الطبوبي يتمسك بـ«الدور الوطني لاتحاد الشغل»

فشل في إقناع سعيد بجدوى مبادرته السياسية

الأمين العام للاتحاد العام التونسي للشغل نور الدين الطبوبي (أ.ف.ب)
الأمين العام للاتحاد العام التونسي للشغل نور الدين الطبوبي (أ.ف.ب)
TT

الطبوبي يتمسك بـ«الدور الوطني لاتحاد الشغل»

الأمين العام للاتحاد العام التونسي للشغل نور الدين الطبوبي (أ.ف.ب)
الأمين العام للاتحاد العام التونسي للشغل نور الدين الطبوبي (أ.ف.ب)

قال نور الدين الطبوبي الأمين العام لـ«الاتحاد العام التونسي للشغل» (نقابة العمال)، إن الاتحاد «لن يتخلى عن دوره الوطني والسياسي في ظل وجود أطراف تريد سحب البساط منه، وهو ما لن ينجح، باعتبار أن الاتحاد منظمة وطنية لديها تاريخها وامتداداتها لدى التونسيين».

وأضاف في تصريح إعلامي لـ«الشعب نيوز»، الناطقة باسم اتحاد الشغل، بمناسبة اجتماع مكتبه التنفيذي الموسع، أن الاجتماع «يأتي في إطار بلورة رؤية الاتحاد في المرحلة المقبلة، في ظل وضع اقتصادي واجتماعي صعب، وغياب المواد الاستهلاكية والرفع الممنهج للدعم الذي تقدمه الحكومة لمساعدة الفئات الفقيرة، والصعوبات التي تمر بها المؤسسات العمومية التي تسير في اتجاه الإفلاس والانهيار»، على حد تعبيره.

تونسيات يشاركن في احتجاج خارج وزارة التجارة بتونس في 7 أغسطس (إ.ب.أ)

وفي تقييمه لعمل الاتحاد خلال السنوات الماضية، اعترف الطبوبي «بوجود نجاحات وسلبيات، وأن القيادات النقابية مدعوة لمعرفة الثغرات التي تتطلب مراجعات قادرة على التقدم بالعمل النقابي، ودعم الدور الوطني للاتحاد».

وتعرض الاتحاد لانتقادات عدة نتيجة عدم بلورة مواقف حاسمة تجاه المسار السياسي الذي يقوده الرئيس التونسي قيس سعيد، والتأخر في إعلان دعمه للمعتقلين السياسيين وخاصة في ملف «التآمر ضد أمن الدولة».

وكان الطبوبي قد اعتبر في تصريح سابق، «أن تونس في حاجة اليوم إلى تضامن وطني يستوجب التفاف كل المتدخلين والفاعلين لتجاوز الوضع الراهن، وتحقيق التقدم بالبلاد بعيدا عن خطاب التخوين وتبادل الاتهامات بخصوص الإجرام في حق البلاد».

مجموعة من الأشخاص يقفون في طابور أمام مخبز لبيع الخبز المدعوم في منطقة الحلفاوين بتونس العاصمة 19 أغسطس 2023 (أ.ف.ب)

ويذكر، أن اتحاد الشغل قاد رفقة ثلاث منظمات أخرى «مبادرة لإنقاذ تونس» من أزماتها المتعددة، وشكل لذلك ثلاث لجان اهتمت بالجوانب السياسية والاقتصادية والاجتماعية للأزمة، ووعد بعرض تلك المبادرة على الرئيس سعيد. وقال الطبوبي في مناسبات عدّة، إن المبادرة جاهزة وإنه «سيعرضها في الوقت المناسب على سعيد»، في حين يرى عدد من المراقبين أن تلك المبادرة «ولدت ميتة».

وانتظرت الساحة السياسية احتفال الاتحاد بعيد الشغل في الأول من شهر مايو (أيار) الماضي، للإعلان عن محتوى تلك المبادرة، غير أن ذلك لم يحصل، وهو ما جعل عددا من المراقبين يؤكدون رفض الرئيس التونسي للتحاور مع الأطراف السياسية والاجتماعية خاصة تلك التي يتهمها بتعطيل المسار السياسي، باعتبار أن البرلمان المنبثق عن الانتخابات البرلمانية الأخيرة، «هو الإطار الأمثل للحوار»، وهو ما قرئ على أنه «رفض مبطن لمبادرة اتحاد الشغل» التي صاغها بمعية «رابطة الدفاع عن حقوق الإنسان»، وعمادة المحامين، و«المنتدى التونسي للحقوق الاقتصادية والاجتماعية».


مقالات ذات صلة

تونس:حكم قضائي جديد بسجن زوجة ابن علي وصهره 20 عاماً

شمال افريقيا ليلى الطرابلسي (متداولة)

تونس:حكم قضائي جديد بسجن زوجة ابن علي وصهره 20 عاماً

أصدرت محكمة تونسية حكماً جديداً بسجن ليلى الطرابلسي، زوجة الرئيس السابق الراحل، زين العابدين بن علي، وصهره السابق رجل الأعمال محمد صخر الماطري، لمدة 20 عاماً.

«الشرق الأوسط» (تونس)
شمال افريقيا نجيب الشابي رئيس «جبهة الخلاص» المعارضة (إ.ب.أ)

تونس «جبهة الخلاص» المعارضة تطالب بالإفراج عن سجناء الرأي

دعت «جبهة الخلاص الوطني» المعارِضة في تونس السلطات إلى الإفراج عن سجناء الرأي، وفتح حوار وطني حول الإصلاحات.

«الشرق الأوسط» (تونس)
شمال افريقيا رئيسة «الحزب الدستوري الحر» عبير موسي (أرشيفية - الإعلام التونسي)

تونس: توجيه تهمة «تبديل هيئة الدولة» إلى رئيسة «الحزب الدستوري الحر»

هيئة الدفاع عن موسي: «التحقيقات في مرحلة أولى كانت قد انتهت إلى عدم وجود جريمة... وقرار القضاة كان مفاجئاً».

«الشرق الأوسط» (تونس)
شمال افريقيا مظاهرة نظمها حقوقيون تونسيون ضد التضييق على الحريات (أرشيفية - إ.ب.أ)

20 منظمة حقوقية في تونس تنتقد توقيفات لنشطاء ونقابيين

شملت توقيفات جديدة بتونس نشطاء وصحافيين وعمالاً ونقابيين شاركوا في احتجاجات ضد طرد 28 عاملاً، بينهم نساء، من مصنع للأحذية والجلود لمستثمر أجنبي بمدينة السبيخة.

«الشرق الأوسط» (تونس)
شمال افريقيا مهاجرون عبر الصحراء الكبرى باتجاه أوروبا عبر ليبيا وتونس (رويترز)

السلطات التونسية توقف ناشطاً بارزاً في دعم المهاجرين

إحالة القضية إلى قطب مكافحة الإرهاب «مؤشر خطير لأنها المرة الأولى التي تعْرض فيها السلطات على هذا القطب القضائي جمعيات متخصصة في قضية الهجرة».

«الشرق الأوسط» (تونس)

ترقب في الجزائر بخصوص معتقلي الحراك بعد الإعلان عن عفو رئاسي

الرئيس تبون أصدر عفواً شمل أكثر من 2400 سجين (الرئاسة)
الرئيس تبون أصدر عفواً شمل أكثر من 2400 سجين (الرئاسة)
TT

ترقب في الجزائر بخصوص معتقلي الحراك بعد الإعلان عن عفو رئاسي

الرئيس تبون أصدر عفواً شمل أكثر من 2400 سجين (الرئاسة)
الرئيس تبون أصدر عفواً شمل أكثر من 2400 سجين (الرئاسة)

تسود بالجزائر منذ ليل الأربعاء حالة ترقب بخصوص معتقلي الحراك، الذين سيشملهم عفو رئاسي، مسّ 22 منهم فقط، من نحو 200 شخص أدانتهم المحاكم بتهمة «انتهاك الأمن العام». لكن في الوقت الذي صدرت فيه تدابير العفو، جرى أيضاً اعتقال نشطاء بسبب منشورات في الإعلام الاجتماعي، تعبر عن الاستياء من الوضع العام في البلاد.

وأكدت الرئاسة في بيان، الأربعاء، أن الرئيس عبد المجيد تبون «قرر إفادة 2471 محبوساً بإجراءات عفو رئاسي، وتدابير تهدئة». مؤكداً أن القرار يتمثل في «عفو كلي بالنسبة للأشخاص غير المحبوسين، المحكوم عليهم نهائياً، الذين تقل، أو تساوي عقوبتهم 24 شهراً، وعفو كلي بالنسبة للأشخاص المحبوسين، الذين تقل أو تساوي عقوبتهم 18 شهراً».

جانب من مظاهرات الحراك الشعبي الذي تسبب في سجن عشرات الناشطين السياسيين (الشرق الأوسط)

كما جاء في البيان أنه «يستفيد من تخفيض العقوبة جزئياً لمدة 18 شهراً، الأشخاص المحبوسون المحكوم عليهم نهائياً، والذين تزيد باقي عقوبتهم على 18 شهراً، ويساوي 30 سنة أو يقل عنها». مشيراً إلى «رفع مدة التخفيض الكلي والجزئي للعقوبة إلى 24 شهراً، بالنسبة للمحبوسين المحكوم عليهم نهائياً، الذين يساوي سنهم 65 سنة أو يزيد عليها، والأحداث والنساء الحوامل وأمهات لأطفال، لا يتجاوز سنهم 3 سنوات».

ووفق البيان نفسه، قرر تبون «إفادة 14 محبوساً بإجراءات عفو كلي لباقي العقوبة، المحكوم بها عليهم نهائياً في جرائم تتعلق بالنظام العام. بالإضافة إلى ثمانية محبوسين على ذمة التحقيق، وإجراءات المحاكمة، بتدابير تهدئة تتعلق هي الأخرى أيضاً بجرائم النظام العام».

عدد من مساجين جبهة الإنقاذ الإسلامية (متداولة)

وأهم ما لفت في البيان «تدابير تهدئة»، و«جرائم النظام العام»، فهما جملتان تفيدان بأن إجراءات العفو تعني معقلي الحراك الشعبي المعارضين لسياسات الحكومة، والذين يرفض تبون إطلاق صفة «سجناء الرأي» عليهم.

وأكدت مصادر قضائية لـ«الشرق الأوسط» أن الإدارة العامة للسجون لم تصلها أمس قائمة أسماء سجناء الحراك المعنيين بالعفو الرئاسي، بعكس العفو الذي صدر في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، حيث غادر الناشطون الذين شملهم، السجون في يوم الإعلان عن التدابير، بحكم تحديدهم بالاسم، وكان من بينهم الصحافي الكبير إحسان القاضي، الذي قلّصت الرئاسة مدة سجنه بثلاث سنوات.

الصحافي إحسان القاضي كان من بين الذين شملهم العفو الذي صدر في نوفمبر الماضي (الشرق الأوسط)

وتجمع أمس ناشطون سياسيون في محيط «سجن الحراش» بالعاصمة، و«سجن القليعة» بضاحيتها الغربية، في انتظار خروج معتقلي الحراك منهما، علماً أن هيئة الدفاع عن الناشطين المسجونين بسبب مواقفهم السياسية، صرحت بأن عددهم يفوق المائتين، وكلهم دانتهم المحاكم بفترات سجن متفاوتة المدة، على أساس تهم «الإخلال بالنظام العام»، و«تقويض الأمن»، و«نشر الفوضى بهدف ضرب الاستقرار».

وما يسترعي الانتباه في إجراءات العفو الجديدة أيضاً أنها تخص محبوسين على ذمة التحقيق، ينتظرون المحاكمة، حيث لم يسبق أن منحتها الرئاسة لهذه الفئة من المساجين، لأن القانون يستثنيهم، ويستهدف حصرياً المدانين بأحكام قضائية نهائية، أي بعد استنفاد كل طرق الطعن.

ومن أشهر المحبوسين في فترة التحقيق، حالياً، الكاتب الجزائري الفرنسي بوعلام صنصال، المتهم بـ«المس السلامة الترابية والوحدة الوطنية»، على إثر تصريحات أطلقها في فرنسا، بداية الشهر الماضي، تعلقت بالاستعمار والحدود الترابية بين الجزائر والمغرب، التي أثارت استياء السلطات الجزائرية، وصعّدت من حدة الخلاف مع باريس التي احتجت على سجنه.

الكاتب الفرنسي - الجزائري بوعلام صنصال (أ.ف.ب)

ويدخل صنصال، حسب محامين، ضمن فئة «المحبوسين بسبب جرائم النظام العام»، التي تناولها العفو الرئاسي، لكن لا يعرف إن كان سيطلق سراحه. كما لا يعرف إن كان يشمل 18 إسلامياً، يسمون أنفسهم «أطر الجبهة الإسلامية للإنقاذ الأصيلة»، سجنتهم الحكومة منذ عام بسبب إصدارهم بياناً ينتقد الأوضاع.

وبينما أطلقت السلطات مبادرة العفو، اعتقل الأمن عدداً من النشطاء المعارضين، للاشتباه بوقوفهم وراء منشورات بالإعلام الاجتماعي، تحمل وسم «مانيش راضي» (لست راضياً على الوضع)، التي قال عنها الرئيس، في خطاب، الثلاثاء الماضي، إن الجزائر «لا يمكن أن يفترسها هاشتاغ».