«الضعف السمعي الحسي العصبي»... التشخيص والعلاج

يؤثر على التطور اللغوي السليم للأطفال

«الضعف السمعي الحسي العصبي»... التشخيص والعلاج
TT

«الضعف السمعي الحسي العصبي»... التشخيص والعلاج

«الضعف السمعي الحسي العصبي»... التشخيص والعلاج

الضعف السمعي هو اضطراب ناتج عن خلل في عملية السمع الطبيعي. وينقسم إلى ثلاثة أنواع: ضعف سمعي توصيلي، وضعف سمعي حسي عصبي، وضعف سمعي مختلط.

أنواع الضعف السمعي

الضعف السمعي التوصيلي، عبارة عن ضعف سمعي ناتج عن مشاكل في الأذن الوسطى من دون أي خلل في الأعصاب. وأكثر أنواع هذا الضعف يمكن معالجتها دوائياً مثل التهابات الأذن الوسطى. أما الضعف السمعي الحسي العصبي، فهو عبارة عن ضعف سمعي ناتج عن خلل في الخلايا الحسية أو الألياف العصبية للأذن الداخلية، وبالتالي لا تتحول الموجات الصوتية إلى مؤشرات كهربائية ونبضات عصبية، ولن تصل إلى الدماغ الذي من ضمن وظائفه فهم هذه المؤشرات.

وقد يكون ضعف السمع جزئياً أو كلياً. وعادة، وحسب درجة وشدة الضعف السمعي، يكون التدخل العلاجي باستخدام المعينات السمعية أو زراعة القوقعة. أما الضعف السمعي المختلط، فهو عبارة عن ضعف سمعي يشمل النوعين معاً، الضعف السمعي الحسي العصبي والتوصيلي.

التقت «صحتك» الدكتورة نهلة أحمد دشاش استشارية اضطرابات التخاطب وحاصلة على زمالة المنظمة الأميركية للنطق واللغة والسمع ومديرة الخدمات العلاجية بمركز جدة للنطق والسمع، وأوضحت أن «الضعف السمعي الحسي العصبي» يؤثر بشكل مباشر على التطور اللغوي السليم للأطفال، وقد كان أحد المواضيع البارزة التي ناقشها المؤتمر السنوي الـ22 الذي أقامه مركز جدة للنطق والسمع في شهر مايو (أيار) الماضي 2023 بعنوان «نهج تكاملي متعدد التخصصات تأهيل الاضطرابات التواصلية والنفسية والسلوكية وأمراض الأنف والأذن والحنجرة: آخر المستجدات وطرق العلاج الحديثة»، وسوف نركز عليه في هذا اللقاء.

وأضافت أن درجة الضعف السمعي تقاس بمقياس الديسيبل، فدرجة السمع الطبيعية تتراوح من 5 إلى 20 ديسيبل، أما الضعف السمعي الطفيف فتتراوح درجته من 21 إلى 40 ديسيبل، والضعف السمعي البسيط تتراوح درجته من 41 إلى 54 ديسيبل، والفقدان السمعي المتوسط تتراوح درجته من 55 إلى 69 ديسيبل، والفقدان السمعي الشديد تتراوح درجته من 70 إلى 89 ديسيبل، أما الفقدان السمعي الشديد جداً فتتراوح درجته من 90 ديسيبل أو أكثر ويعد هذا الشخص أصم.

حلول علاجية

- للأطفال ضعاف السمع. تقول الدكتورة دشاش: غالباً ما تكون المعينات السمعية الحل الأمثل للحالات التي يكون فيها الضعف السمعي من طفيف إلى متوسط، حيث تقوم المعينات السمعية بتضخيم الأصوات إلى مستوى يمكن سماعه من قِبل الأشخاص الذين يعانون من هذا الضعف. أما غرسة - زراعة القوقعة، فغالباً ما تكون الحل الأمثل لحالات الضعف السمعي الذي تتراوح درجته من متوسط إلى شديد جداً، وهي تختلف كليا عن المعين السمعي، حيث تتجاوز غرسة القوقعة الأجزاء التالفة من الأذن، وتقوم بتحفيز العصب السمعي مباشرة.

بالنسبة للأطفال المولودين من دون حاسة سمع أو بضعف في السمع من متوسط إلى شديد جداً، فغالباً ما تساعد غرسات القوقعة في تطوير مهاراتهم في مراحل نموهم المختلفة وتجعلهم يتفاعلون بنشاط أكثر في العالم المسموع، إلا أن هذا الأمر يتطلب تأهيلاً مكثفاً وتعاوناً كاملاً من الوالدين.

- للكبار ضعاف السمع. وبالنسبة للكبار، فإن زراعة القوقعة تساعد الذين فقدوا السمع بسبب كبر السن أو لأي سبب آخر بعد اكتسابهم لمهارات اللغة. وفي تلك الحالتين ومع التأهيل المناسب تكون الاستفادة من الغرسة المزروعة جيدة.

يمكن أن توفر المعينات السمعية وغرسة القوقعة والأجهزة السمعية الأخرى إمكانية سماع الطفل الذي لديه ضعف سمعي للغة المنطوقة. إلا أن المعينات السمعية لا تصلح السمع بالطريقة التي تصلح فيها النظارات عجز الرؤية. فما يسمعه الشخص من خلال أداة سمعية مساعدة ليس على الأرجح ما يسمعه الشخص العادي من خلال حاسة السمع. فقد يسمع الطفل ما يقال، لكنه قد لا يفهم الرسالة بسبب العديد من العوامل، مثل عدم سماع جميع الأصوات الكلامية، أو وجود ضجيج في الخلفية، أو سماعه لمفردات غير مألوفة بالنسبة له، أو تأخر تطور اللغة، أو عدم اعتياده على الشخص الذي يتحدث.

ويمكن تحسين فهم الطفل ضعيف السمع للغة المنطوقة من خلال جلسات التأهيل السمعي الذي يقوم بها اختصاصي النطق واللغة - التخاطب، والذي يركز فيها على بناء مهارات الطفل السمعية - الاستماع، وذلك من خلال تعليمه استراتيجيات الاستماع، التي بدورها تزيد من استفادة الطفل من المعينات السمعية أو غرسات القوقعة المزروعة.

- فرق متخصصة. عادة، يعتمد استخدام المعينات السمعية أو غرسة القوقعة على قرار فريق متعدد التخصصات يختلف بحسب عمر وحالة المريض بشكل عام الذي قد يتكون من (اختصاصي السمعيات وأخصائي النطق واللغة - التخاطب والوالدين)، وقد يشمل متخصصين آخرين مثل (طبيب الأنف والأذن والحنجرة، طبيب المخ والأعصاب، طبيب الأطفال، اختصاصي نفسي). وحين يتم ترجيح زراعة القوقعة من قبل اختصاصي السمعيات واختصاصي النطق واللغة - التخاطب يتم تحويل الطفل إلى فريق - لجنة زراعة القوقعة، والتي قد تتكون من اختصاصي السمعيات، واختصاصي النطق واللغة - التخاطب، وطبيب الأنف والأذن والحنجرة، وطبيب المخ والأعصاب، وطبيب الأطفال، واختصاصي نفسي، وطبيب الأمراض الوراثية، والممرضة، والوالدين)، وذلك بحسب المستشفى والحالة.

بروتوكول عالمي لفحص السمع

أضافت الدكتورة دشاش أن موضوع الضعف السمعي قد نوقش في حلقتي نقاش بالمؤتمر، الأولى حول غرسة - زراعة القوقعة، أما الثانية فكانت عن السلوكيات السلبية التي قد يقوم بها الأطفال ضعاف السمع. وقد كانت حلقة النقاش الخاصة بغرسة - زراعة القوقعة بعنوان «رحلة طفل ذي قوقعة مزروعة» دارت حول أهمية الكشف المبكر للسمع لدى الأطفال، ومن ثم تقديم التدخل المبكر اللازم، والذي يشمل المعينات السمعية، وزراعة القوقعة، والتأهيل السمعي اللفظي - اللغوي. أكد المؤتمر على الآتي:

1- اتباع البروتوكول العالمي: ضرورة القيام بالمسح السمعي للأطفال في أول خمسة أيام من الولادة، أي يجب عمل المسح السمعي للأطفال في أول شهر، ومن ثم يجب التأكد من وجود الضعف السمعي بحد أقصى في أول ثلاثة شهور. وفي عمر الستة شهور يكون الطفل قد تم تقديم العلاج المناسب له، مثل تركيب المعينات السمعية أو أي نوع من التدخل العلاجي. إلا أن الهدف الجديد هو أن يكون التشخيص في أول ستة أسابيع من عمر الطفل، حيث يبدأ التدخل العلاجي قبل الثلاثة أشهر الأولى، والغرض من ذلك محاولة استغلال الفترة الأولى من عمر الطفل لتنشيط الخلايا العصبية والدماغية المسؤولة عن السمع.

2- في حال اجتاز الطفل المسح السمعي: مع وجود بعض عوامل الخطر مثل وجود تاريخ أسري بالضعف السمعي وزواج للأقارب، فيتوجب في هذه الحالة إحالة الطفل لعيادة السمعيات للمتابعة، وإعادة الفحص السمعي بعد إكمال الطفل عامه الأول.

3- في حال تأكد وجود ضعف سمعي عند الطفل: سواء كان بعد الفحص السمعي الأولي بعد الولادة مباشرةً أو بعد إعادة الفحص السمعي بعد خمسة أسابيع من بعد الولادة أو بعد عام في حال وجود عوامل خطر، أو في أي مرحلة من المراحل، يجب أن يقوم الطفل باستخدام المعينات السمعية بعد التشخيص، وضرورة تقديم الإرشاد والتوجيه للأهل عن طريق تقديم المشورة المناسبة والدعم النفسي. وضرورة القيام بالفحص الجيني المبكر لاستباق التأخر العلاجي.

4- عمل تقييم مهارات الطفل السمعية: وعلى الرغم من عدم وجود اختبارات مقننة لتقييم المهارات السمعية والأطفال المصابين بالضعف السمعي، فإنه يمكن مقارنة أدائهم السمعي بجدول التطور الطبيعي للمهارات السمعية، مثل بداية سن ظهور مهارة الانتباه للأصوات والمناغاة. كما يجب تدريب الأهل على أساليب التحفيز اللغوي في بداية مرحلة التأهيل.

زراعة القوقعة

- معايير زراعة القوقعة. إن معايير اختيار التدخل العلاجي عن طريق غرسة - زراعة القوقعة تختلف في الأطفال عن الكبار، فمثلاً بالنسبة للكبار فإن أحد معايير الاختيار هو أن يكون الشخص الكبير قد فقد السمع بعد اكتساب اللغة، أما بالنسبة للأطفال فتشمل المعايير أن يكون الطفل يعاني من ضعف سمعي حسي عصبي من شديد إلى شديد جداً في الترددات الوسطى والعليا، وأن يكون لم يستفد من المعينات السمعية من ناحية بناء مهارات السمع واللغة مع الاستخدام المنتظم لها، وألا يكون لدى الطفل مشاكل صحية أو تشوه في القوقعة.

وفي حال اتخاذ الفريق قرار زراعة القوقعة، فعادة ما يُوصى باستخدام المعينات السمعية لمدة ثلاثة إلى ستة أشهر حتى يعتاد على استخدام المعينات السمعية، وأن يبدأ بسماع بعض الأصوات المحيطة به. ويفضل القيام بالزراعة الثنائية للقوقعة لكي يستفيد الطفل أكثر من الناحية السمعية، ومن ناحية تمييز مصدر الصوت، ولتسهيل عملية التأهيل السمعي، حيث إنه إذا كانت زراعة أحادية، ومن ثم تمت عملية الزرع الثانية فسوف تكون عملية التأهيل أصعب، إلا أنه يجب التأكد من سلامة الطفل من أي اضطرابات نمائية أو جينية. وأخيراً فإن قرار إجراء زراعة ثنائية يكون على الأغلب لتحسين جودة حياة الطفل، ولاستغلال المرونة الدماغية في هذه السن.

- مرحلة ما بعد الزراعة. بعد إجراء عملية غرسة - زراعة القوقعة يتم على الأغلب وضع الجهاز الخارجي لجهاز القوقعة الإلكترونية بعد أسبوعين إلى ثلاثة أسابيع من العملية، وتختلف المدة من طفل لآخر، وعلى حسب التئام الجرح، وعلى حسب توصية الجراح. كما يجب توجيه وإرشاد أفراد الأسرة وتثقيفهم حول الجهاز السمعي وطريقة استخدامه والعناية به. في هذه المرحلة، يكون دور الجراح في العادة أقل بعد الزراعة، لكن يجب على الوالدين الانتباه لمكان العملية في الفترة الأولى بعد الزراعة، وملاحظة وجود أي احمرار أو التهاب في مكان العملية، حيث يجب التواصل مع الجراح في هذه الحالة أو أي حالات طارئة متعلقة بالجراحة.

وخلال أول زيارة للطفل لاختصاصي السمعيات المسؤول عن برمجة الجهاز، فإنه يقوم ببرمجة الصوت لحد منخفض؛ لأن من المهم أن يعتاد الطفل على لبس الجهاز، وفي كل زيارة يتم رفع الصوت إلى المستوى المرغوب لكيلا يرفض الطفل الجهاز. ومن المهم أيضا في هذه المرحلة المتابعة مع أخصائي النطق واللغة - التخاطب، والذي يبدأ مرحلة التأهيل السمعي اللفظي للطفل من خلال تقييم المهارات السمعية للطفل عن طريق مقارنتها بجدول مراحل تطور الطفل الطبيعي، ومن ثم البدء بالتأهيل، والذي يفضل أن يكون من خلال جلسات مكثفة من جلستين إلى ثلاث مرات في الأسبوع، وبعد مرحلة معينة يمكن التقليل من كثافة الجلسات. ويلعب الوالدان دوراً مهماً جداً في متابعة وتدريب الطفل على مهارات الاستماع في بيئة الطفل الطبيعية ومن خلال روتيناته اليومية.

*استشاري طب المجتمع


مقالات ذات صلة

سمنة البطن مع وزن طبيعي للجسم... مشكلة صحية تستدعي الاهتمام

صحتك سمنة البطن مع وزن طبيعي للجسم... مشكلة صحية تستدعي الاهتمام

سمنة البطن مع وزن طبيعي للجسم... مشكلة صحية تستدعي الاهتمام

تعتمد الأوساط الطبية بالعموم في تحديد «مقدار وزن الجسم» على عدد الكيلوغرامات بوصفه «رقماً»

د. حسن محمد صندقجي (الرياض)
صحتك الحياة الخاملة ترفع ضغط الدم لدى الأطفال

الحياة الخاملة ترفع ضغط الدم لدى الأطفال

كشفت أحدث دراسة تناولت العوامل المؤثرة على ضغط الدم، عن الخطورة الكبيرة للحياة الخاملة الخالية من النشاط على الصحة بشكل عام، وعلى الضغط بشكل خاص.

د. هاني رمزي عوض (القاهرة)
صحتك الصداع النصفي: خيارات العلاج المستهدف

الصداع النصفي: خيارات العلاج المستهدف

الصداع النصفي ليس مجرد صداع عادي يعاني منه الجميع في وقتٍ ما، بل هو اضطراب عصبي معقد يمكن أن يُشعر المريض وكأن العالم قد توقف.

د. عبد الحفيظ يحيى خوجة (جدة)
صحتك استشارات طبية: المغنيسيوم والنوم... وعدم تحمّل دواء خفض الكوليسترول

استشارات طبية: المغنيسيوم والنوم... وعدم تحمّل دواء خفض الكوليسترول

ما تأثير تناول المغنيسيوم الغذائي بالعموم، أو أقراص مكملات المغنيسيوم، على النوم؟

د. حسن محمد صندقجي
صحتك تعريض الجسم للبرودة الشديدة قد يساعد الشخص على النوم بشكل أفضل (رويترز)

تعريض جسمك للبرودة الشديدة قد يساعدك على النوم بشكل أفضل

كشفت دراسة جديدة عن أن تعريض الجسم للبرودة الشديدة قد يساعد الشخص على النوم بشكل أفضل.

«الشرق الأوسط» (أوتاوا)

دراسة: الحروب تلحق أضراراً بالحمض النووي للأطفال

أطفال سوريون في مخيم ببلدة سعد نايل في منطقة البقاع (أ.ف.ب)
أطفال سوريون في مخيم ببلدة سعد نايل في منطقة البقاع (أ.ف.ب)
TT

دراسة: الحروب تلحق أضراراً بالحمض النووي للأطفال

أطفال سوريون في مخيم ببلدة سعد نايل في منطقة البقاع (أ.ف.ب)
أطفال سوريون في مخيم ببلدة سعد نايل في منطقة البقاع (أ.ف.ب)

خلصت دراسة جديدة إلى أن الأطفال الذين يعيشون في بلدان تمزقها الحروب لا يعانون فقط من مشكلات في الصحة النفسية بل من المحتمل أيضاً أن يتعرضوا لتغيرات بيولوجية في الحمض النووي (دي إن إيه) يمكن أن تستمر آثارها الصحية مدى الحياة.

وأجرى الباحثون تحليلاً للحمض النووي لعينات لعاب تم جمعها من 1507 لاجئين سوريين تتراوح أعمارهم بين 6 أعوام و19 عاماً يعيشون في تجمعات سكنية عشوائية في لبنان، وراجعوا أيضاً استبيانات أُجريت للأطفال والقائمين على رعايتهم شملت أسئلة عن تعرض الطفل لأحداث مرتبطة بالحرب.

وظهرت في عينات الأطفال الذين تعرضوا لأحداث الحرب تغيرات متعددة في مثيلة الحمض النووي، وهي عملية تفاعل كيميائي تؤدي إلى تشغيل جينات أو تعطيلها.

وقال الباحثون إن بعض هذه التغيرات ارتبطت بالجينات المشاركة في وظائف حيوية مثل التواصل بين الخلايا العصبية ونقل المواد داخل الخلايا.

وقال الباحثون إن هذه التغيرات لم تُرصد لدى مَن تعرضوا لصدمات أخرى، مثل الفقر أو التنمر، ما يشير إلى أن الحرب قد تؤدي إلى رد فعل بيولوجي فريد من نوعه.

وعلى الرغم من تأثر الأطفال من الذكور والإناث على حد سواء، ظهرت في عينات الإناث تأثيرات بيولوجية أكبر، ما يشير إلى أنهن قد يكن أكثر عرضة لخطر التأثيرات طويلة الأمد للصدمة على مستوى الجزيئات.

وقال مايكل بلوس، رئيس الفريق الذي أعد الدراسة في جامعة سري في المملكة المتحدة، في بيان: «من المعروف أن للحرب تأثيراً سلبياً على الصحة النفسية للأطفال، إلا أن دراستنا خلصت إلى أدلة على الآليات البيولوجية الكامنة وراء هذا التأثير».

وأشار بلوس أيضاً إلى أن التعبير الجيني، وهو عملية منظمة تسمح للخلية بالاستجابة لبيئتها المتغيرة، لدى الأطفال الذين تعرضوا للحرب لا يتماشى مع ما هو متوقع لفئاتهم العمرية، وقال: «قد يعني هذا أن الحرب قد تؤثر على نموهم».

وعلى الرغم من محاولات الباحثين لرصد تأثيرات مدى شدة التعرض للحرب، خلصوا في تقرير نُشر يوم الأربعاء في مجلة جاما للطب النفسي إلى أن «من المرجح أن هذا النهج لا يقدر تماماً تعقيدات الحرب» أو تأثير أحداث الحرب المتكررة على الأطفال.

وتشير تقديرات منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسيف) إلى أن نحو 400 مليون طفل على مستوى العالم يعيشون في مناطق صراع أو فروا منها.