عرفات رفض إعطاء القيادة السورية «انتصار الصمود» في بيروت

قوات إسرائيلية على طريق بيروت - دمشق إبان الاجتياح (غيتي)
قوات إسرائيلية على طريق بيروت - دمشق إبان الاجتياح (غيتي)
TT

عرفات رفض إعطاء القيادة السورية «انتصار الصمود» في بيروت

قوات إسرائيلية على طريق بيروت - دمشق إبان الاجتياح (غيتي)
قوات إسرائيلية على طريق بيروت - دمشق إبان الاجتياح (غيتي)

في بيروت التي طوقها الجيش الإسرائيلي في صيف 1982، كان ياسر عرفات يدرك أن مرحلة كاملة قد طويت. ستخسر «منظمة التحرير» الفلسطينية آخر موقع لها على خط التماس مع إسرائيل. حين تبلور قرار خروج المقاومة، فوجئ بعض القيادات الفلسطينية بإصرار عرفات على المغادرة بحراً، ورفضه سلوك طريق بيروت - دمشق.

روى أحمد جبريل، الأمين العام لـ«الجبهة الشعبية - القيادة العامة»، مجريات لقاء صاخب بينه وبين عرفات. تدخل جبريل لدى دمشق، فأعلنت رسمياً أكثر من مرة استعدادها لاستقبال القيادة الفلسطينية ومعها من يرغب من المقاتلين. لم يتجاوب عرفات الذي كان يعتبر معركة بيروت «أطول حرب عربية - إسرائيلية». قال لجبريل: «انتصار ثلاثة أشهر صمود في بيروت هل أعطيه للقيادة السورية؟ لا. أنا معطيهوش (لا أعطيه)، وأنا لا أضع كل البيض في سلة واحدة».

اختصر محسن إبراهيم، الأمين العام لـ«منظمة العمل الشيوعي»، القصة، بالقول: «كان عرفات يشكل عائقاً أمام رغبة سوريا في الإمساك بالورقة اللبنانية، كما شكّل كمال جنبلاط ذات يوم عائقاً أمام إمساكها الكامل بالورقة اللبنانية».

وفي الشهادات، يتحدث ياسر عبد ربه، أمين السر السابق للجنة التنفيذية لـ«منظمة التحرير»، عن علاقة الودّ العميق التي قامت بين عرفات والشاعر محمود درويش. يقول إن درويش كان يعرف أخطاء عرفات، لكنه كان يحبه ويحب رمزيته. ويضيف: «في اعتقادي أن عرفات كان يشعر بأنه يدخل التاريخ المدون والمكتوب من خلال قلم درويش. لهذا كانت مكانة محمود عنده هائلة جداً». وقال عبد ربه إنه أطلع درويش على «اتفاق أوسلو» قبل توقيعه.


مقالات ذات صلة

السلطة الفلسطينية تتهم جهات إقليمية بالوقوف خلف المسلحين بالضفة

المشرق العربي العميد أنور رجب المتحدث باسم قوات الأمن الفلسطينية يتحدث عن عمل الأجهزة الأمنية في مخيم جنين خلال مؤتمر صحافي بالضفة الغربية المحتلة يوم الخميس (رويترز)

السلطة الفلسطينية تتهم جهات إقليمية بالوقوف خلف المسلحين بالضفة

تشن السلطة الفلسطينية عملية ضد مسلحين في مخيم جنين، منذ نحو 4 أسابيع، في تحرك هو الأوسع منذ سنوات طويلة، في محاولة لاستعادة المبادرة على الأرض.

كفاح زبون (رام الله)
شؤون إقليمية مواطنون فلسطينيون يبحثون عن ضحايا في موقع غارة جوية إسرائيلية على منزل بغزة (رويترز)

اليوم التالي في غزة... دعوة «حماس» لتبني مقترح «الإسناد المجتمعي» تلقى «تحفظاً»

دعوات جديدة من «حماس» بشأن «لجنة إدارة قطاع غزة» في اليوم التالي من الحرب، تطالب حركة «فتح» والسلطة الفلسطينية بقيادة الرئيس محمود عباس بالتجاوب مع جهود تشكيلها

«الشرق الأوسط» (القاهرة )
المشرق العربي جنود إسرائيليون يظهرون في مخيم بلاطة للاجئين الفلسطينيين في نابلس بالضفة الغربية (أرشيفية - أ.ب)

قتيل وتسعة جرحى بعملية عسكرية إسرائيلية في الضفة الغربية

أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية مقتل شاب وإصابة تسعة فلسطينيين آخرين، بينهم أربعة جروحهم خطرة، في عملية نفّذها الجيش الإسرائيلي في مخيّم بلاطة.

«الشرق الأوسط» (رام الله)
شؤون إقليمية أنصار حركة «فتح» يلوحون بالأعلام الفلسطينية وأعلام الحركة خلال مسيرة لدعم الرئيس الفلسطيني محمود عباس والأجهزة الأمنية الفلسطينية في مدينة جنين بالضفة الغربية

استمرار الاشتباكات والاتهامات في الضفة

عمَّقت السلطة الفلسطينية عمليتها في مخيم جنين شمال الضفة الغربية، وسط اشتباكات متصاعدة مع مسلحين بداخله.

«الشرق الأوسط» (رام الله)
شؤون إقليمية مشيعون حول جثمان الصحافية الفلسطينية شذى الصباغ التي أصيبت برصاصة خلال اشتباكات بين قوات الأمن الفلسطينية ومسلحين في مخيم جنين بالضفة الغربية (رويترز)

نتنياهو يرفض نقل أسلحة للسلطة الفلسطينية... متجاهلاً طلباً أميركياً

رفض رئيس الوزراء الإسرائيلي طلباً من واشنطن بنقل أسلحة وذخيرة إلى السلطة الفلسطينية، على الرغم من حملتها في مخيم جنين التي تُعدها إسرائيل مفيدة لها أمنياً.

كفاح زبون (رام الله)

بداية عهد عون... نشاط داخلي وانفتاح عربي

قائد الإدارة السورية الجديدة أحمد الشرع مستقبلا رئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي في دمشق أمس (أ.ف.ب)
قائد الإدارة السورية الجديدة أحمد الشرع مستقبلا رئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي في دمشق أمس (أ.ف.ب)
TT

بداية عهد عون... نشاط داخلي وانفتاح عربي

قائد الإدارة السورية الجديدة أحمد الشرع مستقبلا رئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي في دمشق أمس (أ.ف.ب)
قائد الإدارة السورية الجديدة أحمد الشرع مستقبلا رئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي في دمشق أمس (أ.ف.ب)

تتسم بداية عهد الرئيس اللبناني جوزيف عون بالانفتاح على الداخل والخارج، حيث أعلن، أمس، أن المملكة العربية السعودية ستكون أول وجهة خارجية له تلبيةً لدعوة وجهها له الأمير محمد بن سلمان، ولي العهد رئيس مجلس الوزراء السعودي.

داخلياً، شدّد عون على أنه لم يأتِ ليعمل في السياسة «بل لبناء دولة تقوم على العدالة والمساواة »، معرباً عن أمله بأن «يتم تشكيل الحكومة بأسرع وقت ممكن لنبدأ بناء جسور الثقة مع الخارج».

وقال: «لدينا فرص كبيرة خصوصاً أن دول العالم بدأت الكلام على مؤتمرات لصالح لبنان»، وتابع: «علينا أن نستعين بمساعدة الخارج لا أن نستقوي به على الداخل، فلا فضل لطائفة على أخرى أو شخص على آخر».

وفي أول تواصل رسمي بين سوريا ولبنان، قام رئيس الحكومة اللبنانية، نجيب ميقاتي، بأول زيارة من نوعها إلى دمشق منذ عام 2011، وأجرى مباحثات مع قائد الإدارة السورية الجديدة أحمد الشرع. وأكد ميقاتي: «على سلّم الأولويات الآن ترسيم الحدود ووقف التهريب وسنتعاون عبر تشكيل لجنة مشتركة».

من جهته، قال الشرع: «نحاول أن نعالج كل المشكلات بالتفاصيل، وتحدثنا عن الودائع السورية في البنوك اللبنانية، والتهريب والحدود، واتفقنا على لجان مختصة تدرس الوضع».