منظمة التجارة العالمية تحذر من تغير السلوك الاستثماري حول العالم

حاويات في ميناء نانجينغ بمقاطعة جيانغسو شرق الصين (أ.ف.ب)
حاويات في ميناء نانجينغ بمقاطعة جيانغسو شرق الصين (أ.ف.ب)
TT

منظمة التجارة العالمية تحذر من تغير السلوك الاستثماري حول العالم

حاويات في ميناء نانجينغ بمقاطعة جيانغسو شرق الصين (أ.ف.ب)
حاويات في ميناء نانجينغ بمقاطعة جيانغسو شرق الصين (أ.ف.ب)

حذرت المديرة العامة لمنظمة التجارة العالمية، نجوزي أوكونجو إيويالا، من العواقب السلبية للتراجع عن التجارة العالمية الحرة.

وأشارت -في تصريحات لوكالة الأنباء الألمانية- إلى أنه ليس من الصواب أن يتم إنتاج منتج بنسبة 90 في المائة في مكان واحد، وأن يعتمد الجميع على هذا. و«يجب أن نقلل التركيز في بعض الأماكن؛ لكننا لا نريد أن نرى تغييراً في السلوك الاستثماري يُظْهِر أن التجارة لم تعد مترابطة بشكل وثيق».

وأضافت أوكونجو إيويالا أن العواقب قد لا تكون واضحة للغاية في البداية، مع عودة الأنشطة الصناعية في بعض الدول «لكن مع مرور الزمن سيتم الشعور بفقدان المنافسة بسبب ارتفاع الأسعار والتكاليف».

يذكر أنه بعد عقود من التجارة العالمية المتنامية والعولمة، بدأت تظهر بوادر في الوقت الراهن على بزوغ حركة مضادة تتمثل عواملها الأساسية في التوترات الجيوسياسية بين الولايات المتحدة والصين، بالإضافة إلى تداعيات الحرب الروسية على أوكرانيا. ويُعد التراجع الأخير في الصادرات والواردات الصينية مع الولايات المتحدة بمثابة مؤشر على هذا التطور.

وهناك مثال على إعادة التفكير في سلاسل التوريد العالمية، يتضح من خلال المحاولات الرامية إلى إعادة مزيد من مراكز إنتاج الرقائق مرة أخرى إلى الولايات المتحدة وغرب أوروبا، لتقليص مخاطر قطع هذه السلاسل في ضوء التوترات مع الصين حول تايوان؛ حيث يأتي من هناك جزء كبير من أشباه الموصلات، بالإضافة إلى جميع الرقائق الحديثة تقريباً.

وقالت أوكونجو إيويالا إن «من المحتم» في مثل هذه المواقف أن يتم إعادة تحويل سلاسل التوريد. وتابعت الاقتصادية النيجيرية محذرة: «في حال تحولت الاستثمارات وتعطلت سلاسل التوريد، لن يكون من السهل إصلاح هذا»، وأعربت عن أملها في ألا تؤدي التوترات الراهنة إلى تراجعات في التجارة بين الدول الكبيرة، أو بين تكتلات الدول.

وأكدت أوكونجو إيويالا أن هذا الأمر سيجعل الاقتصاد العالمي أقل مقاومة للأزمات، مشيرة إلى أن إثيوبيا تعتمد على سبيل المثال على القمح الوارد من أوكرانيا؛ لكنها سرعان ما أوجدت البديل من الولايات المتحدة والأرجنتين عندما انقطعت التوريدات بسبب الهجوم الروسي في العام الماضي، وقالت: «فوجئنا بشكل إيجابي من إثبات التجارة قدرتها على المقاومة».

ورأت أوكونجو إيويالا أن الاضطرابات الحالية في سلاسل التوريد تعد «فرصة لدمج دول تم استبعادها سابقاً»، وأوضحت أن نقل القدرات التصنيعية حالياً من الصين أدى إلى ذهاب هذه القدرات في الغالب إلى الهند أو فيتنام أو إندونيسيا، وتساءلت: «لماذا لا تنتقل هذه القدرات أيضاً إلى بنغلاديش أو كمبوديا أو لاوس أو السنغال أو رواندا أو جنوب أفريقيا... عندئذ سنشهد نوعاً آخر من العولمة يختلف عن العولمة التي رأيناها حتى الآن».


مقالات ذات صلة

تحالفات دولية في مهب ولاية ترمب الثانية

الولايات المتحدة​ أنصار ترمب بمسيرة النصر في وست بالم بيتش بفلوريدا الأحد (أ.ف.ب)

تحالفات دولية في مهب ولاية ترمب الثانية

مع عدم القدرة على التنبؤ بخطط دونالد ترمب واستعداده لقلب المعايير الراسخة، فإن ولايته الثانية قد تقود إلى موجة من تغييرات ستؤدي إلى إعادة تشكيل النظام العالمي.

هبة القدسي (واشنطن)
الاقتصاد سفينة حاويات صينية في ميناء هامبورغ الألماني (رويترز)

التجارة العالمية للسلع تتعافى تدريجياً رغم استمرار المخاطر

توقع خبراء اقتصاديون بمنظمة التجارة العالمية، في توقعات محدثة، أن تسجل تجارة السلع العالمية زيادة بنسبة 2.7 في المائة خلال عام 2024.

«الشرق الأوسط» (جنيف)
الاقتصاد رجل يتحدث في الهاتف لدى مروره أمام مقر منظمة التجارة العالمية في جنيف (أ.ف.ب)

الصين تشكو تركيا أمام «منظمة التجارة» بسبب السيارات الكهربائية

اتخذت الصين الخطوة الأولى في بدء نزاع تجاري مع تركيا أمام منظمة التجارة العالمية بشأن التعريفات الجمركية على واردات السيارات الكهربائية.

«الشرق الأوسط» (جنيف)
آسيا الرئيس البيلاروسي ونظيره الصيني (يمين ويسار الصورة من الخلف) (رويترز)

شي وبوتين يدعوان في أستانا إلى عالم «متعدّد الأقطاب»

تدخل قمة أستانا في إطار تحرّكات دبلوماسية مستمرّة في آسيا الوسطى، التي يجتمع قادة دولها بانتظام مع بوتين وشي.

«الشرق الأوسط» (استانا (كازاخستان))
الاقتصاد تخوف عالمي من انعكاس الأحداث الجيوسياسية الأخيرة في المنطقة على منظومة سلاسل الإمداد العالمية (الشرق الأوسط)

التوترات الجيوسياسية تضغط على سلاسل الإمداد العالمية

زيادة المخاوف إزاء التداعيات العالمية للتصعيد الإيراني - الإسرائيلي عالمياً بدأت تطرح تساؤلات حول مدى انعكاس هذا التطور على التجارة العالمية وسلاسل الإمداد

بندر مسلم (الرياض)

تراجع مبيعات التجزئة البريطانية أكثر من المتوقع قبيل موازنة ستارمر

متسوقون يمشون في شارع أكسفورد في لندن (رويترز)
متسوقون يمشون في شارع أكسفورد في لندن (رويترز)
TT

تراجع مبيعات التجزئة البريطانية أكثر من المتوقع قبيل موازنة ستارمر

متسوقون يمشون في شارع أكسفورد في لندن (رويترز)
متسوقون يمشون في شارع أكسفورد في لندن (رويترز)

تراجعت مبيعات التجزئة البريطانية بشكل أكبر من المتوقع في أكتوبر (تشرين الأول)، وفقاً للبيانات الرسمية التي أضافت إلى مؤشرات أخرى على فقدان الزخم الاقتصادي قبيل أول موازنة للحكومة الجديدة، برئاسة رئيس الوزراء كير ستارمر.

وكان استطلاع للرأي أجرته «رويترز» بين الاقتصاديين قد توقّع انخفاضاً شهرياً في أحجام المبيعات بنسبة 0.3 في المائة، مقارنة بشهر سبتمبر (أيلول).

وكان الانخفاض في أكتوبر هو الأكبر منذ يونيو (حزيران) عندما تراجعت المبيعات بنسبة 1 في المائة مقارنة بشهر مايو (أيار). كما تم تعديل الزيادة الشهرية في المبيعات في سبتمبر إلى 0.1 في المائة بعد أن كانت قد قُدِّرت سابقاً بزيادة 0.3 في المائة.

وانخفض الجنيه الإسترليني بنحو 5 سنتات مقابل الدولار الأميركي فور صدور البيانات، قبل أن يعاود التعافي.

وقال «المكتب الوطني للإحصاء» إن التجار في جميع القطاعات أفادوا بأن المستهلكين قلصوا الإنفاق قبل أول موازنة ضريبية وإنفاقية للحكومة الجديدة في 30 أكتوبر.

وأضاف المكتب أن سبباً محتملاً آخر لضعف المبيعات كان عطلة نصف الفصل الدراسي في إنجلترا وويلز، التي عادة ما تقع ضمن فترة تقارير البيانات في أكتوبر، ولكنها لم تحدث هذا العام.

وكانت مبيعات الملابس ضعيفةً بشكل خاص في أكتوبر، وهو ما كان قد أظهرته الأرقام السابقة التي أصدرتها «جمعية التجزئة البريطانية»، التي تمثل الصناعة، والتي ربطت الانخفاض بطقس كان أكثر دفئاً من المعتاد.

وقال «المكتب الوطني للإحصاء» إنه في الـ12 شهراً حتى أكتوبر، ارتفعت أحجام المبيعات بنسبة 2.4 في المائة، وهو تباطؤ عن الزيادة البالغة 3.2 في المائة في سبتمبر، وأضعف من التوقعات المتوسطة في استطلاع «رويترز»، التي كانت تشير إلى زيادة بنسبة 3.4 في المائة.