«حرب باردة» داخل «الإطار التنسيقي» على الانتخابات المحلية العراقية

فريق شيعي يدفع إلى اقتراع مبكر العام المقبل

قوى «الإطار التنسيقي» خلال أحد اجتماعاتها بحضور السوداني في فبراير الماضي (واع)
قوى «الإطار التنسيقي» خلال أحد اجتماعاتها بحضور السوداني في فبراير الماضي (واع)
TT

«حرب باردة» داخل «الإطار التنسيقي» على الانتخابات المحلية العراقية

قوى «الإطار التنسيقي» خلال أحد اجتماعاتها بحضور السوداني في فبراير الماضي (واع)
قوى «الإطار التنسيقي» خلال أحد اجتماعاتها بحضور السوداني في فبراير الماضي (واع)

توقف قليلاً نشاط أحزاب «الإطار التنسيقي» العراقي لتشكيل تحالفاتها لانتخابات مجالس المحافظات، بفعل انقسام بين تيارين داخل «الإطار»؛ أحدهما يصر على إجراء الاقتراع المحلي في موعده، والثاني يحاول إلغاءه والذهاب إلى انتخابات تشريعية مبكرة العام المقبل، وفق ما قالت مصادر عليمة لـ«الشرق الأوسط».

ومن المفترض أن تجري الانتخابات المحلية في نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل، لاختيار مجالس محلية في 15 محافظة، باستثناء محافظات إقليم كردستان الثلاث: أربيل، دهوك، والسليمانية. وستكون هذه أول انتخابات محلية، منذ أبريل (نيسان) 2013. وقبل ذلك أُجريت انتخابات مجالس المحافظات في عام 2009.

وتحدثت المصادر عن نزاع داخلي نشب بين قوى «الإطار»، بسبب محاولات تأجيل أو إلغاء انتخابات مجالس المحافظات، من قِبَل قوى شيعية تدعم رئيس الحكومة محمد شياع السوداني.

وبسبب هذا النزاع، فإن عدداً من الأحزاب الكبيرة داخل الإطار أعادت النظر في حساباتها الانتخابية، وأوقفت مؤقتاً خطط التحالفات.

حقائق

15 محافظة عراقية

على موعد مع الانتخابات المحلية نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل، باستثناء محافظات إقليم كردستان الثلاث: أربيل، دهوك، والسليمانية.

وتفترض هذه القوى (أبرزها «عصائب أهل الحق») أن انتخابات مجالس محلية من شأنها تحجيم نفوذ حليفها السوداني، لأنه سيكون بمواجهة مع توازن سياسي مختلف بعد الانتخابات، وقد تخرج محافظات عن سيطرته لصالح أحزاب شيعية منافسة.

وتدفع هذه القوى إلى إلغاء مجالس المحافظات، والمضي إلى انتخابات تشريعية مبكرة يسفر عنها برلمان جديد، ويبدو أن الحكومة حازت على ميزانية ضخمة مستعدة أكثر لحشد جمهور شيعي لمصلحتها.

ومن المفترض أن تسفر مجالس المحافظات المنتخَبة عن اختيار محافظين جدد لديهم صلاحيات الإقالة والتعيين وإقرار خطة صرف الموازنة المالية، وفقاً للدستور النافذ في البلاد.

وتفيد المصادر بأن جبهة السوداني تدرك تماماً أن رئيس الوزراء الأسبق نوري المالكي يستعد جيداً لهذه الانتخابات، ويخطط لفرض سيطرته على محافظات في الوسط والجنوب.

أنصار «الإطار التنسيقي» يرفعون صورة المالكي خلال مظاهرة بالقرب من المنطقة الخضراء في بغداد 12 أغسطس الماضي (إ.ب.أ)

وأكدت المصادر أن فريق المالكي الانتخابي حدد جملة أهداف من الانتخابات المحلية، من بينها الاستحواذ على جميع مقاعد العاصمة بغداد.

وقال قيادي في ائتلاف «دولة القانون» لـ«الشرق الأوسط»، إن «ائتلاف المالكي لن يسمح بإلغاء الانتخابات المحلية، ويصر على إجرائها في موعدها».

وقرر ائتلاف المالكي خوض الانتخابات بقائمة منفردة في جميع المدن، بعدما رفض نزول «الإطار التنسيقي» في قائمة موحدة، أو التحالف مع آخرين.

ومن المرجَّح أن يتصاعد الخلاف بين فريقي المالكي والسوداني بشأن الانتخابات من الآن وحتى شهر سبتمبر (أيلول) المقبل، لكن الجبهة التي تريد إلغاء الانتخابات المحلية عليها فعل الكثير سياسياً وقانونياً.

ويتوقع عضو في تحالف «الفتح»، الذي يقوده هادي العامري، أن يؤدي إلغاء الانتخابات المحلية إلى تفكك «الإطار التنسيقي»، أو، في أفضل الأحوال، انسحاب المالكي منه مع آخرين.

وأشار العضو، الذي يقول إنه حضر «اجتماعات ساخنة» بشأن الانتخابات، إلى أن «حرباً باردة تنشب بين أجنحة التيار أساسها التنافس على التمثيل السياسي للمكوّن الشيعي، إذ لا يزال الاعتقاد أنها الفرصة المثلى بغياب زعيم التيار الصدري» مقتدى الصدر.


مقالات ذات صلة

العراق: مساعٍ لتطوير المؤسسة العسكرية

المشرق العربي جنديان عراقيان مع آلية يقفان عند نقطة حراسة على الحدود العراقية - السورية 5 ديسمبر 2024 (أ.ف.ب)

العراق: مساعٍ لتطوير المؤسسة العسكرية

كشفت لجنة الأمن والدفاع في البرلمان العراقي عن الحاجة لتطويع عشرات الآلاف بالجيش وسط تحديات أمنية إقليمية.

حمزة مصطفى (بغداد)
المشرق العربي تحذيرات عراقية من عودة «داعش»

تحذيرات عراقية من عودة «داعش»

تخشى بغداد أن يعيد «داعش» تنظيم صفوفه بعدما استولى على كميات من الأسلحة نتيجة انهيار الجيش السوري.

حمزة مصطفى (بغداد)
المشرق العربي رئيس وزراء العراقي محمد شياع السوداني (د.ب.أ)

السوداني يعلن استئناف عمل بعثة العراق الدبلوماسية في دمشق

أعلن رئيس الحكومة العراقية محمد شياع السوداني مساء الخميس أن البعثة الدبلوماسية العراقية «فتحت أبوابها وباشرت مهامها في دمشق».

«الشرق الأوسط» (بغداد)
المشرق العربي صورة متداولة لحافلات سورية وصلت إلى الحدود العراقية لنقل الجنود

بغداد تعيد المئات من الجنود السوريين إلى بلادهم بالتنسيق مع دمشق

أعلنت السلطات العراقية، اليوم الخميس، أنها باشرت إعادة المئات من الجنود السوريين إلى بلادهم.

حمزة مصطفى (بغداد)
المشرق العربي اهتمام لافت باستقبال ولي العهد السعودي لرئيس الوزراء العراقي في الخيمة

بغداد تواصل مساعيها لتطويق تداعيات الأزمة السورية

يتحرك العراق داخلياً وخارجياً من أجل تطويق الأزمة السورية وتداعياتها.

حمزة مصطفى (بغداد)

حليفان للشرع للخارجية والدفاع... وضم امرأة

سوريون ينتظرون أمام مركز في حي المزة بدمشق لتسوية أوضاعهم أمس (إ.ب.أ)
سوريون ينتظرون أمام مركز في حي المزة بدمشق لتسوية أوضاعهم أمس (إ.ب.أ)
TT

حليفان للشرع للخارجية والدفاع... وضم امرأة

سوريون ينتظرون أمام مركز في حي المزة بدمشق لتسوية أوضاعهم أمس (إ.ب.أ)
سوريون ينتظرون أمام مركز في حي المزة بدمشق لتسوية أوضاعهم أمس (إ.ب.أ)

خارج المخيمات باشر القائد العام للحكم الجديد في سوريا، أحمد الشرع، رسم معالم حكومته الأولى بعد سقوط نظام الرئيس بشار الأسد. ومنح الشرع منصب وزير الخارجية في الحكومة المؤقتة لحليف وثيق له من مؤسسي «هيئة تحرير الشام» هو أسعد حسن الشيباني، ووزير الدفاع لحليف آخر هو مرهف أبو قصرة (أبو الحسن 600)، فيما ضم أول امرأة لحكومته هي عائشة الدبس التي خُصص لها مكتب جديد يُعنى بشؤون المرأة.

وجاءت هذه التعيينات في وقت باشرت فيه حكومات أجنبية اتصالاتها مع الحكم الجديد في دمشق وغداة إعلان الولايات المتحدة أنَّها رفعت المكافأة التي كانت تضعها على رأس الشرع بتهمة التورط في الإرهاب، البالغة 10 ملايين دولار.

وعقد الشرع اجتماعاً موسعاً أمس مع قادة فصائل عسكرية «نوقش فيه شكل المؤسسة العسكرية في سوريا الجديدة»، بحسب ما أعلنت القيادة العامة التي يقودها زعيم «هيئة تحرير الشام».

وتزامنت هذه التطورات مع إعلان «الجيش الوطني» المتحالف مع تركيا أنَّ مقاتليه يتأهبون لمهاجمة «الوحدات» الكردية شرق الفرات، في خطوة يُتوقع أن تثير غضباً أميركياً. وفي هذا الإطار، برز تلويح مشرعين أميركيين من الحزبين الجمهوري والديمقراطي بفرض عقوبات على تركيا إذا هاجمت الأكراد السوريين.