دراسة: «كورونا طويل الأمد» قد يكون أخطر من أمراض القلب أو السرطان

سيدة تعاني من «كورونا طويل الأمد» في فلوريدا (رويترز)
سيدة تعاني من «كورونا طويل الأمد» في فلوريدا (رويترز)
TT

دراسة: «كورونا طويل الأمد» قد يكون أخطر من أمراض القلب أو السرطان

سيدة تعاني من «كورونا طويل الأمد» في فلوريدا (رويترز)
سيدة تعاني من «كورونا طويل الأمد» في فلوريدا (رويترز)

قالت دراسة جديدة إن «كورونا طويل الأمد»، والذي تستمر أعراضه لأشهر بعد التعافي من الفيروس، قد يتسبب في إعاقات ومشكلات صحية خطيرة تفوق تلك التي تنتج عن أمراض القلب أو السرطان.

ووفقا لشبكة «سي إن إن» الأميركية، فقد نظرت الدراسة في السجلات الطبية لأكثر من 100 ألف من المحاربين القدامى بأميركا، والذين أصيبوا بكورونا عام 2020، وكذلك السجلات الخاصة بأكثر من 5 ملايين شخص فوق سن الستين لم يصابوا بالفيروس.

ولم يتم تطعيم أي من الأشخاص في الدراسة وقت إصابتهم لأن اللقاحات لم يكن قد تم تطويرها بعد.

واستخدم الباحثون مقياسا يسمى «معدل السنة الحياتية للإعاقة»، وهو مقياس لعبء المرض العام، يعبّر عنه بعدد السنوات الضائعة من العمر بسبب الإعاقة أو المشاكل الصحية أو الوفاة المبكرة.

ووجد الفريق أن هذا العدد من السنوات الضائعة وصل إلى 80 سنة على المقياس لدى مرضى «كورونا طويل الأمد»، حيث إنهم عانوا من أكثر من 80 مشكلة صحية تسببت في إعاقات أو مشكلات صحية لهم استمرت لأكثر من سنتين عند بعضهم.

وهذا يعني أن «كورونا طويل الأمد» يخلق عبئا من الإعاقة أكبر من أمراض القلب أو السرطان، اللذين وصل عدد سنوات العمر الضائعة بسببهما على المقياس إلى حوالي 52 و50 سنة على التوالي، وفقا للدراسة.

مريض مصاب بفيروس كورونا داخل مستشفى في الهند (أرشيف-رويترز)

ومن أبرز المشاكل الصحية التي عانى منها مرضى «كورونا طويل الأمد» لسنوات، مشاكل القلب والجلطات الدموية والسكري والمضاعفات العصبية والتعب ومشكلات الصحة العقلية.

وقال مؤلف الدراسة الدكتور زياد العلي، وهو مدير مركز علم الأوبئة السريرية في نظام الرعاية الصحية لشؤون المحاربين القدامى في سانت لويس: «عندما نظرت إلى نتائج الدراسة في البداية، شعرت بالصدمة حقًا. لقد أجرينا التحليلات عدة مرات، وتوصلنا للنتيجة نفسها».

وأضاف: «كورونا طويل الأمد معوق للغاية، لأنه يؤثر على العديد من أجزاء الجسم المختلفة. أعتقد أننا بحاجة إلى أن نفهم أن عدوى كورونا قد تؤدي إلى مرض مزمن وعلينا أن نأخذها على محمل الجد، حتى عندما تبدو خفيفة».

وتعرّف المراكز الأميركية لمكافحة الأمراض والوقاية منها «كوفيد طويل الأمد» على أنه المعاناة من مشكلات صحية بعد أكثر من 4 أسابيع من ظهور العدوى الأولية. ووفقاً لبحث أجرته الوكالة الصحية، فإن 1 من كل 5 ناجين من الفيروس تتراوح أعمارهم بين 18 و64 عاماً، و1 من كل 4 ناجين تتراوح أعمارهم بين 65 عاماً وأكثر يعانون من مشكلة صحية مستمرة قد تُعزى إلى عدوى «كورونا».


مقالات ذات صلة

الأسبرين يقلل مضاعفات الإنفلونزا للحوامل

يوميات الشرق عادة يتم تناول جرعة منخفضة من الأسبرين لمنع تسمم الحمل (جامعة إيموري)

الأسبرين يقلل مضاعفات الإنفلونزا للحوامل

توصلت دراسة أسترالية هي الأولى من نوعها في العالم، إلى أن تناول جرعة منخفضة من الأسبرين يقلل مضاعفات الحمل الناجمة عن عدوى الإنفلونزا.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
صحتك تناول الماء أمر مهم جداً للحصول على حركة أمعاء جيدة (أرشيفية- رويترز)

تعاني من الإمساك... جرِّب هذه العلاجات

يمكن أن يخبرك شكل ولون البراز عن حركة الأمعاء لديك وكيفية عمل جهازك الهضمي.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
صحتك يضر القلق المزمن بصحة الشخص العقلية والجسدية (رويترز)

كيف يؤثر القلق على الإصابة بمرض «باركنسون»؟

أشارت دراسة حديثة إلى أن الأشخاص الذين تزيد أعمارهم على 50 عاماً والذين يعانون القلق قد يكونون أكثر عرضة للإصابة بمرض «باركنسون» بمقدار الضعف.

«الشرق الأوسط» (كاليفورنيا)
صحتك يتعامل بعض الأشخاص مع التمارين الرياضية على أنها أمر إلزامي (أ.ف.ب)

5 طرق لزيادة سعادتك خلال ممارسة التمارين الرياضية

يتعامل بعض الأشخاص مع التمارين الرياضية على أنها أمر إلزامي يجب القيام به لتحسين الصحة أو الحفاظ على اللياقة البدنية حيث يقومون بممارستها بلا حماس أو شغف.

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك تعتبر البيئة الرطبة أرضاً خصبة للبكتيريا التي تلتصق بالليفة (أرشيفية-رويترز)

لهذه الأسباب تجنبوا الاستحمام بالليفة

تعتبر الليفة خياراً شائعاً لتنظيف وتقشير البشرة أثناء الاستحمام. ومع ذلك، ينصح أطباء الجلد في كثير من الأحيان بعدم استخدامها ويقترحون أدوات بديلة.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

​نوع نادر من العمى يرتبط بأدوية السكري لفقدان الوزن

أدوية «أوزامبيك» و«ويغوفي» تظهر داخل إحدى الصيدليات (رويترز)
أدوية «أوزامبيك» و«ويغوفي» تظهر داخل إحدى الصيدليات (رويترز)
TT

​نوع نادر من العمى يرتبط بأدوية السكري لفقدان الوزن

أدوية «أوزامبيك» و«ويغوفي» تظهر داخل إحدى الصيدليات (رويترز)
أدوية «أوزامبيك» و«ويغوفي» تظهر داخل إحدى الصيدليات (رويترز)

كشفت دراسة جديدة أن الأشخاص الذين يتناولون «أوزامبيك» أو «ويغوفي» قد يكونون أكثر عُرضة للإصابة بنوع نادر من العمى. ومع ذلك، يقول الأطباء إنه لا ينبغي أن يُمنع المرضى من استخدام الأدوية لعلاج مرض السكري أو السمنة، وفقاً لشبكة «سي إن إن».

في الصيف الماضي، لاحظ الأطباء في مستشفى «Mass Eye and Ear» عدداً كبيراً بشكل غير عادي من المرضى الذين يعانون من الاعتلال العصبي البصري الإقفاري الأمامي غير الشرياني، أو NAION، وهو نوع من سكتات العين التي تسبب فقدان الرؤية المفاجئ وغير المؤلم في عين واحدة.

هذه الحالة نادرة نسبياً - قد يعاني منها ما يصل إلى 10 من كل 100 ألف شخص من عامة السكان - لكن الأطباء لاحظوا ثلاث حالات في أسبوع واحد، وكان كل من هؤلاء المرضى يتناول أدوية «سيماغلوتيد».

وأظهرت نظرة إلى السجلات الطبية لست سنوات أن الأشخاص المصابين بداء السكري كانوا أكثر عرضة للإصابة بـNAION بأكثر من أربع مرات إذا كانوا يتناولون «سيماغلوتيد»، وكان أولئك الذين يعانون من زيادة الوزن أو السمنة أكثر عرضة بنسبة سبعة أضعاف للإصابة بالحالة إذا كانوا يتناولون الدواء. تم العثور على أن الخطر يكون أكبر خلال السنة الأولى من تلقي وصفة طبية لـ«سيماغلوتيد».

الدراسة لا يمكن أن تثبت أن أدوية «سيماغلوتيد» تسبب NAION. وقد لا ينطبق العدد الصغير من المرضى - ما متوسطه نحو 100 حالة كل عام - من مركز طبي متخصص على نطاق أوسع من السكان، بحسب التقرير.

وأكدت شركة «Novo Nordisk»، الشركة المصنعة لأدوية «سيماغلوتيد» الوحيدة في الولايات المتحدة، أن البيانات الواردة في الدراسة الجديدة ليست كافية لإثبات وجود علاقة سببية بين استخدام هذه العقاقير وNAION.

علبة من عقار «أوزامبيك» (رويترز)

وكتب متحدث باسم الشركة في رسالة بالبريد الإلكتروني إلى شبكة «سي إن إن»: «سلامة المرضى هي أولوية قصوى بالنسبة لشركة «Novo Nordisk»، ونحن نأخذ جميع التقارير حول الأحداث السلبية الناجمة عن استخدام أدويتنا على محمل الجد».

ارتفعت وصفات «سيماغلوتيد» في الولايات المتحدة، مما قد يؤدي إلى زيادة عدد الأشخاص المعرضين لخطر الآثار الجانبية المحتملة. وNAION هو السبب الرئيسي الثاني لعمى العصب البصري بعد الغلوكوما.

لكن حتى مع زيادة المخاطر، تظل هذه الحالة غير شائعة نسبياً.

وقال الباحث الرئيسي الدكتور جوزيف ريزو: «لقد انتشر استخدام هذه الأدوية في جميع أنحاء البلدان الصناعية، وقد قدمت فوائد كبيرة جداً بعدة طرق، لكن المناقشات المستقبلية بين المريض وطبيبه يجب أن تشمل NAION بوصفه خطراً محتملاً».

وتابع: «ينبغي النظر إلى النتائج التي توصلنا إليها على أنها مهمة ولكنها مؤقتة، حيث إن هناك حاجة لدراسات مستقبلية لفحص هذه الأسئلة في عدد أكبر بكثير وأكثر تنوعاً من السكان».

والطرق التي تتفاعل بها هذه الأدوية مع العين ليست مفهومة تماماً. والسبب الدقيق لـNAION غير معروف أيضاً. تسبب هذه الحالة ضرراً للعصب البصري، لكن غالباً لا يوجد تحذير قبل فقدان البصر.

وقالت الدكتورة ديشا نارانغ، اختصاصية الغدد الصماء ومديرة طب السمنة في إنديفور هيلث في شيكاغو، إن التغيرات في مستويات السكر في الدم يمكن أن تؤثر على شكل عدسة العين وقد تؤثر على الرؤية.

تتضمن ملصقات كل من «أوزامبيك» و«ويغوفي» تغيرات في الرؤية بين الآثار الجانبية المحتملة، وتستكشف «Novo Nordisk» العلاقة بين استخدام «سيماغلوتيد» واعتلال النظر في تجربة يتوقعون إكمالها عام 2027.