تركيا توجه تحذيراً للسويد حول ملف انضمامها إلى «الناتو»

إردوغان طالبها بالسيطرة على شوارعها ومكافحة الإرهاب

الرئيس التركي رجب طيب إردوغان مع رئيس الوزراء المجري (الهنغاري) فيكتور أوربان في بودابست الأحد (مكتب رئيس الوزراء المجري - أ.ف.ب)
الرئيس التركي رجب طيب إردوغان مع رئيس الوزراء المجري (الهنغاري) فيكتور أوربان في بودابست الأحد (مكتب رئيس الوزراء المجري - أ.ف.ب)
TT

تركيا توجه تحذيراً للسويد حول ملف انضمامها إلى «الناتو»

الرئيس التركي رجب طيب إردوغان مع رئيس الوزراء المجري (الهنغاري) فيكتور أوربان في بودابست الأحد (مكتب رئيس الوزراء المجري - أ.ف.ب)
الرئيس التركي رجب طيب إردوغان مع رئيس الوزراء المجري (الهنغاري) فيكتور أوربان في بودابست الأحد (مكتب رئيس الوزراء المجري - أ.ف.ب)

وجه الرئيس التركي رجب طيب إردوغان تحذيراً جديداً إلى السويد بشأن مصادقة بلاده على طلب انضمامها إلى حلف شمال الأطلسي (ناتو). وقال إن موقف تركيا سيكون «مغايراً» حال استمرار الاعتداءات على المقدسات الإسلامية وعدم ضبط السويد شوارعها، في إشارة إلى مظاهرات أنصار «حزب العمال الكردستاني» التي تستهدفه بشكل متكرر في استوكهولم.

وقال إردوغان، في تصريحات لصحافيين رافقوه خلال عودته من زيارة للمجر، الاثنين: «لا توجد مكافحة فعّالة للإرهاب في السويد إذا لم يحموا شوارعهم وإذا لم يوقفوا الاعتداءات على مقدساتنا فلا ينبغي أن يأسفوا».

ولفت إردوغان إلى أن إرسال بروتوكولات انضمام السويد إلى «الناتو» إلى البرلمان التركي وتمرير العملية بسرعة «يتناسب طردياً مع وفاء السويد بوعودها». وأضاف: «برلماننا سيقرر هذا الأمر، لا نعلم كم من الوقت ستستغرق مناقشة هذا الموضوع في البرلمان ولجانه المختصة».

وتطالب تركيا السويد بالالتزام بمذكرة تفاهم ثلاثية وقعتاها مع فنلندا على هامش قمة «الناتو» في مدريد العام الماضي بشأن اتخاذ خطوات ضد التنظيمات التي تشكل تهديداً لأمن تركيا، وفي مقدمتها «العمال الكردستاني» و«منظمة فتح الله غولن». كما ربط إردوغان بين إعطاء الموافقة على عضوية السويد في الناتو وإحياء مفاوضات انضمام بلاده إلى الاتحاد الأوروبي.

والأسبوع الماضي، قال وزير العدل التركي، يلماظ تونتش، إن السويد لم توافق، حتى الآن، على أيٍّ من طلبات تسليم 28 إرهابياً تقدمت بها تركيا، مضيفاً: «أرسلنا إلى السويد 28 طلباً لتسليم أشخاص مرتبطين بتنظيمات إرهابية، تم رفض 22 طلباً، من بينها 9 طلبات لتسليم أعضاء في حزب العمال الكردستاني، و8 طلبات لأعضاء في منظمة فتح الله غولن، و5 أعضاء في منظمات إرهابية أخرى». وأضاف أنه تم تقديم 3 طلبات أخرى رُفضت بسبب وفاة المتهمين أو ظروف مشابهة، وهناك 3 طلبات بانتظار الرد، إلا أن القضاء السويدي أبلغ بالفعل عن قرار سلبي بشأن هذه الطلبات.

ولفت تونتش إلى أن السويد تعلن عزمها على أن تصبح جزءاً من «الناتو» وشريكاً لتركيا في الحلف، وستكون هذه القضية على جدول أعمال البرلمان التركي، وسيأخذ البرلمان في الاعتبار جميع التفاصيل الدقيقة في أثناء مناقشة الطلب السويدي الانضمام إلى الحلف.

السويد تنتظر موافقة تركيا على طلب انضمامها إلى حلف «الناتو» (د.ب.أ)

كان الرئيس رجب طيب إردوغان قد أعلن خلال قمة «الناتو»، التي عُقدت في العاصمة الليتوانية فيلنيوس، في يوليو (تموز) الماضي، أن تركيا ستصدق على طلب السويد الانضمام إلى الحلف، لكنه أوضح أن ذلك لن يكون قبل أكتوبر (تشرين الأول) على أقرب تقدير، لأن البرلمان لن ينعقد قبل ذلك. وقال وزير الخارجية السويدي توبياس بيلستروم، إن الانتظار حتى الخريف لن يكون متسقاً مع اتفاق يقضي بأن التصديق يجب أن يتم في أقرب وقت ممكن.

وتتطلب عملية التصديق على انضمام السويد إرسال إردوغان بروتوكول انضمامها إلى البرلمان، حيث يُناقَش أولاً في لجنة الشؤون الخارجية، ثم يُطرح للتصويت، قبل أن ينتقل إلى جلسة عامة للبرلمان. وحال التصديق عليه، يُنشر القرار في الجريدة الرسمية.

وقال وزير العدل التركي: «نتوقع من استوكهولم تسليم الإرهابيين لنا إلا أنه لا يوجد تحرك في هذا الموضوع»، مضيفاً: «منذ يونيو (حزيران)، دخل قانون جديد لمكافحة الإرهاب حيز التنفيذ في السويد، إلا أنه من المعتاد أن تكون صياغة مثل هذه القوانين فضفاضة للغاية، وهو ما يعد أحد أسباب مشكلة حوادث تدنيس القرآن في السويد... ونتوقع أن تتوقف هذه الممارسات».

وخلال زيارة إردوغان للمجر، وهي العضو الثاني في الناتو الذي لا يزال لم يصدق على عضوية السويد، اتفق البلدان على مواصلة تنسيق سياستهما، وإجراء مشاورات بشأن جهود انضمام السويد إلى الحلف في الخريف.

وبحث إردوغان مع رئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان، ورئيسة البلاد كاتالين نوفاك، مسألة انضمام السويد للناتو ومفاوضات انضمام تركيا إلى الاتحاد الأوروبي، وقضايا إقليمية وعالمية.

وقال وزير الخارجية المجري بيتر زيغارتو، الأحد، إن المجر وتركيا ستواصلان تنسيق سياستهما بشأن مطالب السويد الانضمام إلى الناتو، ونظراً لأن برلمانَي البلدين في عطلة، فإن مسألة موعد التصديق ستجري مناقشتها خلال الخريف.

وقالت المجر إنها تتبع خطى تركيا في عملية التصديق، دون أن توضح الأسباب.

وكان إردوغان قد ربط موافقة بلاده على انضمام السويد بإحياء مفاوضات انضمامها إلى الاتحاد الأوروبي، الذي ستتولى المجر رئاسته في النصف الثاني من العام المقبل.

وقال إردوغان إن المجر دولة كانت، تاريخياً، قريبة من تركيا من جوانب مختلفة، و«هي تثبت هذا التقارب مع مواقفها، وعلاقاتنا جيدة، ولدينا هدف زيادة حجم تجارتنا من 3.4 مليار دولار إلى 6 مليارات، آمل أن يؤدي هذا التطور إلى أيام أفضل، وكون المجر ستكون رئيساً للاتحاد الأوروبي لا يأتي بنتيجة وحده، لكن دعم الدول الأعضاء مهم لتحقيق النتيجة».


مقالات ذات صلة

كيف ستتخلص تركيا من منظومة «إس-400» الروسية لإزالة عقوبات «كاتسا»؟

شؤون إقليمية جانب من لقاء الرئيس الأميركي دونالد ترمب ونظيره التركي رجب طيب إردوغان بالبيت الأبيض في 25 سبتمبر الماضي (الرئاسة التركية)

كيف ستتخلص تركيا من منظومة «إس-400» الروسية لإزالة عقوبات «كاتسا»؟

أثارت تصريحات متكررة بشأن اقتراب رفع عقوبات «كاتسا» وإعادتها إلى برنامج تطوير مقاتلات «إف-35» تساؤلاً حول كيفية تخليها عن منظومة الدفاع الجوي الروسية «إس-400».

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
أوروبا الرئيس الروسي فلاديمير بوتين (رويترز)

الكرملين: بوتين لا يريد استعادة الاتحاد السوفيأتي أو مهاجمة «الناتو»

أكد الكرملين، الثلاثاء، أن المزاعم الأوروبية بأن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يريد استعادة الاتحاد السوفياتي خاطئة.

«الشرق الأوسط» (موسكو)
أوروبا نظام «هيمارس» الأميركي (رويترز)

النرويج تعتزم تعزيز دفاعاتها بغواصات وصواريخ لمواجهة روسيا

تعتزم النرويج شراء غواصتين ألمانيتين إضافيتين وصواريخ بعيدة المدى، مع سعي البلد المحاذي لروسيا إلى تعزيز دفاعاته.

«الشرق الأوسط» (أوسلو)
أوروبا الرئيس بوتين محاطاً بيوري أوشاكوف (على يمينه) وكيريل دميترييف خلال المحادثات مع ويتكوف وكوشنر في موسكو أمس (سبوتنيك - أ.ف.ب)

بعد «تعثر» مفاوضات موسكو... تساؤلات عن قدرة إدارة ترمب على كبح اندفاعة بوتين

ماركو روبيو يواصل ضخ رسائل إيجابية، مجدداً التأكيد على «إحراز تقدم» في البحث عن صيغة مقبولة لجميع الأطراف، لكن الأطراف الأوروبية ترى أن الصورة أكثر قتامة

إيلي يوسف (واشنطن)
العالم الأمين العام لحلف شمال الأطلسي مارك روته يتحدث إلى وسائل الإعلام خلال مؤتمر صحافي قبل الاجتماع الوزاري لوزراء خارجية الحلف بمقر «الناتو» في بروكسل اليوم (أ.ف.ب)

روته: نأمل التوصّل إلى وقف النار في أوكرانيا قبل قمة «الناتو» خلال يوليو

قال الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو) مارك روته، اليوم (الثلاثاء)، إنه يأمل في التوصُّل إلى وقف لإطلاق النار بأوكرانيا قبل قمة الحلف المقررة في يوليو.

«الشرق الأوسط» (بروكسل)

آيسلندا تقاطع «يوروفيجن» 2026 احتجاجاً على مشاركة إسرائيل

فرقة تمثل آيسلندا تؤدي أغنية خلال النهائي الكبير لمسابقة الأغنية الأوروبية 2025 في بازل (رويترز)
فرقة تمثل آيسلندا تؤدي أغنية خلال النهائي الكبير لمسابقة الأغنية الأوروبية 2025 في بازل (رويترز)
TT

آيسلندا تقاطع «يوروفيجن» 2026 احتجاجاً على مشاركة إسرائيل

فرقة تمثل آيسلندا تؤدي أغنية خلال النهائي الكبير لمسابقة الأغنية الأوروبية 2025 في بازل (رويترز)
فرقة تمثل آيسلندا تؤدي أغنية خلال النهائي الكبير لمسابقة الأغنية الأوروبية 2025 في بازل (رويترز)

أعلنت هيئة البث العامة في آيسلندا «آر يو في»، اليوم الأربعاء، عدم مشاركة البلاد في مسابقة الأغنية الأوروبية (يوروفيجن)، العام المقبل، بعد أن أجازت الجهة المنظمة للمسابقة، وهي اتحاد الإذاعات الأوروبية، الأسبوع الماضي، مشاركة إسرائيل.

وتواجه ميزانية مسابقة الأغنية الأوروبية ضغطاً محتملاً بعدما قالت إسبانيا وهولندا وآيرلندا وسلوفينيا إنها ستنسحب من دورة العام المقبل احتجاجاً على مشاركة إسرائيل.

وأبرزت المقاطعة المزمعة خلافاً ألقى بظلاله على الدورتين السابقتين. وجاء ذلك بعد تهديدات الدول الأربع بالانسحاب إذا لم تستبعد الجهة المنظمة للمسابقة إسرائيل بسبب الحرب التي شنتها على غزة.

ويثير انسحاب إسبانيا، وهي واحدة من «الخمسة الكبار» الداعمين للمسابقة، واثنتين من أغنى دول أوروبا، احتمال انخفاض دخل الرعاية والمشاهدين لهذه المسابقة حول العالم.

وستستضيف النمسا الدورة التالية في مايو (أيار) المقبل. وقالت هيئة الإذاعة والتلفزيون النمساوية (أو آر إف) إن مقاطعة الدول الأربع سيكون لها تأثير.


في تحدٍّ للاتحاد الأوروبي... المجر لن تقبل «مهاجراً واحداً»

العلم المجري يظهر إلى جانب علم الاتحاد الأوروبي خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)
العلم المجري يظهر إلى جانب علم الاتحاد الأوروبي خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)
TT

في تحدٍّ للاتحاد الأوروبي... المجر لن تقبل «مهاجراً واحداً»

العلم المجري يظهر إلى جانب علم الاتحاد الأوروبي خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)
العلم المجري يظهر إلى جانب علم الاتحاد الأوروبي خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)

كشف جيرجيلي جولياس، مدير مكتب رئيس وزراء المجر، الأربعاء، عن أن المجر لن تنفّذ آلية التضامن المتعلقة بالهجرة المتفق عليها داخل الاتحاد الأوروبي، ولن تقبل «مهاجراً واحداً»، وفق ما ذكرته وسائل إعلام مجرية.

وأدلى جيرجيلي جولياس بهذه التصريحات خلال مؤتمر صحافي في بودابست، مؤكداً من جديد معارضة الحكومة اليمينية طويلة الأمد، لسياسات الاتحاد الأوروبي بشأن الهجرة.

كان وزراء الداخلية والعدل في الاتحاد الأوروبي قد توصلوا، الاثنين، إلى اتفاق بشأن ما تُعرف بآلية التضامن، والتي تشمل نظاماً لتوزيع المهاجرين بين الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي.

وبموجب هذه الآلية، بإمكان الدول التي لا ترغب في استقبال اللاجئين أن تقدم بدلاً من ذلك مساهمات مالية أو دعماً مادياً.

ومن المتوقع أن تدخل هذه الآلية حيز التنفيذ في يونيو (حزيران) 2026. وقال جولياس: «لن ننفذ آلية الهجرة».

وأضاف أن الاتحاد الأوروبي «ليس لديه سلطة لتقرير مع من يجب أن يعيش المجريون»، مشيراً إلى استفتاء عام 2016 الذي رفض خلاله الناخبون ما وصفتها الحكومة بإعادة التوطين القسري للمهاجرين من قبل الاتحاد الأوروبي.

وجرى هذا الاستفتاء بعد عام من ذروة أزمة اللاجئين في 2015، التي أقامت خلالها المجر أسواراً من الأسلاك الشائكة على حدودها مع صربيا وكرواتيا لمنع الهجرة عبر طريق البلقان.


زيلينسكي مستعد لتنظيم انتخابات في أوكرانيا بعد انتقادات ترمب له

قادة «الترويكا الأوروبية» مع الرئيس الأوكراني عند مدخل مقر رئاسة الوزراء البريطانية في لندن الاثنين (أ.ف.ب)
قادة «الترويكا الأوروبية» مع الرئيس الأوكراني عند مدخل مقر رئاسة الوزراء البريطانية في لندن الاثنين (أ.ف.ب)
TT

زيلينسكي مستعد لتنظيم انتخابات في أوكرانيا بعد انتقادات ترمب له

قادة «الترويكا الأوروبية» مع الرئيس الأوكراني عند مدخل مقر رئاسة الوزراء البريطانية في لندن الاثنين (أ.ف.ب)
قادة «الترويكا الأوروبية» مع الرئيس الأوكراني عند مدخل مقر رئاسة الوزراء البريطانية في لندن الاثنين (أ.ف.ب)

رحَّب الكرملين باستعداد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي لإجراء انتخابات في أوكرانيا، ووصف الناطق باسمه، ديمتري بيسكوف، ذلك بـ«الأمر الجديد»، مضيفاً أنه يتماشى مع الدعوات المتكررة من جانب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين. وقال بيسكوف تعقيباً على إعلان زيلينسكي: «سنرى كيف تتطور الأحداث».

وأبدى زيلينسكي، الثلاثاء، استعداده لتنظيم انتخابات في أوكرانيا إن توافرت الظروف الأمنية، عقب توجيه الرئيس الأميركي دونالد ترمب انتقاداً له بهذا الشأن. وقال ترمب: «يتحدثون عن ديمقراطية، لكن الأمور بلغت حداً لم يعد فيه النظام ديمقراطياً».

قادة «الترويكا الأوروبية» مع الرئيس الأوكراني قبل انطلاق اجتماعهم في «10 داوننغ ستريت» بلندن أمس (أ.ف.ب)

وقال زيلينسكي إنه مستعد لإجراء انتخابات خلال 60 إلى 90 يوماً، حتى في ظل استمرار الحرب مع روسيا، إذا تمكنت الولايات المتحدة وأوروبا من ضمان الأمن اللازم لإجراء التصويت، وفقاً لوكالة الأنباء الأوكرانية (إنترفاكس-أوكرانيا).

وكان بوتين قد أعرب منذ العام الماضي عن رأيه بأن ولاية زيلينسكي انتهت، وأنه لم يعد الرئيس الشرعي لأوكرانيا. وأشار ترمب إلى ذلك في مقابلة أجراها معه موقع «بوليتيكو»، كما دعا لإجراء انتخابات في أوكرانيا. وأرجعت كييف إرجاء الانتخابات إلى تطبيق الأحكام العرفية التي تحظر التصويت خلال وقت الحرب.

وأشار زيلينسكي الآن إلى استعداده لطرح تعديل أمام البرلمان الأوكراني من شأنه السماح بإجراء الانتخابات بشرط ضمان الولايات المتحدة والحلفاء الأوروبيين للأمن طوال فترة الانتخابات. وقال زيلينسكي لصحافيين: «لدي الإرادة والاستعداد الشخصي لذلك». وأضاف أن إجراء الانتخابات سيتطلب تعديل قانون الانتخابات الأوكراني، وطلب من نواب كتلته البرلمانية إعداد التعديلات اللازمة.

ويحظر قانون الأحكام العسكرية في أوكرانيا إجراء الانتخابات الرئاسية والبرلمانية والمحلية. وبينما يمكن تعديل القانون نفسه، يسمح الدستور بإجراء الانتخابات البرلمانية فقط بعد رفع الأحكام العسكرية، كما يمنع تعديل الدستور أثناء الحرب.

جانب من اجتماع الرئيس الأميركي دونالد ترمب مع قادة أوروبا حول حرب أوكرانيا يوم 15 أغسطس (إ.ب.أ)

ولم تجرِ أي انتخابات في أوكرانيا منذ بداية الحرب الروسية في فبراير (شباط) 2022، وانتهت فترة ولاية زيلينسكي العادية في مايو (أيار) 2024، بينما انتهت ولاية البرلمان في أغسطس (آب) 2024، وكان من المقرر إجراء الانتخابات المحلية في أواخر أكتوبر (تشرين الأول) 2025. ويعتبر عدم إمكانية إجراء الانتخابات أثناء الأحكام العسكرية أمراً طبيعياً في العديد من الدول.

رأى الكرملين، الأربعاء، أن تصريحات الرئيس الأميركي الأخيرة بشأن أوكرانيا التي قال فيها إن موسكو ستنتصر في الحرب المتواصلة منذ نحو أربع سنوات، وإنه سيتعيّن على كييف التخلي عن أراضٍ، تتوافق مع رؤية روسيا. وأفاد الناطق باسم الكرملين، ديمتري بيسكوف: «بطرق كثيرة، فيما يتعلق بمسألة عضوية الناتو (حلف شمال الأطلسي) ومسألة الأراضي وكيفية خسارة أوكرانيا لأراضٍ، فإنها (تصريحات ترمب) متوافقة مع فهمنا» للوضع، معتبراً أن ما قاله ترمب في المقابلة مع «بوليتيكو» مهم للغاية. وأشار ترمب إلى أن روسيا في موقع تفاوضي أقوى في المباحثات الرامية لوضع حد للحرب بسبب حجم البلاد، وأكد أن أوكرانيا لن تنضم إلى الناتو.

الرئيسان الأميركي والأوكراني خلال اجتماعهما في لاهاي على هامش قمة الحلف الأطلسي 25 يونيو الماضي (د.ب.أ)

كثّفت الولايات المتحدة محادثاتها مع كل من روسيا وأوكرانيا لوضع حد لأسوأ نزاع شهدته أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية. وفي مقابلته مع «بوليتيكو»، قال ترمب إن التوصل إلى اتفاق هو أمر «صعب» وإن «أحد أسباب ذلك هو حجم الكراهية الهائل بين بوتين وزيلينسكي».

وأجرى زيلينسكي، الذي جال في الأيام الأخيرة على عواصم أوروبية لصياغة رد على الخطة الأميركية، الاثنين، محادثات مع قادة أوروبيين في لندن وبروكسل. والثلاثاء، توجّه إلى إيطاليا للقاء بابا الفاتيكان ورئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني. وهناك، صرح زيلينسكي بأنه سيتم تسليم نسخة منقحة من خطة ترمب لإنهاء الحرب في أوكرانيا إلى الأميركيين. وكتب زيلينسكي على «إكس»، الثلاثاء: «المكونات الأوكرانية والأوروبية أصبحت الآن أكثر تقدماً، ونحن مستعدون لعرضها على شركائنا الأميركيين».

الرئيسان الفرنسي إيمانويل ماكرون والأوكراني فولوديمير زيلينسكي بمناسبة زيارة الأخير لباريس في بداية الشهر الحالي (أ.ف.ب)

وتسعى كييف مع حلفائها الأوروبيين لإدخال تعديلات على الخطة الأميركية لإنهاء الحرب التي اعتبروا أن مسودتها الأولى تتبنى جلّ مطالب روسيا. وانتقد ترمب نظيره الأوكراني، الأحد، مؤكداً أنه «لم يطلع» على الخطة الأميركية.

ونقلت هيئة الإذاعة العامة الأوكرانية (ساسبيلني) عن زيلينسكي قوله للصحافيين: «نحن نعمل على مستوى مستشارينا، اليوم وغداً. أعتقد أننا سنسلمها غداً». وقال زيلينسكي إن الاقتراح يتكون من إطار عمل من 20 نقطة «يتم تعديله باستمرار»، ونص منفصل حول الضمانات الأمنية، ووثيقة ثالثة تركز على إعادة الإعمار. وأضاف: «سيدخل هذا حيز التنفيذ عندما تنتهي الحرب أو يتم التوصل إلى وقف لإطلاق النار». وقال زيلينسكي أيضاً إن روسيا لم تظهر أي استعداد لمتابعة السلام، مستشهداً بالهجمات المستمرة على البنية التحتية الأوكرانية.

قال ميكولا كوليسنيك، نائب وزير الطاقة الأوكراني، الأربعاء، إن طائرات روسية مسيَّرة قصفت منظومة نقل الغاز في منطقة أوديسا جنوب أوكرانيا. وأضاف كوليسنيك للتلفزيون الأوكراني: «خلال الأربع والعشرين ساعة الماضية وحدها، رأينا العدو يشن هجمات محددة الأهداف، لا سيما في منطقة أوديسا، بما في ذلك على منظومة نقل الغاز ومنشآتها».

أعلنت الحكومة الفرنسية، الأربعاء، كما نقلت عنها «وكالة الصحافة الفرنسية»، أن «تحالف الراغبين» الذي يضم دولاً داعمة لأوكرانيا سيبحث الخميس «الضمانات الأمنية» لكييف. وقالت المتحدثة باسم الحكومة الفرنسية، مود بريغون: «سيتيح اجتماع غداً للتحالف الذي تترأسه فرنسا والمملكة المتحدة، إحراز تقدم بشأن الضمانات الأمنية لأوكرانيا والمساهمة الأميركية الكبيرة». وأوضح قصر الإليزيه بعد ذلك أن الاجتماع سيُعقد بعد ظهر الخميس عبر الفيديو. وأعلن قادة فرنسا وألمانيا وبريطانيا، الاثنين، في لندن تضامنهم مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، في وقت يواجه فضيحة فساد تطال مدير مكتبه السابق وانتقادات الرئيس الأميركي دونالد ترمب.

المستشار الألماني فريدريتش ميرتس مع الرئيس الأوكراني (أ.ف.ب)

من جانب آخر توقع معهد كيل الألماني للأبحاث، الأربعاء، أن تصل المساعدات العسكرية إلى أوكرانيا إلى أدنى مستوياتها في عام 2025، في ظل عدم قدرة الدول الأوروبية التي تُقدّم الجزء الأكبر منها حالياً على تعويض توقف المساعدات الأميركية.

وأشار رئيس فريق معهد كيل، كريستوف تريبيش، في بيان، إلى أنه «وفقاً للبيانات المتاحة حتى أكتوبر، لم تتمكن أوروبا من إرسال المساعدات بالزخم نفسه كما في النصف الأول من عام 2025». ومعهد كيل معني بتتبع المساعدات العسكرية والمالية والإنسانية التي تم التعهد بتقديمها لأوكرانيا.

قبل قرار ترمب بوقف المساعدات عند عودته إلى البيت الأبيض في مطلع 2025، كانت الولايات المتحدة تُقدّم أكثر من نصف تلك المساعدات العسكرية. وقال المعهد إنه في حين نجحت الدول الأوروبية بالبداية في تعويض ذلك، فإن مساعداتها تراجعت منذ بداية الصيف.

زيلينسكي في روما مع جورجيا ميلوني (إ.ب.أ)

وقال تريبيش: «إذا استمر هذا التباطؤ في الشهرين المقبلين، فسيكون عام 2025 هو العام الذي يشهد أدنى مستوى من المساعدات الجديدة لأوكرانيا» منذ 2022.

في الأشهر العشرة الأولى من عام 2025، خُصصت مساعدات عسكرية لأوكرانيا بقيمة 32.5 مليار يورو، معظمها قدمتها أوروبا. وخلال شهرين فقط، سيحتاج حلفاء أوكرانيا إلى تخصيص أكثر من 5 مليارات يورو للوصول إلى أدنى مستوى سنوي تم تخصيصه في عام 2022 (37.6 مليار يورو)، وأكثر من 9 مليارات يورو للوصول إلى المتوسط السنوي البالغ 41.6 مليار يورو بين عامي 2022 و2024.

مع ذلك، لم يُخصص سوى ملياري يورو شهرياً في المتوسط خلال الفترة من يوليو إلى أكتوبر.

قادة «الترويكا الأوروبية» مع الرئيس الأوكراني عند مدخل مقر رئاسة الوزراء البريطانية في لندن الاثنين (أ.ب)

قال باحثون في المعهد، كما نقلت عنهم «وكالة الصحافة الفرنسية»، إن فرنسا وألمانيا والمملكة المتحدة ضاعفت مساهماتها، بل وربما زادتها بثلاث مرات، بينما انخفض دعم إيطاليا بنسبة 15 في المائة، ولم تُخصص إسبانيا أي مساعدات عسكرية جديدة لعام 2025.

وتسعى المفوضية الأوروبية حالياً إلى استخدام مبالغ من أصول البنك المركزي الروسي المجمدة في الاتحاد الأوروبي والتي تُقدر بنحو 200 مليار يورو، لتمويل قرض لأوكرانيا.

والهدف هو الإفراج عن 90 مليار يورو مبدئياً خلال قمة رؤساء الدول والحكومات المقرر عقدها في 18 ديسمبر (كانون الأول) في بروكسل. إلا أن هذه الخطة المعقدة، التي بموجبها تُقرض مؤسسة يوروكلير المالية الأموال للاتحاد الأوروبي ليُقرضها بدوره لكييف، تواجه معارضة شديدة من بلجيكا التي تخشى ردود فعل انتقامية من روسيا.