الجزائر: استحداث 6 مهام جديدة لمصالح الرئاسة بصلاحيات واسعة

الرئيس تبون أبدى في عدة مناسبات امتعاضاً من ضعف حكومته

الرئيس تبون مع أعضاء طاقمه خلال التوقيع على قانون مالية 2022 (الرئاسة)
الرئيس تبون مع أعضاء طاقمه خلال التوقيع على قانون مالية 2022 (الرئاسة)
TT

الجزائر: استحداث 6 مهام جديدة لمصالح الرئاسة بصلاحيات واسعة

الرئيس تبون مع أعضاء طاقمه خلال التوقيع على قانون مالية 2022 (الرئاسة)
الرئيس تبون مع أعضاء طاقمه خلال التوقيع على قانون مالية 2022 (الرئاسة)

أعلنت الرئاسة الجزائرية عن إعادة ترتيب شؤون مصالحها باستحداث 6 مهام جديدة تساعدها على اتخاذ القرارات المتعلقة بالسياستين الداخلية والخارجية. ووفق الصلاحيات التي أعطيت لها، يظهر أن عملها يجعل منها «حكومة موازية» للطاقم التنفيذي، بقيادة الوزير الأول أيمن بن عبد الرحمن.

وجاء في مرسوم وقّعه رئيس الجمهورية، يوم الثلاثاء، ونُشر في الجريدة الرسمية (الأربعاء)، بعنوان «إعادة تنظيم مصالح رئاسة الجمهورية»، أن صلاحياتها الست الجديدة المحددة في المادة الثانية من المرسوم هي: «المتابعة والمشاركة في تنفيذ برنامج رئيس الجمهورية وتوجيهاته وقراراته، وتقدم له تقريراً بذلك». وعلى أساس هذه الصفة، تتكفل مصالح الرئاسة بـ«متابعة الشؤون الاقتصادية، والنشاطات الحكومية والقضايا السياسية والمؤسساتية، وتقدم عرضاً حول تطوراتها».

الرئيس عبد المجيد تبون (الرئاسة)

أما الصلاحية الثانية فتتمثل في «مساعدة رئيس الجمهورية عند الحاجة على ممارسة مسؤولياته الدستورية»، فيما تتعلق المهمة الثالثة، بـ«تنظيم وإسناد نشاطات رئيس الجمهورية».

وتشمل المهمة الرابعة «متابعة النشاط الحكومي، وإعداد حصيلة لنشاطات المؤسسات والأجهزة التابعة الرئاسي الجمهورية، وتقديم عرض بذلك إلى رئيس الجمهورية». وتترك هذه الصلاحية الجديدة انطباعاً بأن الرئيس يبحث عن «حكومة ظل» للطاقم الحكومي، بقيادة الوزير الأول، المكلف وفق الدستور بمتابعة نشاط الوزراء، ورفع حصيلة عن أعمالهم إلى الرئيس الذي يملك سلطة تعيين الحكومة وإقالتها.

اجتماعات مجلس الأمن الذي يضم كبار القادة الأمنيين والمسؤولين المدنيين (الرئاسة)

يشار إلى أن الرئيس سبق أن أبدى في مناسبات كثيرة عدم رضاه عن أداء حكومته، مؤكداً أنها «لا تسير وفق وتيرة وسرعة قراراته».

وبخصوص الاختصاص الخامس لمصالح الرئاسة، نص المرسوم على «إعلام رئيس الجمهورية بوضعية البلاد السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية، وبتطورها وتزويده بالعناصر الضرورية لاتخاذ القرار بشأنها». فيما يتعلق النشاط السادس بـ«إنجاز جميع الدراسات المتصلة بالملفات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية، أو المتعلقة بالطاقة، والحث على تنفيذها وتقييم مدى تأثيرها».

اجتماع مجلس الوزراء (الرئاسة)

وأكد المرسوم في مادته الثالثة أنه «يمكن للرئيس أن يَعهد إلى مصالح رئاسة الجمهورية بأي مهمة أو نشاط أو مأمورية أخرى»، زيادة على الصلاحيات الست المنصوص عليها في المادة 02. أما المادة الرابعة فتشدد على أنه «ليس من اختصاص مصالح رئاسة الجمهورية الحلول محل المؤسسات والإدارات المختصة، ولا التدخل في ممارسة صلاحياتها». ويحاول أصحاب هذا المرسوم في هذه الجزئية استباق أي جدل قد يثار بعقد مقارنات بين «الاختصاصات الست»، ومهام الحكومة، وإمكان حدوث تداخل فيما بينها للتشابه الكبير بينها.

وتنص المادة السابعة من المرسوم على إعطاء صلاحيات واسعة لمدير الديوان برئاسة الجمهورية، وهو منصب عُيِّن فيه مؤخراً نذير عرباوي، سفير الجزائر لدى الأمم المتحدة. إذ كلّفه الرئيس بعشرة أنشطة، أهمها دراسة الملفات السياسية والعلاقات الدولية وتنفيذها، ومتابعة النشاط الحكومي وإجراء تحليل له. كما كلفه بتنسيق نشاطات المستشارين بالرئاسة، وإبلاغ الرئيس بتطورات الوضع في البلاد سياسياً واقتصادياً، و«إمداده بالعناصر الضرورية لاتخاذ القرار». ويُفهم من هذا القرار أن مدير الديوان بات كبير المستشارين بالرئاسة. كما أصبح من صلاحية مدير الديوان التواصل مع وسائل الإعلام المحلية والأجنبية، ومع الأحزاب السياسية. وكذا متابعة عرائض وتظلمات المواطنين والجمعيات بشأن أداء المرافق العمومية، ويُجري تقييماً لها.

من اليمين إلى اليسار: الوزير الأول وقائد الجيش ورئيس الجمهورية ومدير الديوان لدى الرئاسة وخلف الصورة قائد الحرس الجمهوري (الرئاسة)

والمعروف أن الرئيس تبون يملك سبعة متعاونين بارزين، يحملون صفة «مستشارين»، أسماؤهم ومهامهم منشورة في الموقع الإلكتروني للرئاسة، وهم: بومدين بن عتو مستشار مكلّف الشؤون المتصلة بالدفاع والأمن، وعبد المجيد شيخي مستشار مكلّف الذاكرة الوطنية والأرشيف الوطني، وحميد لوناوسي مستشار خاص بالمنظمات الوطنية والدولية والمنظمات غير الحكومية، وأحمد راشدي مستشار لشؤون الثقافة ومجال السمعي البصري، ومحمد شفيق مصباح مستشار مكلّف «الشؤون الخاصة»، وهو ضابط مخابرات متقاعد، وياسين ولد موسى مستشار مكلّف الشؤون الاقتصادية، ونور الدين غوالي مستشار لقضايا التربية التعليم والجامعة، زيادةً على كمال رزيق وهو مستشار من دون مهمة، وكان وزير التجارة في الحكومة السابقة.


مقالات ذات صلة

الجزائر: إضراب «إسلاميين» معتقلين عن الطعام لـ«تأخر» محاكمتهم

شمال افريقيا علي بن حاج قيادي «جبهة الإنقاذ» التي تم حلها (متداولة)

الجزائر: إضراب «إسلاميين» معتقلين عن الطعام لـ«تأخر» محاكمتهم

بدأ عدد من «الإسلاميين» في الجزائر إضراباً عن الطعام داخل سجنهم بعاصمة البلاد، احتجاجاً على طول مدة إقامتهم في الحبس الاحتياطي.

«الشرق الأوسط» (الجزائر)
شمال افريقيا من لقاء سابق بين الرئيس تبون ونظيره الفرنسي (الرئاسة)

قرار جزائري يهدد العلاقات التجارية مع فرنسا

جمعية البنوك والمؤسسات المالية الجزائرية تُبلغ البنوك بإجراء جديد يتعلق بوقف معالجة عمليات الاستيراد والتصدير من وإلى فرنسا.

«الشرق الأوسط» (باريس)
رياضة عربية إيمان خليف وقعت ضحية جدل حول هويتها الجنسية منذ وصولها إلى باريس (رويترز)

الجزائرية إيمان خليف تتقدم بدعوى قضائية لمزاعم تسريب سجلات طبية

تقدمت الملاكمة الجزائرية ايمان خليف حاملة ذهبية وزن 66 كلغ في أولمبياد باريس الصيف الماضي بدعوى قضائية، الأربعاء، بسبب تقارير إعلامية عن سجلات طبية مسربة.

«الشرق الأوسط» (باريس)
شمال افريقيا الرئيس تبون في اجتماع سابق لمجلس الوزراء (الرئاسة)

الجزائر: ترقب تشكيل حكومي جديد بعد عزل 10 محافظين

تترقب الأوساط السياسية والإعلامية في البلاد تشكيل حكومة جديدة مطلع عام 2025 في سياق فوز تبون بولاية ثانية في الانتخابات الرئاسية.

«الشرق الأوسط» (الجزائر)
الاقتصاد بنك الجزائر المركزي (الموقع الإلكتروني للبنك)

ارتفاع احتياطي الجزائر من النقد الأجنبي إلى 72 مليار دولار

أكد وزير المالية الجزائري ارتفاع احتياطي النقد الأجنبي خارج الذهب 4 في المائة منتقلاً من 69 مليار دولار بنهاية 2023 إلى 72 ملياراً بنهاية العام الحالي.

«الشرق الأوسط» (الجزائر)

حمدوك يخشى «إبادة جماعية» في السودان على غرار رواندا

رئيس الوزراء السوداني السابق عبد الله حمدوك (غيتي)
رئيس الوزراء السوداني السابق عبد الله حمدوك (غيتي)
TT

حمدوك يخشى «إبادة جماعية» في السودان على غرار رواندا

رئيس الوزراء السوداني السابق عبد الله حمدوك (غيتي)
رئيس الوزراء السوداني السابق عبد الله حمدوك (غيتي)

حذر رئيس وزراء السودان السابق، عبد الله حمدوك، من انزلاق الوضع في السودان إلى ما هو أسوأ من الإبادة الجماعية التي شهدتها رواندا في تسعينات القرن الماضي، مرجعاً ذلك إلى تعدد الجيوش وأمراء الحرب، وتحشيد وتجنيد المدنيين، وتنامي خطاب الكراهية والاصطفاف العرقي والجهوي

وأعرب حمدوك الذي يترأس تحالف «تنسيقية القوى الديمقراطية المدنية» (تقدم)، عن تخوفه من أن يتمزق السودان إلى كيانات كثيرة تصبح بؤراً جاذبة لجماعات التطرف والإرهاب.

وقالت «تنسيقية تقدم» في بيان، إن حمدوك شارك في الفترة من 3 إلى 6 نوفمبر (تشرين الثاني)، في اجتماع مجلس «مؤسسة مو إبراهيم»، التي تعنى بالحكم الرشيد في أفريقيا، الذي حضره عدد من الرؤساء الأفارقة والأوروبيين السابقين، إلى جانب مسؤولين من الاتحاد الأوروبي ومنظمات إقليمية ودولية.

وطالب حمدوك المجتمع الدولي باتخاذ تدابير وإجراءات عاجلة لحماية المدنيين.