«التحالف» و«قسد» يقتلان زعيم «داعش» في المنطقة الشرقية

قائد «العزم الصلب»: نراقب من كثب الهجمات التي نفذها التنظيم ضد قوات النظام السوري

صورة من حملة أمنية داخل مخيم الهول في مارس الماضي (الشرق الأوسط)
صورة من حملة أمنية داخل مخيم الهول في مارس الماضي (الشرق الأوسط)
TT
20

«التحالف» و«قسد» يقتلان زعيم «داعش» في المنطقة الشرقية

صورة من حملة أمنية داخل مخيم الهول في مارس الماضي (الشرق الأوسط)
صورة من حملة أمنية داخل مخيم الهول في مارس الماضي (الشرق الأوسط)

نفذت قوات التحالف الدولي و«قوات سوريا الديمقراطية (قسد)»، عملية نوعية ليل الأربعاء - الخميس في مدينة الرقة شمال سوريا، انتهت بمقتل قيادي بارز في تنظيم «داعش» الإرهابي.

وقال مدير المركز الإعلامي لـ«قسد»، فرهاد شامي، إن وحدات مكافحة الإرهاب التابعة لقوات «قسد»، وبمشاركة وتنسيق من قوات التحالف وتغطية جوية من طيرانها الحربي، نفذت عملية أمنية محكَمة في مركز مدينة الرقة «استهدفت متزعماً مرموقاً في تنظيم (داعش) الإرهابي يُدعى إبراهيم العلي الملقب بـ(أبي مجاهد)، وهو المسؤول الأول العام في المنطقة الشرقية»، موضحاً أن العملية نفذت بعد مراقبة دقيقة ومستمرة لتحركات القيادي الإرهابي إلى حين تحديد مكان وجوده «حيث اقتحمنا المبنى الذي كان يتحصن فيه الإرهابي، وبدأ بإطلاق النار على عناصر وحداتنا، ما اضطررنا للتعامل مع الوضع وفتحت وحداتنا النار مباشرة عليه بالرد بالمثل، ما أدى إلى مقتله». وصادرت وحدات مكافحة الإرهاب كميات من الأسلحة والمعدات العسكرية والذخائر كانت بحوزة القيادي الإرهابي عند اقتحام المبنى الذي كان يقيم فيه.

وأشار شامي إلى أن القوات تمكنت منذ بداية العام الحالي من إلقاء القبض على عشرات العناصر البارزين «ممن يُشتبه في انتمائهم للخلايا النائمة والنشطة الموالية للتنظيم، بينهم قادة ومتزعمون في نقل الأسلحة وشبكات تهريب وعناصر داعمة تمول شبكات التنظيم المالية السرية». وأضاف أن القوات، وبتنسيق عالٍ مع قوات التحالف، «تجمع المعلومات وتطابق البيانات وتتعقب الخلايا النشطة بعد نجاح هذه العمليات الأمنية، لتعطيل شبكات (داعش) للحد من اختراقاتها الأمنية وإيقاف تهديداتها».

صورة أرشيفية لدورية مشتركة لـ«التحالف» و«قسد» (المرصد السوري لحقوق الإنسان)
صورة أرشيفية لدورية مشتركة لـ«التحالف» و«قسد» (المرصد السوري لحقوق الإنسان)

هذه العملية جاءت بعد أيام على تأكيد خبراء من الأمم المتحدة لمجلس الأمن، أن تنظيم «داعش» لا يزال يقود ما بين 5000 و7000 عنصر مسلح في مناطق سيطرته سابقاً في كل من سوريا والعراق، مراهناً على الأطفال في مخيم الهول شرق مدينة الحسكة.

وذكر الخبراء الذين يراقبون العقوبات المفروضة على التنظيم المتطرف في تقرير نشرته وكالة الأمم المتحدة للأخبار الاثنين الماضي، إنه خلال النصف الأول من عام 2023 ظل التهديد الذي يشكله «داعش» مرتفعاً في الأغلب في مناطق الصراع.

وأكد الخبراء في تقريرهم أنه رغم الخسائر الفادحة التي مُني بها «داعش» وتراجع نشاطه في سوريا فلا يزال خطر عودته للظهور قائماً، وأوضحوا أن «الجماعة قامت بتكييف استراتيجيتها والاندماج مع السكان المحليين، وتوخي الحذر في اختيار المعارك التي يتوقع أن تؤدي إلى خسائر محدودة»، وكيف تعمل على إعادة تنظيم صفوفها وتجنيد المزيد من المسلحين الجدد من المخيمات في شمال شرقي سوريا ومن المجتمعات الضعيفة، بما في ذلك من الدول المجاورة رغم تعمده خفض مستوى عملياته لتسهيل التجنيد وإعادة التنظيم.

صورة من حملة أمنية داخل مخيم الهول في مارس الماضي (الشرق الأوسط)
صورة من حملة أمنية داخل مخيم الهول في مارس الماضي (الشرق الأوسط)

«التحالف» يراقب «داعش»

في سياق متصل، قال قائد قوة المهام المشتركة لعملية «العزم الصلب» في «التحالف الدولي»، الجنرال ماثيو ماكفارلين، في إحاطة صحافية نُشِرت الخميس، إن التحالف يركز بالحرب على «داعش» وعدم الاستقرار الذي يمكن أن يسببه مقاتلوه إذا استعادوا أو زادوا أعدادهم لخلق تهديد أكبر، لافتاً إلى أن آخر عملية كبيرة نفذها عناصر التنظيم كانت بداية العام الماضي 2022، عندما هاجموا سجن غويران في مدينة الحسكة. وقال: «منذ ذلك الحين لم يكن لدى مقاتلي التنظيم القدرة على تنفيذ عمليات مماثلة... أعتقد هذا يشير إلى فعالية جميع شركائنا، بمن فيهم (قوات سوريا الديمقراطية)».

ورغم هزيمتها العسكرية، تمكنت خلايا «داعش» من تنفيذ عمليات دموية بين الحين والآخر، وشنت في 7 من شهر أغسطس (آب) الحالي هجوماً ضد قوات النظام السوري والميليشيات الموالية له، وقتلت 10 جنود بعد استهداف حاجز عسكري جنوب مدينة الرقة (شمال سوريا). وفي 11 من هذا الشهر، استهداف عناصر التنظيم حافلة عسكرية للقوات النظامية في بادية الميادين بريف دير الزور الشرقي (شرق البلاد)، أدت إلى مقتل 33 جندياً.

وأكد الجنرال ماكفارلين أن التحالف يراقب من كثب الهجمات التي نفذتها خلايا نشطة موالية لـ«داعش» في مناطق سيطرة النظام السوري. وقال: «لم نشهد أي هجمات كبيرة مثلها في المناطق التي يسيطر عليها التحالف»، معرباً عن أمله في أن تتمكن قوات النظام من التصدي لعناصر التنظيم في مناطق سيطرته جنوب نهر الفرات وشرقه، مضيفاً: «نركز على الاستقرار والأمن في المناطق التي يسيطر عليها التحالف، وندعم شركاءنا وهم يواصلون جهودهم لضمان عدم ظهور (داعش) مرة أخرى».

ونوه قائد عملية العزم الصلب إلى انخفاض أعداد القاطنين في «مخيم الهول» من 53 ألفاً العام الماضي إلى 48 ألفاً هذا العام «بسبب عمل العديد من شركائنا لإعادة مواطنيهم، بما في ذلك العراق».

وختم ماكفارلين كلامه قائلاً إن «جزءاً مهماً من هزيمة (داعش) على المدى الطويل معالجة الظروف في (مخيم الهول) لضمان إمكانية تقديم المساعدات الإنسانية اللازمة».


مقالات ذات صلة

باريس تنبه دمشق بأنها تحت المجهر والتعامل معها مرهون بأدائها

المشرق العربي الرئيس السوري المؤقت أحمد الشرع يوقع الخميس على الإعلان الدستوري للبلاد وإلى جانبه وزير الخارجية أسعد الشيباني في القصر الرئاسي في دمشق (أ.ف.ب)

باريس تنبه دمشق بأنها تحت المجهر والتعامل معها مرهون بأدائها

ربطت باريس استمرار العمل برفع العقوبات أو التخلي عن عقوبات جديدة بمحاكمة المسؤولين عن المجازر الأخيرة في سوريا.

ميشال أبونجم (باريس)
شؤون إقليمية مقاتل من فصيل «الجيش الوطني السوري» المدعوم من تركيا يراقب عموداً من الدخان يتصاعد بعد قصف على موقع قرب سد تشرين في محيط منبج شرق محافظة حلب شمال سوريا في 10 يناير 2025 (أ.ف.ب)

تركيا متمسكة بإخراج المقاتلين الأجانب من سوريا

أكدت تركيا اليوم (الخميس) أنه يجب على «الإرهابيين» إلقاء السلاح، وضرورة إخراج المقاتلين الأجانب من سوريا.

«الشرق الأوسط» (أنقرة)
المشرق العربي احتفالات في القامشلي بعد توقيع «قسد» ودمشق اتفاق اندماج الاثنين الماضي

تشكيل لجنة لتنفيذ اتفاق الحكومة السورية مع قوات سوريا الديمقراطية

أفادت تقارير إعلامية (الخميس)، بتشكيل لجنة مركزية معنية بالعمل على تنفيذ اتفاق الحكومة السورية مع قوات سوريا الديمقراطية (قسد).

شؤون إقليمية أحد عناصر قوات الأمن السورية في نقطة حراسة ببلدة عين شقاق التابعة للاذقية (أ.ف.ب)

الجيش التركي: نراقب تنفيذ «اتفاق الشرع - عبدي» من كثب

قال مسؤول عسكري تركي إن بلاده ستُراقب من كثب تنفيذ الاتفاق بين الإدارة السورية و«قسد»، وتتمسك بموقفها بشأن حل وحدات حماية الشعب الكردية ومكافحة الإرهاب في سوريا

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
المشرق العربي شوارع القامشلي بمحافظة الحسكة شمال شرقي سوريا تتزيّن ابتهاجاً بالاتفاق بين إدارة دمشق و«قسد» (رويترز)

مصادر عسكرية تركية: عملياتنا في شمال سوريا مستمرة حسب التطورات

قالت مصادر عسكرية إن القوات التركية ستواصل وجودها في سوريا، وستتابع التطورات بعد الاتفاق بين الإدارة السورية و«قسد»، وستتدخل حال وجود أي تهديد.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)

الأونروا تحذّر من حرمان جيل كامل من الأطفال الفلسطينيين من التعليم إذا انهارت

فيليب لازاريني المفوض العام لوكالة الأونروا في غزة (أ.ف.ب)
فيليب لازاريني المفوض العام لوكالة الأونروا في غزة (أ.ف.ب)
TT
20

الأونروا تحذّر من حرمان جيل كامل من الأطفال الفلسطينيين من التعليم إذا انهارت

فيليب لازاريني المفوض العام لوكالة الأونروا في غزة (أ.ف.ب)
فيليب لازاريني المفوض العام لوكالة الأونروا في غزة (أ.ف.ب)

حذّر فيليب لازاريني، المفوّض العام لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) الخميس من أنّ انهيار الوكالة سيتسبّب بحرمان جيل كامل من الأطفال الفلسطينينين من التعليم «ما سيؤدّي لزرع بذور مزيد من التطرّف».

وقال لازاريني لوكالة الصحافة الفرنسية إنّ هناك «خطرا حقيقيا يتمثّل بانهيار الوكالة وانفجارها» إذا ما استمرّت ضائقتها المالية الشديدة. وأضاف أنّه إذا انهارت الأونروا «فإننا بالتأكيد سنضحّي بجيل من الأطفال الذين سيحرَمون من التعليم المناسب».

ومنذ أكثر من سبعة عقود، تُقدّم الأونروا إلى اللاجئين الفلسطينيين مساعدات أساسية وإنسانية وخدمية مثل التعليم والرعاية الصحية. ووصف لازاريني الأونروا بأنّها «شريان حياة» لنحو ستة ملايين لاجئ فلسطيني يتوزّعون على قطاع غزة والضفة الغربية ولبنان والأردن وسوريا.

وكان لازاريني قال الاثنين إنّه لا يمكن استبدال الأونروا إلا بمؤسسات فلسطينية، بعدما أعلنت إسرائيل أنها تشجع منظمات أخرى على «تولّي المسؤولية» في غزة. وقال لازاريني الاثنين خلال مؤتمر صحافي في جنيف «إن البديل ليس منظمة غير حكومية، وليس منظمة أخرى تابعة للأمم المتحدة»، مشددا على أنّ «البديل الوحيد القابل للاستمرار هو (...) المؤسسات الفلسطينية التابعة للدولة الفلسطينية».

وفي قطاع غزة الذي دمّرته الحرب التي استمرت 15 شهرا، توظف الأونروا 13,000 شخص وتدير عمليات إنسانية لمنظمات أخرى. وفي نهاية يناير (كانون الثاني) علّقت إسرائيل عمل الأونروا على أراضيها بموجب قانون أقِرّ في أكتوبر (تشرين الأول) يحظر نشاط الوكالة في الضفة الغربية المحتلة وقطاع غزة. وتتّهم السلطات الإسرائيلية موظفين في الأونروا بالتورط في هجوم 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023.

ودفعت هذه الاتهامات كبار المانحين إلى تعليق تمويلهم الوكالة. وخلص تحقيق أجرته الأمم المتحدة في أغسطس (آب) إلى أن تسعة من موظفي الأونروا «ربما كانوا متورطين» في الهجوم. والخميس، قال لازاريني «نحن نقدّم في المقام الأول خدمات شبيهة بالخدمات الحكومية». وأضاف «من هنا فأنا لا أرى أيّ منظمة غير حكومية أو وكالة أممية تتدخل فجأة لتقديم خدمات عامة».

وحذّر المسؤول الأممي من أنّ فقدان الخدمات التعليمية التي تقدمها الأونروا قد تكون عواقبه وخيمة. وقال «إذا حرمتَ 100 ألف فتاة وصبي في غزة، على سبيل المثال، من التعليم، وإذا لم يكن لديهم مستقبل، وإذا كانت مدرستهم مجرد يأس ويعيشون بين الأنقاض، فأنا أقول لك إنّنا نزرع بذلك بذور مزيد من التطرف». وأضاف «أعتقد أنّ هذه وصفة لكارثة».