الخميس، أُجليَ إلى الأردن؛ لتلقّي مزيد من العلاج.

وكان غيبريسوس في المطار انتظاراً للمغادرة عندما وقع القصف الجوي، وقال إن أحد أفراد طاقم طائرته أصيب. وذكر متحدث باسمه أن المصاب يعمل في الخدمة الجوية الإنسانية، التابعة للأمم المتحدة.