يرزح العالم، من أقصاه إلى أقصاه، تحت موجة كبيرة من الحرائق والزلازل والأعاصير والفيضانات التي جعلت 2023 عام تحطيم الأرقام القياسية في الكوارث الطبيعية وضحاياها الذين يقدّر عددهم بعشرات الآلاف، إضافة إلى عشرات ملايين المتضررين.
فمجمل سكان الأرض تعرضوا خلال العام الحالي لجو حار، وفق ما أكده بحث جديد. ويأتي ذلك وسط موجة من الأحداث المناخية القاسية طالت مناطق كثيرة في جميع أنحاء العالم. ورغم أنَّ صيف 2023 كان تاريخياً من حيث سخونته، فإنَّ أحداثه لم تخرج بعيداً عن دائرة التوقعات. فمنذ أمد طويل، أطلق علماء المناخ تحذيراتهم من فصول صيف قاسية تشهد موجات حرّ قاتلة وعواصف مفاجئة يضاعف من فرص حصولها الاحتباس الحراري.
وشهِد النصف الأول من السنة كوارث مناخية كثيرة طالت بلداناً كثيرة في نصفي الكرة الأرضية الشمالي والجنوبي. وفي أكثر من مكان، سجّلت درجات الحرارة والعواصف المطرية أرقاماً قياسية، ونتجت عنها حرائق واسعة وفيضانات عنيفة وذوبان للجليد. وفي الشرق الأوسط، وبعد زلزال تركيا المدمّر الذي لم يسلم منه الشمال السوري، جاء الزلزال الأخير في المغرب ثم كارثة «إعصار دانيال» في ليبيا، وكأنَّ الصيف يسدل الستار على تسابق بينهما في عدد الضحايا.