قدّم رئيس برلمان سنغافورة ونائبة في البرلمان استقالتهما، الاثنين، بسبب علاقة «غير لائقة» جمعت بين الخمسيني المتزوّج والمرأة الأربعينية العزباء، في ثاني ضربة يتلقّاها الحزب الحاكم، بعدما أوقفت السلطات الأسبوع الماضي وزيراً بتهم فساد.
وقال رئيس الوزراء لي هسين لونغ، إنّه قَبِل استقالة كلّ من رئيس البرلمان تان تشوان جين (54 عاماً) والنائبة تشنغ لي هوي (47 عاماً) «حفاظاً على المستويات العالية من الاستقامة والسلوك الشخصي» لأعضاء حزب «العمل الشعبي».
وأضاف أنّ «علاقة غير لائقة» جمعت بين رئيس البرلمان المتزوج ومرؤوسته العزباء؛ مشيراً إلى أنّ هذه العلاقة استمرّت حتى بعد أن طلب منهما إنهاءها في فبراير (شباط).
وهذه ثاني ضربة يتلقّاها الحزب الحاكم في بضعة أيام.
ويحكم حزب «العمل الشعبي» سنغافورة منذ 64 عاماً من دون انقطاع، ويتباهى بأن حكوماته لم تنغمس في الفساد.
لكنّ الحزب تلقّى الأسبوع الماضي ضربة هزّت صورته لدى الجمهور؛ إذ أعلنت هيئة مكافحة الفساد في المدينة- الدولة، أنّ وزير النقل إس- إيسواران، أوقف في إطار تحقيق نادر يستهدف أحد أكبر أثرياء سنغافورة.
وخرج الوزير من السجن بكفالة، وهو يتعاون مع هيئة مكافحة الفساد في التحقيق الذي تجريه.
وقبل ذلك، تمّ التحقيق مع اثنين من كبار الوزراء في الحكومة، بشأن شبهات بمخالفات في إيجاراتهم لممتلكات سكنية شاسعة في بلد يعاني ندرة في الأراضي.
لكن في النهاية ثبتت براءة كلا الوزيرين من ارتكاب أي مخالفة.
وقال المحلّل السياسي يوجين تان لوكالة «الصحافة الفرنسية»: «إذا نظرنا إلى هذه القضايا مجتمعة، فهذه أخطر أزمة سياسية يتعرّض لها الحزب الحاكم منذ عام 1986، عندما تمّ التحقيق مع وزير التنمية الوطنية بتهم فساد».
وبرأي الأستاذ المساعد في مادة القانون في جامعة سنغافورة للإدارة، فإنّ «ثقة الجمهور في الحزب الحاكم ستتأثّر بشكل كبير. وهذا يضع الحزب الحاكم إلى حدّ كبير في موقف دفاعي».
ومن المفترض أن تتمّ الدعوة إلى انتخابات في موعد أقصاه نوفمبر (تشرين الثاني) 2025.
ويتوقّع أن يرشّح الحزب الحاكم جيلاً أصغر من القادة لتولّي السلطة في المرحلة المقبلة.
وكان رئيس الوزراء قد أعلن في وقت سابق أنّه سيسلّم دفة القيادة لنائبه لورانس وونغ؛ لكنه لم يحدّد موعداً لذلك.
وعن العلاقة الغرامية، قال رئيس الوزراء للصحافيين، إنّ رئيس البرلمان -وهو رجل متزوّج وأب لولدين- عرض عليه الاستقالة في وقت سابق من هذا العام، عندما تحدّث معه حول هذه العلاقة.
وأضاف أنّه وافق يومها على استقالة رئيس البرلمان؛ لكنّ دخول هذه الاستقالة حيّز التنفيذ كان يفترض أن يتمّ بعد اتّخاذ الترتيبات اللازمة لخلافته.
وأكّد رئيس الوزراء أيضاً أنّه طلب يومئذ من رئيس البرلمان إنهاء العلاقة الغرامية: «لكن أخيراً وصلتني معلومات تشير بقوة إلى استمرار العلاقة».
وفي رسالة الاستقالة، قال رئيس البرلمان لرئيس الوزراء، إنّه بحاجة للتنحّي عن السياسة للتركيز على أسرته.
وكتب تان في رسالته: «لقد خذلتهم... أنا بحاجة إلى تحمّل مسؤوليّتهم، وأن أساعد أسرتي في التعافي».