كرر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، خلال خطابه، يوم الجمعة، ضمن المناقشة العامة للدورة السنوية الـ78 للجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، أن الخطر الآتي من إيران يمكن أن يجمع بين إسرائيل والدول العربية.
وقال إنه «يجب ألا يُمنح الفلسطينيون حق النقض على معاهدات السلام الجديدة مع الدول العربية»، معتبراً أن «السلام مع العرب سيزيد احتمالات التوصل إلى اتفاق مع الفلسطينيين»، الذين «لا يشكلون سوى 2 في المائة من العالم العربي». ورأى أنه «يتعيّن على الرئيس الفلسطيني محمود عباس أن يتوقف عن نشر المؤامرات المعادية للسامية ضد إسرائيل، ويجب على السلطة الفلسطينية أن تتوقف عن سياسة الدفع مقابل القتل التي تعتمدها في منح الأموال للإرهابيين الذين يقتلون اليهود».
ودعا الأمم المتحدة» إلى العمل لتغيير سياستها، مشدداً على «وجوب إعادة فرض العقوبات، وقبل كل شيء يجب أن تواجه إيران تهديداً نووياً حقيقياً». وأكد أنه سيبذل كل ما في وسعه لمنع إيران من الحصول على القدرة النووية. وأوضح مكتب نتنياهو لاحقاً أنه «كان يقصد القول بوجود تهديد عسكري ذي صدقية وليس تهديداً نووياً».
الكويت والاتفاقات مع العراق
من جانبه، حذَّر رئيس الوزراء الكويتي، الشيخ أحمد نواف الأحمد الصباح، من «التداعيات السلبية» لإلغاء قانون المصادقة على اتفاق تنظيم الملاحة البحرية في خور عبد الله بين الكويت والعراق، علاوة على إلغاء بروتوكول المبادلة الأمني الموقَّع بين القوتين البحريتين لعام 2008، مؤكداً أن بلاده «فوجئت» بالحكم الذي أصدرته «المحكمة الاتحادية العليا العراقية» في هذا الشأن، لكنه أضاف أن الكويت ستعتبر الاتفاقين ساريين، موضحاً أنهما «يحولان دون خلق الفوضى وخرق الحدود» وما يرافق ذلك من «احتمال كبير لتدفق تجارة الأسلحة والمخدرات وهما أمران رئيسيان لتمويل الميليشيات الإرهابية المختلفة».
ودعا العراق إلى إبداء حسن نية واستكمال اجتماعات الفِرق الفنية المعينة لترسيم الحدود، موضحاً، في الوقت نفسه، أن الكويت «تحتفظ بكامل حقها في اتخاذ ما تراه مناسباً من إجراءات على المستويين القانوني والدولي لحفظ حقوقها الشرعية والقانونية الثابتة، وفقاً للقرارات الدولية وقواعد القانون الدولي».
وأكد المسؤول الكويتي تمسك بلاده بالنظام الدولي المتعدد الأطراف الذي بات «تحت طائلة اختبار حقيقي بين قابلية الاستدامة والصمود، أو التوقف والجمود»، في ظل التحديات والتقلبات التي يمر بها العالم، مضيفاً أن تلك التحديات تتطلب تعاوناً قائماً على الشراكة والمسؤولية.
وتطرَّق الصباح إلى القضية الفلسطينية، مشدداً على «مركزيتها في العالمين العربي والإسلامي، ودعم الحق الفلسطيني المرتكز على قرارات الشرعية الدولية وعلى مبادرة السلام العربية، وصولاً إلى قيام الدولة الفلسطينية المستقلة». وأعلن دعم الجهود المتواصلة من أجل إحلال الاستقرار في كل من السودان واليمن وسوريا. وحض إيران على «اتخاذ تدابير جادّة لبناء الثقة لبدء حوار مبني على احترام الدول، وعدم التدخل في شؤونها الداخلية».
وشدَّد على أن ملكية الثروات الطبيعية في المنطقة المغمورة المحاذية للمنطقة المقسومة بين الكويت والسعودية، بما فيها حقل الدرة بكامله، هي ملكية مشتركة بين دولة الكويت والمملكة العربية السعودية فقط. وأعلن «رفض الكويت القاطع لأي ادعاءات بوجود حقوق لأي طرف آخر في هذا الحقل أو المنطقة المغمورة».
حلول أفريقية
وكانت وزير الخارجية الفرنسية كاترين كولونا قد حملت بشدة على «العدوان الروسي على أوكرانيا»، مشيرة إلى أنه «لا شيء أخلاقياً أو قانونياً، يمكن أن يبرر غزو روسيا أراضي دولة مجاورة لها، ومحاولة الضم من خلال مناورات كاذبة». واعتبرت أن «ما يحدث في أوكرانيا يهمنا جميعاً، ومن ثم «إذا سمحنا بانتهاك مبادئنا المشتركة هناك، فسيجري انتهاكها في كل مكان، وإذا سمحنا بمكافأة عدوان ما، فسيحدث عدوان آخر، هناك أو في أي مكان آخر».
وأضافت أن «ما نراه في غزو روسيا لأوكرانيا تعبير عن وحشية خالصة، قادرة على استخدام كل الأسلحة، حتى سلاح الجوع، لمحاولة إحياء وهمها الإمبريالي»، وكذلك أكدت أن بلادها «تؤمن بالحلول الأفريقية للأزمات الأفريقية»، مستشهدة بالسودان، حيث «من واجب المجتمع الدولي أن يواصل بلا هوادة البحث عن حلول للسلام». وطالبت المتحاربين بـ«وقف القتال وإنقاذ المدنيين، والسماح بهدنة إنسانية، والتوصل إلى حل سياسي شامل».