«سان سباستيان» انطلق لتعزيز دوره أحد أقدم المهرجانات

دورته الجديدة تدفع بقضايا المرأة إلى الصدارة

من «حلم سلطانة» (مهرجان سان سباستيان)
من «حلم سلطانة» (مهرجان سان سباستيان)
TT

«سان سباستيان» انطلق لتعزيز دوره أحد أقدم المهرجانات

من «حلم سلطانة» (مهرجان سان سباستيان)
من «حلم سلطانة» (مهرجان سان سباستيان)

النهر النابع من جبال الباسك في شمال إسبانيا ما زال جارياً. تستطيع عند المساء مشاهدة الأسماك بالعين المجردة وهي تسبح بحرّية تُحسد عليها. ماؤه يصبّ في البحر القريب. ينقلب من حلوٍ إلى مالح. على الجهة اليسرى منه قصر عروض قديم وشامخ. إلى يمينه النصف الثاني من المدينة التي تنتعش في مثل هذا الوقت من كل عام. كيف لا ومهرجانها الكبير مستمر منذ 71 عاماً متحمّلاً المنافسات والمتغيّرات والاتجاهات المختلفة التي عصفت بالسينما وما حولها.

على ذلك، المقارنة بين دورات سابقة وبين هذه الدورة الجديدة التي انطلقت في الـ22 من الشهر الحالي وتنتهي بعد غدٍ السبت، تفيد بأن المهرجان الإسباني أكد حضوره على نحو أفضل خلال السنة الحالية. لم يتقدّم صوب موقع جديد، لكنه ثابت في موقعه بطليعة الصف الثاني من المهرجانات الدولية. الأفلام المعروضة فيه قد لا تكون اقتناصات فرص لأفلام مرصعة بالنجوم أو لإنتاجات هوليوودية كبيرة، لكنها اكتشافات متفاوتة الجودة كحال أي مهرجان آخر.

من «فندق رويال» (مهرجان سان سباستيان)

ميزة بديعة في هذا المهرجان هي خلوّه من سوق تجارية. صحيح أن الناقد ليس مضطراً في مهرجان «صندانس» أو «كان» أو «برلين» التعامل مع رهط المنتجين والموزّعين (والعكس صحيح)، إلا أنه يصطدم دوماً بازدواجية الشأن الأول للمهرجان. بعض المهرجانات تجيد اللعب على حبلي هذه المسألة. «كان» مثلاً يحفل بالأفلام الفنية (أو على الأقل التي تسعى لأن تكون فنية) كما يحفل بأكبر سوق سينمائية في العالم. يشجّع الإقبال على الاثنين؛ واحد للفن والثقافة، والثاني للمال والتجارة.

«سان سباستيان»، أكبر مهرجان إسباني وأحد أقدم مهرجانات العالم لجانب «فينيسيا» و«كان» و«لوكارنو»، يعيش في رفاهية الاهتمام بالسينما كأفكار وأساليب ومعالجات وقضايا بعيداً عن البيع والشراء وأرقام الصفقات.

ثلاثة أنيميشن

تحفل المدينة بالملصقات. بعضها، في طبيعة الحال بمناسبة الدورة نفسها.، وبعضها الآخر احتفاءً بتقليد الممثل الإسباني خافييه باردم «جائزة الإنجاز المهني». صورة مبتسمة له مع عناوين كبيرة... ولكن هذا الاحتفال لم ولن يحدث العام الحالي كما كان مقرراً، بل تم إلغاؤه، فتبعاً لإضراب الممثلين المسجلين في النقابة الأميركية (كما الحال مع باردَم) ممنوع عليه المشاركة في حفل أو احتفاء. على هذا الأساس، ما كان موعده اليوم سيتأخر لدورة العام المقبل.

لا علاقة لهذا بعدم وجود أفلام أميركية كبيرة داخل المسابقة أو خارجها. في تاريخه (في العقدين الأخيرين على الأخص) تحاشى أن تكون تلك المناسبة التي يهرع فيها الحضور لمشاهدة فيلم من بطولة جوليا روبرتس، أو توم كروز، أو توم هانكس. ترك هذه المسائل للمهرجانات الأخرى وخصّ نفسه بالأفلام التي يختلف صداها عن تلك المقبلة من المؤسسات الهوليوودية الكبيرة.

تبعاً للسبب نفسه الذي سحب البساط من تحت خافييه باردم، ليس بين أعضاء لجنة التحكيم من هو نجم أميركي أو حتى مخرج ذي شأن عالمي. رئاسة لجنة التحكيم للمخرجة الفرنسية كلاي نَي وتضم سبعة عناصر من أوروبا. الوحيد من القارة الأميركية الشمالية هو المنتج الكندي روبرت لانتوس.

افتُتح المهرجان بفيلم الأنيميشن الياباني «الصبي ومالك الحزين» (عرضناه هنا قبل أسبوعين). هو نفسه الفيلم الذي عرضه مهرجان «فينيسيا» وافتتح مهرجان «تورنتو» الأخير الذي سينتقل من هنا إلى مهرجان «لوميير» الفرنسي. لا بدّ من تسجيل حقيقة أن «سان سباستيان» سبق له أن تداول ثلاثة من أفلام المخرج الياباني حاياو مايازاكي من قبل، إذ سبق وعرضت له أفلام بديعة «Ponyo وSpirited Away»، و«The Wind Rises»، ودائماً ضمن إقبال حاشد تكرر خلال العام الحالي بفيلم العودة إلى العمل بالنسبة لمخرجه (بعد 10 سنوات انقطاع)؛ «الصبي ومالك الحزين» واحد من ثلاثة أفلام أنيميشن يقدّمها المهرجان في مسابقته.

اشتراكات

عرض المهرجان حتى يوم أمس الخميس، 17 فيلماً من بين 20 فيلماً احتواها قسم العروض الرسمية معظمها في عداد المسابقة التي ستُوزّع جوائزها مساء اليوم (الجمعة).

إلى جانب فيلم ماياكازي الذي مثّل اليابان، هناك 4 أفلام إسبانية هي «القُرن الشعيري» (The Rye Horn) لابنة مدينة سان سباستيان خيون كامبوردا، و«حب» لإيزابل كويشيت، و«المسيح» لخافيير كالفو وخامبيير أمبروزي، وفيلم المخرج (المخضرم) فرناندو تروبا «يقتلون لاعب البيانو» (They Kill the Piano Playeer)، هناك فيلم إسباني خامس، وهو إنتاج مشترك مع ألمانيا للمخرجة إيزابيل هرغويرا بعنوان «حلم السلطانة» (Sultana‪’‬s Dream).

ثلاثة أفلام فرنسية توالى عرضها جميعهاً وسط الاهتمام المعتاد لتلك السينما (وإحباطات معظمها أيضاً) وهي «عمل حقيقي» لتوماس ليلتي، و«الجزيرة الحمراء» لروبِن كامبيلو، و«الخليفة» (Le Successeur).

الأفلام الباقية توزعت بين الأرجنتين، وبريطانيا، وبولندا، وفيلم ياباني آخر («الغياب الكبير» لكي شيكا أورا)، والدنمارك، وتايوان، وفيلمان من الإنتاج الأميركي المستقل هما «كل الأيدي المتسخة ذات طعم مالح» لرافن جاكسن، و«أزواج سابقون» لنوا فريتزكر؛ كلاهما من موجة جديدة ما زالت مجهولة القيمة فنياً.

رُقية البنغلاديشية

واقع الأمر هو أن المهرجان لا يستطيع استيعاب الأسماء الكبيرة لأنها تفضل الذهاب إلى «برلين»، و«كان»، و«فينيسيا». هذا يتركه أمام الأعمال التي إما شوهدت في تلك المهرجانات ولم تُنتخب للعروض فيها، أو التي اختارت «سان سباستيان» محطة عرض أول لها. في كلتا الحالتين هناك عدد غالب من المخرجين الجدد، وهؤلاء لا يصنعون البريق المطلوب؛ جلّ ما يستطيعونه هو طرح ما لديهم وانتظار تحكيم اللجنة.

أكثر الأفلام الإسبانية إثارة للاهتمام وأفضلها على صعيد الطرح، هو «حلم سلطانة» للإسبانية إيزابل هرغويرا، وهو فيلم أنيميشن ثالث في المسابقة.

اكتشفت المخرجة الإسبانية كتاباً وضعته البنغلاديشية رقية حسين سنة 1905. وُلدت رقية سنة 1888 وتوفيت في 1932، وكانت سابقة لأوانها بالنسبة لحركات التحرر النسائيّة وقضاياها. محور الفيلم هو بحث المرأة عن الأرض - الحلم حيث تُصان حريتها؛ بتفعيل الحكاية وتطويرها لتناسب العصر، استحدثت المخرجة هرغويرا شخصية اسمها إيناس، تتعرّض عند زيارتها مدينة أحمد آباد إلى شحنة من الكراهية الذكورية مع قليل من التفهم من النساء. في رحلة تجريها مع صديق لها تجد المعاملة نفسها من الطائفة السيخية في الهند، هذا قبل أن تدخل بنغلاديش (موطن رُقية حسين) حيث يفرد الفيلم مساحة لشخصية الكاتبة وحلمها بمدينة تعيش فيها النساء بحرية.

بما أن النص الأصلي غير متوفر لقراءته، فإن الناتج هنا هو صعوبة المقارنة، لكن من الواضع أن الفيلم سمح لنفسه بإضافات كثيرة في محاولة استعراض وضع المرأة اليوم والأمس. هناك صرخة غير مكتومة في نهاية الفيلم حين تقرر إيناس أن المرأة تواجه العنف والصدّ وسوء المعاملة ليس في تلك المناطق الآسيوية فقط، بل في أوروبا أيضاً.

ضد المرأة

«حلم سلطانة» ليس سوى واحد من الأفلام التي تطرح الموضوع النسائي بحضور واضح في هذه الدورة. يكاد المرء تصوّر أن لجنة الاختيار وضعت هذا الهدف في صدارة قرارها. هذا لأن ما لا يقل عن 6 أفلام في الاختيارات الرسمية تدور حول المرأة في ظروف وطروحات متشابهة في هذا الاتجاه.

أحد أكثر هذه الأفلام حدّة هو الفيلم الأسترالي «فندق رويال» لكيتي غرين. دراما مع أجواء رعب تقع في بعض مناطق أسترالية تصوّر الوضع المعادي للمرأة، كما لو أنه برهان على ما ذهبت إليه المخرجة الإسبانية في «حلم سلطانة». إلى منطقة ما زالت على بعد سنوات ضوئية من المدنية، تصل فتاتان (جوليا غارنر، وجسيكا هنويك) سائحتان إلى فندق معزول يديره (والحانة التي فيه) بيلي (أوغو ويفينغ) المفتن بنفسه، الذي يمثّل لا السُلطة البدنية فقط، بل والسلوكية أيضاً. لم يكن ذلك بخيار الفتاتين، بل بسبب اكتشافهما أنهما باتتا مفلستين وبحاجة إلى العمل.

تستمعان إلى نصيحة أسداها لهما رجل من مدينة سيدني ومفادها، بأن تحتشما لأن الرجال في هذه البلدة الصغيرة ليسوا كرجال المدن. يبتسم المرء عند هذه المقارنة، لأنها النصيحة نفسها، التي قد تسمعها أي فتاة من المدينة الكبيرة عندما تنتقل إلى الريف لأي غرض. مهما يكن، تمتثلان للنصيحة، لكن امتثالهما لا يُفيد كثيراً، فالرجال السكارى غوغائيون، تملأ نفوسهم النوايا الحسيّة، والفتاتان هما هدية السماء لغاية المتعة غير المحدودة.

فوق ذلك، هم معادون وكارهون للمرأة. يفقد الفيلم هنا قدرته على التحكم فيما يريد قوله وكيف، فهو ينتقل من إدانة الرجال لقدر من إدانة الفتاتين معاً، مما يضيّع مفاد الفيلم ويحشره في خانة تبحث عن قرار.

سينما إسبانية غزيرة وبعيدة

عدد الأفلام الإسبانية التي عُرضت داخل البلاد منذ مطلع العام إلى اليوم 67 فيلماً.

هناك 44 فيلماً آخر مدرجة للعرض ما بين شهر أكتوبر (تشرين الأول) وحتى نهاية العام.

آخر فيلم للمخرج الإسباني الممتاز كلود ساورا وهو «الجدران تستطيع أن تتكلم»، عُرض في الشهر نفسه الذي توفي فيه وهو فبراير (شباط).

الفيلم الجديد للمخرج الآخر المعروف عالمياً، فيكتور رايس وهو، «أغمض عينيك» ينجز نجاحاً تجارياً كبيراً في عروضه الحالية داخل إسبانيا.

الدول التي تعرض أفلاماً إسبانية على نحو دائم هي الدول أميركا اللاتينية، وعدد محدود من الأفلام الإسبانية يجد طريقه إلى دول أوروبية.

عربياً إن لم يشترك فيلم إسباني في مهرجان ما فلا احتمال مشاهدته مطلقاً.


مقالات ذات صلة

«سيد الخواتم» يدخل عالم الرسوم المتحركة اليابانية

يوميات الشرق معالجة «سيد الخواتم» على طريقة الأنيمي اليابانية

«سيد الخواتم» يدخل عالم الرسوم المتحركة اليابانية

إذا كنت تودُّ معرفة من هو ملك وادي «هيلمز ديب»، فأنت في المكان المناسب.

سارة بار (نيويورك)
يوميات الشرق ياسمين رئيس في مشهد من «الفستان الأبيض» (الشركة المنتجة)

مصر: أفلام «الأوف سيزون» تغادر دور العرض لـ«ضعف الإيرادات»

شهدت عدة أفلام مصرية، تصنف ضمن العرض خلال «الأوف سيزون»، تراجع إيراداتها مما أدى إلى رفعها من دور العرض السينمائي في مصر.

«الشرق الأوسط» (القاهرة )
يوميات الشرق بشير الديك مع أحمد زكي وحسين فهمي (حسابه على فيسبوك)

تفاقم الحالة الصحية للسيناريست المصري بشير الديك

أثارت دينا ابنة السينارسيت المصري المعروف بشير الديك حالة واسعة من القلق والجدل في الساعات الأخيرة بشأن صحة والدها.

رشا أحمد (القاهرة )
سينما «إلى أرض مجهولة» (إنسايد آوت فيلمز)

اختيار الناقد لأفضل أفلام العام

أعلنت أكاديمية العلوم والفنون السينمائية قبل يومين قائمتها القصيرة لترشيحات «أوسكار» أفضل فيلم روائي ناقلةً البهجة والأمل لبعض المخرجين والخيبة لبعضهم الآخر.

محمد رُضا‬ (بالم سبرينغز - كاليفورنيا)
يوميات الشرق سينما «متروبوليس» الجديدة في منطقة مار مخايل (متروبوليس)

سينما «متروبوليس» في حلّة جديدة من منطقة مار مخايل

قبل أيام قليلة أُعلن عن إعادة افتتاح سينما «متروبوليس» في حلّة جديدة... وإدارتها قرّرت إعادة إحيائها في مكان مختلف يقع في شارع مار مخايل.

فيفيان حداد (بيروت)

اختيار الناقد لأفضل أفلام العام

«إلى أرض مجهولة» (إنسايد آوت فيلمز)
«إلى أرض مجهولة» (إنسايد آوت فيلمز)
TT

اختيار الناقد لأفضل أفلام العام

«إلى أرض مجهولة» (إنسايد آوت فيلمز)
«إلى أرض مجهولة» (إنسايد آوت فيلمز)

أعلنت أكاديمية العلوم والفنون السينمائية قبل يومين قائمتها القصيرة لترشيحات «أوسكار» أفضل فيلم روائي ناقلةً البهجة والأمل لبعض المخرجين والخيبة لبعضهم الآخر.

من المتفائلين خيراً، المخرج الفلسطيني رشيد مشهراوي الذي كان تقدّم بفيلمٍ من إنتاجه بعنوان «من المسافة صفر»، وهو مشروع توثيقي سينمائي يضم 22 فيلماً قصيراً من إخراج عددٍ كبير من المواهب الفلسطينية الجديدة، جمعها مشهراوي في فيلم طويل واحد يدور حول معاناة أهل غزّة خلال الأشهر الأولى من الاعتداءات الإسرائيلية على القطاع.

بعض الأفلام الأخرى في قائمة يوم الأربعاء الماضي، كانت متوقعة مثل: «أنا ما زلت هنا» (البرازيل)، و«الفتاة ذات الإبرة» (الدنمارك)، و«إيميليا بيريز» (فرنسا)، و«بذرة التين المقدّسة» (ألمانيا للمخرج الإيراني اللاجئ محمد رسولاف)، و«سانتوش» (بريطانيا).

«نوكس يغادر» (بروكستريت بيكتشرز)

من التقليدي أيضاً اختلاف قائمة «الأوسكار» ليس فقط عمّا يفضّله الجمهور عادة، (قائمة «توب تِن» للعام الحالي يتقدمها فيلم «Inside Out 2» الذي جمع ملياراً و689 مليوناً و641 ألف دولارٍ)، بل عن اختيار غالبية النقاد أيضاً. اختلافٌ يكبر ويصغر حسب اختيارات الفريقين (الأكاديمية والنقاد) للأفلام.

من الطبيعي أيضاً اختلاف قوائم النقاد فيما بينهم، ولو أن غالبية الأفلام المُنتقاة غرباً تتشابه في إجماعٍ لا يستثني الجانب الترفيهي. فمنذ سنوات بات معتاداً قراءة آيات الإعجاب بأفلام تَسُرّ الجمهور، على الرغم من تواضعها الفني. أما بالنسبة للنقاد العرب فيتوقف ذلك على قُدرة كلٍّ منهم على حضور ما يكفي من المهرجانات ليتمتع بالكم الكافي لتكوين قائمته.

قائمة هذا الناقد لأفضل الأفلام العربية وأفضل تلك الأجنبية التالية هي من بين 247 فيلماً روائياً وتسجيلياً/ وثائقياً طويلاً شاهدها ما بين مطلع السنة وحتى كتابة هذا الموضوع قبل أسبوعين من نهاية العام. وهي مبنيّةٌ على تقييمٍ فني في الدرجة الأولى وقبل أي عنصر آخر، منها الموضوع أو مصدر الإنتاج.

العنوان (أبجدياً) متبوعاً باسم المخرج والبلد، ومن ثَمّ نبذةٌ مختصرة عن سبب اختياره.

«صف ثانِ» (نَن فيلمز)

* أفضل الأفلام الناطقة بالعربية •

1- «إلى أرض مجهولة» | مهدي فليفل (بريطانيا، اليونان، السعودية)

مُهاجران عربيان في اليونان يعيشان وضعاً صعباً وحُلماً بهجرة أخرى لن يتحقق.

2- «أما بعد» | مها الحاج (فلسطين)

حياة زوجين فلسطينيين وديعة وجميلة إلى أن تكشف المخرجة عن مفاجأة أحاطتها بعناية.

3- «المرجة الزرقاء» | داوود ولاد سيّد (المغرب)

ينطلق من فكرة رائعة ويزداد إجادة عن صبي يعشق التّصوير، وهو أعمى في رحلة صوب مرجة يصوّرها ولا يراها.

4- «ثالث» | كريم قاسم (لبنان)

في قرية لبنانية نائية شخصيات تعيش حاضراً مشتّتاً يُهيمن عليه واقعُ العوز والعزلة.

5- «ثقوب» | عبد الله الضبعان (السعودية)

دراما عائلية تُتابع خلافاً بين شقيقين وتتميّز بمعالجةٍ فنية مختلفة تعبّر عن موهبة تَنشُد التميّز.

6- «سلمى» | جود سعيد (سوريا)

أفضل أفلام المخرج في السنوات الأخيرة. جميلٌ وواقعيٌ في تناوله حياةً قروية ناقدة للوضع المجتمعي.

7- «في حدا عايش؟»| عمر العماوي (فلسطين)

فيلم قصير مبهر عن أبٍ تحت الرّكام يُنادي ابنه المدفون بدوره. الجو مطبق والفيلم له دلالاته.

8- «مندوف» | كريم قاسم (لبنان)

فيلم آخر للمخرج نفسه يقصّ فيه حكاية أخرى عن شخصيات معزولة يُعايش متاعبها بدقّة وإيقاعِ حياةٍ واقعي.

«إنسايد آوت 2» (ديزني)

* أفضل 10 أفلام أجنبية •

1- All We Imagine as Light | باڤال كاباديا (بريطانيا)

مومباي كما لم نرَها من قبل على هذا النحو الشعري المتوّج بموضوعٍ مجتمعي لافتٍ تدفعه للصدارة عناية المخرجة بتقديم شخصياتها النسائية في بيئة من الأزمات والمصاعب.

2- The Brutalist | برادي كوربت (الولايات المتحدة/ بريطانيا)

قصّة نصف حقيقية لمهاجر يهودي حطّ في أميركا خلال الأربعينات، مسلحاً بأحلامِ تصميمٍ معماريٍ غير معهود رغم تباين الثقافات.

‫3- Conclave | إدوارد برغر (الولايات المتحدة)‬

دراما كاشفة لمجتمع الڤاتيكان إثر وفاةٍ غير متوقعة للبابا. تمثيل راف فاينس، وإخراج برغر، يضمنان نوعيةَ تشويق مختلفة.

4- Dune: Part Two | دنيس ڤيلنوڤ (الولايات المتحدة)

لدى هذا المخرج عينٌ على الجماليات البصرية حتى في المشاهد الموحشة. يكاد الفيلم أن يوازي سلسلة «Lord of the Rings»

5- The Great Yawn of History عليار راستي (إيران)

فيلمُ طريقٍ عن كنز مدفون يقوم به اثنان مُتناقضا الرؤية في كل شيء. في طيّات ذلك نقدٌ منفّذٌ بإجادة لوضع مجتمعي صعب.

6- Juror 2| كلينت إيستوود (الولايات المتحدة)

دراما محاكم من أستاذ السينما إيستوود (94 عاماً). عضو في هيئة محلّفين ارتكب الجريمة التي يُحاكم بريءٌ فيها. لغزي ومشوّق.

7- Limonov: The Ballad of Eddie| كيريل سيريبرينيكوف (إيطاليا، فرنسا، أسبانيا)

سيرة حياة الشاعر الروسي ليمونوف الذي عانى في بلاده، وأكثر في أميركا التي هاجر إليها بحثاً عن المجد.

8- Megalopolis | فرانسيس فورد كوبولا (الولايات المتحدة)

نافذة واسعة على ملحمة مستقبلية ممزوجة بأحلامٍ صعبة التحقيق تتمتع برؤية وفن كوبولا الذي لا يشيخ.

9- Second Line | حميد بن عمرة (الولايات المتحدة/ فرنسا/ سوريا)

فيلمٌ آخر ممتاز من المخرج بن عمرة الذي يمزج بمهارته المعهودة الفن والشعر والسياسة وجماليات الحياة بأسلوبه الفريد.

10- Story of Souleymane | بوريس لويكينو (فرنسا)

أحد أفضل الأفلام التي تحدّثت عن الهجرة. سليمان أفريقي يحاول الحصول على إقامة شرعية وسط بيئة صعبة.

«ليمونوف، أنشودة إدي» (وايلد سايد)

* أفلام الجوائز •

من معايير المهرجانات الثلاثة الأولى، التنافس على عرض أفلامٍ قد تتوجّه بعد ذلك لحفل «الأوسكار». السبب في ذلك هو أن الفيلم الذي سيصل الترشيحات الرسمية سيكون إعلاناً للمهرجان الذي عُرض الفيلم فيه عرضاً عالمياً أولاً، ما يدفع صانعي الأفلام لاختياره على أساس أنه السبيل الأفضل للوصول إلى «الأوسكار» و«الغولدن غلوبز» و«البافتا» بعد ذلك.

جوائز المهرجانات الرئيسة الثلاثة، وهي حسب تواريخها، «برلين» (فبراير/ شباط)، و«كان» (مايو/ أيار)، و«ڤينيسيا» (سبتمبر/ أيلول) توزّعت هذا العام على النحو التالي:

- «برلين»: «Dahomey» وهو فيلم تسجيليٌّ فرنسي للمخرجة السنغالية أصلاً ماتي ديوب.

- «كان»: «Anora» كوميديا عاطفية عن شاب روسي ينوي الزواج من أميركية لمصلحته. الفيلم إنتاج بريطاني/ أميركي.

- «ڤينيسيا»: «The Room Next Door» للإسباني بيدرو ألمودوڤار. دراما عن امرأتين إحداهما مصابة بالسرطان والثانية صديقة كاتبة ترضى بأن تكون إلى جانبها في أيامها الأخيرة.

في غير مكان (ولا يمكن تعداد نتائج أكثر من 3 آلاف مهرجانٍ يستحق التّسمية) منحت المهرجانات العربية الرئيسة جوائزها على النحو التالي:

- «مهرجان البحر الأحمر»: «الذراري الحمر» للطفي عاشور (تونس)، نال ذهبية الفيلم الروائي، في حين نال «فقس» لرضا كاظمي وبانتا مصلح ذهبية الفيلم التسجيلي.

- «مهرجان الجونة»: «Ghost Trail» لجوناثان ميليه، نال ذهبية الفيلم الروائي، وذهبت الجائزة الأولى في نطاق الفيلم التسجيلي إلى «نحن في الداخل» فيلم لبناني/ قطري/ دنماركي من إخراج فرح قاسم.

- «مهرجان القاهرة»: حصد الفيلم المصري «أبو زعبل» لبسام مرتضى ونال الفيلم الروماني «The Year Never Came» لبوغدان موريشانو جائزة موازية في مسابقة الفيلم الروائي.

- «مهرجان مراكش»: نال الفيلم الفلسطيني/ الإسرائيلي «Happy Holidays» لإسكندر قبطي الجائزة الأولى في دورة المهرجان الـ21.

«المحلّف 2» (وورنر)

* الأفضل حسب النوع •

كعادتها، شهدت الإنتاجات السينمائية مئات الأفلام، عددٌ منها توزّع بين أنواع مختلفة. التالي جردة حول بعض الأفضل تبعاً لأنواعها الحكائية أو الإنتاجية.

تاريخي:

Bonzo | مارغريتا كوردوسو (البرتغال):

طبيبٌ في جزيرة أفريقية يبحث في معاناة العبيد التي تدفعهم للانتحار. إضافة إلى ذلك، هناك بحثه عن هويّته الخاصة.

تسجيلي:

Riefenstahl | أندرس ڤييَل (ألمانيا)

عن المخرجة الألمانية ليني ريفنستال التي حقّقت أهم فيلمين تسجيليين عن النشاطات النازية في الثلاثينات.

بوليسي:

Knos Goes Away | مايكل كيتون (الولايات المتحدة)

قاتلٌ محترف يبدأ بفقدان ذاكرته لكن عليه إنقاذ مستقبل صبي كان من المفترض قتله قبل فوات الأوان

دراما عاطفية:

Rude to Love | يوكيهيرو موريغاكي (اليابان)

مواقف آسرة عن حياة امرأة تحاول عبثاً الحفاظ على عائلتها عندما يقرّر زوجها طلاقها.

دراما مجتمعية:

I‪’‬m Still Here| وولتر سايلس (البرازيل)

وضع زوجة اعتقل الأمن البرازيلي في السبعينات زوجها وقتله. يتناول الفيلم مراحلَ ما قبل الاعتقال وخلاله وبعده.

حربي:

Civil War | أليكس غارلاند

خلال حرب أهلية أميركية يحاول فريق إعلامي مقابلة الرئيس الأميركي قبل اجتياح القصر الرئاسي.

رسوم:

Flow | غينتس زيلبالوديس (لاتفيا. بلجيكا)

قطٌ هاربٌ يلجأ إلى قارب محمّلٍ بحيوانات أخرى خلال فيضان جامح. جيدٌ في تحريكه وألوانه، وسَلسٌ في إيقاعه، وحيواناته ليست من صنع «ديزني».

رعب: A Quiet Place‪:‬ Day One | مايكل سارنوسكي (الولايات المتحدة)

يتبع سلسلة «مكان هادئ» مع اختلاف أن إطار الخطر يتّسع ليشمل المدينة. بطلة الفيلم وقطّتها اثنان من الباحثين عن طَوقِ نجاة صعب.

سيرة حياة

Maria | بابلو لاراين (إيطاليا)

حياة المغنية ماريا كالاس كما يراها المخرج التشيلي بفنِّها ومتاعبها في الأيام العشرة الأخيرة من حياتها.

ميوزيكال:

Joker‪:‬ Folie à Deux| تود فيليبس (الولايات المتحدة)

مفاجأة الجزء الثاني هو أنه موسيقي. مشاهدٌ بديعة لجوكر ولليدي غاغا يغنيان في السجن وخارجه.

وسترن:

Horizon‪:‬ An American Saga‪-‬ Chapter Two

بصرف النظر عن إخفاق الفيلم تجارياً، الجزء الثاني أفضل من الأول في سبرِ غور الحياة في الغرب الأميركي البعيد.

«كل ما نتخيله ضوءاً» (لوكسبوكس)

* أنجح أفلام 2024 •

الجمهور السائد، وليس جمهور المهرجانات ولجان تحكيمها أو حتى النقاد، هو الذي يوجّه السينما ويدفع بالإنتاجات العالمية لاتّباع منهج التفكير الاقتصادي الصرف.

حالتان تقعان تبعاً لذلك، الأولى أن المنهج المادي يعني الإكثار من إنتاج الأفلام نفسها بعناوين مختلفة أو عبر أجزاء من سلسلة. يكفي نجاح فيلم واحد إلى حدٍ كبير، أو أعلى من المتوسط حتى يُنسخ أو يُطلِق سلسلةً متواصلة حتى الرّمق الأخير منها.

الحالة الثانية هي حالة الحصار الإنتاجي والتوزيعي التي يفرضها هذا الوضع على السينما المستقلة أو سينما المؤلف. التّوجه الطبيعي لهذه الأفلام هي المهرجانات السينمائية، بيد أن جمهور هذه المهرجانات محدودٌ ولا يصل إلى جيوب المنتجين، كما أن نجاح الفيلم إعلامياً في مهرجان ما، قد يُفيد انتقاله إلى المواقع بكثرة، وإلى مهرجانات أخرى وربما حتى إلى جوائز، لكنه لا يضمن له النجاح التجاري.

رغم هذا كانت هناك نجاحات تجارية في الدول الأوروبية ولو محدودة في نهاية الأمر.

الأفلام العشرة الأولى لعام 2024 حسب نجاحاتها الدولية (أي في شتّى الأسواق العالمية التي وصلتها) تؤكد ما سبق. كلّها معتدلة القيمة فنياً، باستثناء «Dune 2» الذي احتل المركز الخامس بإيراد دولي وصل إلى 714 مليوناً و444 ألفاً و358 دولاراً.

أما الفيلم الأول على القائمة فهو رسوم من ديزني عنوانه «Inside Out 2» جلب إيراداً عملاقاً جعله أكبر نجاحٍ للشركة في مجال أفلام الأنيميشن. الرقم النهائي لإيراداته هو مليار و698 مليوناً و641 ألفاً و117 دولاراً.

الفيلم الثاني هو أيضاً من إنتاج «ديزني» لكنه حيّ (ليس رسوماً)، «deadpool and wolverine» في حقيقته من أسوأ ما ظهر في 2024 من أفلام. وقد جلب ملياراً و338 مليوناً و073 ألفاً و645 دولاراً.

في المركز الثالث، فيلم رسومٍ آخرَ هو الجزء الرابع من «Despcable Me»، وهو من إنتاج يونيڤيرسال. لم يبلغ المليار لكنه اقترب منه: 969،459،798 دولاراً.

يتبعه في المركز الرابع «Moana 2» وهو بدوره رسوماً لديزني، أنجز نحو 700 مليونَ دولارٍ إلى الآن ولا يزال معروضاً بنجاح ما قد يرفعه إلى مركز أعلى.