نانسي عجرم لـ«الشرق الأوسط»: نجوميتي ليست على طبق من فضة

للنجاح سرُّه... والإحساس يقود إلى الخيارات الموفَّقة

نجومية نانسي عجرم مصنوعة بالجهد ولم تُقدَّم إليه على طبق من فضة (حسابها الشخصي)
نجومية نانسي عجرم مصنوعة بالجهد ولم تُقدَّم إليه على طبق من فضة (حسابها الشخصي)
TT

نانسي عجرم لـ«الشرق الأوسط»: نجوميتي ليست على طبق من فضة

نجومية نانسي عجرم مصنوعة بالجهد ولم تُقدَّم إليه على طبق من فضة (حسابها الشخصي)
نجومية نانسي عجرم مصنوعة بالجهد ولم تُقدَّم إليه على طبق من فضة (حسابها الشخصي)

ليت الصيف لا يغادر مَن تُسعده الجَمعة واللحظة ورائحة البحر. تنقل نانسي عجرم أجواءه في كليب «تيجي ننبسط»، بما يحمله من لمّة حلوة. الصيف للهو والإجازات والتمايل على الإيقاع. وقد أمضته تُحيي حفلات وتراكِم نجاحات. مسارح امتلأت بمَن صفّقوا بحرارة لفنانة تعلم أنّ المحبة منطلقها الاجتهاد والحرص على الثقة. كلما توهّجت، أصابها القلق: «النجاح نعمة. هذا مؤكد. لكنه أيضاً مسؤولية. تقدُّمي خطوة يزيد الحمْل عليّ»، تقول لـ«الشرق الأوسط»، معلنة الإصرار على مطاردة الأفضل، «باندفاع ودقّة، فأكون جديرة بالدعم الكبير ويليق بي الحب الصادق».

تتحدّث عن قلق يرافقها «أينما حللتُ وبأي خطوة». حين تسمع لحناً وتختار كلمات. اللحظات الأولى على مسرح يحتشد بالمحبّين. حين تغنّي وتُفرِح. تردّ على سؤال يستفسر عن علاقة النجومية بالقلق. أتراها تمتصّه وتحيله على شيء من البرودة، أم تؤجّجه وتحوّله مُنهِكاً ومنغِّص أحوال؟ «النجومية هي عصارة جهد ومتابعة وتعب لا يستكين في النهار والليل. وهي أيضاً خلاصة شعور دائم بالقلق. لم تُقدَّم لي هذه النجومية يوماً على طبق من فضة. الأهم، أنها لا تستمرّ إنْ تكاسل الفنان وأهمَلَ. أُصغي كثيراً إلى كلمات وألحان، وبين الألف أختار واحدة تلائم المرحلة. في الخيارات، أعتمد أولاً على إحساسي، وأستشير فريق عملي للتوصّل إلى قرارات نهائية ترضي الذوق. العملية ليست سهلة على الإطلاق».

نانسي عجرم في لقطة من «تيجي ننبسط»، نكهة الصيف (حسابها الشخصي)

لا يخيفها التجديد، وتعدُّه «أساس التطوّر والتقدّم، بشرط أن يُشبهني ويضيف إليّ». نانسي عجرم في حالة بحث دائم عن المختلف. يؤرقها ما تسمّيه «فخ التكرار». تتكاثر الاحتمالات أمامها، وقد تُصاب بتردّد مُحيِّر. هنا، ماذا تفعل؟ «أعود إلى إحساسي، فإنْ لامستني الأغنية أُقدِم. عليها أن تشبهني بجانب أو آخر. هذا ما حصل في (تيجي ننبسط) التي كتب تامر حسين كلماتها ولحّنها عزيز الشافعي، بتوزيع طارق مدكور وإخراج ليلى كنعان. أما بالنسبة إلى الجمهور، فبيننا ثقة من طرفين: أعمل ليتجلّى أقصى الحب في أغنياتي، ويبادلونني الإيمان بخياراتي».

نانسي عجرم توفّق بين دوريها المنزلي والفني وإنْ أُرهِقَت (حسابها الشخصي)

شاءت الغناء للصيف ولأيام يحملها المرء معه إلى العدد المحسوب من العمر. طلبت من مؤلّفين وملحّنين وموزّعين إخراج ما في الجيب. كثّفت جلسات الإصغاء، إلى أن نادتها «تيجي ننبسط»: «تدخَّل إحساسي وحَسَم». هل يسهُل على الفنانة، بعد اعتياد النجاح، ضمان النتيجة؟ كيف تستدلّ نانسي عجرم إلى «الهيت» بين كم أغنيات يُعرَض عليها؟ وهل للأغنية الناجحة سرّ؟ تجيب: «المسألة أسهل مما كانت عليه، لكنّ العملية ستبقى صعبة. سرّ الأغنية الناجحة اكتمالُ عناصرها. الكلمات واللحن والتوزيع والأداء، تكرّس نجاح الفنان».

وإلى أي حدّ تصيب خياراتُها توقعاتها؟ ماذا عن رفع السقوف؟ أم أنّ الحياة تُعلّم لجم التوقعات وتُلقّن انتظار النتائج؟ نوعها يصيب: «بالأحرى، إحساسي هو الصائب عادة. علّمتني الحياة الإيجابية وإنجاز عملي حتى النهاية. أرفض الاستسهال، ولا أُصدِر أغنية أشكّ في أمرها 1 في المائة. الأهم من هذا كله، تدخُّلي في التفاصيل كلها! رغم خوف كبير يسبق أي إصدار، أسلّم نفسي للتفكير بإيجابية مطلقة. أؤمن بأنّ طاقة عظيمة تحوم حول مَن ينظرون إلى الحياة بأمل».

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

A post shared by Nancy Ajram (@nancyajram)

 

«أرفض الاستسهال، ولا أُصدِر أغنية أشكّ في أمرها 1 في المائة. الأهم من هذا كله، تدخُّلي في التفاصيل كلها! رغم خوف كبير يسبق أي إصدار، أسلّم نفسي للتفكير بإيجابية مطلقة. أؤمن بأنّ طاقة عظيمة تحوم حول مَن ينظرون إلى الحياة بأمل».

الفنانة اللبنانية نانسي عجرم

تُصدِر الألبوم وأيضاً «السنغل»، فكيف ترتّب المسألتين؟ يتغيّر واقع الإنتاج وتتبدّل طرق التسويق، فكيف تتعامل نانسي عجرم مع التغيّرات، وهل توافق على مقولة أنّ الفنان الشجاع والواثق هو وحده مَن يتجرأ على إصدار ألبوم كامل في هذا الزمن السريع؟
تربط الأمر بالتوقيت: «الشطارة في إدراك الوقت المناسب للألبوم والوقت المناسب لـ(السنغل). الألبوم تحدٍ كبير. تتطلّب الأغنية المنفردة جهداً للتحوُّل إلى (هيت)، إنما الألبوم يكلّف جهداً جباراً لتكون جميع أغنياته ضاربة. هذا صعب، لذا أتروّى قبل إصدار الألبومات وأنتظر سنوات، أختار خلالها أغنيات وأستبعدها، مرات ومرات، إلى أن أشعر ببلوغ ما أريده. هنا تتلاشى حاجتي إلى إدخال تعديلات وأتأكد من أنّ الوقت حان لطرحه».

بالنسبة إلى النجمة اللبنانية، فإنّ «واقع الإنتاج عاد إلى التحسّن بعد مراحل قاسية ألمّت بالعالم». تقصد «الكوفيد» وأهواله. «اليوم نستعيد عافيتنا. تصدُر أغنيات كثيرة يلمسني جمالها، وأخرى تحاكي فئات من المستمعين أو تُخصَّص لمناسبة. قد تنجح، إنما لفترة. الأكيد أنها لا تستمرّ، وهذا بديهي».

النجمة اللبنانية نانسي عجرم تتدخّل بكل التفاصيل المتعلّقة بفنّها (حسابها الشخصي)

نجاحات وزحمة وحفلات لا تهدأ، في لبنان وعلى مسارح ضخمة. هذا رائع. لكن ماذا عن نانسي الأم اليوم؟ حين يكبُر الأولاد، يتمدّد الذنب أم يجد ذرائع للتلاشي؟ تحاول ألا تُشعر العائلة بانشغال الأم: «لا أقصّر في بيتي ولا تجاه عملي، وإنْ كلّف ذلك إرهاقي. النجاح المزدوج، الداخلي والخارجي، يمسح تعبي وأعدُّه مكافأة للجهد. كل تلك السنوات علّمتني إدارة المسألتين بشكل أفضل، فأكون نانسي الأم ونانسي الفنانة بالطاقة الكاملة التي أملك».

لكل امرأة مكبّلة، تتدخّل عوامل لإجهاض أحلامها، تقول: «تحرّري مما قد يحدّك. أنتِ قدرات وطموح وموهبة. رافقي المشجّعين والداعمين ومَن يشكّلون لكِ الحماية. أبقي على سقفكِ عالياً وتمسّكي بأهدافكِ. إنْ آمنتِ فيكِ، ستحققين المستحيل».


مقالات ذات صلة

فيروز إن حكت... تسعينُها في بعضِ ما قلّ ودلّ ممّا قالت وغنّت

يوميات الشرق لها في كل بيتٍ صورة... فيروز أيقونة لبنان بلغت التسعين وما شاخت (الشرق الأوسط)

فيروز إن حكت... تسعينُها في بعضِ ما قلّ ودلّ ممّا قالت وغنّت

يُضاف إلى ألقاب فيروز لقب «سيّدة الصمت». هي الأقلّ كلاماً والأكثر غناءً. لكنها عندما حكت، عبّرت عن حكمةٍ بسيطة وفلسفة غير متفلسفة.

كريستين حبيب (بيروت)
خاص فيروز في الإذاعة اللبنانية عام 1952 (أرشيف محمود الزيباوي)

خاص «حزب الفيروزيين»... هكذا شرعت بيروت ودمشق أبوابها لصوت فيروز

في الحلقة الثالثة والأخيرة، نلقي الضوء على نشوء «حزب الفيروزيين» في لبنان وسوريا، وكيف تحول صوت فيروز إلى ظاهرة فنية غير مسبوقة وعشق يصل إلى حد الهوَس أحياناً.

محمود الزيباوي (بيروت)
خاص فيروز تتحدّث إلى إنعام الصغير في محطة الشرق الأدنى نهاية 1951 (أرشيف محمود الزيباوي)

خاص فيروز... من فتاةٍ خجولة وابنة عامل مطبعة إلى نجمة الإذاعة اللبنانية

فيما يأتي الحلقة الثانية من أضوائنا على المرحلة الأولى من صعود فيروز الفني، لمناسبة الاحتفال بعامها التسعين.

محمود الزيباوي (بيروت)
يوميات الشرق فيروز في صورة غير مؤرّخة من أيام الصبا (أرشيف محمود الزيباوي)

فيروز في التسعين... يوم ميلاد لا تذكر تاريخه

منذ سنوات، تحوّل الاحتفال بعيد ميلاد فيروز إلى تقليد راسخ يتجدّد يوم 21 نوفمبر (تشرين الثاني)، حيث تنشغل وسائل الإعلام بمختلف فروعها بهذه المناسبة، بالتزامن

محمود الزيباوي ( بيروت)
خاص فيروز وسط عاصي الرحباني (يمين) وحليم الرومي (أرشيف محمود الزيباوي)

خاص فيروز في التسعين... يوم ميلاد لا تذكر تاريخه

عشية عيدها الـ90 تلقي «الشرق الأوسط» بعض الأضواء غير المعروفة على تلك الصبية الخجولة والمجهولة التي كانت تدعى نهاد وديع حداد قبل أن يعرفها الناس باسم فيروز.

محمود الزيباوي (بيروت)

الأشخاص الغاضبون «أكثر ميلاً للنجاح»... كيف؟

الغضب لا يزال يشكل حافزاً مهماً للنجاح في العالم الحديث (رويترز)
الغضب لا يزال يشكل حافزاً مهماً للنجاح في العالم الحديث (رويترز)
TT

الأشخاص الغاضبون «أكثر ميلاً للنجاح»... كيف؟

الغضب لا يزال يشكل حافزاً مهماً للنجاح في العالم الحديث (رويترز)
الغضب لا يزال يشكل حافزاً مهماً للنجاح في العالم الحديث (رويترز)

كشف أحد علماء الأعصاب أن الأشخاص الغاضبين أكثر ميلاً للنجاح. وقال الدكتور جاي ليشزينر إن الشعور بالغضب قد يكون «محركاً مهماً» للنجاح في العالم الحديث لأنه يدفعنا إلى «إزالة أي تهديدات» وتحقيق أهدافنا، وفقاً لصحيفة «التلغراف».

وأوضح الأكاديمي، وهو أستاذ في علم الأعصاب والنوم في مستشفى كينغز كوليدج في لندن، أن الغضب يمكن أن يخدم «غرضاً مفيداً للغاية» ويمكّن من تحقيق نتائج أكثر ملاءمة.

وفي حديثه ضمن بودكاست Instant Genius، قال الدكتور ليشزينر إن هرمون التستوستيرون يلعب دوراً رئيساً في ذلك، حيث يستجيب الهرمون - الذي تشير بعض الدراسات إلى أنه مرتبط بالعدوانية والغضب - للنجاح.

وتابع «لذا، إذا فزت في رياضة، على سبيل المثال - حتى لو فزت في الشطرنج الذي لا يُعرف بشكل خاص أنه مرتبط بكميات هائلة من العاطفة - فإن هرمون التستوستيرون يرتفع... تقول إحدى النظريات إن هرمون التستوستيرون مهم بشكل أساسي للرجال على وجه الخصوص لتحقيق النجاح».

«شعور مهم»

وحتى في العالم الحديث، لا يزال الغضب يشكل حافزاً مهماً للنجاح، بحسب ليشزينر، الذي أوضح «إذا أعطيت الناس لغزاً صعباً للغاية لحله، وجعلتهم غاضبين قبل أن تقدم لهم هذا اللغز، فمن المرجح أن يعملوا عليه لفترة أطول، وقد يجدون فعلياً حلاً له... لذا، فإن الغضب هو في الأساس عاطفة مهمة تدفعنا إلى إزالة أي تهديدات من هدفنا النهائي».

وأشار إلى أن المشكلة في المجتمعات البشرية تكمن في «تحول الغضب إلى عدوان».

لكن الغضب ليس العاطفة الوحيدة المعرضة لخطر التسبب في الضرر، حيث لاحظ أن مشاعر أخرى مثل الشهوة أو الشراهة، قادرة على خلق مشكلات أيضاً. وتابع «كلها تخدم غرضاً مفيداً للغاية، ولكن عندما تسوء الأمور، فإنها تخلق مشكلات».

ولكن بخلاف ذلك، إذا استُخدمت باعتدال، أكد الدكتور أن هذه الأنواع من المشاعر قد يكون لها بعض «المزايا التطورية».