القمة الأردنية الإماراتية بحثت ملف الأزمة السورية وقضايا المنطقة

توسيع التعاون الاستراتيجي بين البلدين في المجالات الاقتصادية والشراكات الاستثمارية والتنموية

استقبال الملك عبد الله الثاني لرئيس دولة الإمارات الشيخ محمد بن زايد في عمان الأربعاء (أ.ف.ب)
استقبال الملك عبد الله الثاني لرئيس دولة الإمارات الشيخ محمد بن زايد في عمان الأربعاء (أ.ف.ب)
TT

القمة الأردنية الإماراتية بحثت ملف الأزمة السورية وقضايا المنطقة

استقبال الملك عبد الله الثاني لرئيس دولة الإمارات الشيخ محمد بن زايد في عمان الأربعاء (أ.ف.ب)
استقبال الملك عبد الله الثاني لرئيس دولة الإمارات الشيخ محمد بن زايد في عمان الأربعاء (أ.ف.ب)

لا تبتعد مضامين زيارة الرئيس الإماراتي الشيخ محمد بن زايد إلى الأردن، عن طبيعة التفاهمات التي تجمع البلدين على عدة صعد أبرزها الملف الفلسطيني والأزمة السورية، إلى جانب البحث في الشراكات الاقتصادية الاستراتيجية والفرص الاستثمارية الإماراتية في مجالات مختلفة.

وتنطلق التفاهمات بين عمان وأبوظبي، من ثوابت حل القضية الفلسطينية و الدعوة إلى تحقيق السلام العادل والشامل على أساس حل الدولتين، ومواجهة الانتهاكات المستمرة لحكومة اليمين المتطرف في تل أبيب، والتعامل مع الاستفزازات المستمرة المتمثلة في اقتحامات المسجد الأقصى ومحاولات اليمين المتشدد تغيير الوضع القائم في القدس زمانيا ومكانيا.

وإن اكتسبت الزيارة أهميتها، بصفتها الزيارة الأولى للشيخ محمد بن زايد آل نهيان إلى العاصمة الأردنية عمان، بعد توليه مقاليد الحكم لدولة الإمارات العربية المتحدة، فإنها ركزت بحسب مصادر سياسية تحدثت إلى «الشرق الأوسط»، على «تفاصيل أوسع وأشمل فيما يتعلق بالملف السوري، وسبل تنفيذ تفاهمات عمان، قبيل اجتماع مقبل للجنة العربية الخاصة بالملف السوري».

وهنا تراهن عمان على الأسبقية التي حققتها أبوظبي في عودة العلاقات الطبيعية بالنظام السوري، والانفتاح السياسي الذي قادته الشقيقة الإماراتية تجاه نظام الأسد وتبادل الزيارات على مستوى قيادة البلدين. فعلى الرغم من استمرار فتح السفارة الأردنية في دمشق، فإن العلاقات شهدت فتورا واضحا، حتى مع استمرار الدعوة الأردنية الرسمية للحل السياسي للأزمة السورية، بالتزامن مع وضع حد للمعاناة الإنسانية التي عاشها السوريون على مدى سنوات الحرب، في وقت شكلت فيه تلك الظروف مجتمعة، قلقا أمنيا على الحدود المشتركة بين البلدين وتهديدات مستمرة عبر تهريب المخدرات والسلاح.

زخم لاتفاق عمان

وفي السياق، فإن الأردن يسعى لمنح «اتفاق عمان» زخما أكبر من خلال تفعيل مبدأ المبادرة العربية، للتعامل مع الأزمة السورية وحث دمشق على استكمال مسار «خطوة مقابل خطوة» الذي طرحه وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي. وتداعى وزراء خارجية السعودية ومصر والعراق والأردن وسوريا، في اجتماع الرياض وجدة وعمان، بين شهري أبريل (نيسان) ومايو (أيار) الماضيين، حيث ركز الاتفاق على المضي ضمن أولويات ومسارات تراتبية في الحل الإنساني والأمني والسياسي.

مؤتمر صحافي في دمشق لوزير الخارجية السوري ونظيره الأردني يوليو الماضي (أ.ف.ب)

ومؤخرا، رفع الأردن من وتيرة تصريحاته حيال ضرورة «العودة الطوعية للاجئين للسوريين»، بعد تأمين شروط العودة والحياة الآمنة في بلدهم. إذ يستضيف الأردن نحو 600 ألف لاجئ مسجل في المفوضية السامية لشؤون اللاجئين الدولية، في وقت يقيم على الأراضي الأردنية ضعف هذا الرقم من السوريين في مختلف مناطق المملكة. وتشتكي الدول المضيفة للاجئين، من تراجع حجم المساعدات وارتفاع الفاتورة التعليمية والصحية والضغط على البنية التحتية.

توسيع التعاون الاستراتيجي

وكان الديوان الملكي أصدر بيانا صحفيا قال فيه، إن الزعيمين عقدا مباحثات ثنائية تبعتها موسعة. وأكدا اعتزازهما بعمق العلاقات الأخوية والتاريخية التي تجمع البلدين والشعبين الشقيقين، والحرص على توطيدها.

وجاء في البيان، أن القيادتين بحثتا آليات توسيع التعاون الاستراتيجي بين البلدين، خصوصا في المجالات الاقتصادية والشراكات الاستثمارية والتنموية.

وداع الملك عبد الله الثاني والأمير الحسين للشيخ محمد بن زايد في ختام زيارة رسمية (وكالة الأنباء الأردنية)

وبحسب البيان الصحفي، فإن الزعيمين جددا تأكيدهما على إدامة التنسيق والتشاور حول القضايا ذات الاهتمام المشترك، تحقيقا لمصالح البلدين وخدمة للقضايا العربية وتعزيز أمن المنطقة واستقرارها.

وفيما أشاد العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، بدور دولة الإمارات العربية المتحدة في الدفاع عن القضايا العربية في مجلس الأمن، بصفتها عضوا غير دائم فيه، أكد الشيخ محمد بن زايد، أن البلدين الشقيقين تجمعهما رؤى مشتركة لتحقيق التنمية المستدامة لشعبيهما وترسيخ السلام والاستقرار والازدهار لشعوب المنطقة كافة.

وتطرقت المباحثات بحسب البيان الرسمي، إلى مجمل قضايا المنطقة والعالم، وفي مقدمتها القضية الفلسطينية ومساعي تحقيق السلام العادل والشامل على أساس «حل الدولتين»، فضلا عن جهود التوصل إلى حلول سياسية للأزمات الإقليمية والدولية.


مقالات ذات صلة

ترمب يراهن على اتخاذ نتنياهو « قرارات جريئة» تنهي الحرب

المشرق العربي صورة مركبة للرئيس الأميركي دونالد ترمب ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو (أ.ف.ب)

ترمب يراهن على اتخاذ نتنياهو « قرارات جريئة» تنهي الحرب

تؤكد أوساط سياسية في تل أبيب أن الرسالة الأساسية التي ستسمعها إسرائيل من إدارة ترمب المقبلة تحمل مطلباً جازماً بإنهاء الحرب.

نظير مجلي (تل أبيب)
المشرق العربي مستوطنون إسرائيليون في مستوطنة إيفياتار بالضفة الغربية (أ.ب)

هل يحقق ترمب حلم الضم الإسرائيلي؟

انضم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى وزرائه المنادين بفرض السيادة الإسرائيلية على الضفة الغربية العام المقبل بعد تولي دونالد ترمب منصبه.

كفاح زبون (رام الله)
المشرق العربي مركبة عسكرية إسرائيلية تعمل أثناء مداهمة إسرائيلية في طوباس بالضفة الغربية المحتلة 9 نوفمبر 2024 (رويترز)

مصر تدين تصريحات سموتريتش: إصرار إسرائيلي على تبني سياسة الغطرسة

أدانت مصر بـ«أشد العبارات التصريحات المتطرفة لبتسلئيل سموتريتش الداعية إلى فرض السيادة الإسرائيلية والتوسع الاستيطاني في الضفة الغربية».

«الشرق الأوسط» (القاهرة )
المشرق العربي جندي إسرائيلي يوجه بندقيته خلال مداهمة إسرائيلية في طولكرم شمال الضفة الغربية المحتلة (أ.ف.ب)

إصابة جنديين في عملية دهس بالضفة الغربية

قالت صحيفة «هآرتس» الإسرائيلية، اليوم (الاثنين)، إن جنديين أصيبا في عملية دهس ببلدة الخضر بالضفة الغربية.

«الشرق الأوسط» (تل أبيب)
المشرق العربي صورة مركبة للرئيس المنتخب دونالد ترمب ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو (أ.ف.ب)

«صفقة نتنياهو»: السيادة على المستوطنات مقابل إنهاء الحرب

تُعِدّ حكومة نتنياهو خطة استراتيجية لإجهاض حل الدولتين بفرض السيادة الإسرائيلية على أجزاء واسعة من الضفة الغربية وقطاع غزة وتعزيز الاستيطان.

نظير مجلي (تل أبيب)

هوكستين: هناك فرصة للتوصل إلى وقف لإطلاق النار في لبنان قريباً

المستشار الأميركي آموس هوكستين يتحدث بعد اجتماع في القصر الرئاسي اللبناني في بعبدا بلبنان في 27 أكتوبر 2022 (رويترز)
المستشار الأميركي آموس هوكستين يتحدث بعد اجتماع في القصر الرئاسي اللبناني في بعبدا بلبنان في 27 أكتوبر 2022 (رويترز)
TT

هوكستين: هناك فرصة للتوصل إلى وقف لإطلاق النار في لبنان قريباً

المستشار الأميركي آموس هوكستين يتحدث بعد اجتماع في القصر الرئاسي اللبناني في بعبدا بلبنان في 27 أكتوبر 2022 (رويترز)
المستشار الأميركي آموس هوكستين يتحدث بعد اجتماع في القصر الرئاسي اللبناني في بعبدا بلبنان في 27 أكتوبر 2022 (رويترز)

صرّح المبعوث الأميركي الخاص إلى لبنان آموس هوكستين للصحافيين في البيت الأبيض، الثلاثاء، أن «هناك فرصة» لتأمين وقف إطلاق النار بين إسرائيل و«حزب الله» قريباً وأنه «متفائل» بشأن احتمالات مثل هذا الاتفاق.

التقى هوكستين في وقت سابق، الثلاثاء، في البيت الأبيض مع وزير الشؤون الاستراتيجية الزائر رون ديرمر الذي قدم موقف إسرائيل المحدث بشأن اقتراح وقف إطلاق النار المطروح حالياً على طاولة المفاوضات، وفق ما نقلته صحيفة «تايمز أوف إسرائيل» الإسرائيلية.

صرّح هوكستين للصحافيين أن الولايات المتحدة ستنتظر الآن سماع رد من الجانب اللبناني.

ويقول المبعوث الأميركي هوكستين إنه لن يحتاج بالضرورة إلى القيام برحلة أخرى إلى المنطقة من أجل تأمين صفقة. وأكد أنه لن يكون هناك أي تدخل روسي في الاتفاق وسط تقارير تفيد بأن المساعدة من موسكو تم طلبها لضمان عدم تمكُّن إيران من مواصلة نقل الأسلحة إلى «حزب الله» عبر سوريا.