البرهان وإردوغان يبحثان دفع آفاق التعاون بين السودان وتركيا

تجدد الاشتباكات في نيالا بجنوب دارفور وسقوط ضحايا مدنيين

0 seconds of 40 secondsVolume 90%
Press shift question mark to access a list of keyboard shortcuts
00:00
00:40
00:40
 
TT
20

البرهان وإردوغان يبحثان دفع آفاق التعاون بين السودان وتركيا

البرهان وإردوغان يبحثان دفع آفاق التعاون بين السودان وتركيا

أجرى رئيس مجلس السيادة، قائد الجيش السوداني، عبد الفتاح البرهان، الأربعاء، مباحثات ثنائية مغلقة مع الرئيس التركي، رجب طيب إردوغان بالقصر الرئاسي في العاصمة أنقرة، تعلقت بمسار العلاقات الثنائية ودفع آفاق التعاون المشترك بين السودان وتركيا.

وكان البرهان، وصل إلى العاصمة التركية في زيارة رسمية، برفقة وفد يتكون من وزير الخارجية «المكلف» علي الصادق، ومدير جهاز المخابرات العامة، أحمد إبراهيم مفضل، ومدير الصناعات الدفاعية الفريق، ميرغني إدريس سليمان.

قصف جوي في نيالا

من جهة ثانية، لقي ما لا يقل عن 20 شخصاً وأصيب نحو 60 آخرين، جراء غارات جوية لطائرات الجيش السوداني على عدد من أحياء مدينة نيالا، حسب مصادر طبية في المدينة.

تزامن القصف مع تحليق لطيران الجيش السوداني، وفق شهود عيان.

وتجددت المواجهات بين طرفي القتال الجيش وقوات الدعم السريع، في نيالا (الثلاثاء) الماضي، وتبادلا القصف المدفعي والاشتباكات بالأسلحة الثقيلة في محيط قيادة المنطقة العسكرية التابعة للجيش. وقالت غرفة طوارئ نيالا (مبادرة أهلية تطوعية) في إفادات على موقع فيسبوك: «سقط عدد من المدنيين جراء القصف الجوي على سوق الملجة وأماكن أخرى»، مضيفة أنه تعذر حصر القتلى بسبب حدة الاشتباكات العنيفة بين القوات المسلحة وقوات الدعم السريع.

مخزن طبي مدمَّر في نيالا عاصمة ولاية جنوب دارفور بسبب القتال (أ.ف.ب)
مخزن طبي مدمَّر في نيالا عاصمة ولاية جنوب دارفور بسبب القتال (أ.ف.ب)

وأفاد شهود عيان بمقتل 8 أشخاص على الأقل جرى انتشالهم من وسط أنقاض المباني التي دمرت جراء القصف الجوي، وإنقاذ عدد من الجرحى. وأكد الشهود أن المناطق التي تعرضت للاستهداف لا وجود فيها لقوات الدعم السريع.

ارتفاع ضحايا الخرطوم

وبدورها قالت غرفة طوارئ شرق النيل، بالعاصمة الخرطوم، في تعميم صحافي على موقعها في فيسبوك، إن حصيلة الضحايا المدنيين جراء القصف الجوي والمسيرات التي تعرضت لها مناطق في الحاج يوسف الوحدة ودار السلام خلال اليومين الماضيين ارتفعت إلى 45 قتيلاً و 120 مصاباً.

وأضافت: «هذه إحصائية أولية لحالات القتل والإصابات التي وصلت إلى المستشفيات والمراكز العلاجية بالمنطقة». مشيرة إلى دفن عدد من القتلى دون التعرف على هوياتهم، وأن بعض المصابين بشظايا المقذوفات يتلقون العلاج بالمنازل.

وفي موازاة ذلك أفاد مقيمون بأن «مسيرات» الجيش شنت ضربات على مواقع قوات الدعم السريع في منطقة شرق النيل، وأحياء وامتداد ناصر شرق الخرطوم، المتاخمة لقيادة الجيش، وشوهدت ألسنة النيران تتصاعد من المناطق التي تعرضت للضربات الجوية.

وقال شهود عيان إنهم سمعوا دوى قصف مدفعي متبادل واشتباكات عنيفة بين الجيش وقوات الدعم السريع في أحياء مدينة أمدرمان القديمة. ووفقا لمصادر محلية هاجمت قوات الدعم السريع معسكر الذخيرة، المجاور لقيادة سلاح المدرعات بمنطقة الشجرة جنوب الخرطوم. وقالت قوات الدعم السريع في بيان، إن الهجمات التي شنها الجيش بالقصف الجوي على مناطق متفرقة من مدن الخرطوم وأمدرمان وبحري، أسفرت عن مقتل أكثر من 104 أشخاص وأصيب المئات خلال يومي (الاثنين والثلاثاء) الماضيين.


مقالات ذات صلة

السودان: شبح المجاعة يهدد سكان الفاشر شمال دارفور

خاص مخبأ تحت الأرض صنعه مدنيون في الفاشر هرباً من الاشتباكات (أ.ف.ب)

السودان: شبح المجاعة يهدد سكان الفاشر شمال دارفور

تشهد مدينة الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور، أوضاعاً إنسانية غاية في الخطورة، حيث يعاني السكان من نقص حاد في المواد الغذائية، ما دفع مئات الأسر إلى الفرار.

محمد أمين ياسين (نيروبي)
شمال افريقيا الرئيس السوداني المخلوع عمر البشير يلقي خطاباً في القصر الرئاسي قبل شهرين من عزله في أبريل 2019 (أف.ب)

السلطات السودانية تطلق سراح نائب البشير

أطلقت السلطات السودانية، يوم الخميس، بكري حسن صالح، النائب الأول السابق للرئيس عمر البشير، وأيضاً الوزير السابق في عهده يوسف عبد الفتاح.

أحمد يونس (كمبالا)
شمال افريقيا جنود في منطقة استعادها الجيش السوداني مؤخرا من قوات الدعم السريع، 40 كيلومترا جنوب الخرطوم، السودان 27 مارس 2025 (أ.ب)

نشطاء: 85 قتيلاً في هجمات لـ«الدعم السريع» جنوب الخرطوم خلال أسبوع

قُتل 85 شخصا وأصيب عشرات في هجمات تشنّها «قوات الدعم السريع»، منذ أسبوع، على قرى تقع إلى الجنوب من الخرطوم، وفق ما أفاد به نشطاء، الأربعاء.

«الشرق الأوسط» (الخرطوم)
شمال افريقيا الصادق المهدي (يمين) وابنه الأكبر عبد الرحمن في فعالية دينية لطائفة الأنصار (أرشيفية - غيتي)

خلافات عميقة تضرب أكبر حزب سياسي في السودان

تفجرت الخلافات داخل «حزب الأمة القومي»، وانتقلت من خلافات داخلية إلى حرب بيانات علنية بين مؤسسات الحزب.

أحمد يونس (كمبالا)
شمال افريقيا المصري محمد شعبان خلال حواره مع «وكالة الصحافة الفرنسية» (أ.ف.ب)

مصريون ناجون من سجون «الدعم السريع» في السودان يروون معاناتهم

على مدى ما يقرب من عامين، نُقل عماد معوض مرات كثيرة من مكان احتجاز إلى آخر في السودان؛ حيث اعتقلته «قوات الدعم السريع» مع عدد آخر من المصريين بتهمة «التجسس».

«الشرق الأوسط» (القاهرة)

محللون: تعليق منظمات غير حكومية في ليبيا صرف الانتباه عن المشاكل الفعلية

عبد الحميد الدبيبة رئيس حكومة الوحدة الليبية (الوحدة)
عبد الحميد الدبيبة رئيس حكومة الوحدة الليبية (الوحدة)
TT
20

محللون: تعليق منظمات غير حكومية في ليبيا صرف الانتباه عن المشاكل الفعلية

عبد الحميد الدبيبة رئيس حكومة الوحدة الليبية (الوحدة)
عبد الحميد الدبيبة رئيس حكومة الوحدة الليبية (الوحدة)

يعكس تعليق أنشطة 10 منظمات غير حكومية أجنبية في ليبيا تشدد الموقف تجاه آلاف المهاجرين الأفارقة، لكنه يسمح قبل كل شيء للسلطات في غرب البلاد بصرف الانتباه عن مشاكلها، وتغطية الانتهاكات، وفق محللين ونشطاء حقوقيين، تحدثوا لـ«وكالة الصحافة الفرنسية».

قارب لمهاجرين سريين خلال محاولتهم الوصول إلى أوروبا انطلاقاً من السواحل الليبية (الشرق الأوسط)
قارب لمهاجرين سريين خلال محاولتهم الوصول إلى أوروبا انطلاقاً من السواحل الليبية (الشرق الأوسط)

وأعلن جهاز الأمن الداخلي، الأربعاء، إغلاق مكاتب 10 منظمات إنسانية ووقف عملها، بما فيها «أطباء بلا حدود»، و«المجلس النرويجي للاجئين»، و«لجنة الإنقاذ الدولية»، و«منظمة أرض الإنسان». وألقى الجهاز باللوم أيضاً على «المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين» في محاولات توطين المهاجرين في ليبيا.

محاولة لتشتيت الانتباه

ويرى أنس القماطي، الخبير في معهد «صادق» للسياسات العامة، أن المنظمات غير الحكومية ليست هي الأهداف الحقيقية، بحيث تسعى حكومة عبد الحميد الدبيبة، التي تعترف بها الأمم المتحدة، إلى «خلق أعداء لتحويل الانتباه عن إخفاقاتها، وتقديم المنظمات غير الحكومية بوصفها متآمرة (...) وذلك لإخفاء عجزها عن توفير الخدمات الأساسية».

مهاجرون سريون أفارقة داخل أحد مراكز الاحتجاز في طرابلس (الشرق الأوسط)
مهاجرون سريون أفارقة داخل أحد مراكز الاحتجاز في طرابلس (الشرق الأوسط)

وتعاني ليبيا الغنية بالنفط من عدم الاستقرار منذ سقوط معمر القذافي في عام 2011، وهي منقسمة بين معسكرين متنافسين: أحدهما في طرابلس (غرب)؛ حيث بعثة وساطة سياسية للأمم المتحدة، والآخر في بنغازي (شرق)، بدعم من المشير خليفة حفتر.

أما الهدف الآخر، حسب القماطي، فهو «دفع أوروبا، التي تخشى من موجة جديدة من الهجرة، إلى تمويل ودعم السلطة التنفيذية في طرابلس سياسياً». وإلى جانب تونس المجاورة، تُعد ليبيا التي تقع على مسافة 300 كيلومتر فقط من الساحل الإيطالي، نقطة المغادرة الرئيسية في شمال أفريقيا للمهاجرين من أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى، الذين يسعون إلى الوصول إلى أوروبا بطريقة غير نظامية.

وقد أعلنت روما، الأربعاء، عن تخصيص 20 مليون يورو لتمويل «عمليات العودة الطوعية»، التي تقودها المنظمة الدولية للهجرة لـ3300 مهاجر من دول جنوب الصحراء الكبرى، وصلوا إلى الجزائر وتونس وليبيا.

مهاجرون غير شرعيين تم توقيفهم من طرف قوات الأمن في طرابلس (متداولة)
مهاجرون غير شرعيين تم توقيفهم من طرف قوات الأمن في طرابلس (متداولة)

ويقول القماطي إن «إيطاليا تدعي تمويل العودة الطوعية، وليبيا تزعم تأكيد سيادتها، في حين يتعرض المهاجرون الضعفاء للابتزاز أثناء الاحتجاز»، واصفاً مخيمات المهاجرين بأنها «مراكز معالجة لبرنامج ترحيل جماعي في صورة مساعدات إنسانية».

من جهته، يعد جلال حرشاوي، وهو خبير آخر في الشأن الليبي، أن الحملة ضد المنظمات غير الحكومية هي جزء من سياق أوسع، لافتاً إلى أن حكومة الغرب تبنَّت «موقفاً شوفينياً وجنونياً» مشابهاً للموقف الذي اتخذه الرئيس التونسي قيس سعيد أوائل عام 2023، في خطاب ندَّد فيه بوصول «جحافل المهاجرين من جنوب الصحراء الكبرى»، ومؤامرة «لتغيير التركيبة السكانية» في تونس.

ويضيف حرشاوي، مبرزاً، أن الدوافع الحقيقية «تكمن في مكان آخر، فرئيس الوزراء الدبيبة يُواجه صعوبات كثيرة»، خصوصاً «في الوصول إلى الأموال العامة»، و«علاقته البراغماتية مع حفتر في الشرق في حالة سيئة».

شيطنة المهاجرين

وسط هذه الدينامية من التصلُّب، تلجأ حكومة الدبيبة إلى «شيطنة المهاجرين من جنوب الصحراء الكبرى، وإدانة المنظمات غير الحكومية»، كما يوضح حرشاوي، لأنها تريد «إظهار من الذي يقود الأمور في طرابلس، والإيهام بأنها تعمل على الحد من تدفقات الهجرة».

ويرى الناشط الليبي في مجال حقوق الإنسان، حسام القماطي، أن «الحملة ضد المنظمات غير الحكومية تهدف إلى تشديد قبضة المجموعات المسلحة القمعية على طرابلس». وعلاوة على ذلك، فإن هذه الجماعات المسلحة القوية، من خلال الحد من نفوذ المنظمات غير الحكومية، «تمنعها من توثيق انتهاكات حقوق الإنسان».

مهاجرون سريون بطرابلس قبل ترحيلهم إلى بلدانهم (أ.ب)
مهاجرون سريون بطرابلس قبل ترحيلهم إلى بلدانهم (أ.ب)

وندَّدت تقارير مختلفة صادرة عن الأمم المتحدة، ومنظمات غير حكومية، مثل منظمة العفو الدولية في الأشهر الأخيرة بـ«الاعتقالات التعسفية» للمعارضين والصحافيين والمحامين، فضلاً عن الانتهاكات ضد المهاجرين، مع اكتشاف مقابر جماعية لهم، خصوصاً في جنوب شرقي البلاد. كما أعربت منظمات إنسانية عن قلقها بشأن موظفيها الليبيين والمهاجرين، الذين أصبحوا أكثر عرضة للخطر، في بلد يعاني انعدام الأمن الغذائي، وفق المنظمة الدولية للهجرة.