يتأمل غوردون مانغوس صفحة المياه الهادئة والضفة المكسوة بالحصا، موضحاً في حديث لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، أنه لم يسبق له أن رأى مستوى المياه في بحيرة لوخ نيس، أشهر بحيرات أسكوتلندا، متدنياً إلى هذا الحد لفترة طويلة كهذه؛ ويقول إن شهر يوليو (تموز) حطّم أرقاماً قياسية للحرارة في أسكوتلندا، «إننا معتادون على المطر، ولم نعتد على فترات جفاف كهذه».
وتؤكّد البيانات الصادرة في مايو (أيار) عن الوكالة الأسكتلندية لحماية البيئة أقوال الرجل الثمانينيّ، إذ تشير إلى أن المياه العذبة في البحيرة الكبرى في أسكوتلندا من حيث حجمها، تراجعت إلى أدنى مستوياتها منذ عقود، كما لم يسبق لها أن كانت ضحلة كما هي عليه اليوم.
والوضع مماثل في مناطق أخرى، ومنها هايلاندز، حيث يُبدي الخبراء مخاوف حيال مطلع عام على قدر خاص من الجفاف.
من جانبه، يوضح نايثن كريتشلو، مسؤول المياه والتخطيط في الوكالة الحكومية، قائلاً: «يعتقد الجميع أن أسكوتلندا منطقة رطبة، لكن موجات الجفاف تزداد تواتراً نتيجة التغيّر المناخي»، ويضيف أنه خلال الفترة الممتدة حتى 2050 «نتوقع مستويات للمياه متدنية للغاية كل سنتين تقريباً»، مؤكداً أن «مناخها يتبدّل وبدأنا نلمس العواقب».
وإن خفّف هطول المطر مجدداً من حدّة المشكلة في بعض أنحاء أسكوتلندا في الأسابيع الأخيرة، إلا أن الوكالة الأسكتلندية لحماية البيئة أوضحت أن مستوى المياه يبقى متدنياً، وصولاً إلى «نقطة حرجة» في بعض المناطق.
وتتوقع الأرصاد الجوية البريطانية فترة أكثر جفافاً جديدة في نهاية الصيف، ويحذّر الخبراء أن على السكان والشركات في هذه المناطق الاستعداد لفترات شحّ في المياه وفيضانات.
وأفادت لجنة التغير المناخي، الهيئة الاستشارية التي تعين الحكومة البريطانية أعضاءها، أن السنوات الـ10 الأكثر حرّاً التي سُجلت حتى الآن في أسكوتلندا حصلت كلها منذ 1997.
وكان متوسط درجات الحرارة بين 2010 و2019 أعلى بنحو 0.7 درجة من المتوسط بين 1961 و1990.