الإعصار «هيلاري» يندفع بقوة نحو شمال غرب المكسيك وكاليفورنيا

طلائع الإعصار «هيلاري» تضرب لوس كابوس في المكسيك (أ.ب)
طلائع الإعصار «هيلاري» تضرب لوس كابوس في المكسيك (أ.ب)
TT

الإعصار «هيلاري» يندفع بقوة نحو شمال غرب المكسيك وكاليفورنيا

طلائع الإعصار «هيلاري» تضرب لوس كابوس في المكسيك (أ.ب)
طلائع الإعصار «هيلاري» تضرب لوس كابوس في المكسيك (أ.ب)

تستعد المكسيك لوصول إعصار قوي من ناحية المحيط الهادي ما دفع بالسلطات لإصدار تحذير من فيضانات «كارثية محتملة» في منطقة سياحية بشمال غرب البلاد وولاية كاليفورنيا الأميركية المجاورة.

ويتوقع أن يترافق الإعصار «هيلاري» مع رياح قوية وفيضانات عارمة وظروف مائية «مهددة للأرواح»، حسبما أعلن المركز الوطني الأميركي للأعاصير.

وقالت العاملة في مطعم مارلين هرنانديز (30 عاما) لوكالة الصحافة الفرنسية «مررنا بتجارب مماثلة. نعلم ما قد يحصل لنا. يجب أن نتزود بالسلع الغذائية والأطعمة المعلبة والشموع».

وبلغت سرعة رياح الإعصار 230 كلم في الساعة قبل أن تتراجع قليلا الجمعة، بحسب مركز الأعاصير.

سائحان يمران بمطعم مغلق بسبب العاصفة في كابو سان لوكاس (رويترز)

وصُنف «هيلاري» إعصارا من الدرجة الرابعة، ثاني أقوى الفئات على سلم «سفير - سيمبسون» المؤلف من خمس درجات.

وحذر المركز من احتمال حدوث «فيضانات مهددة للأرواح قد تكون كارثية» في مناطق واسعة من باخا كاليفورنيا وجنوب كاليفورنيا نهاية الأسبوع الحالي ومطلع الأسبوع المقبل.

وأقام الأهالي وعمال في كابو سان لوكاس دعامات حماية ووضعوا أكياس رمل استعدادا لوصول العاصفة فيما كانت الأمواج تتكسر على الشاطئ.

وكان عناصر البحرية يقومون بدوريات على شاطئ كابو سان لوكاس، الوجهة الشهيرة للسياح المكسيكيين والأجانب.

وقالت السائحة الأميركية كاترينا مورغان في منتجع كابو سان لوكاس بشبه جزيرة باخا كاليفورنيا «إننا خائفون قليلا ونحاول التفكير بإيجابية».

وكان الإعصار على مسافة 460 كلم تقريبا جنوب غرب كابو سان لوكاس عند الطرف الجنوبي لباخا كاليفورنيا، بحسب المركز الأميركي للأعاصير.

وقال المركز في توقعاته إن «عين الإعصار هيلاري ستتقدم نحو الساحل الغربي لشبه جزيرة باخا كاليفورنيا في نهاية الأسبوع وستصل جنوب كاليفورنيا بحلول ليل الأحد».

وصدر تحذير من إعصار لمنطقة على الشريط الساحلي في باخا كاليفورنيا تمتد من بونتا أبريوخوس إلى كابو سان كوينتن.

وفي الجانب الأخر من الحدود تراقب السلطات احتمال وصول عاصفة استوائية غير معتادة من حدود كاليفورنيا والمكسيك إلى بوينت موغو في مقاطعة فنتورا وكذلك في جزيرة كاتالينا، بحسب مركز الأعصار.

وتوقع المركز تقلبات في شدة الإعصار تستمر حتى الليلة. وأضاف «يتوقع أن تتراجع شدة (الإعصار) لكن هيلاري سيبقى إعصارا عندما يقترب من الساحل الغربي لباخا كاليفورنيا ليل السبت والأحد. ويتوقع أن تتراجع شدته ليصل إلى عاصفة استوائية بحلول ليل الأحد قبل وصوله إلى جنوب كاليفورنيا».

جنود مكسيكيون على شاطئ ميدانو في لوس كابوس لإبقاء الناس بعيدين عن الخطر (أ.ف.ب)

ترافقت العاصفة مع أمطار وأمواج عاتية في مناطق على طول الساحل الجنوبي الغربي للمكسيك على المحيط الهادئ، ومنها منتجع أكابولكو السياحي الشهير.

وفي الولايات المتحدة يتوقع تساقط ما بين 7 و15 سنتم من الأمطار، مع كميات معزولة تبلغ 25 سنتم، في أجزاء من جنوب كاليفورنيا وجنوب نيفادا. ويحتمل حدوث فيضانات خطيرة إلى كارثية على المستوى المحلي.

وألغيت مباريات دوري البيسبول ودوري كرة القدم المقررة الأحد في المنطقة مع اقتراب العاصفة.

يُذكر أن الأعاصير تضرب المكسيك كل عام على سواحلها الواقعة على المحيطين الهادي والأطلسي، عادة بين مايو (أيار) ونوفمبر (تشرين الثاني). ورغم أن تبعاتها تطال أحيانا ولاية كاليفورنيا، إلا أنه من النادر أن تضرب الأعاصير الولاية الأميركية بقوة عاصفة مدارية.


مقالات ذات صلة

ترمب يتفقد مناطق الإعصار لينتقد بايدن «النائم»… و«تقصير» هاريس

الولايات المتحدة​ المرشح الجمهوري الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب متفقداً الأضرار الناجمة عن إعصار هيلين في جورجيا (أ.ب)

ترمب يتفقد مناطق الإعصار لينتقد بايدن «النائم»… و«تقصير» هاريس

انتقد الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب «نوم» الرئيس جو بايدن و«تقصير» نائبة الرئيس كامالا هاريس عن المناطق التي ضربها بشدة إعصار هيلين في الولايات الجنوبية.

علي بردى (واشنطن)
الولايات المتحدة​ منطقة غمرتها المياه جرّاء الأمطار التي حملها الإعصار هيلين في كارولينا المالية السبت الماضي (أ.ف.ب)

البيت الأبيض: حصيلة الإعصار «هيلين» قد ترتفع إلى 600 قتيل

أعلنت ولايات ألاباما وفلوريدا وجورجيا وكارولينا الشمالية وكارولينا الجنوبية وتينيسي حالة الطوارئ الفيدرالية؛ لاحتواء أضرار الإعصار «هيلين».

«الشرق الأوسط» (سيدر كيز - الولايات المتحدة)
الولايات المتحدة​ جانب من الفيضانات في ولاية شمال كارولينا (إ.ب.أ)

«هيلين» يتسبب في يوم آخر مميت من الفيضانات في جنوب الولايات المتحدة

تهدد مياه الفيضانات بإلحاق مزيد من الأضرار في ولايتي جورجيا وساوث كارولينا، بينما يعاني جنوب الولايات المتحدة من آثار إعصار هيلين.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الولايات المتحدة​ تسببت الأمطار الغزيرة الناجمة عن الإعصار «هيلين» في حدوث فيضانات وأضرار قياسية في كارولينا الشمالية (أ.ف.ب)

الإعصار «هيلين» يقتل 63 شخصاً على الأقل في الولايات المتحدة

ارتفعت حصيلة القتلى جراء الإعصار «هيلين» إلى 63 شخصاً على الأقل، وفقاً للسلطات التي أشارت إلى أن ملايين الأميركيين في 10 ولايات لا يزالون من دون تيار كهربائي.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الاقتصاد سكان يسحبون الأشجار المتساقطة بالحبال بعد إعصار «ياغي» في فيتنام (رويترز)

فيتنام تتكبد خسائر اقتصادية جراء «ياغي» تبلغ 3.3 مليار دولار

ذكرت وسائل إعلام رسمية، السبت، أن فيتنام تكبدت خسائر اقتصادية بلغت 3.3 مليار دولار نتيجة الإعصار «ياغي» المدمر الذي اجتاح شمال البلاد في وقت سابق من هذا الشهر.

«الشرق الأوسط» (هانوي)

هايتي تنشر قوات إضافية بعد مقتل 70 شخصاً في هجوم لعصابة

ضباط كينيون خلال دورية لحفظ الأمن في بور أو برنس بهايتي (رويترز)
ضباط كينيون خلال دورية لحفظ الأمن في بور أو برنس بهايتي (رويترز)
TT

هايتي تنشر قوات إضافية بعد مقتل 70 شخصاً في هجوم لعصابة

ضباط كينيون خلال دورية لحفظ الأمن في بور أو برنس بهايتي (رويترز)
ضباط كينيون خلال دورية لحفظ الأمن في بور أو برنس بهايتي (رويترز)

نشرت الحكومة في هايتي، الجمعة، وحدات شرطة متخصصة لمكافحة العصابات، غداة اعتداء دامٍ شمال غربي العاصمة بور أو برانس، قالت الأمم المتحدة إنه أسفر عن سقوط 70 قتيلاً على الأقل.

ووقع الهجوم في وقت مبكر من يوم الخميس، في بلدة بون سوندي، على بعد نحو 100 كيلومتر من العاصمة، وتم فيه إحراق عشرات المنازل والمركبات، بعد أن أطلق أفراد العصابة النار، وفقاً لـ«وكالة الصحافة الفرنسية».

يأتي هذا في وقت تحاول فيه مهمة شرطية دولية بقيادة كينية، إعادة فرض السيطرة الحكومية في هايتي، التي تعاني منذ سنوات اضطرابات أمنيّة وسياسيّة واقتصاديّة واجتماعيّة وكوارث طبيعيّة.

وتفاقم الوضع في البلاد منذ أواخر فبراير (شباط)، عندما شنّت عصابات مسلّحة هجمات منسّقة على مراكز الشرطة والسجون والمقارّ الحكوميّة، في محاولة لإطاحة رئيس الوزراء السابق أرييل هنري الذي كان قد عُيّن قبل أيّام من اغتيال الرئيس جوفينيل مويز في 2021.

وقالت المفوضية السامية لحقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة، في بيان، إن «أعضاء في عصابة (غران غريف) مزودين بنادق آلية، أطلقوا النار على الناس، وقتلوا 70 شخصاً على الأقل، بينهم نحو 10 نساء و3 رضّع».

ورأى مكتب رئيس وزراء هايتي، في بيان، أن «هذا العمل العنيف الأخير، الذي يستهدف المدنيين الأبرياء، غير مقبول، ويتطلب استجابة عاجلة وصارمة ومنسقة من الدولة».

وشدد البيان على أن الشرطة الوطنية «ستكثّف جهودها»، مضيفاً أن «عناصر من وحدة مكافحة العصابات المؤقتة تم نشرهم بوصفهم تعزيزات لدعم الفرق الموجودة بالفعل على الأرض».

وأفادت متحدثة باسم إحدى منظمات المجتمع المدني المحلية وسائل الإعلام الهايتية، بأن الهجوم جاء بعدما أصدر زعيم عصابة «غران غريف» لوكسون إيلان، تهديدات ضد من يرفضون دفع خوات للعصابة لاستخدام طريق سريعة قريبة.

وقالت بيرتيد هوراس لإذاعة «راديو ماجيك 9»: «لقد أعدموا العشرات من السكان، أصيب جميع الضحايا تقريباً برصاصة في الرأس».

وأوضحت أن «عناصر الشرطة المنتشرين في مكان قريب، والذين يعانون على ما يبدو نقصاً في العدد والعدة، لم يبدوا أي مقاومة حيال المجرمين، وفضّلوا الاحتماء» على الدفاع عن الناس.

وبحسب الأمم المتحدة، «أصيب 16 شخصاً على الأقل بجروح خطرة، من بينهم اثنان من أفراد العصابة أصيبا خلال تبادل لإطلاق النار مع الشرطة الهايتية».

ويشتبه في أن أفراد العصابة «أضرموا النار في 45 منزلاً و34 مركبة على الأقل»، ما أجبر السكان على الفرار.

جريمة «شنيعة»

وأعلن مكتب رئيس الوزراء أنه تمّ إرسال قوات أمن إضافية، تدعمها بعثة الشرطة الدولية بقيادة كينيا، إلى بون سوندي ليل الخميس - الجمعة. وأشار إلى أن الهجوم وقع عند الساعة الثالثة فجراً صباح الخميس.

وأكد رئيس الوزراء غاري كونيل أن «الجريمة الشنيعة التي ارتُكبت ضد النساء والرجال والأطفال العزّل ليست هجوماً على هؤلاء الضحايا فحسب، بل على الأمة الهايتية بأكملها».

والأسبوع الماضي، أعلنت الأمم المتحدة أن 3661 شخصاً على الأقل قضوا منذ يناير (كانون الثاني)، في هايتي، حيث يستشري عنف العصابات.

وتسيطر عصابات على مساحة واسعة من العاصمة بور أو برنس، وتُتهم بارتكاب انتهاكات كثيرة، مثل القتل والاغتصاب والنهب والخطف للحصول على فدية.

وتتقاطع مصالح كثير من السياسيين مع العصابات في هايتي. وأعلنت وزارة الخزانة الأميركية، الأسبوع الماضي، فرض عقوبات على أحد أعضاء البرلمان الهايتي عن دائرة تتبع لها بون سوندي، على خلفية تقديمه مساعدات لعصابة «غران غريف» مكافأة لها على دعمه في الفوز بانتخابات عام 2016.