أميركا... فراغ تشريعي وعزل تاريخي

رئيس مجلس النواب المعزول يحذّر من «انهيار» المؤسسة

مجلس النواب خلال التصويت على عزل مكارثي (رويترز)
مجلس النواب خلال التصويت على عزل مكارثي (رويترز)
TT

أميركا... فراغ تشريعي وعزل تاريخي

مجلس النواب خلال التصويت على عزل مكارثي (رويترز)
مجلس النواب خلال التصويت على عزل مكارثي (رويترز)

تعيش الولايات المتحدة أزمة تشريعية غير مسبوقة بعد عزل رئيس مجلس النواب كيفين مكارثي عن منصبه في تصويت تاريخي غير مسبوق ليل الثلاثاء - الأربعاء.

وبانتظار اختيار مرشح توافقي خلفاً لمكارثي الذي أعلن عدم نيته الترشح للمنصب من جديد، تعطلت جلسات مجلس النواب حتى الثلاثاء المقبل، في وقت يسعى فيه الجمهوريون لرأب صدع الانشقاقات في صفوفهم والاتفاق على اسم يحظى بدعم غالبية الأصوات.

وأعلن النائب الجمهوري جيم جوردان ترشحه رسمياً لهذا المنصب، علماً أنه يُعد من حلفاء الرئيس السابق دونالد ترمب المقربين، كما أنه يتمتع بمنصب رئيس اللجنة القضائية في مجلس النواب. وإضافة إلى جوردان، طرح بعض النواب أسماء أخرى كالنائب الجمهوري ستيف سكاليز الذي بدأ بحشد الدعم لتسميته. ولعلّ العائق الأبرز الذي يواجه هذا النائب المحافظ عن ولاية لويزيانا هو وضعه الصحي، إذ تم تشخيصه مؤخراً بسرطان الدم وهو يخضع حالياً لعلاج بالأشعة. لكنه أكد لدى سؤاله هذا الأسبوع أن صحته جيدة.

ولم يتردد بعض النواب في طرح اسم ترمب نفسه بديلاً لمكارثي، خاصة أن قوانين المجلس لا تتطلب أن يكون رئيسه نائباً، فقال النائب عن ولاية تكساس تروي نيلز: «كيفين مكارثي لن يترشح مجدداً للرئاسة. أرشح دونالد ترمب لرئاسة مجلس النواب».

وبينما حذّر مكارثي، بعد تنحيته، من «انهيار المؤسسة» التشريعية، توقفت أعمال مجلس النواب كلياً حتى اختيار رئيس جديد له. ولن يتمكن المشرعون من التصويت على أي بند من بنود الأعمال قبل انتخاب رئيس، الأمر الذي يزيد من مخاوف الإغلاق الحكومي وإقرار أي تمويل جديد لأوكرانيا.

وهذه هي المرة الأولى في التاريخ الأميركي التي يعزل فيها مجلس النواب رئيسه، بعد دفع الجمهوريين المعارضين لمكارثي بالتصويت على عزله ورفض الديمقراطيين «إنقاذه». وصوّت المجلس بأغلبية 216 صوتاً لصالح العزل، منهم 8 جمهوريين، مقابل 210 ضده.



رئيس بنما يستبعد إجراء محادثات مع ترمب بشأن إدارة القناة

الرئيس البنمي خوسيه راوول مولينو (إ.ب.أ)
الرئيس البنمي خوسيه راوول مولينو (إ.ب.أ)
TT

رئيس بنما يستبعد إجراء محادثات مع ترمب بشأن إدارة القناة

الرئيس البنمي خوسيه راوول مولينو (إ.ب.أ)
الرئيس البنمي خوسيه راوول مولينو (إ.ب.أ)

استبعد الرئيس البنمي خوسيه راوول مولينو، الخميس، إجراء محادثات مع الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب بشأن إدارة قناة بنما، نافياً أي تدخل للصين في تشغيلها.

كما رفض مولينو إمكانية خفض الرسوم على السفن الأميركية رداً على تهديد ترمب بالمطالبة باستعادة واشنطن السيطرة على الممر المائي الحيوي الذي يربط بين المحيطين الأطلسي والهادئ.

وقال مولينو، في مؤتمر صحافي: «لا يوجد شيء نتحدث عنه»، مضيفاً: «القناة بنمية، وتنتمي إلى البنميين. ولا إمكانية لفتح أي نوع من المحادثات حول هذا الواقع الذي كلّف البلاد دماً وعرقاً ودموعاً».

والقناة التي افتتحت عام 1914 أنشأتها الولايات المتحدة، وسلّمتها إلى بنما في 31 ديسمبر (كانون الأول) 1999، بموجب معاهدة وقّعها عام 1977 الرئيس الأميركي جيمي كارتر، والزعيم القومي البنمي عمر توريخوس.

ترمب في ولاية تكساس في 19 نوفمبر 2024 (رويترز)

وانتقد ترمب، السبت، ما وصفه بالرسوم «السخيفة» المفروضة على السفن الأميركية التي تعبر القناة، ملمحاً إلى نفوذ الصين المتزايد.

وحذّر من أن «إدارة القناة تعود لبنما وحدها، لا إلى الصين ولا أي جهة أخرى. لم ندعها ولن ندعها أبداً تقع في الأيدي الخطأ!».

وشدّد على أنه إذا كانت بنما غير قادرة على ضمان «التشغيل الآمن والفعال والموثوق» لهذا الممر المائي، «فسنطالب بإعادة قناة بنما إلينا بالكامل ومن دون نقاش».

والولايات المتحدة هي المستخدم الرئيسي للقناة، حيث تمر عبرها 74 في المائة من البضائع الأميركية، تليها الصين بنسبة 21 في المائة.

سفينة شحن تعبر قناة بنما في الثاني من سبتمبر 2024 (أ.ب)

وأوضح مولينو أن رسوم استخدام القناة: «لم يتم تحديدها بناء على رغبة الرئيس»، ولكن بموجب «عملية عامة ومفتوحة» وثابتة منذ فترة طويلة.

وأضاف: «لا يوجد أي تدخل أو مشاركة صينية على الإطلاق في أي شيء له علاقة بقناة بنما».

والأربعاء، زعم ترمب على منصته «تروث سوشيال»، دون دليل، أن جنوداً صينيين يعملون في قناة بنما بشكل غير قانوني.

ونفى مولينو هذا الادعاء أيضاً، قائلاً: «لا يوجد جنود صينيون في القناة، بحق الله».

وأقامت بنما علاقات دبلوماسية مع الصين عام 2017 بعد قطعها العلاقات مع تايوان، وهو قرار انتقدته إدارة ترمب الأولى.